• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

التأمين 2

 

 

التأمين 2

أما الطائفة الاُولى:
فلعدم الوثوق براويها، إن قلت : كيف يمكن لنا أن نرفض روايات أبي هريرة ولا نعتني بها وأنه من أوثق أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وهو أعظم راو ، لأنه روى أكثر من خمسة آلاف حديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله).

قلت: الصحبة لوحدها وكثرة الرواية لا يلزم منهما التوثيق; لأن أدلة العلماء الذين ردّوا روايات أبي هريرة ورفضوها كثيرة وغير قابلة للتأويل، نذكر في هذا المجال بعضاً منها:

1 ـ ذكر المؤرّخون: أنّ عمر بن الخطّاب في سنة 21 أرسل أبا هريرة والياً على البحرين، واُخبر الخليفة بعد ذلك بأنّ أبا هريرة جمع مالاً كثيراً. واشترى خيلاً كثيراً على حسابه الخاصّ، فعزله الخليفة سنة 23 واستدعاه، فلمّا حضر عنده، قال له عمر: يا عدوّ الله وعدوّ كتابه، أسرقت مال الله؟!

فقال : لم أسرق وإنّما هي عطايا الناس لي [1] .

ونقل ابن سعد وابن حجر العسقلاني وابن عبد ربّه، كتبوا: أنّ عمر حينما حاكمه، قال له: يا عدوّ الله! لمّا وليّتك البحرين كنت حافياً لا تملك نعالاً، والآن اُخبرت بأنّك شريتَ خيلاً بألف وستمائة دينار!!

فقال أبو هريرة: عطايا الناس لى وقد أنتجت.

ونقل ابن أبي الحديد، انّه قال، قال أبو جعفر الإسكافي: وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا، غير مرضيّ الرواية، ضربه عمر بالدرّة وقال: قد أكثرتَ من الرواية، أحرى بك أن تكون كاذباً على رسول الله(صلى الله عليه وآله) [2] .

وذكر : أنّ الخليفة عمر بن الخطّاب زجر أبا هريرة، وضربه بالسوط، ومنعه من رواية الحديث ونقله عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقال له: لقد أكثرت نقل الحديث عن النبي(صلى الله عليه وآله) وأحرى بك أن تكون كاذباً على رسول الله(صلى الله عليه وآله)!! وإذا لم تنتهِ عن الرواية عن النبي(صلى الله عليه وآله) لأنفينّك الى قبيلتك دَوس، أو اُبعدك الى أرض القردة [3] .

2 ـ ونقل ابن أبي الحديد عن اُستاذه أبي جعفر الإسكافي ، أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) قال: ألا إنّ أكذب الناس ـ أو قال: أكذب الأحياء ـ على رسول الله(صلى الله عليه وآله) أبو هريرة

الدوسي [4] .

3 ـ وذكر ابن قتيبة والحاكم والذهبي ومسلم : أنّ عائشة كانت تقول مرّات وكرّات: أبو هريرة كذّاب، وقد وضع وجعل أحاديث كثيرة عن لسان النبي(صلى الله عليه وآله)!! [5] .

4 ـ إنّ شيوخ المعتزلة وعلماء المذهب الحنفي كلّهم رفضوا مرويّاته وردّوها، وأعلنوا أنّ كلّ حكم وفتوىً صدرت على أساس رواية عن طريق أبي هريرة، باطل وغير مقبول [6] .

وكان أبو حنيفة يقول: أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) كلّهم عندي ثقات وعدول، والحديث الواصل عن طريقهم عندي صحيح ومقبول، إلاّ الأحاديث الواصلة عن طريق أبي هريرة وأنس بن مالك وسمرة بن جندب، فلا أقبلها، وهي مردودة ومرفوضة [7] .

ومن هذه حاله كيف يسكن إليه في النقل؟

أما الطائفة الثانية: فهي كالآتي:
أ ـ ما جاء في سنن ابن ماجة [8] .

1 ـ حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا حُمَيْد بن عبدالرحمن، حدثنا ابن أبي ليلى، عن سلمة بن كهيل، عن حجيّة بن عديّ، عن عليّ، قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)إذا قال: «ولا الضالين» قال: «آمين».

2 ـ حدّثنا محمد بن الصّباح، وعمّار بن خالد الواسطي، قالا: حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي اسحاق، عن عبدالجبار بن وائل، عن أبيه قال: صلّيت مع النبي(صلى الله عليه وآله) فلما قال: «ولا الضالين» قال: «آمين». فسمعناها منه.

3 ـ حدّثنا اسحاق بن منصور، أخبرنا عبدالصمد بن عبدالوارث، حدثنا حماد بن سلمة حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن عائشة عن النبي(صلى الله عليه وآله)قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السّلام والتأمين».

4 ـ حدثنا العبّاس بن الوليد الخلاّل الدمشقي، حدثنا مروان بن محمّد، وأبو مُسهر، قالا: حدثنا خالد بن يزيد بن صبيح المرِّيُّ، حدثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) «ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على آمين. فاكثروا من قول آمين».

أما الرواية الاُولى: قال بشّار عوّاد: إسناده ضعيف لضعف حميد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى فإنّه كان سيّئ الحفظ جداً [9] .

قال شعبة : ما رأيت أسوأ حفظاً من ابن أبي ليلى [10] .

وأما بالنسبة الى حجية ابن عدي ، قال أبو حاتم: شيخ لا يحتجّ بحديثه، شبيه بالمجهول [11] .

أما الرواية الثانية: قال بشّار عوّاد: إسناده ضعيف لانقطاعه، عبدالجبار بن وائل بن حجر لم يسمع من أبيه [12] .

قال البخاري: محمد بن حجر ولد بعد ] موت [ أبيه بستة أشهر [13] .

قال ابن حبّان : عبدالجبّار بن وائل ، فإنّه ولد بعد موت أبيه بستّة أشهر، مات وائل ابن حجر واُمّ عبدالجبّار حامل به، وهذا ضرب من المنقطع الذي لا تقوم به الحجّة [14] .

أما الرواية الثالثة: فقد جاء في سندها من لا يصح الاحتجاج به، وهو سهيل بن أبي صالح. «قال الدوري عن ابن معين: سهيل بن أبي صالح والعلاء بن عبدالرحمن حديثهما قريب من السواء وليس حديثهما بحجّة، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به [15] .

أما الرواية الرابعة: قال بشّار عوّاد: إسناده ضعيف جداً، قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لاتّفاقهم على ضعف طلحة بن عمرو. قلت: طلحة بن عمرو متروك فحديثه ضعيف جداً» [16] .

قال ابن معين في تاريخه : سمعت يحيى يقول: طلحة ابن عمرو ضعيف [17] .

قال ابن سعد: طلحة بن عمرو توفي بمكّة سنة اثنتين ومائة ، وكان كثير الحديث ، ضعيفاً جداً [18] .

ب ـ ما جاء في سنن أبي داود [19] :

1 ـ حدّثنا محمّد بن كثير، أخبرنا سفيان عن سلمة، عن حجر أبي العنبس الحضرمي، عن وائل بن حجر، قال: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا قرأ ولا الضالّين قال: «آمين» ورفع بها صوته.

2 ـ حدثنا مخلد بن خالد الشعيري: حدثنا ابن نمير حدثنا علي بن صالح عن سلمة

ابن كهيل ، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر: أنّه صلّى خلف رسول الله(صلى الله عليه وآله)فجهر بآمين وسلّم عن يمينه وعن شماله حتّى رأيت بياض خدّه.

3 ـ حدثنا اسحاق بن إبراهيم بن راهويه: أخبرنا وكيع عن سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن بلال أنّه قال: يا رسول الله! لا تسبقني بآمين.

4 ـ حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي ومحمود بن خالد قالا، حدثنا الفريابي عن صبيح بن محرز الحمصي، حدثني أبو مصبح المقرائي، قال: كُنّا نجلس الى أبي زهير النميري، وكان من الصحابة ، فيتحدث أحسن الحديث فإذا دعا الرجل منّا بدعاء، قال: اختمه بآمين، فإنّ آمين مثل الطابع على الصحيفة. قال أبو زهير: اُخبركم عن ذلك، خرجنا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألحّ في المسألة، فوقف النبي(صلى الله عليه وآله) يستمع منه. فقال النبي(صلى الله عليه وآله): «أوجب إن ختم» ، فقال رجل من القوم بأيّ شيء يختم، فقال: «بآمين، فإنّه إن ختم بآمين فقد أوجب»، فانصرف الرجل الذي سأل النبي(صلى الله عليه وآله)، فأتى الرّجل، فقال: اختم يا فلان بآمين وأبشر وهذا لفظ محمود.

قال أبو داود: والمقرائي قبيل من حِمْيَر.

أما الرواية الاُولى: فقد اختلف في سندها ، «قال الحافظ في التلخيص: سنده صحيح، وصححه الدارقطني وأعله ابن القطان، بحجر بن عنبس وأنه لا يعرف» [20] .

أما الرواية الثانية: فقد جاء في سندها علي بن صالح، والصواب هو العلاء بن صالح، كما قال صاحب تهذيب الكمال [21] ، وهو الذي اختلف في وثاقته. قال ابن معين وأبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن المديني: روى أحاديث مناكير... وقال البخاري: لا يتابع [22] .

وقال ابن حجر العسقلاني في «التقريب»: صدوق له أوهام [23] .

أما الرواية الثالثة: فقد جاء في سندها عاصم الأحول.

قال ابن حبان: كان يحيى بن سعيد قليل الميل إليه، وقال ابن ادريس: رأيته أتى السوق فقال اضربوا هذا فلا أروي عنه شيئاً، وتركه وهيب لأنّه أنكر بعض سيرته [24] .

أما الرواية الرابعة: فقد جاء في سندها أبو مصبح المقرائي، وهو ممن لا يحتج بحديثه، قال أبو حاتم الرازي: أنه غير معروف بكنيته فكيف يعرف اسمه؟ وذكر له أبو عمرو والنمري هذا الحديث، وقال ليس إسناده بالقائم» [25] .

ج ـ وأمّا ما جاء في سنن الترمذي [26] :

1 ـ حدثنا بندار محمّد بن بشّار، حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، قال : سمعت النبي(صلى الله عليه وآله)قرأ: (غير المغضوب عليهم ولا الضّالين)، وقال «آمين»، ومدّ بها صوته.

2 ـ قال أبو عيسى: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان، حدثنا عبدالله بن نمير، حدثنا العلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر عن النبي(صلى الله عليه وآله) نحو حديث سفيان عن سلمة بن كهيل.

أمّا الرواية الاُولى: فقد جاء في سندها بندار وهو عند البعض ليس بحجّة.

متهم كذّبه الفلاس، قال عبدالله الدّورقي: كنّا عند يحيى بن معين فجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه ورأيت القواريري لا يرضاه [27] .

وأمّا الرواية الثانية: فهي من حيث السند تامة ولكنها معارضة برواية شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر بن العنبس عن علقمة بن وائل، عن أبيه: أنّ النبي(صلى الله عليه وآله)قرأ (غير المعضوب عليهم ولا الضالّين) فقال «آمين» ، وخفض بها صوته [28] .

لأنّ الرواية الثانية تقول: مدّ بها صوته، وهذه تقول: خفض بها صوته.

قال أبو عيسى: وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، فقال: حديث سفيان في هذا أصحّ [29] .

فإذن الروايتان تتعارضان وتتساقطان.

الى هنا تم الكلام واتّضح إن هذه الأحاديث غير تامّة سنداً .

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page