روى الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الفضائل بسنده عن عمرو بن موسى عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالب قال : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس إياي فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة، أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا، وذرارينا خلف أزواجنا، وشيعتنا من ورائنا. (أحمد بن حنبل كتاب فضائل الصحابة ج2 ص624 رقم 1068 نشر جامعة أم القرى بمكة المكرمة 1983) .
أقول بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى :
إنّ أوّل ما يستفاد من هذا الحديث هو أنّ عليّ بن أبي طالب كان محسوداً في زمن النبي (ص)، ولا زال حسد الناس إياه يتعاظم حتى لم يجد بداً من أن في ذلكيشكو ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يشكّك النبي الأكرم ولا راجع علياً (ع)،بل قابله بما يسلّيه ويزيده صبرا وثباتاً، وكأنه يقول له:يا عليّ، إنّي أعلم ذلك،لكنّه لا يضرّك شيئاً، فإنّك رابع أربعة أوّل من يدخل الجنة.
والأمر الثاني الذي يستفاد من هذا الحديث هو أن النبي صلى الله عليه وآله بشَّر علياً بأنّه رابع أربعة أوّل الداخلين إلى الجنة. فبغضّ النظر عن الأحاديث التي أقحم فيها أناس إقحاماً ليعتبروا من المبشرين بالجنّة، فإنّ هذا الحديث يشهد له بحسن الخاتمة.
الأمر الثالث الذي يُستفاد من الحديث، هو أنّ شيعة علي هم الفرقة الناجية يوم القيامة بشهادة النبي صلى الله عليه وآله،فإنّه يقول بصراحة وشيعتنا من ورائنا ! فجعل صلى الله عليه و آله شيعته وشيعة علي شيئاً واحداً. فشيعة علي (ع)شيعة رسول الله صلى الله عليه وآله.
والأمر الرابع هو أنّ شيعة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله أول الأمم دخولاً إلى الجنة.فإن النبي صلى الله عليه وآله قال وشيعتنا من ورائنا ولم يقل شيئاً مما يوهم التّراخي أو الانقطاع،بل قال وشيعتنا من ورائنا. فدلّ ذلك على أنه بلا فصل.فهو موكب واحد في مقدّمته رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، والأزواج عن الأيمان والشمائل، والذراري خلف الأزواج، والشيعة من ورائهم. فهو موكب واحد لا غير.
و لا ريب أن في الحديث فوائد أخرى يحظى بها من سهّل الله لهُم سُبُل الفهْم.
شمس المحبة
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com
|
» بطاقات : مولد الامام علي (ع) / عيد الغدير / استشهاد » معرض الصور : نجف الشرف |
 |