• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وكانت صديقة (القسم 27)

 

وكانت صديقة

القسم 27

طلع الفجر و تنفس الصباح.. و زقزقت العصافير في أعشاشها.. واستيقظت الكائنات لتبدأ يوماً جديداً...

رماد الفجر يتبدد شيئاً فشيئاً.. وزرقه السماء الفيروزية تصبح شفّافة رائعة... و قد بزغت الشمس.. تألّقت خلف ذرى النخيل.

بدت الحصون ذلك الصباح كابوساً يجثم فوق الصدور. صخرة تحطّمت فوقها المعاول...

تحلّق المسلمون حول النبي.. يتطلّعون إلى رجل يحب اللَّه و رسوله و يحبه اللَّه و رسوله...

و هتف النبي:

- أين على؟

وتقدم فتى في الثلاثين أو يزيد فاستلم راية العقاب وراح يصغي إلى صوت سماوي:

- انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام فان لم يستجيبوا فقاتلهم.. انطلق فتح اللَّه عليك.

كان على عليّ أن يقود نفس القوة التي هزمت مرتين... فقد عادت مرّة تلوم أبابكر و أبوبكر يلومها.. و عادت تحت راية عمر تجبنه و يجبنها...

هرول على ليبث الحماس في جنوده فبدا بحلّته الارجوانية جمرة متألّقة... و عند ما صار قريباً من «القموص» نزع درعه ليكون أكثر قدرة في الحركة، و أمر جنوده أن يفعلوا ذلك.

رفض اليهود ساخرين دعوة الإسلام ونداء السلام. و كان خيار الحرب هو الطريق لإحراق العجل.

كان منظر عليّ بلا درع قد حرّك شهوة الغدر و الانتقام في نفوسهم... فراح شجعانهم يخرجون مدججين بالسلاح.. و كانوا يتساقطون الواحد تلو الآخر عند قدميه.

الذين كانوا يراقبون الصراع.. أدركوا أن هناك سرّاً في انتصار عليّ.. رأوا بأُمّ أعينهم كيف هزم الحديد أمام قلب المؤمن..

وهبط «مرحب» درجات الحصن.. كتلة هائلة من الحديد والبأس.. في قبضته حربة ذات ثلاث رؤوس كأفعى اسطورية.. تقدم «مرحب» ينقل خطاه المثقلة بالزرد و الحديد.. ليس هناك في كلّ

جسده الفارع ثغرة يمكن للسيف أن ينفذ فيها.

وتوقع المسلمون واليهود.. توقعوا جميعاً نهاية على.. تقدّمت كتلة الحديد.. ووجه مرحب حربته برؤوسها الثلاثة.. وكادت أن تنفذ في صدر عليّ.

ارتدّ عليّ إلى الوراء ثم قفز في الهواء ليهوي بضربة هائلة أودعها غضب السماء ... تحطّم الحديد. مرّت لحظة صمت قبل أن ترتطم كتلة هائلة بالأرض محدثة دوّياً تتخلع له القلوب المذعورة. وقد قتل داوود جالوت، واندفع عليّ بعد أن حطّم الغرور اليهودي إلى باب الحصن... لينتزعه وسط دهشة الجميع، وأصبح جسراً فوق الخندق يندفّق عبره المهاجمون.. و سرعان ما سقط «القموص» و «الوطيح» و «السلالم» و سقطت خيبر كلها..

اطلق العجل صرخة استغاثة قبل أن يحترق.. و تذرو الريح رماده في الصحراء، و كان السامريون قد أقسموا قالوا:

- لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى.

و قال لهم اللَّه: كونوا قردة خاسئين.

طارت الفرحة للنبيّ فراشةً ترفرف... على يصنع الفرح لمحمد...

وها هو أخوه جعفر يعود من أرض الحبشة... عاد يمخر البحر الأحمر و يطوي رمال الصحارى و معه الذين آمنوا... الذين اخرجوا من

ديارهم بغير حقّ إلّا أن قالوا ربنا اللَّه.

وعانق النبيّ أخاً لعليّ وابناً لحامي آخر النبوّات في التاريخ، هتف النبي و ينابيع الفرح تتدفق من عينيه:

- ما أدرى بأيهما أشدّ سروراً. بقدوم جعفر أم بفتح خيبر.

و قال أبوحفص لما رأى اسماء:

- هذه البحرية، هذه الحبشية.

و التفت اليها قائلاً:

- لقد سبقناكم في الهجرة... فنحن أحقّ برسول اللَّه منكم.

بركان غضب ينفجر في أعماق امرأة هاجرت مرّتين... أعلنت اضرابها عن الطعام حتى ترى رسول السماء...

- يا رسول اللَّه ان ابن الخطاب يقول نحن أحقّ برسول اللَّه سبقناكم بالهجرة.

قال النبيّ:

- فما كان جوابك له؟

قالت أسماء:

- قلت له: كلّا واللَّه كنتم مع رسول اللَّه يطعم جائعكم و يعظ جاهلكم.. و كنا في أرض البغضاء بالحبشة.

- أجل واللَّه.. انه ليس بأحقّ بي منكم.. له و لأصحابه هجرة

ولكم أهل السفينة هجرتان.

غادرت الأفاعي جحورها... محطمة الأنياب.. وعاد السلام يرفرف فوق الأرض... وشدّ السامري الرحال. التفّ بعباءته ميمماً وجهه نحو أرض التيه.

مادت «فدك» بأهلها... لقد جاء «محمد» تحمله الملائكة تخفق فوق رأسه أجنحة جبريل.

وجاء رجل من تلك النواحي يسعى:

- يا محمد لكم الأرض.. ولنا السلام.

- ولكم نصف ثمار الأرض.. والسلام.

و لما قال اللَّه:«وآت ذا القربى حقّه».

أعلن النبيّ:

- إنّ فدكاً لفاطمة.

ومن ذلك اليوم أضحت «فدك» رمزاً لانتصار الإنسان على نفسه.. هزيمة «الاسخريوطي» و احتراق «العجل».

و ستبقى فدك رمزاً للأمانة التي أبت السماوات و الأرض أن يحملنها و حملها الإنسان.

و كانت فدك رمزاً لخلافة الإنسان على الأرض..

ستكبر «فدك» و سيكون لها وجود في الجغرافية و في التاريخ..

سوف تستوعب عدن، سمرقند أفريقيا، سيف البحر مما يلي الجزر و أرمينيا و سوف تكبر لتشمل التاريخ البشرى بأسره.

لقد وهب اللَّه مريم كلمته في المسيح و أعطى فاطمة فدكاً.

وأراد اليهود بعيسى كيداً.. و أرادوا أن يصلبوه فرفعه اللَّه إليه.

وفدك ماذا سيحلّ بها يا ترى... كيف سيتصرف «الوثن» العربي القابع في الأعماق المظلمة..

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page