• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حب الله في الإسلام - حب الرسول وآله عليهم السلام

إليك البيان الحب والبغض خلتان تتواردان على الخواطر ، يعبر بهما عن إقبال النفس وميلها إلى الشئ ، وعن إدبارها عنه وتوليه ، فإن الأشياء برمتها وحذافيرها ماديا ومعنويا ، جزئيا وكليا ، أمريا وخلقيا ، غيبيا وشهوديا ، ملكيا وملكوتيا ، سفليا وعلويا ، نوريا وناريا ، جوهريا وعرضيا ، فرديا واجتماعيا ، شخصيا ونوعيا ، ماديا ومعنويا ، جسميا وروحيا ، دنيويا وأخرويا ، إلى جميع ما يقع مورد تصور الإنسان وتصديقه ، لما عرضت على محكمة القضاء في النفس تصورا وتصديقا ، المنعقدة لدى عرض كل شئ عليها في أقصر آن لمحة البرق بصورة يقصر الفهم عن إدراكها ، فلا يخلو من انعكاس الشئ في عدسة القلب ومرآته ، وميل النفس إليه ورغبته فيه بعد تمامية تصوره وتصديقه ، وإذعان النسبة بينها وبينه ، أو عدم انعكاسه في صفح القلب ، وإعراض النفس ورغبتها عنه ، وهذه هي حقيقة الحب والبغض .
والأمران كما يتبعان كلاهما في أصل تحققهما البواعث والدواعي لهما الموجودة في الشئ ، كذلك يتبعانها في مدارجهما ومقاديرهما ومراتبهما ، ويحدان بعدها وحدها ، ويوصفان من الكثرة والقلة والضعف والشدة بقدر ما يوجد من البواعث وزنتها ، فبميزان المسببات تعاير المحبات وتوزن .
فالذات الوحيد الذي يستأهل للحب أولا وبالذات قبل كل شئ إنما هو الله تبارك وتعالى نظرا إلى ذاته وأفعاله ، فكل صفة من صفات جلاله وجماله وكماله ، وكل سمة من مظاهر قدسه ، وسبحات وجهه ، وبينات عظمته وكبريائه ، ودلائل عواطف رحمته ولطائف بره مع تكثرها بمفردها باعثة قوية للحب الذي لا انتهاء له وأسماؤه التي تناهز ألفا أو تزيد ، وتنبئ كل منها عن المسمى بصفة مطابقة ، وبصفات التزاما وتضمنا ، هي بواعث وموجبات للحب له تعالى من ألف ناحية وناحية ، تستقل كل واحدة منها رأسا في استعباد الإنسان ، واحتلال حبة قلبه بالحب .
ولله تعالى الأولية والأولوية في الحب ، والذي يوجد لدى غيره من دواعي الحب وأسبابه فمن رشحة فضله ، وغيث جوده ، ونفحة عطفه ولطفه ، وإليه تنتهي حلقات الوجود ، وإلي عوارف رحمته تمتد سلاسل الحياة ، ومنه جل وعلا سوابغ النعم ، وصفو المنائح والمنن ، وما بكم من نعمة فمن الله ، فمن قدم غيره تعالى عليه في الحب فقد شذ عن حكم العقل ، وقدم الممكن على الواجب، وآثر المعلول على العلة، وعلى الله أن يؤاخذه بذلك ويعاقبه كما جاء في قوله تعالى : ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) ( سورة التوبة / 24 ) .
ومهما لم تك تحد تلكم الصفات صفات الواجب تعالى ، ولا تقف دون حد موصوف ، فالحب الذي تستتبعه هي ، وهو وليدها ، وينبعث هو منها ، لا بد من أن يكون غير محدود ، ولا يتصور فيه قط غلو وإن بلغ ما بلغ ، إذ الغلو إنما هو التجاوز عن الحد ، والخروج عن القياس المعين المعروف بحدوده ومقاديره ، فما لا حد له لا غلو فيه .
وإنما يختلف الناس في مراتب الحب لله على عدد رؤوسهم لاختلافهم في العلم ببواعثه ، وذلك أن الحب المنتزع من بواعثه وموجباته يستتبعه العلم بها ، وينشأ ويقدر بقدر الإطلاع عليها ، وليس جميع أفراد الفئة المسلمة في معرفة الله وصفاته على حد سواء ، بل : لكل امرئ منهم نصيب يخص به ، وحظ لا يشاركه فيه غيره ، ومبلغ من العلم بذلك لا يدانيه أحد . ولكل فرد شأن يغنيه .
والحب لله جل وعلا إنما يثمر وينتج للعبد عندما يتحقق التحابب من الطرفين ، ولا يتأتى ذلك إلا بعد ما يوجد لدى العبد أيضا بواعث ودواعي يحبه الله بها ، وإليها يومي قوله تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ( 1 ) ومن أجلى أفراد تلك الفئة الصالحة عباد الله المخلصين مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقد عرفه بذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث الراية الصحيح الثابت المتواتر المتفق عليه بقوله : ( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ) ( 2 ) .
وإذا تم التحابب وحصلت الصلة من الطرفين يترتب عندئذ على الحب كل فضيلة ، ويستأهل العبد بذلك لكل عناية من الله تعالى وكرامة ، وتحصل له القربى والزلفى لديه حتى يكون عنده مشرفا بما جاء في صحيح البخاري ( 3 ) من الحديث القدسي : ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، الحديث .
وهذا الوسيط في الحب الذي هو رمز الصلة بين الله وبين من آمن به ، ووسيلة العباد إليه ، وباتباعه تدرك سعادة الدارين ، وبه يفوز المؤمنون في النشأتين ، وتنزل لهم البركات في العاجل والآجل ، له الأولية والأولوية في الحب ثانيا وبالعرض ، وله السبق في ذلك إلى كافة الموجودات ، وإلى جميع ما صورته يد القدرة في عالم الوجود ، وإلي هذا يوعز ما جاء في الصحيح من قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أحبوا الله لما يغذوكم ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي ( 4 ) وهذه هي قاعدة الاعتبار في النسب والاضافات التي سيوافيك تفصيلها .
هذه ناحية واحدة من بواعث حب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهناك نواح شتى لا تعد ولا تستقصى نظرا إلى صلته الوثيقة بالله ، وانتسابه الأكيد إلى المولى سبحانه تارة ، وإلى ما جعل الله له من مناقب وفضائل ، وإلى شخصيته الفذة العظيمة وما يحمله بين جوانحه من محاسن ومحامد ، وملكات ونفسيات ، يستدعي كل منها حبه والتعشق به قبل كل شئ بعد الله تبارك وتعالى . فهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع قطع النظر عن فضائل طينته وعنصره ومحتده ، وما في خلقه وخلقه ، ومولده ونشأته ، ومكارم أخلاقه ونفسياته الكريمة ، وكراماته ومقاماته ، ونعوته وصفاته المتكثرة التي تخص به ، لو لم يك فيه إلا كونه غاية للوجود ، ولولا هو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكن الإنسان شيئا مذكورا ، وما وهدت له الأرض ، ولم ترفع سماء ، وإنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أولى بالبرية من أنفسهم بولايته العامة الكبرى التي قورنت بولاية الله تعالى في كتابه ، لكان أجدر وأحرى وأولى وأحق بأن يكون أحب لكل امرئ آمن به وصدقه ، من نفسه وما تحواه ، ومن ذاته وممن يمت به من أهله وولده ووالده وذويه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه والناس أجمعين .
وليست الأمة المؤمنة في ذلك شرعا سواء ، بل هم فيه على اختلاف درجات عرفانهم به كاختلافهم في حب الله تعالى ، قال الإمام القرطبي : كل من آمن بالنبي ( صلى الله عليه ) إيمانا صحيحا لا يخلو عن وجدان شئ من تلك المحبة الراجحة ، غير أنهم متفاوتون ، فمنهم : من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى ، ومنهم : من أخذ منها بالحظ الأدنى ، كمن كان مستغرقا في الشهوات ، محجوبا في الفضلات في أكثر الأوقات ، لكن الكثير منهم إذا ذكر النبي ( صلى الله عليه ) اشتاق إلى رؤيته بحيث يؤثرها على أهله وولده وماله ووالده ، ويبذل نفسه في الأمور الخطيرة ، ويجد مخبر ذلك من نفسه وجدانا لا تردد فيه ، وقد شوهد من هذا الجنس من يؤثر زيارة قبره ورؤية مواضع آثاره على جميع ما ذكر ، لما وقر في قلوبهم من محبته ، غير أن ذلك سريع الزوال بتوالي الغفلات ، والله المستعان ( 5 ) .
وعلى هذا الأصل المتسالم عليه قد جاء في الصحيح ( 6 ) مرفوعا من طريق أنس بن مالك : فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين .
وفي الصحيح من طريق أبي هريرة : فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ( 7 ) . وفي لفظ من طريق أبي هريرة : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين .
وفي حديث آخر : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما . وفي لفظ : ممن سواهما . وفي لفظ للبخاري : حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما     ( 8 )  .
وفي الصحيح أيضا عن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شئ إلا من نفسي ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) له : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك . فقال له عمر : فإنه الآن ، والله لأنت أحب إلي من نفسي . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الآن يا عمر ( 9 ) .
وفي صحيح أخرجه أبو بكر المالكي في الجزء السابع من كتاب ( المجالسة ) من طريق أنس مرفوعا : لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين .
وأخرج النصيبي في فوائده من طريق أبي ليلى الأنصاري : لا يؤمن عبد لله حتى أكون أحب إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحب إليه من عترته ، ويكون أهلي أحب إليه من أهله ( 10 ) .
قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره : ( 7 / 391 ) : إن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وقوله: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمدا وآله، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب . إلى أن قال : أهل بيته ( صلى الله عليه وسلم ) ساووه في خمسة أشياء : في الصلاة عليه وعليهم في التشهد . وفي السلام . وفي الطهارة . وفي تحريم الصدقة . وفي المحبة وقد جاءت لدة هذه الكلمة عن أمة كبيرة من رجال المذاهب وأئمة الفقه والتفسير والحديث ذكرنا منها جملة كبيرة في مجلدات كتابنا الغدير . فيتلو حب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الرتبة ويرادفه حب أهل بيته الطاهر بحكم الكتاب والسنة والعقل والمنطق والاعتبار ، ولا يفارق حبهم وولائهم حب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وولاءه كما لا ينفك حبه وولاؤه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن حب الله وولائه ، وقد تضافرت السنة في ذلك وتواترت ، وإليك جملة منها :
1 - من كنت مولاه فعلي مولاه . من مائة طريق وزائدا .
2 - علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي . عمران بن حصين .
3 - من كان الله وأنا مولاه فهذا علي مولاه .
4 - من كنت مولاه فعلي وليه . سعد بن أبي وقاص .
5 - من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة . علي ، وأبو هريرة .
6 - شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي وهم شيعتي ، علي ( عليه السلام ) .
7 - يرد الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين . علي ( عليه السلام ) .
8 - أدبوا أولادكم على ثلاث : حب نبيكم ، وحب أهل بيتي ، وعلى قراءة القرآن . علي ( عليه السلام ) .
9 - من أحب هذا فقد أحبني - يعني الحسين - علي ( عليه السلام ) .
10 - أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين مجتمعون ومن أحبنا . علي ( عليه السلام ) .
11 - اللهم إني أحبه فأحبه ، وأحب من يحبه . قاله للحسن - أبو هريرة .
12 - من أحبهما فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني - الحسنين - أبو هريرة .
13 - اللهم إني أحبهما فأحبهما ، وأحب من يحبهما - الحسنين - أبو هريرة .
14 - من أحبني فليحب هذين - يعني الحسنين - أبو هريرة .
15 - الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه ، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي ، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي ، فعلي مولاه ، أولى به من نفسه لا أمر له معه . من عدة طرق .
16 - من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله . أم سلمة .
17 - لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي .
18 - إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له . أبو سعيد الخدري ، أبو ذر ، الزبير .
19 - من فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك يا علي فقد فارقني . أبو ذر ، عبد الله بن عمر .
20 - يا علي من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد أبغضني . أبو ذر الغفاري .
21 - لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره ما عمل به ، وعن ماله مما اكتسبه ، وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت . أبو ذر ، أبو برزة .
22 - أيها الناس من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله - أنس بن مالك .
23 - من أحب هؤلاء فقد أحبني ، ومن أبغضهم فقد أبغضني - يعني عليا وفاطمة والحسنين - زيد بن أرقم .
24 - إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . جمع كثير .
25 - اللهم إني أحبهما فأحبهما ، ومن أحبهما فقد أحبني - يعني الحسنين - عبد الله بن مسعود .
26 - بأبي هما وأمي ، من أحبني فليحب هذين - يعني الحسنين - عبد الله بن مسعود .
27 - إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي . جابر بن عبد الله الأنصاري .
28 - لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق . قاله لعلي ( عليه السلام ) .
29 - ألا إن علي بن أبي طالب من نسبي ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني . عبد الله بن عمر .
30 - آخر ما تكلم به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أخلفوني في أهل بيتي . عمر بن الخطاب ، عبد الله بن عمر .
31 - أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، من تولاه فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله عز وجل ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله . عمار بن ياسر .
32 - إن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني . أبو برزة الأسلمي .
33 - حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا . يعلى بن مرة .
34 - من أراد التوسل إلي ، وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة ، فليصل أهل بيتي ، ويدخل السرور عليهم . محمد بن علي .
35 - لا يؤمن رجل حتى يحب أهل بيتي بحبي . فقال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : وما علامة حب أهل بيتك ؟ قال : حب هذا ، وضرب بيده على علي ( رضي الله عنه ) . سلمان الفارسي .
36 - محبك محبي ، ومبغضك مبغضي ، ومبغضي مبغض الله . قاله لعلي . سلمان .
37 - أنزلوا آل محمد منزلة الرأس من الجسد ، وبمنزلة العينين من الرأس ، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس ، وإن الرأس لا يهتدي إلا بالعينين . سلمان .
38 - والذي نفسي بيده لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتي . عباس بن عبد المطلب .
39 - يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرنيها : أخي وابن عمي علي بن أبي طالب ، فإنه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني . عبد الله بن حنطب .
40 - ما بال رجال يؤذوني في أهل بيتي ، والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحبني ، ولا يحبني حتى يحب في ذوي . ابن عباس .
أبو سعيد الخدري . درة بنت أبي لهب ( 11 )  .
إلى أحاديث كثيرة تعطينا خبرا بما نرتئيه من أهمية حب أهل البيت الطاهر في الإسلام ، وضرورته من الدين ، وفرضه بحكم العقل ، وكونه ردف حب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وأما تحديد ذلك بحد معلوم معين يقف لديه المسلم ولا يعدوه فهو أمر غير معقول يشذ عن المنطق الصحيح ، إذ الحب كما عرفت إنما يتبع في بدئه وأصله وحده ومبلغه ورتبته ، العلم
بحدود ما في أهل البيت من بواعث الحب وموجباته وعوامله ، وعرفان قيم ما يتصور فيهم من دواعيه لدى الاعتبار ، وأنى ثم أنى لنا الإحاطة بذلك والخبرة به من جميع نواحيه وجوانبه وجهاته ، والناس ليسوا في العلم بذلك سواسية ، واستكناه كل ذلك خارج عن نطاق الإمكان ، ولا نهتدي إليه قط سبيلا ، ولا ينتهي إليه مبلغ علم ذي علم أبدا ، ويعجز عن إدراكه والبلوغ إلى مداه كل إنسان نابه بصير . فإن اتخذت جملة من تلكم النواحي المتكثرة التي توجب حبهم وولاءهم الخالص ، وأعطيت كل واحدة منهن حقها ، ووزنتها بميزان القسط الذي لا عيل فيه ، تتجلى لديك جلية الحال ، وترجع عند ذلك إلى ورائك من تحديد حبهم القهري ، ولن تجد له مهيعا .
____________________
( 1 ) سورة آل عمران . آية 31 .
( 2 ) ذكرناه بطرقه وأسانيده وألفاظه مع تراجم رجالها في مسند جابر بن عبد الله من كتابنا الكبير الغدير .
( 3 ) صحيح البخاري ج 7 : ص 190 في باب التواضع من كتاب الرقاق . وأخرجه آخرون من أئمة الحديث . ( * )
( 4 ) أخرجه جمع من الحفاظ وأئمة الحديث بأسانيد صحيحة رجالها كلهم ثقات . راجع صحيح الترمذي 13 : 201 ، الجزء الأول والثالث من المعجم الكبير للطبراني مستدرك الحاكم 3 : 149 ، تاريخ بغداد 4 : 160 ، إلى مصادر أخرى تناهز ثلاثين . ذكرناها في مسند ابن عباس من كتابنا الغدير تحت رقم 26 . ( * )
( 5 ) فتح الباري لابن حجر 1 : 50 ، 51 .
( 6 ) صحيح البخاري 1 : 9 ، صحيح مسلم 1 : 49 ، مسند أحمد 3 : 177 ، 207 ، 275 ، ج 4 : 11 .
( 7 ) صحيح البخاري 1 : 9 . ( * )
( 8 ) صحيح البخاري 1 : 10 ، 11 ، ج 7 : 83 ، ج 8 : 56 ، صحيح مسلم 1 : 48 ،
صحيح الترمذي 10 ، 91 ، مسند أحمد 3 : 172 ، 174 ، 288 .
( 9 ) صحيح البخاري 7 : 218 كتاب الإيمان والنذور .
( 10 ) وأخرجه النصيبي أيضا في الجزء الثاني من أحاديثه ، والحافظ البيهقي في شعب الإيمان ،
وأبو الشيخ في الثواب ، والديلمي في مسنده ، وذكره آخرون من أعلام الحديث في تآليفهم . ( * )
( 11 ) هذه الأحاديث أخرجناها بأسانيدها وطرقها في مسانيد كتابنا الكبير - الغدير - وصححناها ، وذكرنا ترجمة رجالها في مسند كل صحابي أشرنا إليه ها هنا . ( * ) 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page