• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سورتا الحفد والخلع بدل المعوذتين، كان يصلي بهما عمر!

ترتبط قصة سورتي الحفد والخلع المزعومتين بعملهم لحذف سورتي المعوذتين من جهة، وحذف قنوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعائه على زعماء قريش من جهة أخرى!
لعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زعماء قريش في صلاته!
كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقنت في صلاته ويدعو على فراعنة قريش ويسميهم بأسمائهم ويلعنهم، ومنهم أبو سفيان، وسهيل بن عمر، والحارث بن هشام، وصفوان بن أمية، وبعض زعماء قبائل العرب! واستمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك حتى بعد فتح مكة وإعلانهم إسلامهم تحت السيف، وكان ذلك من أصعب الأمور عليهم!
ففي صحيح مسلم:2/134، عن أبي هريرة: (كان رسول الله (ص) يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم يقول وهو
قائم: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلاً وذكوان وعصية عصت الله ورسوله)
ثم قال أبو هريرة: ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ). انتهى.
ولكن كلام أبي هريرة الأخير كان مداراة للسلطة القرشية، لأن مسلماً نفسه روى عنه بعد ذلك أنه قال: (والله لأقربن بكم صلاة رسول الله (ص) فكان أبو هريرة يقنت في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح، ويدعو للمؤمنين ويلعن الكفار). انتهى.
وقد بادرت السلطة القرشية بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمعالجة هذه المشكلة حيث أن عدداً من الملعونين على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبناءهم الطلقاء كانوا موجودين في المدينة، وبثقلهم استطاع عمر أن ينتزع الخلافة من بني هاشم والأنصار! فقد ورد أن عدد الذين كان أرسلهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم في جيش أسامة تسع مئة مقاتل!
وقد عالجوا مشكلة الملعونين بعدة معالجات:
منها، أنهم رووا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اعترف بخطئه، ودعا الله تعالى أن يجعل لعنه لهم (صلاة وقربة، زكاة وأجراً، زكاة ورحمة، كفارة له يوم القيامة، صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة، مغفرة وعافية وكذا وكذا.. بركة ورحمة ومغفرة
وصلاة فإنهم أهلي) على حد تعبير الروايات! فقد روى البخاري:7/157 (عن أبي هريرة أنه سمع النبي (ص) يقول: اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة). وروى مسلم: 8/26 عن أبي هريرة أيضاً (سمعت رسول الله (ص) يقول: اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذت عندك عهداً لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة). وروى مسلم سبع روايات أخرى. وروت مصادرهم عشرات الروايات من نوعها!
ومنها، زعمهم أن الله تعالى أنزل عليه توبيخاً لذلك بقوله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَئٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (سورة آل عمران: 128) فإنك تجد الروايات في تفسيرهم لها من كل حدب وصوب في تخطئته (صلى الله عليه وآله وسلم) وتوبيخه لأنه دعا بأمر ربه على طغاة قريش ولعنهم! وكأنهم وجدوا ضالتهم من القرآن ضد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!!
فقد عقد البخاري لها أربعة أبواب! روى فيهاكيف رد الله تعالى دعاء نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهم ومنعه من لعنهم! ولم يسم في أكثر رواياته الملعونين المحترمين حفظاً على (كرامتهم)!
قال في:5/35: (عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة من الفجر يقول اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، فأنزل الله عزوجل: ليس لك من الأمر شئ الى قوله فإنهم ظالمون). انتهى.
وفي:5/35: (كان رسول الله (ص) يدعو على
صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحرث بن هشام فنزلت: ليس لك من الأمر شئ إلى قوله فإنهم ظالمون) انتهى.
ونتيجة رواياتهم: أن الآية نزلت عدة مرات، من أجل عدة أشخاص أو فئات، وفي أوقات متفاوتة، فبلغت أسباب نزولها العشرين مناسبة متناقضة في الزمان والمكان والأشخاص الملعونين!!
ومنها، أن جبرئيل جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقنت ويلعنهم في صلاته، فقطع عليه قنوته وصلاته ووبخه وعلمه بدل اللعن (سورتي الحفد والخلع)!!
قال البيهقي في سننه:2/210: (عن خالد بن أبي عمران قال: بينا رسول الله (ص) يدعو على مضر (يعني قريش) إذ جاءه جبرئيل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال: يا محمد إن الله لم يبعثك سَبَّاباً ولا لَعَّاناً! وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذاباً، ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون. ثم علمه هذا القنوت: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يكفرك.
اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ونخشى عذابك ونخاف عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق).
ثم قال البيهقي: (هذا مرسل وقد روي عن عمر بن الخطاب صحيحاً موصولاً. ثم روى أن عمر قنت بعد الركوع فلعن كفرة أهل الكتاب! وقال:
بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك.
بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ولك نسعى ونحفد ونخشى عذابك الجد ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكافرين ملحق. رواه أبو سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزى عن أبيه عن عمر فخالف هذا في بعضه). انتهى.
وكرره في روايات متعددة، ليس أكثر منها إلا روايات السيوطي في الدر المنثور: 6/420، تحت عنوان: (ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد).
ثم أفتى فقهاؤهم باستحباب ذلك شرعاً ففي فتح العزيز:4/250: (واستحب الأئمة منهم صاحب التلخيص أن يضيف إليه (القنوت) ما روي عن عمر)! وأفتى به مالك في المدونة:1/103، والشافعي في الأم:7/148، والنووي في المجموع:3/493، وأوردوا رواية البيهقي وقنوت عمر.
ومن الطبيعي أن تكون هاتان (السورتان) موجودتين في مصحف عمر الذي كان عند حفصة! الذي أحرقه مروان ولم ينشر والحمد لله.
ابن حزم يتجرأ ويفضح سورتي عمر!
وقد تجرأ ابن حزم وأفتى بأن (السورتين) من كلام عمر وليست مأثورة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!! قال في المحلى:4/148: (وقد جاء عن عمر القنوت بغير هذا، والمسند أحب إلينا. فإن قيل: لايقوله عمر إلا وهو عنده عن النبي (ص). قلنا لهم: المقطوع في الرواية على أنه عن
النبي (ص) أولى من المنسوب إليه عليه السلام بالظن الذي نهى الله تعالى عنه ورسوله عليه السلام.
فإن قلتم ليس ظناً، فأدخلوا في حديثكم أنه مسند فقولوا: عن عمر عن النبي (ص)! فان فعلتم كذبتم، وإن أبيتم حققتم أنه منكم قولٌ على رسول الله (ص) بالظن الذي قال الله تعالى فيه إن الظن لا يغني من الحق شيئاً).
وقال في:3/91: (ويدعو المصلي في صلاته في سجوده وقيامه وجلوسه بما أحب، مما ليس معصية، ويسمي في دعائه من أحب. وقد دعا رسول الله (ص) على عصية ورعل وذكوان، ودعا للوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام، يسميهم بأسمائهم، وما نهى عليه السلام قط عن هذا ولا نُهِيَ هو عنه) انتهى.
وكلامه الأخير ضربة قوية لسورتي الحفد والخلع، وتكذيب لحديث الشافعي والبيهقي: (يا محمد إن الله لم يبعثك سباباً ولا لعاناً)!
ونسبوا حفد عمر وخلعه إلى أبيّ بن كعب!
بهذا التوضح الموجز تعرف أن سورتي الحفد والخلع عمريتان قرشيتان، ولا علاقة لهما بالأنصار ولا بأبيّ بن كعب!
وأن كل رواية تنسبهما إليه فهي لاستغلال اسمه في تسويقهما! من نوع ما رواه في الدر المنثور: 6/420، عن حماد قال: (قرأنا في مصحف أبيّ بن كعب: اللهم إنا نستعينك وتستغفرك ونثني عليك الخير ولا
نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. قال حماد: هذه الآية سورة!!
وفي مصحف ابن عباس قراءه أبيٍّ وأبي موسى: بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. وفي مصحف حجر: اللهم إنا نستعينك. وفي مصحف ابن عباس قراءة أبيّ وأبي موسى: اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق). انتهى.
فإن أرادوا نسبتها إلى أبيٍّ نفسه، فقد عرفت ما فيه.
وإن أرادوا نسبتها إلى مصحفه، فإن ابنه محمداً سلمه إلى عثمان عندما وحد المصحف، ولم يكن عند أحد.
الأسئلة
1 ـ معنى اللعن الطرد من رحمة الله تعالى، فهل تتصورون أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يلعن أحداً من عنده بدون إذن الله تعالى أو أمره؟
2 ـ هل تنسبون إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما نسبه مسلم إليه من أنه كان يؤذي ويسب ويضرب ظلماً بدون حق؟ (صحيح مسلم: 8/26عن أبي هريرة: سمعت رسول الله (ص) يقول: اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذت عندك عهداً لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة).؟!!
3 ـ هل تقبلون أسباب النزول المتناقضة التي روتها صحاحكم في سبب نزول قوله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَئٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)؟!
4 ـ هل تقبلون رواية البيهقي في نزول جبرئيل وتوبيخ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقطع صلاته، أم توافقون على كلام ابن حزم؟!
5 ـ هل تقبلون نسبة سورتي الحفد والخلع إلى أبيّ بن كعب؟!
6 ـ هل تفتون باستحباب القنوت بسورتي عمر؟!
صالح محمد حسن
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة

» معرض الصور

» نص القرآن / صوت القرآن / علوم القرآنية

» تفاسير قرآنية / مقالات / &آيات الصائمين

» سيرة المعصومين (عليهم الاسلام)

» اصحاب اهل البيت (عليهم الاسلام)

» قصص القرآن / احكام التجويد

» نور الابلاغة (احاديث) / عدم تحريف القرآن

» القران عند أهل البيت ( عليهم السلام)



أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page