أخرج الحافظ أبو القاسم الطبراني في ( المعجم الكبير ) قال: حدثنا الحسن بن العباس الرازي نا سليم بن منصور بن عمار نا أبي . ح : وحدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي نا عمرو بن بكر بن بكار القعنبي نا مجاشع بن عمرو قالا : نا عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص أن معاذ بن جبل أخبره قال : خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه ) متغير اللون فقال : أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه ، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم ، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله عز وجل أحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ، أتتكم الموتة أتتكم بالروح والراحة ، كتاب الله من الله سبق ، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، تناسخت النبوة فصارت ملكا رحم الله من أخذها بحقها ، وخرج منها كما دخلها . أمسك يا معاذ واحص ، قال : فلما بلغت خمسة قال : يزيد لا يبارك الله في يزيد ، ثم ذرفت عيناه ، ثم قال : نعي إلي حسين ، وأتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله ، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا ، ثم قال : واها لفراخ آل محمد ( صلى الله عليه ) من خليفة مستخلف مترف ، يقتل خلفي وخلف الخلف ، الحديث .
الإسناد الأول جيد حسن يحتج به في المقام ، رجاله :
1 - الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي أبو علي المقرئ المعروف بالجمال البغدادي المتوفى 287 ، ترجم له الحافظ البغدادي وقال : كان ثقة . وقال ابن الجزري في الطبقات : شيخ عارف حاذق مصدر ثقة ، إليه المنتهى في الضبط والتحرير .
2 - سليم بن منصور بن عمار أبو الحسن المروزي نزيل بغداد ترجم له الحافظ في تاريخ بغداد وقال بعد عد مشايخه : قال ابن أبي حاتم : روى عنه أبي ، وسألته عنه فقلت : أهل بغداد يتكلمون فيه ؟ فقال : مه سألت ابن أبي الثلج عنه فقلت له : إنهم يقولون كتب عن ابن علية وهو صغير ، فقال : لا ، هو كان أسن منه . تومي هذه الكلمات إلى ثقته وصحة حديثه وصدقه .
3 - منصور بن عامر بن كثير أبو السري السلمي الواعظ نزيل بغداد صاحب المواعظ ، بسط القول في ترجمته الحافظ الخطيب في تاريخ بغداد وفيه : قدم مصر وجلس يقص على الناس فسمع كلامه الليث بن سعد ، فاستحسن قصصه وفصاحته ، فذكر أن الليث قال له : يا هذا ما الذي أقدمك إلى بلدنا ؟ قال : طلبت أكتسب بها ألف دينار ، فقال له الليث فهي لك على رصين كلامك هذا الحسن ، ولا تتبذل ، فأقام بمصر في جملة الليث بن سعد وفي جرايته إلى أن خرج عن مصر ، فدفع إليه الليث ألف دينار ، ودفع إليه بنو الليث أيضا ألف دينار ، فخرج فسكن بغداد وبها توفي . عناية مثل الليث بن سعد بالرجل بكل تلك العناية ، تنبئ عن مبلغ استقامته وصدقه عنده والليث كما قال الخليلي : كان إمام وقته بلا مدافعة ، وقال ابن أبي مريم : ما رأيت أحدا من خلق الله أفضل من ليث ، وما كان خصلة يتقرب بها إلى الله إلا كانت تلك الخصلة في الليث . وكان فقيها ثقة صدوقا ثبتا ورعا من سادات أهل زمانه .
4 - عبيد الله بن لهيعة أبو عبد الرحمن المصري المتوفى 174 ويقال غير ذلك ، من رجال مسلم ، وأبي داود ، والترمذي ، وابن ماجة ، فصلنا القول في ترجمته في الحديث الثاني والثلاثين من مسند ابن عباس من كتابنا الغدير ، وبينا هناك أنه كان من خيار المتقين ، ثقة صحيح الكتاب لم يكن له مثيل في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه .
5 - أبو قبيل حيي بن هانئ بن ناضر المعافري المصري المتوفى ( 127 ه / 128 ه ) من رجال الترمذي ، والنسائي ، والبخاري في الأدب المفرد ، وثقه أحمد ، وابن معين ، وأبو زرعة ، وأحمد بن صالح ، والفسوي ، والعجلي وغيرهم .
6 - عبد الله بن عمرو بن العاص أبو محمد القرشي المتوفى 63 ويقال غير ذلك ، صحابي عظيم ، من رجال الصحاح الست ، كان مجتهدا في العبادة غزير العلم .
مصادر التراجم .
تاريخ البخاري الكبير 2 ق 1 : 70 ، ج 3 ق 1 : 182 ،
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1 ق 2 : 275 ، ج 2 ق 2 : 45 - 148 ، ج 4 ق 1 : 176 ،
تاريخ بغداد 7 : 397 ، ج 9 : 232 ، ج 12 : 71 - 79 ،
طبقات القراء 1 : 216 ،
تهذيب التهذيب 3 : 72 ، ج 5 : 337 ، 373 - 379 .
لفت نظر :
وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشام عن عبد الله بن عمرو ، وحكى الحافظ السيوطي شطرا منه في الجامع الكبير كما في ترتيبه 6 : 223 وفيه : لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان أما إنه نعي إلي حبيبي وسخيلي حسين ، أتيت بتربته ، ورأيت قاتله ، أما إنه لا يقتل بين ظهراني قوم فلا ينصروه إلا عمهم الله بعقاب . وأخرجه الحافظ الخوارزمي في مقتل الحسين ص 160 ، 161 عن الطبراني بإسناديه ولفظه التام .
مأتم في مجمع من الصحابة
- الزيارات: 1953