الکتاب: محاضرات آیة الله العظمی الخوئي (قدّس سرّه) في المواریث،
تالیف: السید محمد علي الخرسان،
الطبعة: الاولی،
الناشر: موسسة السبطین (علیهماالسلام) العالمیة،
التاریخ: 1424 هـ.ق / 1382 هـ.ش
عدد الصفحات : 288 صفحة
وتتفاهم أهمّية التوارث (ليس في نطاق الإشباع المادّي أو الاقتصادي لحاجات الأقارب) بل في تحقيق التوازن الفردي والاجتماعي من خلال توثيق العلاقات الودّية فيما بينهم ... ومن الواضح أنّ (الذات) الفردية - وهذا ما يؤكّده علماء النفس – تبدأ من نظرتها حول ذاتها لتنتسب إلى الأوسع من الذات لتشمل الأبوين والأولاد والأجداد والأزواج؟ بحسب علاقات النسب والمواجهة المتفاوتة في القرب أو البعد ... فعلاقات الأُبوّة مثلاً هي أقرب من (الأخوّة) ، والأخيره من (الخؤولة) ؟ وهكذا ... ويُلاحظ : إنّ قوانين الإرث في الإسلام راعت هذه العلاقات المتدرّجة (الأقرب فالأقرب) وهو أمرٌ يتّسق تماماً مع طبيعة التركيبية البشرية.
وفي ضوء هذه الأهميّة لعملية التوارث وانعكاساتها الاقتصادية النفسية، فإنّ مؤسّستنا (مؤسّسة السبطين (عليهما السلام)) أقدمت على طبع ونشر المبادىء أو الأحكام المرتبطة بالإرث، بخاصّة عندما تقترن بممارسات فكرية تصدر عن أحد كبار فقهاء العصر الحديث (الخوئي)، حيث عالج الظاهرة المذكورة في محاضراته (بحث الخارج)، بصفة أنّ الفائدة المعرفية تتّسع حجومها لهذا الموضوع مادام البحث أساساً يرتبط بظاهرة اقتصادية ونفسية مهمّة من جانب، وما دام الباحث يجسّد شخصية مفكّرة تحدّد لنا التكييف الفقهي للظاهرة من جانب آخر.
ولقد أحسن عملاً: تلميذه (سماحة السيد محمّد علي الخرسان) حينما دوّن لنا تقريرات اُستاذه في الإرث، ورتّبها على هذا النحو الذي اضطلعت به مؤسّستنا، بالإضافة إلى أنّ (الخرسان) قد أحسن عملاً أيضاً حينما وشّح التقريرات المذكورة بتعليقات متنوّعة، فضلاً عن أنّه عرض موضوع (التعصيب) حيث طرح أدلّة القائلين به وناقشها، وهو أمر لم تُتح الفرصة لأُستاذه أن يعرض لها، حيث أنّ عمره الشريف كان قد أوشك على النهاية، وهو أمر مؤسف: لعدم استكمال اُستاذه جميع الأبحاث المرتبطة بالإرث ، ...
ختاماً : نسأله أن يوفّقنا إلى المزيد من تقديم ما وسع مؤسّستنا من الخدمة لإسلامنا العظيم.
نعلم كافة الاخوة الكرام , بأنه لغرض تحميل إصدارات المؤسسة يمكن مراجعة موقع مكتبة أنيس لهذا الغرض .وفق الله تعالى الجميع لكل خير .