لماذا فُضّل عليّ علينا أهل البيت والمعدن واحد؟
هنا يحسن بنا أن نستشهد برواية خاصة تصل بين فاطمه (عليها السلام) وبين النبيّ (صلى الله عليه وآله)والإمام علي(عليه السلام) والحسن والحسين من حيث (النور) الذي تمّت الإشارة إليه، حيث ورد أنّه قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): «إنّ الله خلقني وعليّاً إذ لا سماء ولا أرض، ولا جنّة ولا نار، ولا لوح، ولا قلم، فلمّا أراد الله بدء خلقنا تكلّم بكلمة فكانت نوراً، ثمّ تكلّم باُخرى فكانت روحاً، فمزج بينهما فاعتدلا فخلقني وعليّاً.
ثمّ فتق من نوري نور العرش، فأنا أجلّ من العرش.
وفتق من نور عليٍّ نور السماوات، فعليّ أجلّ من السماوات.
وفتق من نور الحسن نور الشمس، فالحسن أجلّ من الشمس.
وفتق من نور الحسين نور القمر، فالحسين أجلّ من القمر.
وكانت الملائكة تقول في تسبيحها: سبّوح قدّوس من أنوار ما أكرمها على الله. فلمّا أراد الله سبحانه أن يبلو الملائكة أرسل عليهم سحاباً من ظُلمة، فكانوا لا يرون أوّلهم من آخرهم، فضجّوا بالدعاء قائلين: إلهنا وسيّدنا منذ خلقتنا ما رأينا مثل هذا، فنسألك بحقّ هذه الأنوار إلاّ ما كشفت عنّا هذه الظلمة.
فخلق الله نور فاطمة كالقنديل وعلّقه بالعرش، فزهرت السماوات السبع والأرضون السبع، فمن أجل هذا سُمِّيت بالزهراء، وأوحى سبحانه وتعالى إلى الملائكة: إنّي جاعل ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبّي هذه المرأة وبعلها وبنيها».
فقام العبّاس من عند رسول الله فرحاً بما أبداه النبيّ (صلى الله عليه وآله) من فضل ابن أخيه أميرالمؤمنين وسيّد الوصيّين، وفضل سيّدَي شباب أهل الجنّة واُمّهما العذراء البتول سيّدة نساء العالمين، ولقي عليّاً (عليه السلام) فضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه، وقال: بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على الله([1]).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] . وفاة فاطمة الزهراء: 16 ـ 17.