من الواضح أنّ الاُمّ تحظى بعناية خاصة في التوصيات الإسلامية، وهذا بالنسبة إلى عامة الناس، فكيف بفاطمة(عليها السلام) وهي تفتقد اُمها،...
وقد ورد عن بريد العجلي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد(عليهما السلام) يقول: «لمّا توفّيت خديجة(عليها السلام) جعلت فاطمة ـ صلوات الله عليها ـ تلوذ برسول الله(صلى الله عليه وآله)وتدور حوله، وتقول: يا أبة، أين اُمّي؟ قال: فنزل جبرئيل(عليه السلام) فقال له: ربّك يأمرك أن تُقرئ فاطمة السلام، وتقول لها: إنّ اُمّك في بيت من قصب، كِعابه([1]) من ذهب، وعَمَدُه ياقوت أحمر، بين آسية ومريم بنت عمران، فقالت فاطمة(عليها السلام): إنّ الله هو السلام، ومنه السلام، وإليه السلام»([2]).
وعن ميمون، عن فاطمة (رضي الله عنها) قالت: قلت لأبي(صلى الله عليه وآله): «أين اُمّنا خديجة؟ قال: ببيت من قصب لا لغوب فيه ولا نصب، بين مريم وآسية امرأة فرعون، قلت: من أيِّ القصب؟ قال: من القصب المنظوم بالدرّ والياقوت»([3]).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] . الكِعاب: جمع كعبة، وهي الغرفة وكلّ بيت مرتفع. لسان العرب: 12/107 (مادة كعب).
[2] . أمالي الشيخ الطوسي: 175/294.
[3] . ينابيع المودّة: 2/48/5.