• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في تقدّم الشيعة في علوم الحديث (2)

في تقدّم الشيعة في علوم الحديث (2)

 

في مَنْ صنّف الحديث بعد اُولئك من الشيعة

 

من أصحاب أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ورووها عنه في أربعمائة كتاب تسمّى «الاُصول»([1]).

قال الشيخ الإمام أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي([2]) في كتابه إعلام الورى ما نصّه: «قد تظافر النقل بأنّ الذين رووا عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)من مشهوري أهل العلم، أربعة آلاف إنسان، وصُنِّف عنه أربعمائة كتاب معروفة عند الشيعة، تسمّى «الاُصول»، رواها أصحابه وأصحاب ابنه موسى(عليه السلام)([3])....».

وقد أفرد أبو العباس أحمد بن عقدة([4])  كتاباً في الآخذين عن الصادق (عليه السلام)سمّاه كتاب «رجال من روى عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)»وذكر مصنفاتهم وأحصاهم([5]).

أيضاً الشيخ أبو جعفر الطوسي، في باب أصحاب أبي عبدالله
الصادق (عليه السلام)من كتابه في الرجال([6])، المبوّب على أصحاب كلّ
إمام من الأئمة الإثنى عشر(عليهم السلام)([7]).

 

 

 

 

الصحيفة السادسة

في عدد ما صنّفه الشيعة الإمامية في الحديث،

من طريق أهل البيت(عليهم السلام) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام)

إلى عهد أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام)

 

فاعلم أنّها تزيد على ستة آلاف وستمائة كتاب، على ما ضبطها الشيخ الحافظ محمد بن الحسن الحرّ صاحب الوسائل([8]) ونصّ على ذلك في آخر الفائدة الرابعة من كتابه، الجامع الكبير في الحديث، المسمّى بوسائل الشيعة إلى أحكام الشريعة([9]) وقد ذكرت أنا في كتابي نهاية الدراية في اُصول علم الحديث ما يؤيّد هذا العدد([10]).

 

 

 

 

 

الصحيفة السابعة

في ذكر بعض المتأخرين عنهم، من أئمة علم الحديث

وأرباب الجوامع الكبار التي إليها اليوم

مرجع الشيعة في أحكام الشريعة

 

فاعلم أنّ المحمّدين الثلاث الأوائل، هم أرباب الجوامع الأربع، وهم: أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب الكافي([11]) المتوفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة([12])، أخرج فيه ستة عشر ألف وتسع وتسعين حديثاً بإسنادها([13]).

ومحمد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه
القمّي المتوفي سنة 381 ([14]) وهو المعروف بأبي جعفر
الصدوق([15])، ألّف أربعمائة كتاب في علم الحديث([16])، أجلُّها كتاب من لايحضره الفقيه([17])، وأحاديثه تسعة آلاف وأربعة وأربعون حديثاً في الأحكام والسنن([18]).

ومحمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة ([19]) صاحب كتاب تهذيب
الأحكام([20]) بوّبه على ثلاثمائة وثلاثة وتسعين باباً وأخرج فيه ثلاثة عشر ألف وخمس مائة وتسعين حديثاً([21])وكتابه الآخر هو الاستبصار([22]) وأبوابه تسعمائة وعشرون باباً أخرج فيه خمسة آلاف وخمسمائة وأحد عشر حديثاً([23]) وهذه هي الكتب الأربع التي عليها المعوّل وإليها المرجع للشيعة.

ثمّ المحمّدين الثلاث الأواخر، أرباب الجوامع الكبار، وهم: الإمام محمد الباقر بن محمد التقي المعروف بالمجلسي([24]) مؤلف بحار الأنوار في الأحاديث المروية عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمة من آله الأطهار([25]) في ستة وعشرين مجلّداً صخماً وعليه تدور رحى الشيعة، لأنه لا أجمع منه في جوامع الحديث([26]) وقد أفرد ثقة الإسلام العلاّمة النوري كتاباً في أحوال هذا العلاّمة سمّاه الفيض القدسي في أحوال المجلسي، وقد طبع مع البحار بإيران([27]).

الشيخ المحدّث العلاّمة المتبحّر في المعقول والمنقول محمد بن مرتضى بن محمود المدعوّ بـ «محسن الكاشاني» الملقّب بـ «الفيض»([28])، له الوافي في علم الحديث في أربعة عشر جزءاً كلّ جزء كتاب على حدة، يجمع الأحاديث المذكورة في الكتب الأربعة المتقدّم ذكرها في الاُصول والفروع والسنن والأحكام([29])، وله نحو مائتي مصنّف في فنون العلم([30])، عمّر أربعاً وثمانين سنة وتوفي سنة 1091([31]).

والشيخ المحدّث شيخ الشيوخ في الحديث محمد بن الحسن الحرّ الشامي العاملي المشغري([32]) صاحب «تفصيل وسائل الشيعة، إلى تحصيل أحاديث الشريعة»([33]) على ترتيب كتب الفقه من أنفع الجوامع في الحديث([34]) أخرجه من ثمانين كتاباً من الجوامع كانت عنده، وسبعين نقل عنها بالواسطة([35]) وقد طبع مراراً بإيران([36]) وعليه تدور رحى الشيعة اليوم، ولد في رجب سنة 1033 وتوفي بطوس من بلاد خراسان في السنة الرابعة بعد المائة والألف([37]).

وقد ألّف الشيخ العلاّمة، ثقة الإسلام، الحسين ابن العلاّمة النوري([38]) مافات من صاحب الوسائل، وجمعه على أبواب الوسائل، وسمّاه «مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل»([39]) وهو نحو كتاب الوسائل، فكان أعظم مصنّف في أحاديث المذهب، وفرغ منه سنة 1319([40]) وتوفي في الغري ثامن وعشرين جمادى الأخيرة سنة عشرين وثلاثمائة بعد الألف([41]).

وهناك «جوامع» كبار الأعلام، المحدّثين الأخيار:

منها: «العوالم»([42]) وهو مائة مجلّد في الحديث، للشيخ المحدّث المتبحّر البارع، المولى عبدالله بن نورالله البحراني([43]) المعاصر للعلامة المجلسي صاحب البحار المتقدّم ذكره آنفاً.

ومنها: كتاب «شرح الاستبصار في أحاديث الأئمة الأطهار»([44]) في عدة مجلّدات كبار نحو البحار ،للشيخ المحقق الشيخ قاسم بن محمد بن جواد، المعروف بـ «ابن الوندي»، وبـ «الفقيه الكاظمي»([45]) المعاصر للشيخ محمد ابن الحسن الحرّ، صاحب الوسائل([46]) المتقدّم ذكره، كان ممّن تخرّج على جدّنا العلاّمة السيـّد نورالدين، أخي السيّد محمد صاحب المدارك([47]).

ومنها: «جامع الأخبار في إيضاح الاستبصار» وهو جامع كبير يشتمل على مجلّدات كثيرة للشيخ العلاّمة الفقيه عبداللطيف بن عليّ بن أحمد بن أبي جامع الحارثي الهمداني الشامي العاملي([48])([49]) تخرّج على الشيخ المحقق المؤسس، المتقن الحسن أبي منصور ابن الشهيد، الشيخ زين الدين العاملي، صاحب المعالم والمنتقى من علماء المائة العاشرة([50]).

ومنها: الجامع الكبير المسمّى بـ «الشفا في حديث آل المصطفى»([51]) يشتمل على مجلّدات عديدة للشيخ المتضلع في الحديث محمد الرضا، ابن الشيخ الفقيه عبداللطيف التبريزي([52]) فرغ منه سنة 1158([53]).

ومنها: «جامع الأحكام» في خمسة وعشرين مجلّداً كباراً للسيـّد العلاّمة عبدالله بن السيّد محمد الرضا الشبّري الكاظمي([54])([55]) كان شيخ الشيعة في عصره، وواحد المصنّفين في دهره([56]) لم يكن أكثر منه تأليفاً في المتأخرين، سوى العلاّمة المجلسي، مات سنة 1242 في بلد الكاظمين([57]).

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) لايخفى على الخبير أنّ من المصطلحات الدارجة في كتب الرجال والتراجم ودليل المؤلفات اصطلاح: الكتاب، أو الأصل، أو التصنيف، أو النوادر فإطلاق كلّ من هذه العناوين صادق على مورده الخاص.

                أمّا إطلاق الكتاب فإنّ معناه المتعارف عندهم هو: الأعم من الأصل والنوادر وكذا من التصنيف على المشهور ولاتقابل بينه وبينهما، بل يطلق على كلّ منهما الكتاب، فمثلاً يقول الشيخ الطوسي في ترجمة أسباط بن سالم: له كتاب أصل.

                ويؤيد ذلك أن كثيراً ممّا أسماه الشيخ الطوسي أصلاً سمّاه النجاشي كتاباً وبالعكس.

                وأمّا إطلاق الأصل فإنّ معناه هو: الكتاب الذي جمع فيه الأحاديث التي رواها مصنّفه عن المعصوم(عليه السلام) أو عن الراوي عنه، كما قاله العلاّمة آغا بزرك في الذريعة لاحظ الذريعة ج24: ص315.

                وأمّا إطلاق التصنيف فإنّ معناه هو: التصنيف المقابل للأصل، ولذلك نرى أنّ الشيخ الطوسي ذكر في مقدمة كتابه الفهرست: بأنّ أحمد بن الحسين الغضائري عمل كتابين أحدهما ذكر فيه المصنفات والآخر ذكر فيه الاُصول.... ثم ذكر: أنّه جمع بينهما لأنّ في المصنفين من له أصل فيحتاج إلى الكتابين.

                وأمّا إطلاق النوادر في الموارد التي ليس لمطالب الكتب المدوّنة موضوع معين فلاحظ.

ثم أنّه قد صرّح جمع من أعاظم المحدّثين والمؤرّخين: أنّ أصحاب الأئمة (عليهم السلام) صنّفوا اُصولاً وأدرجوا فيها ما سمعوا عن كلّ من مواليهم (عليهم السلام) لئلاّ يعرض لهم النسيان والخلط أو يقع فيه دس وتصحيف، منهم: السيّد رضي الدين عليّ بن طاووس ينقل في كتابه مهج
الدعوات في قسم أدعية موسى بن جعفر(عليه السلام) قبل ذكر الدعاء المعروف بالجوشن عن أبي الوضاح محمد بن عبدالله بن زيد النهشلي (راوي الدعاء) أنّه قال: حدثني أبي، قال: كان جماعة من خاصة أبي الحسن (عليه السلام) من أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه ومعهم في أكمامهم ألواح أبنوس لطاف وأميال، فإذا نطق أبو الحسن (عليه السلام) بكلمة أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك. مهج الدعوات: ص224 الطبعة الحجرية.

                وحكى العلاّمة الشيخ آغا بزرك في الذريعة عن الشيخ البهائي(قدس سرهما)في مشرق الشمسين أنه قال: قد بلغنا عن مشايخنا(قدس سرهم)  أنه كان من دأب أصحاب الأصول أنهم إذا سمعوا عن أحد من الأئمة (عليهم السلام)حديثاً بادروا إلى إثباته في اُصولهم لئلاّ يعرض لهم نسيان لبعضه أو كلّه بتمادي الأيام. لاحظ الذريعة ج2: ص128.

                وقال العلاّمة السيـّد الداماد في رواشحه في الراشحة 29: قد كان دأب أصحاب الاُصول إذا سمعوا من أحدهم (عليهم السلام) حديثاً بادروا إلى ضبطه في اُصولهم من غير تأخير، لاحظ الرواشح السماوية: ص98، والمشهور عند المحدّثين والمؤرّخين والفقهاء والمجتهدين من الشيعة: أنّ الاُصول كانت أربعمائة مصنّف لأربعمائة مصنِّف من رجال أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) في مجالس الرواية والسماع عنه (عليه السلام).

                قال الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه في الإرشاد في باب ذكر الإمام القائم بعد أبي جعفر محمد بن عليّ(عليهم السلام): كان الصادق(عليه السلام) من بين أخوته... أجلّهم في العامة والخاصة، ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان ولم ينقل عن أحد من أهل بيته العلماء ما نُقل عنه، ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار، ولا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبدالله(عليه السلام) فإنّ أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات، فكانوا أربعة آلاف رجل... لاحظ الإرشاد ج2: ص179 .

                وقال المحقق الحلّي في المعتبر: كتب في أجوبة مسائله ـ أي الإمام جعفر بن محمد(عليهما السلام)ـ أربعمائة مصنَّف سمّوها اُصولاً. المعتبر ج1: ص26 (الطبعة الحديثة بقم).

                وقال العلاّمة الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى: روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف إنسان، وصُنِّف من جواباته في المسائل أربعمائة كتاب تسمّى الاُصول رواها أصحابه وأصحاب ابنه موسى الكاظم (عليه السلام).

                إعلام الورى: ص166، والذريعة ج2: ص129 نقلاً عن الذريعة.

وقال الشهيد الثاني في شرح الدراية: استقرّ أمر المتقدمين على أربعمائة مصنَّف سمّوها اُصولاً فكان عليها اعتمادهم. الذريعة ج2: ص131.

                وقال الشيخ الحسين بن عبدالصمد في درايته: قد كتبت من أجوبة مسائل الإمام الصادق(عليه السلام)فقط أربعمائة مصنّف لأربعمائة مصنِّف تسمى الاُصول في أنواع العلوم. الذريعة ج2: ص129.

                وقال العلاّمة آغا بزرك بعد ذكر هذه الأقوال اعتماداً عليها:إذا يسعنا دعوى العلم الاجمالي بأنّ تاريخ تأليف جلّ هذه الاُصول إلاّ قليل منها كان في عصر أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)وهو عصر ضعف الدولتين وهو أواخر ملك بني اُمية إلى أوائل أيام هارون الرشيد، أي من سنة 95 هـ عام هلاك الحجّاج بن يوسف إلى عام 170 هـ الذي ولي فيه هارون الرشيد... ولمّا لم يكن للاُصول ترتيب خاص، لأنّ جلّها من إملاءات المجالس وأجوبة المسائل النازلة المختلفة عمد أصحاب الجوامع إلى نقل رواياتها مرتّبة مبوّبةً منقّحةً تسهيلاً للتناول والانتفاع ولأجل ذلك قلّت الرغبات في استنساخ أعيانها فقلّت نسخها وضاعت النسخ القديمة تدريجاً وتلفت كثير منها في حوادث تاريخية، كإحراق ما كان منها موجوداً في مكتبة سابور بكرخ عند ورود طغرل بيك إلى بغداد سنة 448 كما ذكره في معجم البلدان... لاحظ الذريعة ج2: ص131.

                وقال العلاّمة الشيخ السبحاني في كتابه كليات في علم الرجال: وكان قسم من تلك الأصول باقياً بالصورة الأوّلية إلى عهد إبن إدريس الحلّي ـ المتوفي عام 598 ـ وقد استخرج من جملة منها ما جعله مستطرفات السرائر، وحصلت جملة منها عند السيـّد رضي الدين إبن طاووس كما ذكرها في كشف المحجّة، ثمّ تدرج التلف وقلّت النسخ إلى حدّ لم يبق منها إلاّ ستة عشر. وقد وقف عليها استاذنا السيـّد محمد الحجّة الكوه كمري ـ رضوان الله عليه ـ فقام بطبعها. لاحظ كليات في علم الرجال: ص484.

([2]) لاحظ ترجمته في روضات الجنات ج5: ص357 رقم 544، وأعيان الشيعة ج8: ص398، ونقد الرجال ج4: ص19 رقم 4107، ومعجم رجال الحديث ج14: ص304 رقم 9362، والفهرست لمنتجب الدين: ص96 رقم 336، ومعالم العلماء: ص135 رقم 920، وجامع الرواة ج2: ص4، وأمل الآمل ج2: ص216رقم 650، وطرائف المقال ج1: ص117 رقم 494، ومنتهى المقال ج5: ص194 رقم 2279، والفوائد الرضوية: ص350، والكنى والألقاب ج2: ص444، ومجالس المؤمنين ج1: ص372، وهدية الأحباب، ص193،ورياض العلماء ج4: ص340، وهدية العارفين ج1: ص820، والأعلام للزركلي ج5: ص148، ومعجم المؤلفين ج8: ص66.

([3]) لاحظ إعلام الورى بأعلام الهدى ج2: ص200. وفيه:.... صنّف من جواباته في المسائل أربعمائة... رواها أصحابه وأصحاب أبيه من قبله وأصحاب ابنه أبي الحسن موسى (عليه السلام).

([4]) وهو أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن بن زياد بن عبدالله الهمداني الكوفي يكنى أبا العباس المعروف بـ «ابن عقدة» وكان زيدياً جاروديّاً وعلى ذلك مات وكان مولده سنة 249 ووفاته سنة 333 بالكوفة، وحكى الشيخ عباس القمي عن الدارقطني من أنه قال: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير بها من زمن إبن مسعود الصحابي إلى زمن ابن عقدة المذكور من هو أحفظ منه. الكنى والألقاب ج1: ص358، ورجال النجاشي ج1: ص240 رقم 231.

([5]) قال الشيخ الطوسي في مقدمة رجاله:... ولم أجد لأصحابنا كتاباً جامعاً في هذا المعنى «أي في الرجال» إلاّ مختصرات قد ذكر كلّ إنسان طرفاً منها إلاّ ما ذكره «ابن عقدة» من رجال الصادق(عليه السلام) فإنّه قد بلغ الغاية في ذلك ولم يذكر رجال باقي الأئمة(عليهم السلام). لاحظ مقدمة رجال الطوسي، ومثله قال في فهرسته في ترجمة ابن عقدة، الفهرست للطوسي: ص73.

أقول: وبناءً على ما أفاده(قدس سره) فإنّ ماذكره في رجاله من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام)يعتبر رجال ابن عقدة أيضاً، فلاحظ.

([6]) لاحظ مقدمة رجال الطوسي.

([7]) لايخفى على الباحث الخبير أنّ مسلك الشيخ الطوسي (رحمه الله)في رجاله يغاير مسلكه في فهرسته ومسلك النجاشي (رحمه الله) في رجاله وقد نبّه على ذلك المحقق التستري في رجاله، حيث ذكر في الفصل السادس عشر من كتابه ما هذا نصّ عبارته:.... فمسلكه  ـ أي الشيخ الطوسي ـ في رجاله غير ذلك، حيث أراد استقصاء أصحابهم (عليهم السلام)ومن روى عنهم مؤمناً كان أو منافقاً إمامياً كان أو عاميّاً، فعدّ أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو بن العاص ونظراءهم في أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وعدّ زياد بن أبيه وابنه عبيدالله بن زياد في أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام)وعدّ منصور الدوانيقي في أصحاب الصادق (عليه السلام)بدون ذكر شيء، فالإستناد إليه ما لم يحرز إمامية رجل غير جائز، حتى في أصحاب غير النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)فكيف في أصحابهم وغير الإمامي فيه من أوّله إلى باب أصحاب الصادق (عليه السلام)أكثر من الإمامي وبعده ليس غير الامامي فيه بتلك الكثرة، بل بابه الأخير باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام)لم يعلم ذكر غير إمامي فيه لعدم المناسبة... لاحظ قاموس الرجال ج1: ص29 في الفصل السادس عشر.

                وقال العلاّمة السبحاني في كتابه كليات في علم الرجال بعد ذكر هذا القول اعتماداً عليه ما هو نص عبارته: ومع ذلك فلم يأت بكلّ الصحابة ولا بكلّ أصحاب الائمة، ويمكن أن يقال: إنّ الكتاب حسب ما جاء في مقدمته اُ لّف لبيان الرواة من الأئمة، فالظاهر كون الراوي إمامياً ما لم يصرّح بالخلاف أو لا أقل شيعيّاً فتدبّر. وكان سيـّدنا المحقق البروجردي يقول: إنّ كتاب الرجال للشيخ الطوسي (رحمه الله) كانت مذكرات له ولم يتوفق لإكماله، ولأجل ذلك نرى أنه يذكر عدة أسماء ولايذكر في حقهم شيئاً من الوثاقة والضعف ولا الكتاب والرواية، بل يعدّهم من أصحاب الرسول والأئمة فقط. لاحظ كليات في علم الرجال: ص69.

([8]) وهو العالم المتبحّر الجليل الشيخ محمد بن الحسن بن عليّ بن الحسين الحرّ العاملي المشغري، المتولد ليلة الجمعة 8 رجب سنة 1033، المتوفي في الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة 1104، صاحب التصانيف الرائقة التي منها كتاب الوسائل الذي هو من أحسن الجوامع الحديثية المشتمل على الأحاديث المروية عن النبيّ والوصي والأئمة (عليهم السلام) ممّا يتعلق بالأحكام والفرائض والسنن والآداب بحيث دارت عليه أبحاث الفقه وعليه أكبّت فقهاء الشيعة منذ ثلاثة قرون إتفقوا فيها على تناوله وتداوله وأجمعوا على النقل عنه والاستناد إليه وليس ذلك إلاّ لحسن ترتيبه وجودة تبويبه وسعة إحاطته بالحديث واستخراجه من المصادر المعتبرة عند الشيعة بالاتفاق، فالكتاب كافل للمهم ممّا ورد من السنّة النبويّة وجامع لمعظم النواميس الشرعية، فهو مرجع لروّاد الفضيلة والآداب ومطلوب لطلاب الحقيقة والآثار، عليه المعوّل في استنباط المسائل الشرعية وإليه الاستناد في الفروع الفقهية، فهو كالبحر الذي ليس له ساحل، وهذه الحقيقة ثمار جهود ونبوغ للعالم الكبير المتبحّر الذي تربّى في بيت العلم من بني الحرّ، وهو بيت كبير جليل خرج منه جماعة من أعاظم الفقهاء والمحدّثين، يوجد ذكرهم في التراجم مشفوعاً بالثناء والتبجيل والاكبار والتقريظ، وقد توطّن بعد انقضاء أربعين سنة من عمره الشريف في المشهد الرضوي إلى أن توفي بها ودفن في الصحن الشريف الرضوي رضوان الله تعالى عليه. لاحظ ترجمته في أمل الآمل ج1: ص141 رقم 154، ورياض العلماء ج5: ص63، وروضات الجنات ج7: ص96 رقم 605، والكنى والألقاب ج2: ص172، وجامع الرواة ج2: ص90، وأعيان الشيعة ج9: ص176، وخاتمة مستدرك الوسائل ج2: ص77، ومعجم رجال الحديث ج16: ص246 رقم 10534، والفوائد الرضوية: ص473، وتكملة أمل الآمل: ص340 رقم 327، وبهجة الآمال ج6: ص351، وطرائف المقال ج1: ص73 رقم 205، وهدية العارفين ج2: ص304، والأعلام للزركلي ج6: ص90.

([9]) لاحظ وسائل الشيعة ج30: ص353، ط مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)لإحياء التراث ، وج20: ص49 من ط المكتبة الاسلامية.

([10]) لاحظ نهاية الدراية في شرح الوجيزة للشيخ البهائي: ص216 في الفصل السادس من الكتاب (الطبعة الحجرية).

([11]) وهو فخر الشيعة وتاج الشريعة، ثقة الاسلام وكهف العلماء الأعلام أبو جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكُليني مصغراً وبتخفيف اللام، المنسوب إلى «كُلين» كحسين، وهي قرية من قرى فشافويه التي هي من كور الري وفيها قبر أبيه يعقوب بن اسحاق الكليني. وكان الشيخ الكليني من أعظم علماء الشيعة في عصر الغيبة الصغرى، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم له  وأعرفهم به، وصنّف كتاب الكافي الذي هو أحد الكتب الأربعة التي تدور عليها رحى الاستنباط في المذهب الامامية، وقد صنّفه وهذّبه في عشرين سنة وهو يشتمل على ثلاثين كتاباً ويحتوي على مالايحتوي عليه غيره، وقد وصفه الشيخ المفيد ـ رضوان الله تعالى عليه ـ بأنّه أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة. لاحظ شرح عقائد الصدوق أو تصحيح الاعتقاد: ص202. وقال المولى محمد أمين الأسترابادي (المتوفي سنة 1036) في الفوائد المدنيّة: وقد سمعنا عن مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنّف في الإسلام كتاب يوازنه أو يدانيه. لاحظ الفوائد المدنية: ص269. وقال العلاّمة المجلسي في مفتتح شرحه على الكافي: إنـّه ابتدأت بكتاب الكافي للشيخ الصدوق، ثقة الإسلام، مقبول طوائف الأنام، ممدوح الخاصّ والعام، محمد بن يعقوب الكليني ـ حشره الله مع الأئمة الكرام ـ لأنه كان أضبط الاُصول وأجمعها، وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها.... لاحظ مرآة العقول ج1: ص3 المقدمة.

                وقال السيـّد ابن طاووس عند بيان اعتبار الوصية المعروفة التي كتبها مولانا أمير المؤمنين(عليه السلام)لولده الحسن(عليه السلام) وقد أخرجها من كتاب رسائل الأئمة (عليهم السلام) لأبي جعفر الكليني(قدس سره) ما هذا لفظه: وهذا الشيخ محمد بن يعقوب كانت حياته في زمن وكلاء مولانا المهدي (صلوات الله عليه) عثمان بن سعيد العمري، وولده أبي جعفر محمد، وأبي القاسم الحسين بن روح وعليّ بن محمد السمري (رحمهم الله) وتوفي محمد بن يعقوب قبل وفاة عليّ بن محمد السمري (رضي الله عنه)لأنّ عليّ بن محمد السمري توفي في شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وهذا محمد بن يعقوب الكليني توفي ببغداد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. فتصانيف هذا الشيخ ورواياته في زمن الوكلاء المذكورين في وقت يجد طرقاً إلى تحقيق منقولاته وتصديق مصنفاته. لاحظ كشف المحجة: ص159.

                أقول: ونتيجة ما ذكره السيـّد عليّ بن طاووس ـ أعلى مقامه الشريف ـ من أنّ عرض الكتاب على أحد النواب مساوق لإمضاء الإمام له وحكمه بصحته وهذا عين إمضاء الإمام(عليه السلام)له، إذ من الظن القوي الذي يورث الاطمئنان التام أنّ الذي ذكر في حقه وجه الطائفة وعينهم ومرجعهم وكان يعيش في بلد إقامة النواب وقد صنّف هذا الكتاب العظيم في زمن توفّر طريق للوصول إلى الإمام (عجل الله فرجه) وهذا يكشف لنا عن هذه الحقيقة من أن عمله كان مورداً لإمضاء صاحب الأمر(عليه السلام)، ومن الأخبار المشهورة عند العلماء أنّ كتاب الكافي قد عرض على مولانا صاحب العصر والزمان(عليه السلام) وأنه(عليه السلام) قال في حقه: الكافي كاف لشيعتنا. وممّا يؤيد ذلك ـ أي عرض الكتاب على الإمام(عليه السلام)ـ أنّ العالم الجليل أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان الرازي ـ صاحب الرسالة في حال آل أعين ـ قال في فهرست الكتب التي كانت عنده، ورواها عن أربابها من هذه الرسالة: وجميع كتاب الكافي تصنيف أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني، روايتي عنه بعضه قراءة وبعضه إجازة، وقد نسخت منه كتاب الصلاة والصوم في نسخة، وكتاب الحج في نسخة، وكتاب الطهارة والحيض في جزء، والجميع مجلّد، وعزمي أن أنسخ بقيّة الكتاب إن شاء الله في جزء واحد ورق طلحي. لاحظ رسالة أبي غالب: ص177.

                ولما جاء أبو غالب إلى بغداد ـ لشقاق وقع بينه وبين زوجته سنين عديدة ـ في أيام أبي القاسم الحسين بن روح فسأله الدعاء لأمر قد أهمّه من غير أن يذكر الحاجة، فخرج التوقيع الشريف: «والزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما» فتعجّب ورجع، وقد جعل الله بينهما المودة والرحمة في سنين إلى أن فرّق الموت بينهما، والخبر مذكور في غيبة الشيخ الطوسي(رحمه الله) بسندين لاحظ الغيبة للطوسي: ص183 ـ 186.

                ومع ذلك، كيف غفلوا عن السؤال عن اعتبار هذا الكتاب عند صاحب العصر والزمان(عليه السلام)وقد كان عرض الكتاب عليهم (عليهم السلام) أمراً مرسوماً بينهم في تلك الأيام كما هو مذكور في ترجمة جمع من الرواة؟ وعلى سبيل المثال أنه روى الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة قال: أخبرني الحسين بن ابراهيم عن أحمد بن عليّ بن نوح عن ابن نصر هبة الله بن محمد بن أحمد قال: حدثني أبو عبدالله الحسين بن أحمد الحامدي البزّاز ـ المعروف بغلام أبي عليّ بن جعفر، المعروف بابن زهومة النوبختي، وكان شيخنا مستوراً ـ قال: سمعت روح ابن أبي القاسم بن روح يقول: لمّا عمل محمد بن عليّ الشلمغاني كتاب التكليف، قال الشيخ ـ يعني أبا القاسم (رضي الله عنه)  ـ : أطلبوه إليّ لأنظره، فجاؤا به، فقرأه من أوّله إلى آخره، فقال: ما فيه شيء إلاّ وقد روي عن الأئمة (عليهم السلام) إلاّ موضعين أو ثلاثة، فإنّه كذب عليهم في روايتها (لعنه الله)، لاحظ الغيبة للطوسي: ص251 وأيضاً روى بسنده إلى أبي الحسين بن تمام أنه قال: حدثني عبدالله الكوفي ـ خادم الشيخ حسين بن روح رضي الله عنه ـ قال: سأل الشيخ ـ يعني أبا القاسم ـ (رضي الله عنه) عن كتب ابن أبي العزافر بعد ما ذمّ وخرجت فيه اللعنة، فقيل له: وكيف نعمل بكتبه وبيوتنا منها ملأى؟ فقال: أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن عليّ (عليهما السلام) وقد سأل عن كتب بني فضال، فقالوا: كيف بكتبهم وبيوتنا منها ملأى؟ فقال (عليه السلام) : خذوا بما رووا وذروا بما رأوا. لاحظ الغيبة للطوسي: ص239.

                وعليه فمن البعيد في غاية البُعد أنّ أحداً من النواب الخاصة لم يطلب من الكليني هذا الكتاب الذي عمله لعمل كافة الشيعة به، أو لم ينظر إليه وقد عكف عليه وجوه الشيعة وعيون الطائفة. هذا كلّه مع قطع النظر عن البحث في حجّية الخبر وإجراء القواعد الحديثية من جهة السند والدلالة وجهة الصدور، فإنّ حجّية الأخبار تكون بملاحظة جميع هذه الجوانب، فلاحظ.

                وبالجملة فالناظر إلى جميع ذلك يطمئن بصحة ما أشار إليه السيـّد ابن طاووس ـ قدس سره الشريف ـ فلاحظ. وتوفي الشيخ الكليني (رحمه الله)سنة 329 ودفن ببغداد وقبره الشريف في شرقي بغداد في تكية المولوية وعليه شباك من الخارج إلى يسار العابر من الجسر المشهور كما في خاتمة المستدرك للمحدث النوري ج3: ص274 وله في كتب الرجال والتراجم ترجمة حسنة، لاحظ ترجمته في رجال النجاشي ج2: ص290 رقم 27، و رجال الطوسي: ص439 رقم 6277، والفهرست للطوسي: ص210 رقم 602، وخلاصة الأقوال:ص245 رقم 835، ومعالم العلماء: ص99 رقم 666، ورجال ابن داود: ص187 رقم 1537، ونقد الرجال ج4: ص352 رقم 5190، ومنتهى المقال ج6: ص235 رقم 2947، وجامع الرواة ج2: ص218، وتنقيح المقال ج3: ص979، والكنى والألقاب ج3: ص120، وروضات الجنات ج6: ص108 رقم 568، ورياض العلماء ج5: ص199، وأعيان الشيعة ج10: ص99، ومجمع الرجال ج6: ص73، والفوائد الرضوية: ص657، ومجالس المؤمنين ج1: ص443، ومعجم رجال الحديث ج19: ص54 رقم 12067، وخاتمة مستدرك الوسائل ج3: ص272، وطرائف المقال ج1: ص193 رقم 1081، وسير أعلام النبلاء ج15: ص280 رقم 125، واكمال الكمال ج7: ص186، ولسان الميزان ج6: ص631 رقم 8277، وتاريخ مدينة دمشق ج56: ص297 رقم 7126، والوافي بالوفيات ج5: ص226 رقم 2300.

([12]) الظاهر أنّ الشيخ الطوسي (رحمه الله) اختلف مع النجاشي في ذكر سنة وفات الكليني (رحمه الله)فقال الشيخ الطوسي في الفهرست: إنّه توفي سنة ثمان وعشرن وثلاثمائة. الفهرست للطوسي: ص211 غير أنه ذكر في رجاله في من لم يرو عنهم (عليهم السلام) أنه توفي سنة 329. رجال الطوسي: ص439 رقم 6277 وقال النجاشي: إنّه توفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة سنة تناثر النجوم. رجال النجاشي ج2: ص292.

                وقال العلاّمة الحلّي: إنّه مات ببغداد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة قاله الشيخ الطوسي، وقال النجاشي: إنّه توفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة... خلاصة الأقوال: ص245. والله العالم بحقائق الأمور، فلاحظ.

([13]) قال المحقق البحراني في كتابه لؤلؤة البحرين نقلاً عن بعض مشايخه المتأخرين: إنّ أحاديث الكافي حصرت في ستة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين حديثاً، الصحيح منها باصطلاح من تأخر خمسة آلاف واثنان وسبعون حديثاً، والحسن مائة وأربعة وأربعون حديثاً، والموثق مائة حديث وألف حديث وثمانية عشر حديثاً، والقوي منها اثنان وثلاثمائة، والضعيف منها أربعمائة وتسعة آلاف وخمسة وثمانون حديثاً. لاحظ لؤلؤة البحرين: ص394 ـ 395.

                وقال الشهيد في الذكرى: إنّ ما في الكافي يزيد على ما في مجموع الصحاح الستة للجمهور وعدّة كتب الكافي اثنان وثلاثون، لاحظ الذكرى ج1: ص59.

([14]) وهو العالم الكبير والمحدّث النبيل، شيخ مشايخ الشيعة، رئيس المحدّثين، ناشر آثار الأ ئمة الطاهرين(عليهم السلام)، عماد الملّة والمذهب والدين، ركن من أركان الشريعة، والصدوق فيما يرويه عن الأ ئمة(عليهم السلام) الشيخ أبو جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي(رضي الله عنه)ولد بقم حدود سنة 306 هـ بدعاء صاحب الأمر(عليه السلام) ونال بذلك عظيم الفضل والفخر، ووصفه الإمام(عليه السلام) في التوقيع الخارج من ناحيته المقدسة بأنه فقيه خيّر مبارك نفع الله به، وعلى أثر ذلك الدعاء لم ير في القمّيين مثله، وبنو بابويه من بيوتات القمّيين الذين ذاع صيتهم بالعلم والفضيلة، وقد ذكر العلاّمة المجلسي الأوّل محمد تقي (رحمه الله) في شرحه على من لايحضره الفقيه بالفارسية ما تعريبه: إنّ في زمان عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه والد الشيخ الصدوق(رحمه الله)كان في قم من المحدّثين مائتا ألف رجل. لاحظ اللوامع في شرح من لايحضره الفقيه (فارسي) ج1: ص149.

                وكان أبو الحسن عليّ بن الحسين بن بابويه والد الشيخ الصدوق وجه الشيعة وفقيههم، وكان أهل قم يرجعون إليه في الأحكام الشرعية مع كثرة مَن في قم من الأعلام.

                وقد توفي والد المترجم له في سنة 329 عام تناثر النجوم، وذكر النجاشي أنه سمع من أصحابنا من الذين كانوا عند أبي الحسن عليّ بن محمد السمري (رحمه الله)، فقال: رحم الله عليّ بن الحسين ابن بابويه، فقيل له: هو حي، فقال: إنه مات في يومنا هذا، فكتب اليوم، فجاء الخبر بأنـّه مات فيه. لاحظ رجال النجاشي ج2: ص90، وقد نشأ الشيخ الصدوق (رحمه الله)وأدرك أيام الغيبة الصغرى أكثر من تسعة عشر سنة وكانت نشأته الاُولى في بلدة قم وهي إحدى مراكز العلمية يومئذ، كانت تعجّ بالعلماء وحملة الحديث فنشأ برعاية أبيه الذي كان يجمع بين فضيلتي العلم والعمل مدة عشرين سنة إلى أن توفّي والده الكريم، وكان المترجم له آنذاك آية في الحفظ والذكاء وكان من علماء ذلك الحين، وقد حضر مجالس بعض شيوخ تلك الأيام وسمع منهم وروى عنهم حتى اُشير إليه بالبنان، وقد طلبوا منه سكنى الري فلبّى طلبهم مؤدّياً ما أوجبه الله عليه فيما أخذ على العلماء، فسافر إلى الري وأقام هناك فالتفّ حوله جماهير أهلها يأخذون عنه الأحكام فأفاض عليهم من علومه ومعارفه، وقد أخذ عن مشايخها العظام، وكان بجانبه مكتبة الوزير الصاحب بن عباد وكانت مكتبة غنية من الآثار والنفائس بحيث كان فهرسها عشر مجلّدات ضخام كما ذكر ذلك ياقوت الحموي في معجم البلدان ج6: ص259 سوى غيرها من خزائن الكتب الذي عثر عليها المترجم له آن ذاك، وقد سافر أسفار اُخرى طاف فيها كثيراً من البلدان وسمع بها جماعة من الشيوخ
واُولي الفضل ويتّضح ذلك لمن أراد البحث فيه من خلال ملاحظة مؤلفاته، خاصة مشيخة كتابه (من لايحضره الفقيه) فإنّه يجد فيه أخذ الرواية عن كثير من أعلام الخاصة والعامة وتحمل عنهم الحديث في مختلف الفنون كما يجد أنّ جلّهم من أفذاذ العلماء الذين كانت تشدّ إليهم الرحال للتحمل والرواية في مختلف الحواضر العلمية في القرن الرابع، كبغداد وكوفة وقم والري ونيشابور وطوس وبخارى تلك البلدان التي سافر إليها وأخذ فيها عن علمائها، وقد أحصى العلاّمة المحدّث النوري في خاتمة المستدرك كثيراً منهم في الفائدة الخامسة، لاحظ مستدرك الوسائل ج4: ص8 ، وقد أطال البحث والفحص عن أحوال المذكورين في مشيخته ومن مدحهم وصحة الطريق إليهم من جهتهم أو قدحهم وعدم صحة الطريق إليهم، فراجع.

                وأمّا آثاره العلمية فلاحاجة إلى الاطناب في بيانها، فأنّه قد صنّف أكثر من ثلاثمائة مصنَّف في شتى فنون العلم وأنواعه، وقد ذكر أرباب المعاجم كالنجاشي والشيخ الطوسي وابن شهرآشوب وغيرهم مؤلفاته في كتبهم فراجعها. وتوفي الشيخ الصدوق (رحمه الله) في بلدة الري سنة 381 مخلّفاً له جميل الذكر وحسن الاحدوثة، خالداً بحسناته الباقيات الصالحات.

                وقبره بالري بالقرب من قبر سيدنا عبدالعظيم الحسني (عليه السلام) في بقعة شرّفت به وأصبحت مزاراً يلجأ إليها الناس يقصدونه بالتعظيم ويدفنون موتاهم عنده في صحنه، وفيه قبور كثير من العلماء وأهل الفضل والايمان، وله ترجمة حسنة في كتب الرجال، لاحظ ترجمته في رجال النجاشي ج2: ص311 رقم 1050، ورجال الطوسي: ص439 رقم 6275، والفهرست للطوسي: ص237، وخلاصة الأقوال: ص248 رقم 843، ومعالم العلماء: ص111  رقم 764، ورجال ابن داود: ص179 رقم 1455، والفوائد الرجالية ج3: ص292، ونقد الرجال ج4: ص273 رقم 4925، ومنتهى المقال ج6: ص118 رقم 2761، وقاموس الرجال ج9: ص434 رقم 7029، وجامع الرواة ج2: ص154، ورياض العلماء ج5: ص119، ولؤلؤة البحرين: ص381 رقم 122، وروضات الجنات ج6: ص132 رقم 574، وأمل الآمل ج2: ص220، ومجالس المؤمنين ج1: ص454، ومجمع الرجال ج5: ص269، والفوائد الرضوية: ص560، وتنقيح المقال ج3: ص154، ومعجم رجال الحديث ج17: ص331 رقم 11303، ووسائل الشيعة ج20: ص335 رقم 1081، وطرائف المقال ج1: ص141 رقم 655، ومستدركات علم رجال الحديث ج7: ص224 رقم 12964. وسير أعلام النبلاء ج16: ص303 رقم 212، وتاريخ بغداد ج3: ص89، وهداية العارفين ج6:ص52، والأعلام للزركلي ج6: ص274، ومعجم المؤلفين ج11: ص3.

([15]) لاحظ الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي (رحمه الله) ج2: ص416.

([16]) لم أجد مستنداً لقوله(رحمه الله)، فإنّ الشيخ الطوسي (رحمه الله) وغيره ذكروا: أنّ له نحو من ثلاثمائة مصنف وفهرست كتبه معروف وقال: أنا أذكر منها مايحضرني في الوقت... لاحظ الفهرست للطوسي: ص237، وقال العلاّمة الحلي: له نحو من ثلاثمائة مصنف ذكرنا أكثرها في كتابنا الكبير... لاحظ خلاصة الأقوال: ص248، والمصنف(رحمه الله)أيضاً ذكر هذه الأقوال في كتابه تأسيس الشيعة: ص262 فمن المحتمل القوي أنّ ما ذكره هنا صدر منه سهواً، فلاحظ.

([17]) وهو أحد الاُصول الأربعة للشيعة المعتمد عليها عندهم وهو في الاشتهار والاعتبار كالشمس في رائعة النهار. وقد ذكر الشيخ الصدوق(رضي الله عنه) في مقدمة كتابه: أنه لما ساقه القضاء إلى بلاد الغربة ونزل أرض بلخ، وردها شريف الدين أبو عبدالله محمد ابن الحسن المعروف بـ  «نعمة»، فدام سروره بمجالسته وانشرح صدره بمذاكرته وقد طلب منه أن يصنف كتاباً في الفقه والحلال والحرام ويسميه «من لايحضره الفقيه» كما صنف الطبيب الرازي محمد بن زكريا كتاباً وأسماه «من لايحضره الطبيب» فأجاب مسؤوله وصنّف هذا الكتاب له. ويصف هذا الكتاب بقوله: ولم أقصد فيه قصد المصنّفين في ايران جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما اُفتي به وأحكم بصحته واعتقد فيه أنه حجّة فيما بيني وبين ربّي، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعوّل واليها المرجع...، لاحظ مقدمة كتاب من لايحضره الفقيه.

([18]) ذكر العلاّمة السيـّد حسن الخرسان في كلمة تمهيدية لكتاب من لايحضره الفقيه عند ذكره لعدد الأحاديث المروية في الكتاب على حسب ما تلقّاه من كلمات العلماء الأعلام ومن الفائدة الخامسة من خاتمة المستدرك للشيخ المحدّث النوري ـ قدس سره الشريف ـ والذريعة والبلغة وغيرها قائلاً: وقد أحصى بعض العلماء أحاديث الفقيه فكانت خمسة آلاف وتسعمائة وثلاثة وستون حديثاً منها ألفان وخمسون حديثاً مرسلاً  وهو المنقول على الشيخ البهائي في شرحه على الفقيه والمولى مراد التفرشي في (التعليقة السجادية).

                وقال المحدّث البحراني في اللؤلؤة: قال بعض مشايخنا: مجموعة على أربع مجلّدات يشتمل على ستمائة وستة وستين باباً.

                الأول منها يشتمل على سبعة وثمانين باباً، والثاني على مائتين وثمانية وعشرين باباً، والثالث على ثمانية وسبعين باباً، والرابع على مائة وثلاث وسبعين باباً وجميع ما في المجلد الأوّل حصر بألف وستمائة وثمانية عشر حديثاً.

                وجميع ما في الثاني حصر بألف وستمائة وسبعة وثلاثين حديثاً.

                وجميع ما في الثالث حصر بألف وثلاثمائة وخمسة أحاديث، وجميع ما في الرابع حصر بتسعمائة وثلاثة أحاديث.

                وجميع مسانيد الأوّل سبعمائة وسبعة وسبعون حديثاً ومراسيله واحد وأربعون وثمانمائة حديثاً، ومسانيد الثاني ألف وأربعة وستون حديثاً ومراسيله ثلاث وسبعون وخمسمائة حديثاً، ومسانيد الثالث ألف ومئتان وخمسة وتسعون حديثاً ومراسيله خمسمائة وعشرة أحاديث، ومسانيد الرابع سبعة وسبعون وسبعمائة حديثاً ومراسيله مائة وستة وعشرون حديثاً، فجميع الأحاديث المسندة ثلاثة آلاف وتسعمائة وثلاثة عشر حديثاً والمراسيل ألفان وخمسون حديثاً.

                وقال المولى مراد التفرشي في شرحه: ومرادهم من «مرسل» أنّه أعم، ممّا لم يذكر فيه اسم الراوي، بأن قال: روي، أو قال:(عليه السلام)، أو ذكر الراوي وصاحب الكتاب ونسي أن يذكر طريقه إليه في المشيخة، وهم على ما صرّح به التقي المجلسي في شرحه الفارسي المسمّى بـ «اللوامع» أزيد من مائة وعشرين رجل، قال وأخبارهم تزيد على ثلاثمائة والكل محسوب من المراسيل عند الأصحاب... الخ، لاحظ الكلمة التمهيدية لكتاب من لايحضره الفقيه للسيّد حسن الخرسان صفحة «زض».

                أقول: ولم أعثر في كتب التراجم والرجال والفهارس من يذكر أنّ الأحاديث المروية في كتاب من لايحضره الفقيه عددها تسعة آلاف، سوى ما ذكره المصنف(رحمه الله) في هذا الكتاب وفي كتابه تأسيس الشيعة وقد راجعنا الطبعة الجديدة من كتاب من لايحضره الفقيه المرقمة بالأعداد المسلسلة المطبوعة في مؤسسة جامعة المدرسين بقم فوجدنا أنّ آخر حديث رواه الصدوق (رحمه الله) فيه رقمه (5920) ومهما كان الترقيم في الكتاب فلايتجاوز العدد من ستة آلاف ولعلّ الواقع هنا سهو من الكاتب والله العالم بحقائق الأمور، فلاحظ.

([19]) وهو رافع أعلام الشريعة المحقّة بعد الأئمّة المعصومين (عليهم السلام)، وعماد الشيعة والإمامية
بكلّ ما يتعلق بالمذهب والدين، شيخ الطائفة على الاطلاق ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق، أبو جعفر محمد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي وهو المراد بالشيخ إذا اُطلق في كلمات الأصحاب.

                ولد(رحمه الله) في شهر رمضان سنة 385 بطوس وهي من مُدن خراسان التي هي من أقدم بلاد فارس وأشهرها وكانت مدينة طوس من سابق أيامها تعدّ من المراكز العلمية المهمة والمعاهد الثقافية الإسلامية وذلك لأنّ فيها قبر الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) ثامن أئمة الشيعة الإثني عشرية، وهي لاتزال حتى اليوم مهوى أفئدة طلاب العلوم الدينية، يقصدونها من الأماكن الشاسعة والبلدان النائية ويتقاطرون إليها من كلّ حدب وصوب، للتبرّك بالعتبة المقدسة ويتناولون من تلك الدروس الثقافية من معاهدها العلمية  التي هي من أعظم المعاهد الإسلامية للشيعة التي خرج منها أئمة أهل العلم والفقه مالايحصى.

                ومن مفاخرها شيخ الطائفة ـ رضوان الله تعالى عليه ـ حيث تخرّج منها وهو في الثالثة والعشرين من عمره الشريف، وهاجر إلى العراق فنزل بغداد سنة 408 في أيام زعامة الشيخ المفيد(رحمه الله)، فلازمه وتتلمذ عليه، كما أدرك شيخه الحسين بن عبيدالله الغضائري المتوفي سنة 411 وشارك أبا العباس أحمد بن عليّ النجاشي ـ صاحب الرجال ـ المتوفي سنة 450 هـ في جملة من مشايخه، وبقي على اتصاله بشيخه المفيد رضوان الله تعالى عليه حتى توفي شيخه ببغداد ليلة الثالث من شهر رمضان سنة 413 هـ وكان يوم وفاته لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه، وكثرة البكاء من المخالف والمؤالف، وقد صلّى عليه الشريف المرتضى(رحمه الله) ودفن في داره سنتين ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام). ونقلت زعامة الدين ورئاسة المذهب إلى أعلم تلامذته علم الهدى السيـّد المرتضى(رحمه الله)فانحاز الشيخ الطوسي إليه ولازمه وارتوى من منهله العذب، وعنى به أُستاذه السيّد المرتضى(رحمه الله)وبالغ في توجيهه أكثر من سائر تلامذته لمّا شاهد فيه اللياقة التامة، وعيّن له في كل شهر اثنتى عشر ديناراً كما ذكر ذلك السيّد عليّ خان في «الدرجات الرفيعة» وغيره.

                وبقي ملازماً له طيلة ثلاث وعشرين سنة حتى توفي استاذه المذكور لخمس بقين من شهر ربيع الأوّل سنة 436 وكان عمره الشريف ثمانون سنة وثمانية أشهر وأيام.

                فاستقلّ الشيخ(رحمه الله) بعده بالزعامة الدينية وأصبح علماً من أعلام الشيعة وزعيماً لهم، وكانت داره في كرخ بغداد مأوى الاُمة ومقصد الوفّاد يأمّونها لحلّ مشاكلهم وإيضاح
مسائلهم، وقد قصده العلماء وأولو الفضل من كل حدب وصوب للتلمذة عليه والحضور تحت منبره والارتواء من منهله العذب، وبلغت تلامذته إلى ثلاثمائة من مجتهدي الخاصة والعامة واعترفوا بفضله المتدفق ورأوا منه شخصية ظاهرة ونبوغاً موضوعاً وعبقرياً في العلم والعمل، حتى أن خليفة الوقت القائم بأمر الله، عبدالله بن القادر بالله أحمد جعل له كرسي الكلام والإفادة، وكان لهذا الكرسي يومذاك عظمة وقدراً فوق مايوصف إذ لم يسمح به إلاّ لمن بلغ في العلم المرتبة السامية وفاق على أقرانه ولم يكن في بغداد يومذاك من يفوقه قدراً ويفضل عليه علماً، فكان هو المتعين لهذا الشرف ولهذا الكرسي العلمي من جانب خليفة الوقت، ومع ذلك نجد أنّ الخطيب البغدادي الذي كان معاصراً له وكان يعيش في نفس بلدة بغداد لم يذكره في كتابه تاريخ بغداد، أفليس هذا بمستغرب ياترى؟!

                ولا غرو، فإنّ الخطيب البغدادي وأمثاله المنحرفين عن مسلك أئمة أهل البيت(عليهم السلام)وأتباعهم تمنعهم الحمية والعصبية المذهبية عن ذكر الحقائق ولا حاجة لنا إلى ذكرهم لأمثال الشيخ الطوسي بعد أن مثلت العالم من ذكر عبقريته وفضيلته العلمية ومقامه المنيع.

                قال العلاّمة المجلسي في كتابه ملاذ الأخيار في شرح التهذيب ما هذا نصّ عبارته: وأمّا الإطراء والثناء عليه ]أي على الشيخ الطوسي (رحمه الله)[ فقد كتب كثير من المؤرّخين وعلماء الرجال عن هذه الشخصية الإسلامية الفذّة بما يجل عن التعداد والإحصاء لأنـّه لم يكن شيخ الطائفة إنساناً مغموراً حتى يحتاج إلى التعريف به والإشادة بمآثره، بل هو طود شامخ وعلم معروف انتشرت آثاره العلمية في الأندية الإسلامية وعرفت مآثره الدينية في كافة الأوساط، غير أنه لامنتدح من ذكر شرح ممّا قاله فيه جمع من الفريقين... لاحظ ملاذ الأخيار ج1: ص22.

                ومن قوة عارضة الشيخ (رحمه الله) وتقدم حجّته ما أثبته القاضي نور الله في مجالس المؤمنين والسيـّد الطباطبائي في فوائده الرجالية: أنه قد وشي بالشيخ (رحمه الله)إلى خليفة الوقت العباسي، أنه هو وأصحابه يسبّون الصحابة وكتابه المصباح يشهد بذلك فقد ذكر أن من دعاء يوم عاشوراء: اللهمّ خصّ أنت أوّل ظالم باللعن مني وابدأ به أولاً، ثم الثاني والثالث والرابع، اللهمّ العن يزيد خامساً....

                فدعا الخليفة بالشيخ والكتاب، فلمّا حضر الشيخ (رحمه الله) ووقف على القصة ألهمه الله تعالى أن قال: ليس المراد من هذه الفقرات ما ظنّه السعاة، بل المراد بالأوّل قابيل قاتل هابيل، وهو أوّل من سنّ الظلم والقتل، وبالثاني قيدار عاقر ناقة الصالح، وبالثالث قاتل يحيى بن
زكريا من أجل بغي من بغايا بني اسرائيل، وبالرابع عبدالرحمن بن ملجم المرادي قاتل الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

                فلمّا سمع الخليفة من الشيخ تأويله وبيانه قبل منه ورفع منزلته عنده وانتقم من السعاة.

                وبقيت هذه الزعامة العامة للشيخ الطوسي أعلى مقامه الشريف في بغداد مدة اثنتى عشرة سنة، حتى وقعت الفتنة بين الفريقين عند مجيء (طغرل بك) سنة 448 هـ .

                قال القاضي نور الله في مجالسه: إنه ذكر إبن كثير الشامي في تاريخه في ترجمة الشيخ الطوسي (رحمه الله): أنه كان فقيه الشيعة مشتغلاً بالإفادة في بغداد إلى أن وقعت الفتنة بين الشيعة وأهل السنّة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة واحترقت كتبه وداره في باب الكرخ فانتقل إلى النجف وبقي هناك إلى أن توفي... (لاحظ مجالس المؤمنين ج1: ص480 والبداية والنهاية ج12: ص97).

                ولمّا رأى الشيخ (قدس سره) أنّ الخطر قد حدق به هاجر بنفسه إلى النجف الأشرف لائذاً بجوار أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وصيّرها مركزاً للعلم وجامعة كبرى للشيعة الإمامية وعاصمة للدين الاسلامي والمذهب الجعفري، وصارت بلدة النجف الأشرف تشدّ إليها الرحال وتعلّق بها الآمال وأصبحت مهبط العلم ومهوى أفئدة طلاّب العلوم الدينية وقام فيها بناء صرح الاسلام وكان الفضل في ذلك للشيخ(رحمه الله)، وقد بثّ في أعلام تلامذته الروح العلمية، وغرس في قلوبهم بذور المعارف الإلهية، وصيقل أذهانهم وأرهف طباعهم فبان فضل النجف الأشرف على ما سواها من البلدان الإسلامية والمعاهد العلمية وخلّفوا الذكر الجميل على مرّ الدهور والأعصار وأصبحت جامعة النجف الأشرف أعظم جامعة في العالم الإسلامي بعد أن وضع حجرها الأساسي شيخ الطائفة رضوان الله تعالى عليه.

                وقد تخرّج من  هذه الجامعة خلال القرون المتطاولة ما يعدّون بالآلاف المؤلفة من أساطين الدين وأعاظم الفقهاء وكبار المتكلمين ونوابغ المفسرين وأفاضل اللغوين وغيرهم ممّن خبروا العلوم الإسلامية بأنواعها وبرعوا فيها أيّما براعة. وليس أدلّ على ذلك من آثارهم القيّمة التي هي في طليعة التراث الاسلامي وأنّ كل ما وجد فيه من شيء لطيف وتحقيق شريف فهو من بركات تلك الحضرة المقدسة وإفاضات سيـّدنا ومولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

                ولم يبرح الشيخ (رحمه الله) في النجف الأشرف على ذلك اثنى عشر عاماً حتى قضى نحبه في ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرّم سنة 460 من خمس وسبعين سنة وتولّى
غسله ودفنه تلميذه الشيخ الحسن بن المهدي السلقي والشيخ أبو محمد الحسن بن عبد الواحد العين زربي والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، ودفن في داره التي حولت بعده مسجداً في موضعه وقبره مزار يتبرك به.

                قال العلاّمة السيـّد الطباطبائي في رجاله: وقد جدّد مسجده في حدود سنة ثمان وتسعين من المائة الثانية بعد الألف فصار من أعظم المساجد في الغري المشرّف وكان ذلك بترغيبنا بعض الصلحاء وأهل السعادة. لاحظ رجال بحر العلوم، الفوائد الرجالية ج3: ص239، ولاحظ ترجمة الشيخ الطوسي فى رجال النجاشي ج2: ص332 رقم 1069، والفهرست للطوسي: ص240 رقم 714، وخلاصة الأقوال: ص249 رقم 845، ورجال ابن داود: ص169 رقم 1355، ونقد الرجال ج4: ص179 رقم 4600، ومنتهى المقال ج6: ص20 رقم 2573، ومعالم العلماء: ص114 رقم 766، والكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج2: ص394، ومجمع الرجال ج5: ص191، وأعيان الشيعة ج9: ص159، ومجالس المؤمنين ج1: ص481، وقاموس الرجال ج9: ص207 رقم 6602، وروضات الجنات ج6: ص216 رقم 580، ومعجم رجال الحديث ج16: ص257 ر قم 10526، ووسائل الشيعة ج20: ص323 رقم 1019، وتنقيح المقال ج3: ص104، والفوائد الرضوية: ص470، ولؤلؤة البحرين: ص293 رقم 102، وسير أعلام النبلاء ج18: ص334 رقم 155، ولسان الميزان ج6: ص52 رقم 7299، والمنتظم ج16: ص110 رقم 3395، وهدية العارفين ج2: ص72، وتاريخ الاسلام للذهبي في حوادث سنة 460، والوافي بالوفيات ج2: ص349 رقم 809، والنجوم الزاهرة ج5: ص85.

([20]) إنّ كتاب تهذيب الأحكام تأليف شيخ الطائفة شرح على المقنعة للشيخ المفيد(رحمه الله) وهو من أعظم كتب الحديث منزلة وأكثرها منفعة، وقد شرع الشيخ(رحمه الله) في تأليف هذا الكتاب في حياة الشيخ المفيد(رحمه الله). قال المحقق البروجردي(قدس سره) في مقدمة كتاب الخلاف: يظهر من أدعيته للمفيد(رحمه الله) في كتاب التهذيب عند نقل عبارة المقنعة حيث يقول في أوّل الكتاب إلى أواخر كتاب الصلاة منه: «قال الشيخ أيده الله تعالى». ومنه إلى آخر الكتاب يقول: «وقال الشيخ(رحمه الله)» أنـّه كتب الطهارة والصلاة في حال حياة الشيخ المفيد ومن المعلوم أنّ الشيخ الطوسي قدم إلى العراق سنة 408 وتوفي الشيخ المفيد(رحمه الله) سنة 413 ومن ناحية اُخرى أنّ ولادة الشيخ الطوسي كانت سنة 385، فبداية تأليف كتاب التهذيب يكون حين بلوغه ستاً وعشرين سنة وهذا من خوارق العادة.

                وقال العلاّمة آغا بزرك: استخرج شيخ الطائفة هذا الكتاب من الاُصول المعتمدة للقدماء التي هيّأها الله له وكانت تحت يده من لدن وروده إلى بغداد سنة 408 إلى مهاجرته منها إلى النجف الاشرف سنة 448، ومن تلك الاُصول ما كانت في مكتبة اُستاذه الشريف المرتضى المحتوية على ثمانين ألف كتاب كما هو مذكور في التواريخ في وجه تسميته بالثمانين، ومنها ما كانت في مكتبة «سابور» المؤسسة الشيعية بكرخ بغداد التي لم تكن في الدنيا مكتبة أحسن كتباً منها. وكانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة واُصولهم المحررة... لاحظ الذريعة ج4: ص504 رقم 2263.

([21]) قال العلاّمة آغا بزرك في الذريعة:... وقد أنهيت أبوابه إلى ثلاثمائة وثلاثة وتسعين باباً وأحصيت أحاديثه في ثلاثة عشر وألف وخمسمائة وتسعين حديثاً... لاحظ الذريعة ج4: ص504 أقول: وقد طبع الكتاب في عشرة أجزاء ضخام مبوّباً ومفصلاً ومفهرساً في النجف الأشرف وطهران ولبنان مع كلمة تمهيدية للعلامة السيـّد حسن الخرسان.

([22]) كتاب الاستبصار في ما اختلف من الأخبار، أحد الكتب الأربعة المعوّل عليها عند الإمامية، قال الشيخ الطوسي(رحمه الله) في مقدمة الكتاب: فإنّي رأيت جماعة من أصحابنا لمّا نظروا في كتابنا الكبير الموسوم بتهذيب الأحكام ورأوا ما جمعنا فيه من الأخبار المتعلقة بالحلال والحرام، ووجدوها مشتملة على أكثر ما يتعلق بالفقه من أبواب الأحكام وأنه لم يشذ عنه في جميع أبوابه وكتبه ممّا ورد في أحاديث أصحابنا وكتبهم وأصولهم ومصنفاتهم إلاّ نادر قليل وشاذ يسير، وأنه يصلح أن يكون كتاباً مذخوراً يلجأ إليه المبتدي في تفقيه... وسألوني تجريد ذلك وصرف العناية إلى جمعه وتلخيصه، وأن ابتدئ في كلّ باب بايراد ما اعتمده من الفتوى والأحاديث فيه، ثم اُعقّب ما يخالفنا من الأخبار واُبيّن وجه الجمع بينها على وجه لا اُسقط شيئاً منها ما أمكن ذلك فيه... لاحظ مقدمة شيخ الطائفة على كتاب الاستبصار ج1: ص2 ـ 3، ولاحظ الذريعة ج2: ص14 رقم 43.

([23]) قال الشيخ الطوسي(رحمه الله) في آخر كتاب الاستبصار: واعلموا أيّدكم الله، إني جزّأت هذا الكتاب ثلاثة أجزاء الجزء الأول والثاني يشتملان على ما يتعلق بالعبادات والثالث يتعلق بالمعاملات وغيرها من أبواب الفقه، والأول يشتمل على ثلاثمائة باب يتضمن جمعاً ألفاً وثمانمائة وتسعة وتسعين حديثاً، والثاني يشتمل على مائتين وسبعة عشر باباً يتضمن ألفاً ومائة وسبعة وسبعين حديثاً، والثالث يشتمل على ثلاثمائة وتسعين باباً يشتمل جميعاً على ألفين وأربعمائة وخمسة وخمسين حديثاً وأبواب الكتاب تسعمائة وخمسة وعشرون باباً تشتمل على خمسة آلاف وخمسمائة واحد عشر حديثاً حصرتها لئلاّ يقع فيها زيادة أو نقصان. لاحظ الاستبصار ج4: ص342 ـ 343، والذريعة ج2: ص14.

([24]) وهو شيخ الإسلام والمسلمين مروّج المذهب والدين، محيي السنّة النبوية، وناشر آثار الائمة العلوية(عليهم السلام) العلاّمة المحقق المدقّق المولى محمد باقر المعروف بـ «المجلسي الثاني» ابن المولى محمد تقي المعروف بـ «المجلسي الأوّل».

                وإنّما لقّبا بالمجلسي، لأنّ والد المولى محمد تقي هو المولى مقصود عليّ، كان من شعراء زمانه وكان يتخلّص من أشعاره بالمجلسي فصار ذلك لقباً له ولأولاده وأحفاده.

                ولد المولى محمد باقر المجلسي سنة 1037 باصفهان وكان يومذاك والده من كبار علمائها، ذكر المحدث النوري(رحمه الله)، أنّ آغا أحمد إبن الاستاذ الأكبر البهبهاني(رحمه الله) قال في كتابه مرآة الاُصول: حدثني بعض الثقات عن المولى محمد تقي المجلسي أنّه قال: إنّ في بعض الليالي بعد الفراغ من التهجّد عرضت لي حالة عرفت منها أني لا أسأل من الله شيئاً إلاّ استجابت لي، وكنت أتفكّر فيما أسأله تعالى من الأمور الاُخروية والدنيوية وإذا بصوت بكاء محمد باقر في المهد، فقلت: إلهي بحقّ محمد وآل محمد(عليهم السلام)، إجعل هذا الطفل مروّج دينك وناشر أحكام سيـّد رسلك (صلى الله عليه وآله) ووفقه بتوفيقاتك التي لا نهاية لها... لاحظ خاتمة مستدرك الوسائل ج2: ص174.

                وعلى أثر هذا الدعاء صار شيخ الاسلام المجلسي إماماً في وقته في علم الحديث وسائر العلوم الدينية، وقد روّج آثار أهل البيت (عليهم السلام) في الديار العجمية لاسيما أنه ترجم لهم الأحاديث بأنواعها الفارسية. وقد أجمع العلماء على جلالة قدره وتبرّزه في العلوم النقلية والعقلية والرجالية والأدبية وغيرها من الفنون الإسلامية. ويكفي للخبير المراجعة إلى كتبه القيّمة فيرى أنها في طليعة مؤلفات الشيعة، فإنّ البيان قاصر عن تحديد هذه الحقيقة وتوصيف مآثره الحميدة وما وفّقه الله لترويج الشريعة الاسلامية وإحياء السنّة النبوية وإماتة الأحداث الهالكة والبدع المهلكة وإرشاد الناس إلى الطريق السوي والصراط المستقيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده.

                وبقيت آثاره ومؤلفاته إلى يوم القيامة تجري إلى روحه الشريف بركاتها، وتصل إليها فوائدها ومثوباتها رضوان الله تعالى عليه. وتوفي(قدس سره) في الليلة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 1111 وعمره ثلاثاً وسبعين سنة، ودفن بإصفهان في الباب القبلي من الجامع العتيق في القُبّة التي دفن فيها أبوه، وفيها مدفن عدة من العلماء الأمجاد. وأصبح مرقده الشريف ملجأ الخلائق ومن المجربات استجابة الدعوات عند مضجعه المنيف رضوان الله تعالى عليه.

                قال المحدث الكبير الشيخ عباس القمي: إنّه يظهر من جملة المنامات الصادقة أنّ له التقدم في النشأة الآخرة، قال: حدثنا العلاّمة النوري عن بعض تلامذة صاحب الجواهر (رحمه الله)أنه قال: حدثنا أُستاذنا شيخ الفقهاء في عصره صاحب جواهر الكلام يوماً في مجلس البحث والتدريس فقال: رأيت البارحة بمجلس عظيم فيه جماعة من العلماء وعلى بابه بوّاب فاستأذنته فأدخلني فرأيت فيه جميع من تقدم من العلماء والمجتهدين مجتمعين فيه وفي صدر المجلس مولانا العلاّمة المجلسي فتعجبت من ذلك فسألت البوّاب عن سرّ تقدّمه فقال: هو معروف عند الائمة(عليهم السلام)، لاحظ الكنى والألقاب ج3: ص150، ولاحظ ترجمته في روضات الجنات ج2: ص78 رقم 142، ورياض العلماء ج5: ص39، وأعيان الشيعة ج9: ص182، وأمل الآمل ج2: ص182 رقم 733، والكنى والألقاب ج3: ص147، ولؤلؤة البحرين: ص55 رقم 16، وجامع الرواة ج2: ص78، وتنقيح المقال ج2: ص85 قسم الميم، ومقابس الأنوار: ص22، وخاتمة المستدرك ج2: ص173، ومعجم المؤلفين ج9: ص91.

([25]) هو من أعظم الجوامع الحديثية الذي يتضمن الآثار الذهبية والمآثر الخالدة من المعارف الدينية وسيرة المعصومين(عليهم السلام) والأحكام الشرعية وغيرها ممّا ورد عن الرسول والأئمة من أهل بيته(عليهم السلام)، ففي الحقيقة أنّ كتاب بحار الأنوار يعتبر عند الشيعة كدائرة المعارف للحديث الشيعية، وقد استوعب مؤلفه العلاّمة في النقل فيه عن الجوامع السابقة وممّا فات عنهم من الكتب المشهورة والاُصول المعتبرة المهجورة وغير ذلك،  ممّا هو جامع وشامل لجميع آثار المعصومين(عليهم السلام) كي يكون ذخيرة لمعارف الشيعة في مختلف أبواب علوم الإسلام.

                قال العلاّمة آغا بزرك في حقّه: إنّه الجامع الذي لم يكتب قبله ولا بعده جامع مثله، لاشتماله من جميع الأخبار على تحقيقات دقيقة وبيانات وشروح لها غالباً لاتوجد في غيره... لاحظ الذريعة ج3: ص16.

                وقد صنّف فيه كتاب الاجازات، ليتضح طريقه إلى المصادر المذكورة فيه وأبان في مقدمة الكتاب كيفية تحصيل تلك الأحاديث والظفر بالنسخ المعتبرة منها، لاحظ بحار الأنوار ج1: ص3.

([26]) طبع هذا الكتاب كراراً في خمسة وعشرين مجلدات ضخام بالطبعة الحجرية، ثم قام بطبعه بعد تحقيقه وتخريج مصادره لجنة من العلماء الاجلاّء في سنة 1376، ثم طبع في مائة وعشرة مجلدات متوسطة سنة 1392، طبعة منقحة مصححة مزينة بتعاليق نافعة ولم يطبع يومذاك الجزء الرابع عشر من الطبع الحجرية المشتملة على الأحاديث الواردة في مطاعن أعداء أهل البيت(عليهم السلام)، ثم بادرت وزارة الثقافة الإسلامية الإيرانية بطبع ثلاث مجلدات منها في سنة 1365 هـ . ش بتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي وهي الأجزاء 32 و33 و34، وتمّ طبع الأجزاء 29 و30 و31 بواسطة مؤسسة دار الرضا ببيروت بتحقيق الشيخ عبدالزهراء العلوي سنة 1412 هـ ، فجزاهم الله خير الجزاء، فبذلك تمّ طبع جميع المجلدات بالطبعة المحققة المنقحة والحمد لله ربّ العالمين.

([27]) لاحظ بحار الأنوار ج102: ص3 ـ 165 .

([28]) قد يبدأ في ترجمته في كتب التراجم باسمه محمد كما جاء في أمل الآمل ورياض العلماء وروضات الجنات وقال صاحب الروضات: اسمه كما يظهر من تقريرات نفسه محمد...

                وقد يبدأ بشهرته محسن كما عنونه صاحب الروضات بهذا العنوان، وقد يبدأ بلقبه الفيض كما عنونه بذلك المحدث الكبير الشيخ عباس القمي; في كتابه الكنى والألقاب في باب الألقاب.

                وقد يبدأ بعنوانين فيقال: محمد، محسن معاً ابن الشاه مرتضى ابن الشاه محمود المشتهر بالفيض الكاشاني، ولد في الرابع عشر من شهر صفر سنة 1007 من الهجرة في بيت علم وشرف، فنشأ بها، وأمره في الفضل والعلم والفهم والتقوى أشهر من أن يخفى على أحد وعمره الشريف قد تجاوز الثمانين، لأنّ وفاته كانت سنة 1091 هـ  كما هو مكتوب على مزاره الشريف، فإنّ اللوحة الموضوعة على قبره بكاشان مكتوب عليها: قبض المعتصم بحبل الله المؤمن المهيمن محمد بن مرتضى المدعو بمحسن سنة إحدى وتسعين وألف وهو إبن أربع وثمانين سنة حشره الله مع مواليه المعصومين.

                لاحظ ترجمته في أمل الآمل ج2: ص305 رقم 925، ورياض العلماء ج5: ص180، وتنقيح المقال ج2: ص54 (في قسم الميم) وجامع الرواة ج2: ص42، وريحانة الادب ج4: ص369، وروضات الجنات ج6: ص79 رقم 565، والكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج3: ص39، ولؤلؤة البحرين ص121 رقم 46، ومصفى المقال: ص387، ونتائج الافكار: ص541، وسلافة العصر: ص499، ومعجم رجال الحديث ج18: ص226 رقم 11764، وخاتمة مستدرك الوسائل ج2: ص239، وهدية العارفين ج2: ص6.

([29]) طبع هذا الكتاب في أربعة عشر مجلدات بالطبعة الحجرية وفيه أنه فرغ منه سنة 1068، ثم قام بطبعه جمع من العلماء الأجلاّء بإصفهان بعد تحقيقه وتصحيحه في 24 مجلدات متوسطة في مركز للنشر الموسوم بمكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والكتاب يحتوي على مقدمة و14 كتاب وخاتمة، والمقدمة تحتوي على ثلاث تمهيدات والخاتمة في بيان الأسانيد ولكلّ جزء من الأجزاء عشر خطب وديباجة وخاتمة. لاحظ الذريعة ج25: ص13 رقم 72.

([30]) قال العلاّمة الخونساري في كتابه روضات الجنات:... وله تصانيف كثيرة أفرد لها فهرسها على حدة ونحن ننقل عنه ذلك ملخصاً تلك الشقاشق الفاغرة وإطفاء نائرة... روضات الجنات ج6: ص91، وقال العلاّمة السيـّد ضياء الدين الحسيني في الكلمة التمهيدية التي ذكرها لكتاب الوافي: إنّه بعد التتبع التام والعثور على التراجم ظفرنا على (144) كتاباً ورسالة له وهذا شرحه...، ثم سرد أسماء الكتب. لاحظ كتاب الوافي ج1: ص34، الكلمة التمهيدية، وقال المحدث الكبير والشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل: إنّ له رسالة في فهرست مؤلفاته وذكر فيها أربعاً وعشرين كتاباً... لاحظ أمل الآمل ج2: ص306.

([31]) لاحظ الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج3: ص41.

([32]) قال العلاّمة الأميني في كتابه الغدير في ترجمته: محمد بن الحسن بن عليّ بن الحسين... ابن محمد بن باكير بن الحرّ الرياحي المستشهد أمام الإمام السبط الشهيد يوم الطف سلام الله عليه وعلى أصحابه. هذا الحرّ، هو مؤسس الشرف الباذخ لآله الأكارم الذين فيهم أعلام الدين وأساطين المذهب وسيارفة الكلام وقادة الفكر ونوابغ الخطابة والكتابة ومهرة الفقه وأئمة الحديث وحملة الفضل والأدب وصاغة القريض وأشهرهم في تلكم الفضائل كلّها شيخنا المترجم له، الذي لاتُنسى مآثره ولايأتي الزمان على حلقات فضله الكثار، فلاتزال متواصلة العُرى مادام لأياديه المشكورة عند الاُمّة جمعاء أثرٌ خالد وأنّ من أعظمها كتاب وسائل الشيعة في مجلداتها الضخمة التي تدور عليها رحى الشريعة وهو المصدر الفذ لفتاوى علماء الطائفة، وإذا ضُمّ إليه مستدركه الضخم الفخم لشيخنا الحجة النوري المناهز لأصله كمّاً وكيفاً فمرج البحرين يلتقيان، وكان غير واحد من المحققين لايصدر الفتيا إلاّ بعد مراجعة الكتابين معاً. نعم، لأهل الاستنباط النظر في أسانيد ما حواه الكتابان من الأحاديث وأنت لاتقرأ في المعاجم ترجمة لشيخنا الحرّ إلاّ وتجد جمل الثناء على كتابه الحافل «وسائل الشيعة» مبثوثة فيها، وقد أحسن وأجاد أخوه العلاّمة الصالح في تقريظه بقوله:

هذا كتاب علا في الدين رتبته***قد قصّرت دونها الأخبار والكتب

ينير كالشمس في جوّ القلوب هدى***فتنتحي منه عن أبصارنا الحجب

هذا صراط الهدى ما ضلّ سالكه***إلى المقامة بل تسمو به الرتب

إن كان ذا الدين حقّاً فهو متّبع***حقّاً إلى درجات المنتهى سبب

                فشيخنا المترجم له درّة على تاج الزمن وغرّة على جبهة الفضيلة، متى استكنهته تجد له في كلّ قدر معرفة وبكلّ فن معرفة، ولقد تقاصرت عنه جمل المدح وزمر الثناء فكأنه عاد جثمان العلم وهيكل الأدب وشخصيته الكمال البارزة، وأنّ من آثاره أو من مآثره تدوينه لأحاديث أئمة أهل البيت(عليهم السلام) في مجلدات كثيرة وتأليفه لهم بإثبات إمامتهم ونشر فضائلهم والإشادة بذكرهم وجمع شتات أحكامهم وحكمهم ونظم عقود القريض في إطرائهم وإفراغ سبائك المدح في بوتقة الثناء، ولقد أبقت له الذكر الخالد كتبه القيّمة..، ثم سرد كتبه إلى أن قال: ولد في قرية مشغر ليلة الجمعة ثامن رجب سنة 1033 وأقام فيها أربعين عاماً ثم اُتيحت له زيارة الإمام أبي الحسن الرضا(عليه السلام) وقطن ذلك المشهد الطاهر، واُعطي شيخوخة الإسلام وحاز منصب القضاء إلى أن توفي في يوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 1104 هـ ودفن في الصحن العتيق الشريف إلى جنب مدرسة ميرزا جعفر وقبره معروف يزار قدس الله سره ونوّر ضريحه. لاحظ الغدير ج11: ص335 ـ 338 ولاحظ ترجمته في أمل الآمل ج1: ص141 رقم 154، ورياض العلماء ج5: ص63، وأعيان الشيعة ج9: ص176، وروضات الجنات ج7: ص96 رقم 605، والكنى والألقاب ج2: ص172، وجامع الرواة ج2: ص90، وخاتمة المستدرك ج2: ص77، ومعجم رجال الحديث ج16: ص246 رقم 10523، والفوائد الرضوية: ص473، وبهجة الآمال ج6: ص351، وهدية العارفين ج2: ص304، والأعلام للزركلي ج6: ص90.

([33]) لاحظ الذريعة ج25: ص71 رقم 385.

([34]) قال العلاّمة صاحب أعيان الشيعة: لقد رزق الله هذا الكتاب ما لم يرزق غيره، إذ كان عليه معول مجتهدي الشيعة من عصر مؤلفه إلى اليوم، ما ذلك إلاّ لحسن ترتيبه وتبويبه. لاحظ أعيان الشيعة ج9: ص168.

([35]) انظر وسائل الشيعة ج20: ص36 في الفائدة الرابعة من خاتمة الكتاب.

([36]) قد طبع كتاب وسائل الشيعة عدة مرات في إيران، منها طبع في ثلاث مجلدات بالطبعة الحجرية سنة 1288 في طهران، واُخرى سنة 1323 أيضاً في ثلاث مجلدات، ثم طبع سنة 1324 وهذه الطبعة معروفة بطبعة أمير بهادر وكانت أحسن من سابقها، ثم طبع في تبريز طبعة جيدة بالنسبة إلى سابقها سنة 1313، ثم طبعه الشيخ عبدالرحيم الرباني الشيرازي بعد التحقيق والتصحيح بإعانة جمع من العلماء والفضلاء مع الكلمة التمهيدية للعلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان سنة 1340 وذلك في عشرين مجلد من النوع المتوسط مع التعاليق المفيدة للمحققين في مطبعة المكتبة الإسلامية.

                ثم قامت بطبعه مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لاحياء التراث العربي بعد الفحص الكامل عن النسخ الموجودة له وتصحيحه وما فات عن المحققين في الطبعات السابقة في ثلاثين مجلد من النوع المتوسط وكان ذلك في سنة 1409 هـ .

([37]) لاحظ روضات الجنات ج7: ص97.

([38]) قد ذكر ترجمته تلميذه العلاّمة آغا بزرك الطهراني(رحمه الله) في مقدمة كتاب مستدرك الوسائل وهي خلاصة ما ذكره صاحب المستدرك في ترجمة نفسه في آخر كتابه مستدرك الوسائل بقوله: هو الشيخ الميرزا حسين بن الميرزا محمد تقي بن الميرزا عليّ محمد بن تقي النوري الطبرسي إمام ائمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة، ومن أعاظم علماء الشيعة وكبار رجال الإسلام في هذا القرن.

                ولد في 18 شوال سنة 1254 في قرية (يالو) من قرى نور إحدى كور طبرستان ونشأ بها يتيماً فقد توفي والده الحجة الكبير وله ثمان سنين، وقبل أن يبلغ الحُلم اتصل بالفقيه الكبير المولى محمد عليّ المحلاتي، ثم هاجر إلى طهران واتّصل فيها بالعالم الجليل أبي زوجته الشيخ عبدالرحيم البروجردي فعكف على الاستفادة منه، ثم هاجر معه إلى العراق سنة 1272 فزار أُستاذه ورجع وبقي هو في النجف الأشرف قرب أربع سنين، ثم عاد إلى إيران، ثم رجع إلى العراق سنة 1278 فلازم الآية الكبرى الشيخ عبدالحسين الطهراني الشهير بشيخ العراقين وبقي في كربلاء مدة، وذهب معه إلى مشهد كاظمين (عليهما السلام) فبقي سنتين أيضاً، وفي آخرها رزق حج البيت وذلك في سنة 1280، ثم رجع إلى النجف الأشرف، حضر بحث الشيخ المرتضى الانصاري (قدس سره) أشهراً قلائل إلى أن توفي الشيخ سنة 1281 فعاد إلى ايران سنة 1284 وزار الإمام الرضا (عليه السلام) ورجع إلى العراق أيضاً سنة 1286 وهي السنة التي توفي فيها شيخه الطهراني وكان أوّل من أجازه. ورزق حج البيت ثانياً ورجع إلى النجف فبقى فيها سنين لازم خلالها درس السيـّد المجدد الشيرازي، ولمّا هاجر أُستاذه إلى سامراء سنة 1291 لم يخبر تلاميذه بعزمه على البقاء بها في بادئ الأمر، ولمّا أعلن ذلك خلّف إليه الطلاب وهاجر إليه المترجم له في سنة 1292 بأهله وعياله مع شيخه المولى فتح عليّ السلطان آبادي وصهره على ابنته الشيخ فضل الله النوري وهم أوّل المهاجرين إليها، ورزق حج البيت ثالثاً، لمّا رجع سافر إلى ايران ثالثاً سنة 1297 وزار مشهد الرضا (عليه السلام)فسافر إلى الحج رابعاً سنة 1299 ورجع، فبقي في سامراء ملازماً لاستاذه المجدد حتى توفي سنة 1312 فبقي المترجم له بعده بسامراء إلى سنة 1314 فعاد إلى النجف الأشرف عازماً على البقاء بها حتى أدركه الأجل، انتهى ملخصاً من ما ترجم به نفسه في آخر المستدرك... (لاحظ خاتمة المستدرك ج9: ص341 ـ 346) ثم قال العلاّمة آغا بزرك: تشرّفت بخدمته للمرة الاُولى في سامراء في سنة 1313 بعد وفاة المجدد الشيرازي بسنة وهي سنة ورودي العراق، كما أنها سنة وفاة السلطان ناصرالدين شاه القاجاري وذلك عندما قصدت سامراء زائراً قبل ورودي إلى النجف، فوفّقت لرؤية المترجم له بداره حيث قصدتها لاستماع مصيبة الحسين (عليه السلام)وذلك يوم الجمعة الذي ينعقد فيه مجلس بداره، وكان المجلس غاصّاً بالحضور والشيخ على الكرسي مشغول بالوعظ ثم ذكر المصيبة وتفرّق الحاضرون، فانصرفت وفي نفسي ما يعلمه الله من إجلال وإعجاب وإكبار لهذا الشيخ إذ رأيت فيه حين رأيته سمات الأبرار من رجالنا الاُول، ولمّا وصلنا إلى النجف بقيت اُمنّي النفس لو أن تتفق لي صلة مع هذا الشيخ لأستفيد منه، ولما اتفقت هجرته إلى النجف سنة 1314 لازمته ملازمة الظل ست سنين، حتى اختار الله له دار إقامته، ورأيت منه خلال هذه المدة قضايا عجيبة لو أردت شرحها لطال المقام وبودّي أن أذكر مجملاً من ذلك....

                وكان إذا دخل عليه أحد في حال المقابلة اعتذر منه أو قضى حاجته لئلاّ يزاحم وروده أشغاله العلمية ومقابلته، أمّا في الأيام الأخيرة وحينما كان مشغولاً بتكميل المستدرك فقد قاطع الناس على الاطلاق، حتى أنه لو سئل عن شرح حديث أو ذكر خبر أو تفصيل قضية أو تاريخ شيء أو حال راو أو غير ذلك من مسائل الفقه والاُصول لم يجب بالتفصيل، بل يذكر للسائل مواضع الجواب ومصادره فيما إذا كان في الخارج، وأمّا إذا كان في مكتبته فيخرج الموضوع من أحد الكتب ويعطيه للسائل ليتأمله، كلّ ذلك خوف مزاحمة الاجابة الشغل الأهم من القراءة أو الكتابة...  ـ إلى أن قال: ـ وتوفي ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الثانية سنة 1320 هـ ودفن بوصية منه بين العترة والكتاب يعني في الايوان الثالث عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف العلوي من باب القبلة... ولجثمانه كرامة، فقد حدّثني العالم العادل والثقة الورع السيّد محمد بن أبي القاسم الكاشاني النجفي قال: لمّا حضرت زوجته الوفاة أوصت أن تدفن إلى جنبه، ولمّا حضرت دفنها وكان ذلك بعد وفاة الشيخ بسبع سنين نزلت في السرداب لأضع خدها على التراب حيث كانت من محارمي لبعض الأسباب، فلمّا كشفت عن وجهها حانت منّي التفاتة إلى جسد الشيخ زوجها فرأيته طريّاً كيوم الدفن، حتى أنّ طول المدة لم يؤثر على كفنه ولم يمل لونه من البياض إلى الصفرة رضوان الله تعالى عليه، لاحظ المستدرك ج1: ص41 ـ 48 ولاحظ ترجمته في أعيان الشيعة ج6: ص143.

([39]) لاحظ الذريعة ج21: ص7 رقم 3687.

([40]) ذكر المحدث النوري(رحمه الله) في آخر كتابه مستدرك الوسائل: إنّه وافق الفراغ من هذا المجلد في يوم العاشر من ربيع الآخر يوم ولادة سيـّدنا الإمام الزكي أبي محمد الحسن بن عليّ الهادي (عليه السلام) في السنة المباركة التي أخبر أهل الحساب بتوافق الضحى والجمعة والنيروز سنة التاسعة بعد الألف وثلاثمائة. لاحظ خاتمة المستدرك ج9: ص345 ـ 346.

([41]) لاحظ أعيان الشيعة ج6: ص144.

([42]) وهو كتاب عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال، ويزيد هذا الكتاب على مجلدات البحار بكثير، قال العلاّمة آغا بزرك الطهراني: سمعت أنّ جميعها موجود في بلدة يزد وقد طبعت بعض أجلاده متفرقة في سنة 1318 كمقتل الحسين (عليه السلام)وكتاب أحوال الحجة سلام الله عليه وغير ذلك. لاحظ الذريعة ج15: ص356 رقم 2282.

                وبدأت مؤسسة الإمام المهدي(عليه السلام)في قم المقدسة سنة 1405 بتحقيق وتصحيح الكتاب وأنجزت المجلدات الآتية: النصوص، العقل، الغدير، الزهراء(عليها السلام)، الإمام الحسن(عليه السلام)، الإمام الحسين(عليه السلام)، الإمام السجاد(عليه السلام)، الإمام الباقر(عليه السلام)، الإمام الصادق(عليه السلام)، الإمام الكاظم(عليه السلام)، الإمام الرضا(عليه السلام)، الإمام الجواد(عليه السلام)، غير أنّه لم يطبع المجلد الأول منه الذي كان مشتملاً على فهرس مصادر الكتاب وبيان اُسلوب المؤلف في تأليفه ورموزه وذلك لتوفير التحقيق حول ما في الكتاب كما هو مذكور في أول الكتاب من الجزء الثاني، فلاحظ.

([43]) وهو الفاضل المحدث المتتبع من أئمة علم الحديث له تنسيق في ترتيب الأحاديث وتبويبها، من تلامذة العلاّمة المجلسي قرأ عليه عشرون سنة وله منه إجازة الحديث، كما ذكره صاحب فهرست تلامذة العلاّمة المجلسي نقلاً عن الفيض القدسي. لاحظ كتاب تلامذة العلاّمة المجلسي: ص38 رقم 48، وأعيان الشيعة ج8: ص87، ومعجم المؤلفين ج6: ص160.

([44]) لاحظ الذريعة ج13: ص86 رقم 271.

([45]) لاحظ ترجمته في أمل الآمل ج2: ص219 رقم 657، وجامع الرواة ج2: ص21، والفوائد الرضوية: ص357، وأعيان الشيعة ج8: ص445، ورياض العلماء ج4: ص398.

([46]) لاحظ أمل الآمل ج2: ص291.

([47]) وهو العلاّمة نور الدين عليّ بن عليّ بن الحسين المشتهر بـ «ابن أبي الحسن الموسوي» أخو السيّد محمد صاحب المدارك لأبيه، وأخو الشيخ حسن صاحب المعالم لاُمّه، لاحظ ترجمته في تكملة أمل الآمل: ص304 رقم 285، والذريعة ج13: ص86.

([48]) لاحظ الذريعة ج5: ص37 رقم 155.

([49]) لاحظ ترجمته في أمل الآمل ج1: ص111 رقم 1 3، ورياض العلماء ج3: ص255، وأعيان الشيعة ج8: ص44، وتنقيح المقال ج2: ص160، وتكملة أمل الآمل للسيـّد حسن الصدر: ص273، رقم 242، وتراجم الرجال ج2: ص119 رقم 1080.

([50]) راجع تكملة أمل الآمل للسيـّد حسن الصدر: ص273، وأعيان الشيعة ج8: ص44.

([51]) لاحظ الذريعة ج14: ص119 رقم 2182.

([52]) لاحظ ترجمته في أعيان الشيعة ج8: ص282، وتراجم الرجال ج3: ص235 رقم 2285.

([53]) لاحظ الذريعة ج14: ص119.

([54]) لاحظ الذريعة ج5: ص71 رقم 281.

([55]) لاحظ ترجمته في روضات الجنات ج4: ص261 رقم 393، وتكملة نقد الرجال ج2: ص74، وتنقيح المقال ج2: ص262، وريحانة الأدب ج2: ص296، وسفينة البحار ج2: ص137، والفوائد الرضوية: ص249، والكنى والألقاب ج2: ص352، ومصفى المقال: ص238، ومعارف الرجال ج9: ص9.

([56]) لاحظ أعيان الشيعة ج8: ص82.

([57]) لاحظ الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي (رحمه الله) ج2: ص352.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page