• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نور وبلاغة الحلقة (٩٧) - قال النبّي (ص): ان العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم.

التاريخ: 2010/04/17
حديث: (ان العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم).


نص الحديث
قال النبّي (صلى الله عليه وآله وسلم): ان العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم.


دلالة الحديث
الحديث المشار اليه، يظل احد الاحاديث التربوية أو العبادية التي تعني بصياغة الشخصية السوية، حيث يطمح علماء النفس والتربية والاجتماع الی تحقيق التوازن الفردي والاجتماعي من خلال مجموعة مبادئ، تجيء الاخلاق الحسنة في مقدمتها، حيث ان هذه الصفة ليست باليسيرة بقدر ما تتطلب وعياً حاداً، ولكنها في الآن ذاته تعد امراً هيناً في حالة ما اذا دربّ الانسان سلوكه علی هذه السمة. المهم، ان النبّي (صلى الله عليه وآله وسلم) يشير الی واحدة من المبادئ الاجتماعية التي تجعل الطبقات الاجتماعية متوازنة، في نفس الوقت تدرب افراده علی التوازن الفردي.
والسؤال اولاً: ما هي دلالة الحديث؟، ثانياً: ما هي معالم بلاغته؟
اما دلالة الحديث فلا تحتاج الی توضيح، لأنها تشير الی ضرورة ان تصدر الشخصية عن الاخلاق الحسنة في تعاملها مع الآخرين، ومن ذلك مثلاً التعامل بالبشر وبالبشاشة من حيث الوجه، وباللين والرقة من حيث الكلام، وبالتواضع والزيارة والتعاون من حيث السلوك العام.
ومسألة حسن الخلق عائدة علی صاحبه قبل ان تنعكس علی الآخرين، لأن الاخلاق الحسنة تزيل آية توترات في الاعماق، وذلك من خلال الانفتاح عاطفياً وفكرياً حيال الآخر، وبذلك ينسی نفسه من جانب، وتغيم الكراهية من اعماقه من جانب آخر، وهذا هو ما يوصي علماء النفس والاجتماع والتربية في التدريب علی تعلّم السلوك السوي فردياً واجتماعياً.


بلاغة الحديث
والآن الی بلاغة الحديث، فماذا نستلهم؟ الحديث يتضمن ما نطلق عليه بالتشبيه الواقعي، حيث ان الصائم القائم يتميز بسلوكين مجهدين هما: الصوم والصلاة ليلاً، وكلاهما مجهدان، لأن الصوم هو تأجيل لشهوة الطعام والشراب، وقيام الليل تأجيل للحاجة الی النوم والراحة والسبات.
اذن، عندما يشبّه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صاحب الخلق الحسن بالصائم القائم، انما يقدّم لنا اولاً تشبيها واقعياً، وثانياً: يقارن بين نمطين من الاتعاب أو الشدائد جسمياً ونفسياً، من حيث اشتراكهما في هذا الميدان.
والطرافة هي: ان حسن الخلق لمن يصطفيه يتسم ببذل الجهد، كما يتسم الصوم والقيام بذلك ولكن مع التدريب يتحول حسن الخلق الی راحة تلقائية لا تصحبها شدائد العطش والجوع وقيام الليل.

*******
بقلم : الدکتور محمود البستانی
المأخذ : arabic.irib.ir


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page