العروة الوثقى و التعليقات عليها
تأليف
آية اللّه العظمى السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي قدس سره
الجزء الأوّل
الاجتهاد والتقليد ـ الطهارة (نهاية فصل الماء المستعمل)
إعداد
مؤسّسة السبطين عليهماالسلام العالمية
مقدّمة المؤسّسة
بناءً على تأكيد وتوصيات سماحة آية اللّه السيّد مرتضى الموسوي الإصفهاني ـ حفظه اللّه ـ بضرورة جمع وتنظيم أغلب حواشي وتعليقات كتابالعروة الوثقى، تبنّت المؤسّسة هذه المهمّة بعد أن قامت مستعينة بجهود محقّقيها الأفاضل بانتقاء النسخ الأصلية والموثّقة من أصحاب التعليقات. ولقد واجه العمل في مراحله العديدة الكثير من القضايا والاُمور العلميّة والفنيّة بسبب العدد الهائل من التعليقات، والّذي بلغ (41) تعليقة، حيث الحاجة إلى تنظيمها وترتيبها ومقابلتها وتنقيحها ومتابعة كلّ تعليقة، والّتي شمل العمل فيها كلّ سطر وكلّ كلمة وكلّ حرف، باتت من أساسيّات تنفيذها. ومن أحد أركان العمل تحديد مظانّ الأرقام على الكلمات في المتن حيث كان من القضايا الصعبة أيضاً، لأنّ بعض العلماء وضعها في نهاية العبارة والبعض وضعها على الكلمة المطلوبة، والبعض وضعها في مكان يرتأيه مناسباً حسب رأيه. وقد لوحظ في بعض عبارات التعليقات بعض الخلل من الناحية البلاغية والنحوية. وبناءً على حرص المؤسسة البالغ في نقل نصوص التعليقات بكل دقة وأمانة، كانت مضطرة إلى إضافة كلمة لاستقامة المعنى، حيث رسمتها بين معقوفين، وأحياناً تم تبديل كلمة مكان اُخرى مثل: «فلا مانع عن الرجوع إلى الحيّ» فأصبحت: «فلا مانع من الرجوع...»، أو «لا تخلو عن قوة» فأصبحت: «لا تخلو من قوة»، أو «لم يكن له طريق على الواقع» فأصبحت: «لم يكن له طريق إلى الواقع»، وأمثالها كثير. وأحياناً قد حصل تصحيح لعبارة مثل: «بالأخذ بأحد الفتوائين» فأصبحت: «بالأخذ بإحدى الفتويَين». وعلى صعيد تنضيد الحروف فقد تم بدقة وتنسيق متناهيين بسبب درج التعليقة تحت مفردة المحشي حيث كانت تبلغ أحياناً ما يقارب الثلاثين تعليقة لمفردة ما.ولقد تمّت مقابلة متن كتاب العروة الوثقى مع النسخة الخطيّة للمصنّف قدسسرهالّتي استلمتها المؤسّسة من أحفاده ـ جزاهم اللّه خيراً ـ في مدينة قم المقدّسة، والمحفوظة لديهم ضمن وثائقه العلميّة قدسسره ومطابقتها أيضاً مع كل متن وارد لدى أصحاب التعليقات.
وحيث إنّ اسم الفقيه الأعظم السيّد محمّد كاظم اليزدي تقارن مع اسم كتابه العروة الوثقى كان لابدّ من التطرق إلى حياته وسيرته قدسسره في مختلف الجوانب، بدءاً بولادته ودراسته و... حتى وفاته قدسسره، ثمّ دوره قدسسره في مواجهة العواصف الّتي حلّت بالاُمّة الإسلامية ومنها الاحتلال، وأخيراً التعريف بأصحاب التعليقات الّتي وردت في هذه الموسوعة بصورة موجزة خشية التطويل. وأدرجت المؤسسة مشكورة مقدمة رائعة بقلم الاُستاذ الدكتور محمود البستاني بعد مقدمتها، محاوراً ومستقرئاً فيها التنظير العلمي والتعامل الفقهي، للفقيه الأعظم السيّد الطباطبائي اليزدي قدسسره. ختاماً، نسأله تعالى أن يوفقنا إلى متابعة هذه الفعاليات العلمية، إنّه وليّ التوفيق.