تصاعدت في الاونة الاخيرة بعض المواقف والاتهامات حول منهج مادة التربية الاسلامية وتضمنها لما يثير النعرات الطائفية والتهديدات المتكررة لوزيرة التربية اذا ما استجابت لنصائح عدد كبير من النواب لتصحيح مناهج هذه المادة في وقت برز فيه اجماع على التحذير من افتعال الفتن تحت شعار «الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها».
ومن المقرر ان يجتمع مجلس الوكلاء بوزارة التربية صباح اليوم برئاسة الوزيرة الدكتورة موضي الحمود للنظر في مناهج وزارة التربية وفقا للمطالب النيابية وامكانية تعديل هذه المناهج بما يتناسب وجميع الرؤى.
وفي تصريح خاص لـ«الدار» الكويتية اعلن الموجه العام للتربية السلامية بوزارة التربية احمد المنيفي ان وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة موضي الحمود شكلت لجنة محايدة من خارج الوزارة مهمتها دراسة مناهج التربية الاسلامية ومدى ملاءمتها لواقعنا.
واشار المنيفي في تصريحه الى ان الوثيقة الوطنية الصادرة سنة 2005 خلصت الى ضرورة تطوير المناهج بما يتناسب مع المرحلة دون المساس بالثوابت الوطنية المتفق عليها.
واوضح قائلا انه تم عمل خطة لتغيير المناهج ابتداء من المرحلة الابتدائية مرورا بالمتوسطة وانتهاء بالثانوي. وقال: وفق هذه الخطة تم تغيير مناهج الابتدائي، وبداية من العام المقبل سيتم تغيير منهج التربية الاسلامية للصفين الثامن والتاسع،ويلغى المنهج الحالي على ان يتم تغييره في بداية السنة الدراسية الجديدة. وكشف ان المنهج الجديد يختلف من حيث اسلوب الطرح والمستوى التعليمي والخبرات ويتناول موضوعات جديدة منها الخطاب السامي لصاحب السمو امير البلاد ومقتطفات من برنامج عمل الحكومة، مع التشديد على المواطنة ومعالجة بعض المفاهيم واعادة النظر في كل ما يثير بعض الامور بما يحقق المصلحة العامة.
واكد المنيفي على ضرورة صياغة اسئلة الاختبارات بشكل جديد بحيث تكون واضحة ومفهومة للجميع وقال: لن يترك الامر للتفسير فهدفنا هو تعليم ابنائنا.
واوضح المنيفي انه في السنوات المقبلة ووفقا لخطة الوزارة سوف يتم تغيير المناهج وبالتالي سوف نصل الى المبتغى المراد الوصول اليه.
نيابيا، قال النائب سيد حسين القلاف: نرفض رفضا قاطعا المساس بصحابة رسول الله.. واتعجب من تصريح النائب العمير المحاسب للنوايا.. فلو وجد في المناهج ما يمس وحدتنا الوطنية لوجب ان يلغى شاء التكفيريون او ابوا.. وتساءل: هل اقتصر الاسلام على الخلاف؟ مشيرا الى قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله» وقول الرسول (ص): «ان اكرمكم عند الله اتقاكم».
بدوره، تمنى النائب يوسف الزلزلة ان يترك النواب الامور التربوية للمختصين وقال: هم اعرف بما ينفع ويجمع ابناء هذا البلد، ولنلتزم بتوجيهات صاحب السمو الامير المتكررة بعدم احياء الفتنة التي لعن النبي الاكرم من احياها.. واضاف: اذا كان هناك رأي لاحد فليبينه للمتخصصين ولا يستعرض اعلاميا.
وكان النائب علي العمير اعلن عن رفضه «العبث» بالمناهج وتغييرها «ونحذر وزيرة التربية من الانصياع للاصوات النشاز التي لم يعد بغضها للصحابة خافيا.. بل ما تخفيه صدورهم اعظم والشعب الكويتي لا يحتاج لوصي يتحدث باسمه».
وتلاه النائب فيصل المسلم الذي قال ان كتلته تحذر الحكومة من ان تكون مناهج التربية الاسلامية محلا للترضيات السياسية ولتسديد فواتير الولاءات.. وستتحمل وزيرة التربية المسؤولية كاملة.
وقال النائب محمد هايف ان احترام الصحابة وحرمة سؤال الميت هو دين الامة والمشاركة في حذفه من المناهج جريمة وتهديد لعقيدة الامة.
واتهم النائب وليد الطبطبائي، النائب فيصل الدويسان بانه تحول للتشيع الصفوي الايراني وليس العربي.
وكان النائب الدويسان قال: نتمنى ان تعمل وزارة التربية على توحيد اطياف المجتمع الكويتي وتلاحمه عوضا عن البحث عن الخلافات.
واضاف ان اختبار العاصمة التعليمية يؤكد ان بعضا منا لايزال يرفض الانصياع لمفهوم الوحدة الوطنية