طباعة

ومن أولئك الافذاذ الخطيب الشيخ حسن بن الشيخ كاظم سبتي

ومن أولئك الافذاذ الخطيب الشيخ حسن بن الشيخ كاظم سبتي ، وإليك ما قاله شارحا أحوال الصديقة ( سلام الله عليها) وفضلها :

سل زينبا عما عليهم جرى *** عما عليهم جرى سل زينبا
هي العقيلة التي عنها روى *** الحبر ابن عباس وعنها كتبا
عامين من بعد شقيقها الحسين *** ولدت أهلا بها ومرحبا
أول شعبان أتى ميلادها *** أضاء نورها فأخفى الكوكبا
وبشر النبي لما ولدت *** وهو على المنبر يلقي الخطبا
بشره سلمان فيها بعد ما *** وافاه جبريل بذاك مطنبا
وقال سماها الاله في السما *** بزينب لما تقاسي نوبا
فأم دار ابنته فاطمة *** مهنيا لها بها مرحبا

إن قصدت تزور قبر جدها *** شوقا إليه إذ هم بيثربا
اخرجها ليلا أمير المومنين *** والحسين والزكي المجتبى
يسبقهم أبوهم فيطفئ *** الضوء الذي في القبر قد ترتبا
قيل له لم ذا فقال إنني *** أخشى بأن تنظر عين زينبا


روحي لها الفداء من مصونة *** زكية كريمة ذات إبا
ذات عفاف ووقار وحجى *** من شرفت أما وجدا وأبا
أحمد جدي وعلي والدي *** وفاطم أم فأكرم نسبا
تكفلت أثقل ما في الدار *** بعد أمها من أيام الصبا
وجرعت ما جرعته أمها *** من الاذى ما منه تنسف الربى


عيبة علم غير أن علمها *** غريزة ولم يكن مكتسبا
عالمة عاملة لربها *** طول المدى سوى التقى لن تصبحا
تقية من أهل بيت عصمة *** شقيقة السبط الحسين المجتبى
صديقة كبرى لجم علمها *** طاشت بها الالباب والفكر كبا
فيا لها داعية إلى الهدى *** في حل كل مشكل قد صعبا
ذات فصاحة إذا ما نطقت *** حينا تخال المرتضى قد خطبا
سل مجلس الشام وما حل به *** مذ خطبت ماج بهم واضطربا


لله من صابرة على الاذى *** تجرعت مع الحسين الكربا
ألفته فردا أو عداه أقبلت *** وخيلهم ملؤ الفيافي والربى
واحتوشته بالرماح فارتوت *** من دمه سمر الرماح والضبا
وأبصرته مذ هوى إلى الثرى *** مصافحا ذاك المحيا التربا
رأته في مصرعه مخذم *** الجسم لقى معفرا قد سلبا
ملقى على وجه الصعيد عاريا *** والشمر فوق صدره قد ركبا
وخيلهم تعدو على جثمان من *** نشا على صدر النبي قربا
ورأسه شيل على مثقف *** مرتفع أمامها قد نصبا
مرتلا آيات أهل الكهف *** لكن بالدماء شيبه قد خضبا
وشاهدت ما في الحما مقسما *** إلى العدى مغتنما حتى الخبا
فكابدت بالطف ما لو بعضه *** صبت على الهضاب هد الهضبا
في أنها كانت سلوة وعزاء للسجاد طيلة مرضه
ومذ عرا زين العباد السقم *** بالطف لما عانى بلاء مكربا
كان له بها السلو والعزا *** بعد أبيه دون كل الاقربا
فلم تزل تنبى بما يزيده *** الله بأحسن الحديث والنبا
ما دام زين العابدين مجهدا *** يشكو السقام والعنا والوصبا


وزوجها ابن عمها الطيار عبد *** الله بارى في السخاء السحبا
لما أصابت يثربا مجاعة *** وشدة وعامهم قد قطبا
فسار عبد الله بنحو الشام في *** عياله يحملهم وزينبا
لكن وعثاء الطريق أثرت *** بها فكابدت عناء نصبا
فعندما تذكرت دخولها *** للشام حسرى وهي في أسر السبا
حمت وما زالت تعاني سقما *** وسقمها في جسمها قد نشبا
وعام خمسة وستين قضت *** صابرة بالصبر حازت رتبا
وقد مضت عنا بنصف رجب *** يا ليت أنا لم نشاهد رجبا