• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أهل البيت (عليم السلام) في تفسير البغوي المسمّى معالِم التنزيل

أهل البيت (عليم السلام) في تفسير البغوي المسمّى معالِم التنزيل {3} (1*)
لأبي محمّد الحسين بن مسعود الفرّاء البغوي الشافعي المتوَفّى سنة (516) هـ


سورة البقرة

قولـه تعالى :

( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )(139)



رُوي عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب (رضي الله عليه) ، كانت عنده أربعة دراهم لا يملك غيرها ، فتصدّق بدرهم ليلاً وبدرهم نهارا ً، وبدرهم سرّاً وبدرهم علانيةً .(140)

سورة آل عمران

قولـه تعالى :

( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ )(141)



أخبرنا أبو بكر سعيد بن عبد الله أحمد الطاهري ، أخبرنا جدّي عبد الرحمن بن عبد الصمد البزّار ، عن قتادة عن أنَس أنّ النبيّ قال :

( حسبُكَ مِن نِساء العالمين : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، وآسية امرأة فرعون ) .(142)

قولـه تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) .(143)

قال : ( أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ) قيل : أبناءنا الحسنَ والحسين ، ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا عنى نفسه وعليّاً ( رضي الله عليه ) .(144)

وقال : فلمّا قرأ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) هذهِ الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة قالوا : حتّى نرجع وننظر في أمرنا ثمّ نأتيك غداً ، فخلا بعضهم ببعض فقالوا للعاقب وكان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ما ترى ؟ قال : والله لقد عرفتكم يا مَعشَر النصارى أنّ محمداً نبيٌّ مُرسل ، والله ما لاعنَ قومٌ نبيّاً قط فعاش كبيرهم ، ولا نَبَت صغيرهم ، ولئن فعلتم ذلك لنهلكنّ ، فإنْ أبيتم إلاّ الإقامة على ما أنتم عليه مَن القول في صاحبكم فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم ، فأتوا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وقد غدا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) محتضناً للحسين ، آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفها ، وهو يقول لهم : ( إذا أنا دعوتُ فآمنوا ) .

فقال أسقف نجران : يا مَعشَر النصارى إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أنْ يزيل جبلاً من مكانه لزاله ، فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض منكم نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا يا أبا القاسم : قد رأينا أنْ لا نلاعنك وأنْ نتركك على دينِكَ ونثبتُ على ديننا ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( فإنْ أبيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم ) فأبَوا فقال : ( فإنّي أنابذكم ) فقالوا : مالنا بحرب العرب طاقة ، ولكنّا نصالحك على أنْ لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردّنا عن ديننا ، على أنْ نؤدّي إليكَ كلّ عام ألفيّ حِلّة ألفاً في صَفَر ، وألفاً في رجب ، فصالحهم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) على ذلك وقال :

( والذي نفسي بيده إنّ العذاب قد تدلّى على أهل نجران ، ولو تلاعنوا لمُسِخوا قِردةً وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً ، ولاستأصل الله نجران وأهله حتّى الطير على الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلّهم حتّى هلَكوا ) . (145) 


سورة المائدة

قولـه تعالى :

( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )(146)

قال ابن عبّاس ( رضي الله عليه) ، وقال السدّي قولـه : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، أراد به عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، مرَّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه .(147)

وقال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر :

(( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) نزلت في المؤمنين ) ، فقيل لـه : إنّ أُناساً يقولون : إنّها نزلت في عليّ ( رضي الله عنه ) ؟

فقال : ( هو مِن المؤمنين ) .(148)

سورة الأنفال

قولـه تعالى :

( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) .(149)



قال ابن عبّاس : أتى جبريلُ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) وأخبره بذلك وأمَرَه أنْ لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه ، وأذِن الله لـه عند ذلك بالخروج إلى المدينة ، فأمَر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب أنْ ينام في مضجعه وقال لـه : ( اتّشح ببردتي ، هذه فإنّه لنْ يخلص إليك منهم أمرٌ تكرهه ) .

ثمّ خرج النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) فأخذ قبضةً مِن تراب فأخذ الله أبصارهم عنه ، فجعل ينثر التراب على رؤوسهم وهو يقرأ : (  إنّا جعلنا في أعناقهم أغلالاً... ) ومضى إلى الغار مِن ثور هو وأبو بكر وخلّف عليّاً بمكّة حتّى يؤدّي عنه الودائع التي كانت عنده ، وكانت الودائع تودّع عنده ( صلّى الله عليه وآله ) لصدقه وأمانته ، وبات المشركون يحرسون عليّاً في فراش رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يحسبون أنّه النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه فرأوا عليّاً ( رضي الله عليه ) فقالوا : أين صاحبك ؟ قال : ( لا أدري...)(150) 
سورة التوبة

قولـه تعالى :

( بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .(151)



قال : فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( لا نُصِرْت إنْ لَم أنصركم ) وتجهّز إلى مكّة سنة ثمان من الهجرة ، فلمّا كان سنة تِسع أراد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنْ يحجَّ ، ثمّ قال : إنّه يحضر المشركون فيطوفون عُراة فبعث أبا بكر تلك السنة أميراً على الموسم ليقيم للناس الحجّ ، وبعث معه بأربعين آية مِن صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم ، ثمّ بعثَ بعده عليّاً ( كرّم الله وجهه ) على ناقتهِ العضباء ليقرأ على الناس صدر براءة ، وأمَره أنْ يؤذّن بمكّة ومِنى وعَرَفَة : ( أنْ قد برِئت ذمّة الله وذمّة رسوله ( صلّى الله عليه وآله ) مِن كلَّ مُشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ) ، فرجع أبو بكر فقال : يا رسول الله ، بأبي أنتَ وأمّي أنَزَل في شأني شيء ؟

قال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( لا ، ولكنْ لا ينبغي لأحدٍ أنْ يُبلّغ هذا إلاّ رجلٌ مِن أهلي ) .(152)

إلى أنْ قال :

حتّى إذا كان يوم النحر قام عليّ بن أبي طالب ( كرّم الله وجهه ) فأذّنَ في الناس بالذي أُمِرَ به وقرأ عليهم سورة براءة ، وقال زيد بن تبيع :

سألْنا عليّاً بأيِّ شيء بُعِثتَ في تلك الحجّة ؟

قال : ( بُعثتُ بأربع : لا يطوفُ بالبيت عريان ، ومَن كان بينه وبين النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) عهد فهو إلى مدّته ، ومَنْ لم يكن لـه مدّة فأجله أربعة أشهر ، ولا يدخل الجنّة إلاّ نفسٌ مؤمنة ، ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا ) .(153)

قال البغوي : فإنْ قال قائلٌ : كيف بعثَ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أبا بكر ثمّ عزله وبَعث عليّاً رضي الله عنه ؟

قلنا : بعثَ عليّاً ( رضي الله عنه ) لينادي بهذه الآيات ، وكان السبب فيه أنّ العربَ تعارفوا فيما بينهم في عقد العهود ونقضها ، أنْ لا يتولّى ذلك إلاّ سيّدهم أو رجلٌ مِن رهطه .(154)

قولـه تعالى :

( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .(155)

وقال الحسن و الشعبي ، و محمّد بن كعب القرظي : نزلت في عليّ بن أبي طالب ، والعبّاس بن عبد المطّلب ، و طلحة بن شيبة ، افتخروا فقال طلحة :

أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه ، وقال العبّاس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال عليٌّ : ( ما أدري ما تقولون ، لقد صلّيتُ إلى القبلة ستّة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ) ، فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية : ( أجعلتم سقاية الحاج...) .(156)  

سورة هود

قولـه تعالى :

( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ...) . (157)

قيل : الشاهد ، هو عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عليه ) . قال عليّ : ( ما مِن رجلٍ مِن قريش إلاّ وقد نزلت فيه آيةٌ مِن القرآن ) ، فقال لـه رجل : وأنت أيُّ شيءٍ نزلَ فيكَ ؟ قال : ( ويتلوه شاهدٌ منه ) .(158)

سورة النّحل

قولـه تعالى :

( َآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً ) .(159)

قال مقاتل بن حيّان : ( يعني الصلاة عليه في قول هذه الأمّة : اللّهم صلِّ على محمّدٍ وعلى آل محمّد ، كما صلّيتَ على إبراهيم وآل إبراهيم ) .(160)

سورة الإسراء

قولـه تعالى :

( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ )(161)

( بِإِمَامِهِمْ ) قيل : يعني بأُمّهاتهم ، وفيه ثلاثة أوجه مِن الحكمة ، أحدها : لشرف الحسنِ والحسين(162) ( عليهما السلام ) .

سورة الحجّ

قولـه تعالى :

( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ )(163)

نزلتْ في اللّذين برزوا يوم بدر : حمزة ، وعليّ ، وعُبَيدة بن الحارث ،  وعتبة ، وشيبة ابني ربيعة ، والوليد بن عتبة .

عن قيس بن عبادة ، عن عليّ بن أبي طالب قال : ( أنا أوّل مَنْ يجثو بين يديّ الرحمان للخصومة يوم القيامة ) .(164)

سورة الشعراء

قولـه تعالى :

( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) .(165)



عن عبد الله بن عبّاس ، عن عليّ بن أبي طالب قال : ( لمّا نزلتْ هذه الآية على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فقال :

( يا عليّ ، إنّ الله يأمرني أنْ أنذر عشيرتي الأقربين فضقتُ بذلك ذرعاً ، وعرفتُ أنّي متى اُباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمتُ عليها حتّى جاءني جبريل ، فقال لي : يا محمّد إلاّ تفعل ما تُؤمر يعذّبك ربُّك ، فاصنع لنا صاعاً مِن طعام ، واجعل عليه رِجلَ شاةٍ ، واملأ لنا عِسّاً مِن لبن ، ثم اجمع لي بني عبد المطّلب ، حتّى اُبلغهم ما أُمِرْت به ) .

قال عليّ ( رضي الله عنه ) : ( ففعلتُ ما أمَرَني به رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ثمّ دعوتهم لـه وهُم يومئذ أربعون رجُلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعبّاس ، وأبو لهب ، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته ، فجئت به فلمّا وضعته تناول رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) جذبةً مِن اللّحم فشقّها بأسنانه ، ثمّ ألقاها في نواحي الصحفة ، ثمّ قال : ( خذوا باسم الله ) .

فأكل القوم حتّى مالهم بشيءٍ حاجة ، وأيمُ الله إنْ كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدّمتُ لجميعهم : ثمّ قال : اسقِ القومَ ، فجئتُهم بذلك العِس فشربوا حتّى رووا جميعاً ، وأيم الله إنْ كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله . فلمّا أرادَ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنْ يُكّلمهم بَدَرَهُ أبو لهب فقال : سحركم صاحبكم فتفرّق القوم ولم يُكلّمهم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فقال الغد : يا عليّ إنّ هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمِعت من القول ، فتفرّق القوم قبل أنْ اُكلمهم ، فعُدّ لنا من الطعام بمثل ما صنعتَ ثمّ اجمعهم ، ففعلت ثمّ جمعتُهم فدعاني بالطعام فقرّبته ففعل كما فعل بالأمس ، فأكلوا وشربوا ثمّ تكّلمَ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فقال :

( يا بني عبد المطّلب إنّي قد جئتكم بخير الدّنيا والآخرة . وقد أمَرَني الله تعالى أنْ أدعوكم إليه فأيّكم يُؤازرني على أمري هذا ؟ ويكون أخي ووصيّتي وخليفتي فيكم ) ــ فأحجم القوم عنها جميعاً فقلت - وأنا أحدَثهم سنّاً - : أنا يا نبيّ الله ، أكون وزيرك عليه ، قال : فأخذ برقبتي ثمّ قال : ( إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا لـه وأطيعوا ) ـ

فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أنْ تسمع لعليٍّ وتطيع ) .(166)

سورة السجد

قولـه تعالى :

( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ )(167)

نزلت في عليّ بن أبي طالب ، والوليد بن عقبة بن أبي مُعيط أخي عثمان لأمّه ؛ وذلك أنّه كان بينهما تنازع وكلام في شيء ، فقال الوليد بن عقبة لعلّي أسكتْ فإنّكَ صبيّ وأنا والله أنشطُ منكَ لساناً وأحدُّ منكَ سناناً ، وأشجع منك جناناً ، وأملأ منكَ حشواً في الكتيبة فقال لـه عليّ : ( اسكت فإنّكَ فاسق ) ، فأنزل اللهُ تعالى : ( أفمنْ كان مؤمناً... ) .(168)

سورة الأحزاب

قولـه تعالى :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .(169)

* ذهبَ أبو سعيد الخدري وجماعة مِن التابعين منهم مجاهد ، وقتادة وغيرهما : إلى أنّهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين .

* عن عائشة أمّ المؤمنين قالت : خرجَ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ذاتَ غداة وعليه مَرط مرجل من شعرٍ أسود ، فجلس ، فأتت فاطمة فأدخلها فيه ، ثمّ جاء عليّ فأدخله فيه ، ثمّ جاء حسن فأدخله فيه ، ثمّ جاء حسين فأدخله فيه ثمّ قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

* عن أمِّ سلمة قالت : في بيتي نزلت : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ.. ) ، قالت :

فأرسل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إلى فاطمة وعليّ والحسن والحسين ، فقال : ( هؤلاء أهل بيتي ) ، قالت : فقلتُ يا رسولَ الله ، أما أنا من أهل البيت ؟ قال : ( بلى إنْ شاء الله ) (170).

قولـه تعالى :

( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) .(171)



* عبد الرحمان بن أبي ليلى يقول : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أهدي لك هديّة سمعتُها من النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ؟ فقلت : بلى فاهدها لي ، فقال : سألْنا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقلنا : يا رسولَ الله ، كيف الصلاة عليكم أهل البيت ، فإنّ الله قد علّمنا كيف نُسلّم عليكَ ؟

قال : ( قولوا اللّهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد ، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حميدٌ مجيد ، اللّهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد ، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حميدٌ مجيد ) .

* عن ابن مسعود قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ أولى الناس بي يوم القيامة ، أكثرهم عليَّ صلاةً ) .(172)

قولـه تعالى :

( َالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً )(173)

قال مقاتل : نزلت في عليِّ بن أبي طالب كانوا يؤذونه ويشتمونه .(174)

سورة الشورى

قولـه تعالى :

( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لـه فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ )(175)

عبد الواحد أحمد المليحي , عن بشار, عن محمّد بن جعفر, عن عبد الملك بن مَيسرة قال : سمعتُ طاووساً ، عن ابن عبّاس ( رضي الله عليه ) أنّه سُئِلَ عن قولـه : ( إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، قال سعيد بن جُبير : ( قربى آل محمّد ( صلّى الله عليه وآله )) .

وكذلك روى الشعبي ، وطاووس ، عن ابن عبّاس ( رضي الله عليه ) ، قال : ( إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، يعني أنْ تحفظوا قرابتي ، وتودّوني وتصلِوا رحمي .

وقال بعضهم : معناه إلاّ أنْ تودّوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم ، وهو قول سعيد بن جُبير، وعمرو بن شعيب ، واختلفوا في قرابته : فاطمة الزهراء ، وعليّ ، وابناه ، وفيهم نزلَ : ( ..إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ... ) .(176)

سورة الدّخان

قولـه تعالى:

( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) .(177)

قال عطاء : بكاء السماء حُمرة أطرافها . قال السدّي : لمّا قُتِل الحسين بن عليّ بكتْ عليه السماء وبكاؤها حُمرتها.(178)

سورة الفتح

قولـه تعالى :

( وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ...)(179)

روى حديث خيبر سهل بن سعد ، وأنَس ، وأبو هُريرة ، فأخبر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فقال : ( لأعطينّ الرايةَ غداً رجلاً ، يحبُّ الله ورسولَهُ ، ويحبّه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ) ، فدعا عليّ بن أبي طالب فأعطاه إيّاه وقال له :

( امشِ ولا تلتفت حتّى يفتحَ الله عليكَ ، فأتى مدينة خيبر ، فخرج مرحَب صاحب الحصن وعليه مغفر وحجَر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه ، وهو يرتجز ، فبرزَ إليه عليّ فضربه فقدَّ الحجَر والبيضة والمغفر وفلَق رأسه ، حتّى أخذ السيف في الأضراس ) .

وفي روايةٍ أُخرى :

فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( لأعطينَّ الرايةَ غداً ، رجلاً يحبُّ الله ورسوله ، ويحبّه اللهُ ورسوله ) ، قال : فأتيتُ عليّاً ( رضي الله عليه ) فجئتُ به أقوده وهو أرمد ، حتّى أتيتُ به رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فبصق في عينيه فبرأ ، وأعطاه الراية ، وخرج مرحب فقال :

قد علمتْ خيبر أنّي مرحب    شاكي السّلاح بطلٌ مجرّب

إذا الحـروب أقـبـلتْ تـلتـهبُ



فقال عليّ ( رضي الله عليه ) :

أنا الذي سمّتني أُمّي حيدرة     كليث غابات كريه المنظرة

أوقـيهم بـالصـاع كـيل السـنـدرة(180)

قولـه تعالى :

( تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّه ) إلى قولـه : ( فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ ) .(181)



رُوِي عن مُبارك بن فضالة عن الحسن قال : (( تراهم رُكّعاً سجّداً ) عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه )( فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ ) عليّ بن أبي طالب ، استقام الإسلام بسيفه ) .(182)

سورة المجادلة

قولـه تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ... )(183)

قال مجاهد :

نهوا عن المناجاة حتّى يتصدّقوا فلم يناجه إلاّ عليّ ( رضي الله عليه ) تصدّق بدينار وناجاه ، ثمّ نزلت الرخصة فكان عليُّ ( رضي الله عليه ) يقول : ( آية في كتاب الله لم يعمل بها أحدٌ قبلي ، ولا يعمل بها أحدٌ بعدي ، وهي آية المناجاة ) .(184)

سورة الدهر ( الإنسان )

قولـه تعالى :

( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) .(185)

روى مجاهد ، وعطاء عن ابن عبّاس: أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب ؛ وذلك أنّه عمل ليهودي بشيء مِن شعير فقبض الشعير فطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه ، فلمّا تمَّ إنضاجه أتى مسكين فسأل فأخرجوا إليه الطعام ، ثمّ عمل الثلث الثاني فلمّا تمَّ إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثمّ عمل الثلث الباقي فلمّا تمَّ إنضاجه أتى أسير من المشركين ، فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك .(186)  

______________________
*1- طبع بيروت دار الكتاب العلميّة ــ 2004م .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page