• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى

يقول : الشِّيعة تقول : « إنَّ النّار مُحرَّمة على الشِّيعي إلاّ قليلاً » ! ! وما أدري في أي كتاب من كتب الشيعة وجد هذا ، وهل يليق برجل تربَّع على دست النقد والتمحيص للمذاهب والأديان أنْ يقذف طائفة من المسلمين بشناعة لا يأتي عليها منهم بشاهد ولا برهان ، كيف وهذه كتب الشِّيعة كادت أن تًسمع حتى الأصم والأبكم .
إنَّ الله سبحانه خلق الجنَّة لمن أطاعه ولوكان عبداً حبشياً ، وخلق النّار لمن عصاه ولو كان سيِّداً قرشياً ، ويروون عن أئمتهم عليهم السلام من أمثال ذلك ما يفوت حد الاحصاء(1). 
نعم باب الشَّفاعة من النَّبي والأئمة عليهم السلام لبعض المذنبين باب آخر ، ولعل القول بالشَّفاعة في الجملة من ضروريات مذهب السلام (2) .
وأيضاً نُعيد ما قلناه قريباً ، وإنِّه لو تنازلنا وأفترضنا أنَّ الشِّيعة تقول ذلك ، فهل يصح بهذا أنْ يقال [ بأنَّ ] التشيُّع أخذ من اليهودية أو [ أنَّ ] اليهودية ظهرت في التشيُّع ؟ .
وهل يحسن بعاقل أنْ يقول : أنّ أبا حنيفة أخذ فقهه من المجوس لأنَّه وافقهم في بعض الفروع في باب النكاح أو غيره (3) ، ويعضد ذلك أنَّه فارسي الأصل ؟ أليس يعدّ هذا من سفه القول ، وخطل الآراء الّتي لا فائدة فيها سوى إيقاد نار الشَّحناء والبغضاء بين المسلمين ؟
____________
(1) الغريب أنْ تجد من تبلغ به الغفلة أو السذاجة هذا الحد من الاسفاف والتطاول الاجوف على طائفة كبيرة من طوائف المسلمين ، لها اُصولها وعقائدها المعلنة والصريحة ، والتي ليست هي في محاجر مكهربة ، أو في أقبية سرية لا يطالها أحد ولا يستطيع الوصول إلى قراءة مضامينها باحث ، بل هي بحمد الله تعالى تكتض بها المكتبات العامَّة والخاصة ، وهي بمتناول الجميع دون استثناء ، ناهيك بمن أراد التعرف عليها بصدق وحرص ، فكيف بالله عليك تجد رجلاً مثل أحمد أمين وهو الكاتب المعروف يتخبط هذا التخبُّط المخزي وهو يتحدّث عن عقائد الشيعة ، فتبلغ به الغفلة هذا الحد وهذا المستوى من الطعن الرخيص والباهت . . فمن أين له اثبات مُدعاه هذا ، والذي يستثير حتى عوام الناس لا مثقفيهم فحسب ، والذي يتناقض تناقضاً صريحاً مع مفهوم الشريعة الاسلامية التي ترتكز عليها العقائد الشيعية ، بل وتنبعث منها . فمن لا يعلم أنَّ الايمان والعمل مقترنان كل واحد منها بالاخر ، لان العمل هو الترجمة الواقعية للايمان ، والتجسيد الفعلي له ، بل ومن لا يعلم أنً لا نجاة يؤمئذ إلاّ بعمل وتقوى ؟! . . . نحن نعتقد أنَ من لا يقول بذلك غير عاقل ، فكيف بالشيعة وهم يستقون علومهم من دوحة النبوة وشجرتها الوارفة ، أي أهل البيت عليهم السلام ، الذين هم ورثة رسول الله صلى الله عليه واله ، وعدول القرآن ، واُمناء الرسالة ! !
كما أنَّه ليس في الشيعة ـ من أدناها إلى أقصاها ـ من لا يعلم بذلك ، وها أنت ترى الملتزمين منهم يصلّون ، ويصومون ، ويحجُّون ، ويسارعون في الخيرات ، ويجتنبون المحارم والموبقات .
بل وهذه كتب الامامية ـ التي لا عد لها ولا حصر ـ تنادي بتقوى الله تعالى واتباع أوامره . آلاف الاحاديث وآلاف الاخبارالمنقولة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام كلها تنحو هذا المنحى الثابت الذي أشرنا إليه .
ثم ـ ولعل هذا الامر هوما فات صاحب فجر الاسلام وقد يفوت غيره إن اردنا أنْ نمنحهم العذر في ذلك ـ لعله قد طرق سمع الدكتور أحمد أمين ، او قرأ بعض الاخبار المنقولة في جملة من المصادر الحديثية المنوِّهة بفضل الشِّيعة ، والاشادة بمنزلتهم ، فتصوّر أنَ الامر هذا يقع على كلِّ من تسمى باسم الشِّيعة ، أي سريانه على كلِّ من يعده العرف شيعياً اسماً لا واقعاً . . . فاذا كان كذلك تصوره فانَّ هذا هو الداء العياء ، والخلط العظيم .
إن التشيع لاهل البيت عليهم السلام لا يقترن الا بالعمل الصّالح واتباع أوامر الله تعالى ، والانتهاء عن نواهيه ، ودون ذلك فلامعنن للتشيع واقعاً إلاّ تسمية ، وهذه التسمية المجردة لا تغني عن الحق شيئاً ، ولاتعدو كونها انتحال من غير اتصاف .
نعم إن ائمة أهل البيت عليهم السلام قد بينوا ذلك بوضوح في أكثر من مناسبة ومكان ، من خلال العديد من الاخبار والروايات الصحيحة ، والتي سنحاول أنْ نورد البعض منها ليطلع عليها من انخدع ببريق كلمات هؤلاء الكتّاب دون الرجوع للتثبت من صحة ذلك الى كتب الشِّيعة نفسهم ، لا بالواسطة :
فقد روى الكليني في الكافي ( 2 : 73 ) بسنده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قوله لاصحابه : « الا تذهب بكم المذاهب ، فو الله ما شيعتنا إلاّ مَنْ اطاع الله عز وجل »
وروى في موضع آخر ( 2 : 74 ) : بسنده عن جابر ، عن الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام قوله لجابر : « يا جابر ، أيكتفي من ينتحل التشيع أنْ يقول بحبنا أهل البيت ؟! فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يُعرفون ـ يا جابر ـ إلاّ : بالتواضع ، والتخشُع ، والأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصَوم ، والصَّلاة ، والبر بالوالدين ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القران ، وكف الالسن عن الناس ، إلا من خير . . . .
يا جابر ، فوالله ما يُتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد من حجة ، من كان الله مطيعأ فهو لنا ولي ، ومن كان الله عاصياً فهو لنا عدو ، ولا تنال ولاياتنا إلاّ بالعمل والورع» .
وقوله عليه السلام ( الكافي 2 : 75 ) : « ولله ما معنا من الله براءة ، ولا بيننا وبين الله قرابة ، ولا لنا على الله حجة ، ولا يُتقرب إلى الله إلاّ بالطاعة ، فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولاياتنا » .
أقول : هؤلاء ائمتنا وسادتنا وقادتنا ، بهم نهتدي ، وبنور علمهم نقتدي ، وهذا هو دينهم الذي ندين به ، وهو الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله ، بل وهذه هي أخلاقهم ليست بخافية على أحد ، فهل لاحد أنْ يقول ما يخالف ذلك إلاّ ان يكون مغرراً أو كاذباً . فاذا كنا كشيعة نتلمَس خطا ائمة أهل البيت عليهم السلام ، ونتبع هداهم ، فان ذلك الامر يعني بالتالي اتباع الخط الالهي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله من قِبَل الله تعالى باتباع الدليل الذي أمرنا به هو صلى الله عليه واله باتباعه ، وحثنا على التمسك به دون تسمية غيره ، أو مجرد الاشارة اليه ، وإلى ذلك يشير بوضوح قوله صلّى الله عليه واله : « إنِّي تارك
فيكم ما أنْ تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السَّماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ولنْ يتفرَّقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ». انظر : سنن الترمذي 5 : 662|3786 و 663|3788 ، مسند أحمد 3 : 17 و 5 : 181 ، مستدرك الحاكم 3 : 109و 148 ، اُسد الغابة 2 : 12 .
واذا كان الشِّيعي من المتمسكين بهذا الحبل المتين ، ومن الاخذين بجنبة أهل هذا البيت الطاهر ، ومن المتمثِّلين لاوامرهم التي هي بالتالي عين أوامر رسول الله صلى الله عليه وآله ، المتلقاة من قبل الله تعالى( وإنَّ هذا صِراطِي مُستَقيماً فَاتبعوه ولا تَتبعُوا السْبلَ فَتَفَرقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ ذلِكُمْ وَصاكُمْ بِهِ لَعَلَكُمْ تَتَّقُونَ ) فلماذا نشكلَ عليه هذَا الفضل ، وهذه الكرامة التي وعد بها .
(2) أنظر : صحيح البخاري 1 :90 ( كتاب التيمم ) و 8 : 82 ( كتاب الدعوات ) ، صحيح مسلم 1 : 188 ( كتاب الايمان ، باب قول النبيّ صلّى الله عليه وآله : أنا أول الناس يشفع في الجنة ، وباب اختباء النبي صلّى الله عليه وآله دعوة الشَّفاعة لأمَّته ) و 4 : 1782 ( باب تفضيل نبينا على جميع الخلائق ) ، سنن ابن ماجة 2 : 1440 ( كتاب الزهد ، باب ذكر الشَّفاعة ) ، موطأ مالك 1 : 212 ( كتاب القرآن ، باب ما جاء في الدعاء ) ، مسند أحمد 2 : 275 ، 313 ، 396 ، 409 ، 426 ، 430 ، 486 ، و 2 : 3 ، 134 ، 208 ، 218 ، 258 ، 276 ، 292 ، 384 ، 396 ، و5 : 148 .
(3) راجع كتاب المبادئ العامة للفقه الجعفري صفحة 317 وما بعدها .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page