• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فرق الغلاة المنقرضة

ثمَّ يقول : « والنَّصرانية ظهرت في التشيُّع في قول بعضهم أنَّ نسبة الامام الى اللهّ كنسبة المسيح الى الله » ...! !
إنَّ من حقِّ الأمانة على ابن الأمين أنْ يُعيِّن الهدف ، ولا يرسل في غير سدد وبغير سداد ، كان يجب عليه أن يذكر مَنْ هو القائل بهذا القول من الشِّيعة .
فهل مراده ما يسمُّونهم غلاة الشِّيعة كالخطّابية(1) والغرابية(2) والعلياوية(3) والمخمّسة(4) ، والبزيعية(5) وأشباههم من الفرق الهالكة المنقرضة التي نسبتها الى الشِّيعة من الظلم الفاحش ، وما هي إلاّ من الملاحدة كالقرامطة(6) ونظائرهم ، أمّا الشِّيعة الإِمامية وأئمتهم عليهم السلام فيبرأون من تلك الفرق براءة التحريم (7). على أن تلك الفرق لا تقول بمقالة النصارى ، بل خلاصة مقالتهم ـ بل صلالتم ـ : أنَّ الامام هو اللهّ سبحانه ظهوراً أو اتحاداً أو حلولاً ، أو نحو ذلك مما يقول به كثير من متصوَفة الاسلام ومشاهير مشايخ الطرق ، وقد ينقل عن الحلاّج بل والكيلاني والرفاعي والبدوي وأمثالهم من الكلمات ـ وان شئت فسمِّها كما يقولون شطحات ـ ما يدل بظاهره على أنَّ لهم منزلة فوق الربوبية ، وأنَّ لهم مقاماً زائداً عن الالوهية ( لو كان ثمَة موضع لمزيد ) وقريب من ذلك ما يقول به أرباب وحدة الوجود أو الموجود .
أمّا الشِّيعة الامامية ـ وأعني بهم جمهرة العراق وإيران وملايين من مسلمي الهند ومئات الالوف في سوريا والأفغان ـ فإنّ جميع تلك الطائفة ـ من حيث كونها شيعة ـ يبرأون من تلك المقالات ، ويعدُّونها من أشنع [ أشكال ] الكفر والضلالات ، وليس دينهم إلاّ التوحيد المحض ، وتنزيه الخالق عن كلِّ مشابهة للمخلوق ، أو ملابسة لهم في صفة من صفات النقص والامكان ، والتغيّر والحدوث ، وما ينافي وجوب الوجود والقدم والأزلية ، إلى غير ذلك من التنزيه والتقديس المشحونة به مؤلفاتهم في الكلام ، من مختصرة ( كالتجريد ) أو مطولة ( كالأسفار ) وغيرهما ممّا يتجاوز الالوف ، وأكثرها مطبوع منتشر ، وجلّها يشتمل على إقامة البراهين الدامغة على بطلان التناسخ والاتحاد والحلول والتجسيم .
ولو راجعِ المنصف ـ الذي يمشي وراء الحقائق وفوق العصبية والأغراض ـ شيئاً منها لعرف قيمة قول هذه الناشئة المترعرعة التي قذفتنا بهم أعاصير هذا العصر وتطوّرات هذا الزمن ، نعم يعرف قيمة قذف الشِّيعة بالتناسخ والحلول والتجسيم .
والقصارى : إنّه إنْ أراد بالشِّيعة هم تلك الفرق البائدة ، والمذاهب الملحدة ـ التي لا أحسب أنَّ في رقعة الأرض منهم اليوم نافخ ضرمة ـ فنحن لا نضايقه في ذلك ، ولكن نسبتهم إلى الشِّيعة ظلم فاحش ، وخطأ واضح ، وقد أساء التعبير ، وما أحسنَ البيانَ ، ولم يعط الحقيقة حقَّها.
وانْ أراد بالشِّيعة الطائفة المعروفة اليوم بهذا الاسم [ و ] التي تعدُّ بالملايين من المسلمين ، فنحن نطالبه بإثبات ذلك من مصنَّفات أحد علمائهم من حاضر أو غابر.
وعلى أي حال ، فقد استبان ـ ممَّا ذكرناه ـ أنَّ جميع ما ذكره [ صاحب ] ( فجر الاسلام ) عن الشِّيعة ـ في هذا المقام وغيره ـ تهويل بلا تحصيل ، ودعاو بغير دليل .
ونحن لا نريد في مقامنا هذا أنْ نتعقَب كتاب ( فجر الاسلام ) بالنقد ، وندلّ على جميع خطيئاته ، ومبهرج آرائه واجتهاداته ، وإنَّما ذكرنا هذه النبذة استطراداً في القول ، وشاهداً على صورة حال الشِّيعة عند كتَبَةِ العصر ، ومَنْ ينظمونه في سلك العلماء وأهل الأقلام ، فما ظنّك اذن بالسّواد والعوام ؟!
ومنبع البلية أنَّ القوم الَّذين يكتبون عن الشِّيعة يأخذون في الغالب مذهب الشِّيعة وآحوالهم عن ابن خلدون البربري ، الَّذي يكتب وهو في افريقيا وأقصى المغرب عن الشَيعة في العراق وأقصى المشرق ، أو عن أحمد ابن عبد ربه الأندلسي وأمثالهم .
فإذا أراد كتَبَة العصر أنْ يتضلَّعوا ويتوسَعوا في معرفة الشِّيعة رجعوا إلى كتب الغربيين وكتبة الأجانب كالأستاذ ( ولهوسن ) أو الاستاذ ( دوزي ) وأمثالهم ، وهناك الحجة القاطعة ، والقول الفصل ! ! أمّا الرجوع إلى كتب الشيعة وعلمائهم فذاك ممّا لا يخطر على بال أحدهم .
ولكنَّ الشِّيعي ـ الَّذي هو على بيِّنة من أمره وحقيقة مذهبه ـ إذا نظر إلى ما يكتبه حملة الأقلام ـ في هذه الأيام ـ عن الشِّيعة وعقائدها وجدها من نمط النادرة التي يحدِّثنا بها الراغب الاصفهاني في كتابه المعروف بـ ( المحاضرات ) قال ـ على ما يخطر ببالي ـ : سُئل رجل كان يشهد على آخر بالكفر عند جعفر بن سليمان فقال : إنَّه خارجي ، معتزلي ، ناصبي ، حروري ، جبري ، رافضي ، يشتم علي بن الخطّاب ، وعمر بن أبي قحافة ، وعثمان بن أبي طالب ، وأبا بكر بن عفّان ، ويشتم الحجّاج الَّذي هدم الكوفة على أبي سفيان ، وحارب الحسين بن معاوية يوم القطايف . أي يوم الطف أو يوم الطائف ! !
فقال له جعفر بن سليمان : قاتلك الله ، ما أدري على أي شيء أحسدك ، أعلى علمك بالأنساب أم بالأديان أم بالمقالات ؟(8) .
____________
(1) اتباع أبي الخطّاب محمد بن أبي زينب الاجدع الاسدي الذي كان يدَعي بأنً الامام الصّادق عليه السلام جعله قيمه ووصيه من بعده ، وعلَمه اسم الله الاعظم ، ثم ادعى بعد ذلك أنَّه نبي مُرسَل ! وأنَّه من الملائكة ! وغير ذلك من الخرافات والادعاءات الدالَة على انحرافه وكفره .
وقيل : إنَّ الاجدع وأصحابه ادعوا بأنَّ الائمة الهة ! وأنَ أولاد الحسن والحسين عليهما السلام أنبياء الله واحبائه ! وأحلوا المحارم ، وتركوا الصلاة والصِّيام والحج ، وغير ذلك .
ولمّا بلغ الامام الصادق عليه السلام مقالته ومقالة اصحابه لعنه ولعن اصحابه ، وتبرأ منه ومنهم ، بل وأباح دمه وأمواله هو وجماعة اُخرى من المشعوذين ، واصحاب البدع والكفريات .
راجع : فرق الشِّيعة : 42 ، التبصير : 111 ، الملل والنحل 1 : 179 ، الشِّيعة بين الاشاعرة والمعتزلة : 54 ، مروج الذهب 3 : 220 ، مقالات الاسلاميين 1 : 133.
(2) يذهب أصحِاب هذه الفرقة الضالة إلى أن الله تبارك وتعالى قد أرسل جبرئيل لعلي عليه السلام ، إلاّ أنَه توهم في ذلك وقصد محمَداً صلّى الله عليه وآله بالرسالة لأنّه يشبهه كما يشبه الغراب الغراب ! !
ومنهم من يدَّعي بأنَّ الله تعالى قد فوَض أمر تدبير الخلق لرسول الله صلّى الله عليه وآله وأنًه فوَض ذلك الامر لعلي عليه السَلام ! !
بل وتُنسب اليهم الكثير من الضلالات المخرجة لهم عن دين الاسلام بغير نقاش .
أنظر : الشِّيعة بين الاشاعرة والمعتزلة : 54 ، تأريخ المذاهب الاسلامية : 40 /53 ، الحور العين : 155 ، البحر الزخّار : 25 . .
(3) وقيل العليائية أو العلباوية ، والظاهر أن الاخير هو الاصح ، وهو الموافق لما ذكره الشهرستاني في ملله وقال : بأنَهم من أتباع العلباء بن دراع الدوسي أو الاسديَ .
ويذهب أصحاب هذه الفرقة الضالة ـ على ماذُكرـ إلى أنَّ علي بن أبي طالب عليه السلام ربي ـ استغفر الله العظيم ـ وأنَّه ظهر بالعلوية الهاشمية ، وأظهر أنه عبده ، وأظهر وليه من عنده ورسوله بالمحمدية ، فوافقوا أصحاب أبي الخطّاب ـ لعنه الله ـ في اربعة اشخاص : علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وأن مضي الاشخاص الثلاثة ـ فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ـ تلبيس ، والحقيقة شخص محمد صلى الله عليه وآله ، لانَه أوَّل هذه الاشخاص في الامامة ، وأنكروا ايضاً شخص محمد صلّى الله عليه وآله وزعموا أنَّه عبد لعلي عليه السلام ! ! . . . الى اخر سخافاتهم وكفرياتهم .
راجع : رجال الكشي : 399 ، مقباس الهداية 2 : 362 ، الملل والنحل 1 : 175 .
(4) من فرق الغلاة المنحرفة ، والملعونة على السنة أئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم . يذهب أصحاب هذه الفرقة الضالة الى أن سلمان الفارسي ، وأبا ذر الغفاري ، والمقداد أبن الاسود ، وعمّار بن ياسر ، وعمرو بن أمية الضمري هم النبيين والموكَلين بمصالح العالم من قِبل الرب ، وأن الرب في قولهم ـ قبحهم الله تعالى ـ هو علي عليه السلام .
اُنظر : مقباس الهداية 2 : 361.
(5) أتباع بزيع بن موسى الحائك الذين يذهبون إلى أنَّه ـ لعنه الله ـ نبي مُرسَل كأبي الخطّاب المتقذَم الذكر ، وأنَّ الامام الصّادق عليه السلام هو الذي أرسله بذلك ! ! فلما سمع خبره الامام عليه السلام لعنه هو وجماعة من الغلاة والمنحرفين بقوله : لعنهم الله ، فإنّا لا نخلوِ من كذّاب يكذب علينا ، أو عاجز الرأي ، كفانا الله تعالى مؤنة كلِّ كذّاب ، وأذاقهم الله حر الحديد .
أنظر : فرق الشِّيعة : 43 ، رجال الكشي 2 : 593|549 ، مقالات الاسلاميين : 12 . .
(6) يذهب النوبختي في فرقه إلى أنً تسمية القرامطة بهذا الاسم تعود إلى رئيس لهم من أهل السواد كان يُلقَب بـ ( قرمطويه ) وكانوا في الاصل يقولون بمقالة المباركية ـ الذين يزعمون بأن الامامة بعد الامام جعفر بن محمًد الصادق عليه السلام في محمَد بن اسمِاعيل بن جعفر بعد أنْ كانت لابيه في حياة الامام الصادق عليه السلام ، واُسموا بذلك لانَ رئيسهم يُدعى
المبارك ـ ثم خالفوهم ، حيث قالوا بأنَّ الامامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لا تكون إلاّ في سبعة أئمة هم : علي بن أبي طالب ، وهو إمام رسول ، والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمَد بن علي وجعفر بن محمد بن اسماعيل ، وهو عندهم الامام القائم المهدي ، وهو رسول .
وزعم اولئك ـ على قول النوبختي وغيره ـ أن رسالة النبي صلّى الله عليه وآله قد انقطعت يوم غدير خم ، وانتقلت إلى علي عليه السلام ! ! وكذا حال اللاحقين عند وفاة السابقين لهم .
ثم أنَّ أصحاب هذه الفرقة يذهبون ـ على ما قيل عنهم ـ الى أنَ الفرائض رموز واشارات ، وأمر بالاعتصام بالغائب المفقود ، وأباحوا جميع الملذات والمنكرات ، واستحلُوا استعراض الناس بالسيف ، وغير ذلك مما ينسب اليهم من الضلالات . .
واما ابن الجوزي فقد ذكر في كتابه المعروف بـ ( تلبيس ابليس ) : أن للمؤرَخين في سبب تسميتهم بهذا قولان : أحدهما : أن رجلاً من ناحية خوزستان قدم سواد الكوفة فاظهر الزهد ودعا الى إمام من أهل بيت الرسول صلوات الله عليه وعليهم ، ونزل على رجل يُقال له ( كرميتة ) لقِّب بهذه عينيه ، وهو بالنبطية حاد العين ، فاخذه أمير تلك الناحية فحبسه وترك مفتاح البيت تحت رأسه ونام ، فرقَّت له جارية فاخذت المفتاح ففتحت البيت وأخرجته وردت المفتاح إلى مكانه ، فلمّا طُلب ولم يوجد شاع الخبر وزاد افتتان الناس به ، فتوجه من هناك إلى الشام .
وأمّا وجه تسميته بذلك : فأنَه أُسمي أول الامر بـ ( كرميتة ) أي اسم الرجل الذي كان نازلاً عنده ، ثم خُفَف فقيل ( قرمط ) ثم توارث مكانه أهله وأولاده .
وقيل : أنما عُرف حمدان هذا بقرمط من أجل قصر قامته وقصر رجليه وتقارب خطوه ، وكان يقال له : صاحب الخال ، والمدثر ، والمطوق .
وكان ابتداء أمره في سنة ( 264 هـ ) وحيث كان ظهوره بسواد الكوفة ، واشتهر مذهبه بالعراق .
وللمؤرِّخين وكتّاب الفرق اراء اُخرى في نشأتهم وتسمية روّادهم الاوائل لا يسعنا هناك التعرًّض لها ، محيلين القارئ الكريم في ذلك إلى المصادر المختصة بهذا الباب .
راجع : فرق الشيعة : 72 ، الفصول المختارة : 251 ، الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة : 84 ، الفرق بين الفرق : 22 ، الملل والنحل 1 : 167و191 ، تأريخ الطبري 10 : 23، الكامل في التاريخ 7 : 444 ، تلبيس ابليس : 110 .
(7) لقد كان موقف الائمة من أهل البيت عليهم السلام حاداً وقطعياً في رد وتكفير الغلاة ، بل والبراءة منهم ، ونفي وجود أي صلة لهم بهم .
فهذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : « بُني الكفر على أربعة دعائم : الفسق ، والغلو ، والشك ، والشبهة » .
وأمّا الامام جعفر بن محمَّد الصادق عليه السلام فقد قال : « أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان أنْ يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله ، إن أبي حدثني عن أبيه عن جدِّه عليهم السلام : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال : صنفان من أُمتي لا نصيب لهما في الاسلام : الغلاة ، والقدرية » .
وقال عليه السلام مخاطباً أحد أصحابه : « أيا مرازم ، قُل لهم ( أي للغالية ) توبوا إلى الله تعالى ، فانًكم فسّاق ، كفّار ، مشركون » .
وقال عليه السلام مشيراً إلى نفي صلة اولئك الغلاة باهل البيت عليهم السلام : « لعن الله المغيرة بن سعيد ، ولعن الله يهودية كان يختلف اليها يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق ، إنَّ المغيرة كذب على أبي فسلبه الله الايمان ، وإن قوماً كذبوا عليّ ، ما لهم أذاقهم الله حر الحديد . . . أبرأ الله مما قال في الاجدع البرّاد عبد بني أسد أبو الخطّاب لعنه الله . . . اًشهدكم : إني امرو ولدني رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وما معي براءة من الله ، وإنْ أطعته رحمني ، لانْ عصيته عذبني » .
وقال مخاطباً أحد إلى الغلاة ( وهو بشار الشعيري ) : « أخرج عني لعنك الله » .
وأمّا الامام الرضا عليه السلام فقد قال عنهم : « كان بيان بن سمعان يكذب على علي بن الحسين عليه السلام ، فاذاقه الله تعالى حرَّ الحديد ، وكان اَلمغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام ، فاذاقه الله تعالى حر الحديد ، وكان محمَد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى عليه السلام فأذاقه الله تعالى حرَّ الحديد ، وكان أبو الخطّاب يكذب على أبي عبدالله عليه السلام فم ذاقه الله تعالى حر الحديدا » .
بل وترى الائمة عليهم السلام يحذِّرون شيعتهم من أحاديث كان ينتحلها اولئك الغلاة على ألسِنة الائمة عليهم السلام ، في محاولة منهم ـ لعنهم الله تعالى ـ لكسب الانصار والمؤيدين لهم ، فقد روي عن الامام الصادق عليه السلام قوله محذَراً الشِّيعة من الوقوع في حبائلهم : « لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق القرآن والسنَّة ، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدمة ، فان المغيرة بن سعيد ـ لعنه الله ـ دس في كتب اصحاب أبي أحاديث لم يُحدِّث بها أبي ، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربِّنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله» .
وقال عليه السلام ايضاً : « كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ويأخذ كتب أصحابه ، وكان أصحابه المتسترون باصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة ، فكان يدس فيها الكفر والزندقة ، ويسندها إلى أبي ، ثم يدفعها إلى اصحابه فيأمرهم أنْ يُثبتوها في الشيعة ، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذلك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم » .
واذا كان ذلك ديدن أئمتنا عليهم التحية والسلام ، فان ذلك بلا شك منهج أتباعهم وشيعتهم ، وتجد ذلك واضحاً في مؤلفات أصحابنا رحمهم الله تعالى برحمته الواسعة ، المتخصصة بهذا الموضوع ، فهم يحكمون عليهم بلا ترديد بالضلال والكفر ، ومن ذلك قول شيخنا المفيد رحمه الله تعالى عنهم : وهم ضلال كفار ، حَكَمَ فيهم أمير المؤمنين عليه السلام بالقتل والتحريق بالنار ، وقضت عليهم الائمة عليهم السلام بالاكفار والخروج عن الاسلام .
واما النوبختي فقد قال عنهم بعد أنْ استعرض فرقهم : فهذه فرق أهل الغلو ممن انتحل التشيع ، والى الخرميدنية ، والمزدكية ، والزنديقية ، والدهرية مرجعهم جميعاً ، لعنهم الله تعالى.
وغير ذلك مما يجده القارئ الكريم عند البحث والمراجعة فراجع : فرق الشيعة : 41 ، أوائل المقالات : 238 ، الكافي 2 : 288|1 ( باب دعائم الكفر وشعبه ) ، الخصال 1 : 72|109 ، رجال الكشي : 224 و225 و 302 و 398 ، الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة : 51 وما بعدها .
(8) محاضرات الاُدباء 4 : 418 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page