قال : «وجدت علم الناس في أربع : أحدها : أن تعرف ربك ، والثاني : أنتعرف ما صنع بك ، والثالث : أن تعرف ما يخرجك عن دينك ، والرابع : أن تعرف ما أرادمنك».
قال شيخنا المفيد رحمه اللّه : هذه أقسام تحيط بالمفروض من المعارف ، لأنه أولما يجب على العبد معرفة ربه جل جلاله ، فإذا علم أن له إلهاً وجب أن يعرف صنعهاليه ، فإذا عرف صنعه عرف نعمته ، فإذا عرف نعمته وجب عليه شكره ، فإذا أراد تأديةشكره وجب عليه معرفة مراده ليطيعه بفعله ، وإذا وجبت عليه طاعته وجب عليه معرفةما يخرجه من دينه ليجتنبه ، فتصح (1) به طاعة ربه وشكرإنعامه (2).
ولقد أحسن بعض أهل الفضل والعلم ، في قوله في المعرفة باللّه تعالى، وذمالتقليد وبالغ :
إن كان جسما فما ينفك عن عرض * أو جوهراً فبذي الأقطار موجود
أو كان متصــلاً بالشيء فهو به * أو كان منفصلاً فالكل محــدود
لاتطلبنّ إلى التكـــييف من سبب * إن السبيل إلى التكييف مـسدود
واستعمل الحبل حبل العقل تحظ به * فالعقل حبل إلى باريك ممــدود
والــزم من الدين ماقام الدليل به * فإنّ أكثردين الناس تــقلــيـد
وكلما وافـــــق التقليد مختلق * زور وإن كثرت فيه الأسـانـيد
وكلما نقل الاحـــــاد من خبر * مخالــف لكتاب اللّه مـردود
____________
1 - في الكنز: فتخلص
2 - إرشاد المفيد: 282
من كلام جعفربن محمد عليه السلام
- الزيارات: 1848