• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أبيات في التوحيد

يا من يجل بأن أراه بناظري * ويعز عن أوصاف كنه الخاطر
لوكنت تدركك العلوم تقدراً * وتفكراً وتوهماً للخاطر
ما كنت معبوداً قديماً دائماَ * حيأَ ولا صمداً وملجأحائر(1)
وبما وكيف ترى وتعلم في الورى * عظم العظيم وسرقهرالقاهر
لكن عظمت بأن تحاط جلالة * أبداً فسبحان القديم الآخر

* * *

**يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه ، أبومحمد الحسن بن أبي الحسنالديلمي ، أعانه اللّه على طاعته ، وتغمده برأفته ورحمته :
اني حيث اثبت المعارف صدر الكتاب ، لوجوب تقدمها على جميع العلوم ،اقتضت الحال ارداف ذلك بذكر فضل العلم وأهله ، ولم ألتزم ذكرسند أحاديثها،لشهرتها في كتبها المصنفة المروية عن مشايخنا - رحمهم اللّه تعالى- بأسانيدهم لها،وأشير عند ذكر كل حديث مذكور أو أدب مسطور، إلى كتابه المحفوظ منه المنقول عنه ،إلاّ ماشذ عني من ذلك ، فلم أذكرإلا فص القول دون ذكركتابه والراوي له .
فمن ذلك ما حفظته من كتاب كنز الفوائد إملاء الشيخ الفقيه أبي الفتح محمدابن علي الكراجكي رحمه اللّه تعالى :
عن النبي صلى اللّه عليه واله قال : «من خرج يطلب باباً من أبواب العلم ، ليردبه ضالاً إلى هدى، أو باطلاً إلى حق ، كان عمله كعبادة أربعين يوماً» .
وقال عليه واله السلام : « لساعة من العالم متكئاً على فراشه ينظرفي علمه ، خيرمن عبادة ثلاثين عاماً».
وقال عليه واله السلام : «إذا استرذل اللّه عبداً، حظرعليه العلم » .
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله : «ما أهدى أخ إلى أخيه هدية أفضل من كلمةحكمة، يزيده الله بها هدى، أويرده عن ردى».
وقال صلى اللّه عليه وآله : «ما أخذاللّه الميثاق على الخلق أن يتعلموا، حتى أخذعلى العلماء أن يعلموا».
وروى أمير المؤمنين عليه السلام ، عن النبي صلى اللّه عليه واله ، أنه قال : «منطلب العلم للّه ، لم يصب منه باباً إلا ازداد(2) في نفسه ذلاً، وفي الله تواضعاً، وللّه خوفاً،وفي الدين اجتهاداً، فذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه ، ومن طلب العلم للدنيا، والمنزلةعند الناس ، والحظة عند السلطان ، لم يصب منه باباً إلآ ازداد في نفسه عظمة، وعلىالناس استطالة، وباللهّ اغتراراً، وفي الدين محقاً، فذلك الذي لم ينتفع بالعلم فليكفعنه (3) الحجة عليه والندامة والخزي يوم القيامة».
وقال صلى اللّه عليه وآله : «يبعث اللّه تعالى العالم والعباد يوم القيامة، فإذااجتمعا عند الصراط ، قيل للعابد: ادخل الجنة فانعم فيها بعبادتك ، وقيل للعالم : قفهاهنا في زمرة الأنبياء، فاشفع فيمن أحسنت أدبه في الدنيا».
وقال صلى اللّه عليه واله : «فضل العالم على العابد، كفضلي على سائرالأنبياء » .
وقال أمير المؤمنين صلى اللّه عليه واله : «العلم وراثة كريمة، والاداب حللحسان ، والفكر مراة صافية، والاعتبار منذر ناصح ، وكفى بك أدباً لنفسك ترككماتكرهه لغيرك »(4).
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله : «طلب العلم فريضة على كل مسلم ».
وقال : «العلم علمان : علم في القلب فذلك العلم النافع ، وعلم في اللسانفذلك (5) حجة على العباد».
وقال :«أربع تلزم كل ذي حجى من اُمتي ، قيل : وما هن يا رسول اللّه ؟قال : استماع العلم ، وحفظه ، والعمل به ، ونشره ».
وقال صلى اللّه عليه واله : «العلم خزائن ومفاتيحها السؤال ، فسلوا يرحمكماللّه ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السائل ، والمجيب ، والمستمع ، والمحب له (6)» .
وقال عليه السلام : «من يرد اللّه تعالى به خيراَ يفقهه في الدين ».
وقال : «إن اللّه لايقبض العلم انتزاعا ينزعه من الناس ، ولكن يقبض العلمبقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا(7) فأفتوا بغيرعلم فضلّوا وأضلّوا» .
وقال : «من ازداد فى العلم رشداً، ولم يزدد في الدنيا زهداً، لم يزدد من اللّهإلاّ بعداً»(8).
وقال : «انما مما أخاف على اُمتي زلات العلماء».
وقال : «قيدوا العلم بالكتابة».
وقا ل أميرالمؤمنين عليه السلام : «تعلموا العلم ، فإن تعليمه حسنة،وطلبه عبادة، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لايعلمه صدقة، وبذله لأهلهقربة، لأنه علم الحلال والحرام ، وسبيل منازل (9) الجنة، والأنيس في الوحشة،والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء،والسلاح (10) على الأعداء، والزينة عند الأخلاء، يرفع به أقواماً فيجعلهم للخير قادةوأئمة، وتقتص آثارهم ،و يُقتدى بفعالهم ، ويُنتهى إلى رأيهم ، ترغب الملائكة فيخُلَّتِهم ، وبأجنحتها(11) تمسحهم ، ويستغفرلهم كل رطب ويا بس ، لأن العلم حياةالقلوب ، ومصابيح الأبصارمن الظلم ، وقوة الأبدان من الضعف ، ويبالغ به العباد(12)منازل الأخيار، والدرجات العلى، وبه توصل الأرحام ، ويعرف الحلالَ من الحرام ،وهو إمام العمل والعمل تابعه ،يلهمه(13) اللّه تعالى أنفس السعداء ويحرمه الأشقياء».
وقال عليه السلام : «الكلمة من الحكمة، يسمع بها الرجل فيقولها أو يعملبها، خيرمن عبادة سنة».
وقال عليه السلام : «تعلموا العلم ، وتعلموا للعلم السكينة والوقار والحلم ، ولاتكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم ».
وقال عليه السلام : «شكرالعالم على علمه أن يبذله لمستحقه (14) ».
وقال عليه السلام : «لاراحة في عيش ، إلا لعالم ناطق ، أو مستمع واع » .
وقال عليه السلام : «اغد عالماً، أو متعلماً، ولا تكن الثالث فتهلك (15) ».
وقال عليه السلام : «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ، رضاً بمايصنع».
وقال عليه السلام : «لوأن حملة العلم حملوه بحقه ، لأحبهم اللّه وملائكتهوأهل طاعته من خلقه ، ولكن (16) حملوه لطلب الدنيا، فمقتهم اللّه ، وهانوا علىالناس » .
وقال عليه السلام : «العلوم أربعة : الفقه للأديان ، والطب للأبدان ، والنجوملمعرفة الأزمان ، والنحو للسان » .
وقال محمد بن علي الباقرعليه السلام : «عالم ينتفع بعلمه ، أفضل منسبعين ألف عابد» .
وقال عليه السلام : «من أفتى الناس بغيرعلم ولا هدى، لعنته ملائكةالسماء، وملائكة الرحمهّ ، وملائكة العذاب ، ولحقه وزر من عمل بفتياه » .
وقال الصادق عليه السلام : «تفقهوا في دين اللّه ولاتكونوا أعراباً، فإنه منلم يتفقه في دين اللّه ، لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة، ولم يزك له عمل ».
وقال عليه السلام : «العامل على غيربصيرة، كالسائرعلى غير الطريق ، ولايزيده سرعة السيرإلاً بعداً».
وقيل (له عليه السلام )(17): أيحسن بالشيخ أن يتعلم ؟ فقال : «إذا كانتالجهالة تقبح منه ، (حسن منه التعلم )(18)»(19).
وقال الصادق علبه السلام : «تعلموا العلم ، وأثبتوه ، واحكموه بالدرس ، وإنلم تفعلوا ذلك يَدرس ».
وقال عليه السلام لخيثمة : «أبلغ موالينا السلام ، واوصهم بتقوى الله والعملالصالح ، وأن يعود صحيحهم مريضهم ، وليعد غنيهم على فقيرهم ، وليحضر حيهمجنازة ميتهم ، وأن يتآلفوا في البيوت ، ويتذاكروا علم الدين ، ففي ذلك حياة أمرنا،رحم اللّه من أحيا أمرنا.
واعلمهم - يا خيثمة - أنا لانغني عنهم من الله شيئاً، إلاّ بالعمل الصالح،و أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والإجتهاد، وأن أشد الناس عذاباً يوم القيامة، من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره ».
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام ، أوصى ولده الحسن ، فقال : «يا بني ،احرزحظك من الأدب وفرغ له قلبك ، فإنه أعظم من أن تخالطه (20) دنس ، واعلم أنكإن أعوزت غنيت به ، وإن اغتربت كان لك الصاحب الذي لاوحشة معه ، الأدب هولقاح العقل ، وذكاء القلب ، وزينة اللسان ، ودليل الرجل على مكارم الأخلاق ، وماالإنسان لولا الأدب إلا بهيمة مهملة، للّه درّ الأدب ! إنه يسود غير السيد، فاطلبهواكسبه تكتسب القدروالمال ، من طلبه صال به ، ومن تركه صيل عليه ، يلزمه اللّهالسعداء، ويحرمه الأشقياء، والدنيا طوران : فمنهما لك ، ومنهما عليك ، فما كانمنهما لك أتاك على ضعفك ، وما كان منهما عليك لم تدفعه بقوتك ».
وقال عليه السلام : « قيمة كل امرىء ما يحسن ، والناس أبناء ما يحسنون ».
وقال عليه السلام : «المرء مخبوء تحت لسانه ».
وقال عليه السلام : «العلم وراثة مستفادة، ورأس العلم الرفق ، وآفتهالخرق ، والجاهل صغير وإن كان شيخاً ، والعالم كبير وإن كان حدثاً ، والأدبيغني عن الحسب ، ومن عرف بالحكمة لحظته العيون بالهيبة والوقار، والعلم معالصغركالنقش في الحجر، وزلّة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرق ، والآدابتلقيح الأفهام ومفتاح (21) الأذهان » .
وقال : «وتحزم ، فإذا استوضحت فاعزم ، ولوسكت من لا يعلم سقطالإختلاف ، ومن جالس العلماء وقّر، ومن خالط الأنذال حقّر، لاتحتقرن عبداَ اتاهاللّه الحكمة والعلم ، فإن اللّه تعالى لم يحقّره حيث اتاه إيّاه ، والمودة أَشبكالأنساب ، لاتسترذلنّ حسب ذي العلم فإن اللّه تعالى لم يحقره حيث اتاه أشرفالأحساب ، ولا كنزأنفع من العالم ، ولا قرح سوء شرّ من الجهل ، والعلم خير منالمال ، لأن العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والعلم يزكوعلى الانفاق ، والمال(تنقصه النفقة)(22)، والعلم حاكم ، والمال محكوم عليه ، فعليكم بطلب العلم ، فإنطلبه فريضة، وهو صلة بين الإخوان ، ودال على المروّة، وتحفة في المجالس ، صاحب في السفر، واُنس في الغربة، ومن عرف الحكمة لم يصبرعن الازديادمنها، والشريف من شرَّفه علمه ، والرفيع من رفعته الطاعة، والعزيزمن أعزتهالتقوى»(23).
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه واله : «لا قول إلاّ بعمل ، ولا قول ولاعمل إلاّبنيّة، ولا قول وعمل ونية إلاّ بإصابة السنة».
وما نقلته من نهج البلاغة تصنيف السيد الرضي الموسوي رضي اللّه عنه .
قال : كميل بن زياد: أخذ بيدي أميرالمؤمنين عليه السلام فأخرجني إلىالجبانة(24)، فلما أصحرتنفس الصُّعَداء، ثم قال :«يا كميل ، إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها، فاحفظ عني ما أقول لك ،الناس ثلاثة: عالم رباني ، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كلناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنورالعلم ، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق .
يا كميل ، العلم خيرمن المال ، العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والمالتنقصه النفقة، والعلم يزكوعلى الانفاق ، وصنيع المال يزول بزواله .
يا كميل بن زياد، معرفة العلم دين يدان به ، ويكسب صاحبه الطاعة فيحال حياته ، وحسن الأحدوثة بعد وفاته ، والعلم حاكم ، والمال محكوم عليه ، هلكخزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهمفي القلوب موجودة .
ها! إن هاهنا علماً جمّاً، لوأصيب له حملة- وأشارإلى صدره - بلىأصيب له لقناً غيرمأمون عليه ، مستعملاً الة ألدين للدنيا، ومستظهراً بنعم اللّه علىعباده ، وبحججه على أوليائه ، أو منقادأَ(25) لحملة الحق ، لابصيرة له في أحنائه (26)،ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة،ألا لا ذا ولا ذاك ! أومنهوماً باللذة، سلسالقياد للشهوة، أو مغرماً بالجمع والإدّخار، ليسا من رعاة الدين في شيء ،أقرب شيء شبهاً بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه .
اللهم بلى، لاتخلوالأرض من حجة قائم للّه بحجته ، إمّا ظاهراً مشهوراً، أو.خائفاً مغموراً كي لاتبطل حجج اللّه وبيّناته ، وكم ذا وأين اولئك !؟ اولئك - واللّه- الأقلّون عدداً، والأعظمون [عندالله ](27) قدراً، يحفظ الله حججه وبيّناته بهم حتىيودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة،وباشر روح اليقين ، واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منهالجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها متعلقة بالمحل الأعلى ، اُولئك خلفاء اللّهفي أرضه ، والدعاة إلى دينه سراً وجهرا ، آه آه ! شوقاً إلى رؤيتهم »(28)
وقال أيضا لكميل بن زياد: «تبذل ولا تشهر، ووار شخصك ولا تذكر،وتعلّم واعمل ، واسكت تسلم ، تسرّ الأبرار، وتغيض الفجار فلا عليك إذا علّمك اللهمعالم دينه ، ألاّ تعرف الناس ولا يعرفوك ».
**وبعد فقد جمع اللّه - جل جلاله - معاني ماقلناه وزيادة في كتابه العزيز،بقوله سبحانه : (هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون )(29) .
وفي قوله تعالى:(انّما يخشى اللهّ من عباده العلماءُ)(30).
وفي قوله : ( كونوا ربانيين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )(31).
وفي قوله : (شهد الله أنه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم) (32) فقرن شهادتهبشهادتهم وشهادة ملائكته ، وهذا يدل على عظيم منزلتهم ، ورفيع مكانتهم ، وعلودرجتهم .
وقال سبحانه : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )(33) .
وقال سبحانه وتعالى، حكاية عن يوسف عليه السلام : (ذلكما مما علمني ربي)(34).
وقال : (ففهمناها سليمان)(35).
وقال تعالى : (وعلّم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقالانبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين)(36) فرفعه عليهم بفضيلة العلم ، وأسجدهم له .
وقال سبحانه : (قال الذي عنده علم من الكتاب)(37).
وقال تعالى : (كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب)(38) فيكل ذلك يستشهد أهل العلم ، لايشيرإلا اليهم ، ولايعتد إلا بهم ، وكفى بذلك فضيلةوفضلاً بالعلم وأهله .
ولقد أحسن الخليل بن أحمد - رحمه اللّه - في قوله لولده : يا بني ، تعلّمالعلم ، فإنه يقوّمك ويسددك صغيراً ويقدمك ويسودك كبيراً .
وقال الصادق عليه السلام لأصحابه : «احسنوا النظرفيما لايسعكم جهله ،وانصحوا لأنفسكم أ فيما لأيسعكم جهله ، ومعرفة مالا عذر لكم في تركه ، فإن للدينأركاناً لاينفع من جهلها شدة اجتهاده في ظاهرعبادته ، ولايضرمن عرفها فدان بهاحسن اقتصاده» .
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : «العاقل يعمل بالدرايات ، والجاهل يعملبالروايات » .
وقال عليه السلام : « كونوا درّائين ، ولا تكونوا روّائين» .
وقال عليه السلا م: «همة العاقل الدراية، وهمة الجاهل الرواية» .
ولقد صدق - صلى اللّه عليه - فإن الدراية هي العلم القطعي الذي تبرأ بهالذمة على اليقين به ، وصاحب الرواية على خطر، لإقدامه على أمر لم يعرف صحةالدليل على العمل به أو الترك له ، ومن هاهنا امتنع كثيرمن أصحابنا- رحمهم اللّه -عن العمل بالخبرالواحد، المتجرّد من قرينة تعضده .
وقد أشارمولانا الصادق عليه السلام إلى العمل على اليقين، والحث علىالعلم ، المقطوع به في المعارف الدينية، عقيب ذكره المعارف العقلية، بقوله عليهالسلام : «وجدت علم الناس في أربع : أحدها : أن تعرف ربك ، والثاني : ان تعرفما أراد منك ، والثالث: أن تعرف ما صنع بك ، والرابع : أن تعرف ما يخرجك مندينك»(39).
**وقيل لبعض الحكماء(40) : العلم أفضل أو المال ؟ فقال : العلم ، فقيل له : فمابالنا نرى العلماء على أبواب الأغنياء، ولا نكاد نرى الأغنياء على أبواب العلماء؟فقال : ذلك لمعرفة العلماء بمنفعة المال ، وجهل الأغنياء بفضل العالم (41) .
ولقد أحسن الشاعرفي قوله :
العلم زين وتشريف لصاحبهِ * فاطلب - هديتَ - فنون العلم والادبا
لاخير فيمن له أصلٌ بلا أدب * حتى يكونَ على من زانه حدبا
كم من نجيب (42)أخي غيٍّ وطمطمةٍ(43) * فدمٍ (44) لدى القوم معروفٍ إذا انتسبا
وخاملٍ مقرفِ الآباءِ ذي أدبٍ * نال المعالي به والمالَ والنشبا

المقرف : الذي تكون اُمه كريمة وأبوه غيركريم .
ياطالب العلم نعم الشيء تطلبه * لا تعدلنَّ به ورقا ولاذهبا
فالعلم كنز وذخرلانفاد له * نعم القرين إذاما عاقلاً صحبا(45)
وروي عن لقمان أنه قال :
العلم زينٌ والسكوت سلامة * فإذا نطقَت فلا تكن مكثارا
ما إن ندمت على سكوت مرةً * ولقدندمتُ على الكلامِ مرارا

وقال آخر:
تَعَلَّمْ فليس المرءُ خلق عالماً * وليس أخوعلم كمن هوجاهلُ وان عزيزَالقوم لاعلمَ عندَهُ * ذليلٌ إذا انضمت عليه المحافل

و قال آخر:
لاتيأسَنَّ اذا ما كنتَ ذا أدب * على خمولك أَن ترقى إلى الفلك
بينا ترى الذهبَ الابريز مُطَّرحَاً * في الترب إذ صار إكليلاً على الملك

نعود إلى ذكر النثر من القول ، في مدح العَلم وأهله ، وذم من لم يتعلم للهتعالى، ولم يقم فيه بما يجب عليه .
روى الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه - رحمه اللّه تعالى - في كتابالخصال في باب الثلاثة قال :
**قال أمير المؤمنين عليه السلام : «طلبة العلم على ثلاثة أصناف ، ألافاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم :
فصنف منهم يتعلمون للمراء والجهل ، وصنف منهم يتعلمون للإستطالةوالختل ، وصنف منهم يتعلمون للفقه والعقل ، فصاحب المراء والجهل ، تراه مؤذياًممارياً للرجال في أندية المقال ، قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع ، فدق الله منهذا حيزومه ، وقطع منه خيشومه .
وصاحب الإستطالة والختل ، [فإنه ] (46) يستطيل به على أمثاله من أشكاله،و يتواضع للأغنياء من دونهم ، فهو لحلوائهم هاضم ، ولدينه حاطم ، فأعمى اللّه من هذابصره ، وقطع من اثارالعلماء أثره .
وأما صاحب الفقه والعقل ، فإنك تراه ذا كآبة وحزن ، قد قام الليل فيحندسه ، وانحنى في برنسه ، يعمل ويخشى، خائفاً وجلاً من كل أحد إلا من كل ثقةمن إخوانه ، فشدّ اللّه من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه»(47).
ومن كتاب الكراجكي :عن سليم بن قيس الهلالي ،عن علي ، عن النبي- صلى الله عليهما وآلهما- قال : «العلماء رجلان : رجل عالم أخذ بعلمه فهوناج ، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك ، وان أشد أهل النارندامة وحسرة، رجل دعا عبداً الىاللّه - سبحانه - فاستجاب له وقبل منه ، فأطاع اللّه فأدخله اللّه الجنة، وأدخلالداعي النار، بتركه علمه ، واتباع الهوى، وطول الأمل ، فإن اتباع الهوى يصد عن الحق ، وطول الأمل يُنسي الآخرة»(48).
____________
1 - في الأصل : الحائر، والوزن الشعري يقتضي ما في المتن.
2 - في الأصل : أزاد وما أثبتناه هو الصواب .
3 - في الأصل : عند، وما أثبتناه هو الصواب .
4 - النسخة المطبوعة من كنزالفوائد خالية من الأحاديث المتقدمة الذكر.
5 - في الأصل : وذلك ، وما أثبتناه من المصدر.
6 - في المصدر: لهم .
7 - في الأصل : فسألوا، وما أثبتناه من المصدر.
8 - كنز الفوائد: 239، من : وقال النبي (ص) : «طلب العلم فريضة. . . ».
9 - في الأصل: منار، وما أثبتناه من المصدر.
10 - في الإصل : الصلاح ، وما أثبتناه من المصدر.
11 - في الأصل : بأجنحتهم ، وما أثبتناه من المصدر.
12 - في المصدر: بالعباد.
13 - فى الأصل زيادة: إلى، وصوابه ما في المتن كما في المصدر.
14 - في المصدر: لمن يستحقه.
15 - في المصدر : فتعطب.
16 - في المصدر: ولكنهم .
17 - في المصدر: لأحد الحكماء.
18 - في ألمصدر: فإن التعلم يحسن منه .
19 - كنزالفوأئد : 239 - 240 ، من : وقال أمير المؤمنبن (ع): «تعلموا العلم ، فإن تعليمه . . . » .
20 - كذا، ولعل الصواب: تخلطه بدنس.
21 - في المصدر: ونتائج.
22 - في المصدر: ينفذ بالنفقة.
23 - كنز الفوائد: 147، من : وقال عليه السلام : «قيمة كل امرىء ما يحسن . . .».
24 - الجبَانة : الصحراء، وتسمى بها المقابر، لأنها تكون في الصحراء .. . والجبّان : الصحراء أيضاً .«مجمع البحرين - جبن - 6 : 224».
25 - في الأصل : متقلدآَ، وما أثبتناه من المصدر.
26 - أحنائه : معاطفه ومطاويه . (الصحاح - حنا - 6: 1 232).
27 - أثبتناه من المصدر.
28 - نهج البلاغة 3: 186 | 147 .
29 - الزمر 39 : 9 .
30 - فاطر 35 : 28 .
31 - آل عمران 3 : 79.
32 - آل عمران 3 : 18 .
33 - النحل 16: 43، الأنبياء 21 : 7.
34 - يوسف 12 : 37 .
35 - الأنبياء 21 : 79 .
36 - البقرة 2 : 31.
37 - النمل 27 : 40 .
38 - الرعد 13 : 43 .
39 - كنزالفوائد : 99 .
40 - في الكنز: لبزرجمهر.
41 - كنزالفوائد: 340.
42 - في الكنز: حسيب .
43 - الطمطمة: عجمة الانسان فلا يفصح (الصحاح - طمم - 5: 1976).
44 - الفدم: العييّ الثقيل (الصحاح - فدم - 5: 2001).
45 - كنز الفوائد : 240 - 241 .
46 - أثبتناه من المصدر.
47 - الخصال : 194 | 269 .
48 - الخصال : 51 | 63، وفيه : عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي،عنأمير المؤمنين عليه السلام ، عن النبي صلى الله عليه واله .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page