طباعة

اداب المتعلمين

**وحيث قد ذكرنا فضل العالم والعلم، وحال من لم يعمل بعلمه ، فينبغي أننذكرحال المتعلم ، وما يجب أن يكون عليه من الصفات التي وصفها الائمةالصادقون عليهم الصلاة والسلام .
من كتاب الخصال لابن بابويه - رحمه اللّه تعالى - في باب ست (1)عشرة خصلة، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : «إن من حق العالم : أن لاتكثرالسؤال عليه ، ولا تسبقه بالجواب ، ولا تلح عليه إذا أعرض ، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل ،ولا تشيرإليه بيدك ، ولا تغمزه بعينك ، ولا تساره في مجلسه ، ولا تطلب عوراته ، وألاّتقول : قال فلان خلاف قولك ، ولا تفشي له سراً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تحفظهشاهداً وغائباً، وأن تعم القوم بالسلام وتخصه بالتحية، وتجلس بين يديه ، وإنكانت له حاجة سبقت القوم إلى حاجته (2)، ولا تمل من طول صحبته ، فإنما هو مثلالنخلة، فانتظر متى تسقط عليك منها منفعة . والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهدفي سبيل اللّه ، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لاتسد إلى يوم القيامة، وإنطالب العلم يشيعه (3) سبعون ألف ملكاً من مقربي السماءْ» (4).
وقال علي عليه السلام لابن عباس (5): «إن حق معلمك عليك التعظيم له ،والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع والإقبال عليه ، وأن لا ترفع صوتك عليه ، ولاتجيب أحداً يسأله حتى يكون هوالمجيب له ، ولا تحدث في مجلسه أحداً، ولا تغتابعنده أحداً ، وأن تدفع عنه اذا ذكر بسوء ، وأن تسترعيوبه وتظهرمناقبه ، ولا تجالس لهعدواً، ولا تعادي له ولياً، فإذا فعلت ذلك ، شهدت لك ملائكة اللّه بأنك قصدتهوتعلمت علمه لله جل اسمه لاللناس».
____________
1 - في الأصل : سبعة وما أثبتناه من المصدر.
2 - في المصدر: خدمته .
3 - في المصدر : ليشيعه .
4 - الخصال : 504 | 1 .
5 - في الأصل : «وقال علي بن العباس عليه السلام»، ولعل الصواب ما أثبتناه .