طباعة

عظم خلق الملائكة

فانتبه أيها الإنسان لنفسك، واعلم أنك مسؤول عن ألقليل والكثير، والنقيروالقطمير، والفتيل والذرة والحرف، وما تضمر في نفسك، وزمرات (1)  عينك وخيانتها،وتمثل في نفسك -إن أردت أن يخشع قلبك ، وتقشعر جوارحك ، وتجري دمعتك -أهول يوم القيامة، وكربها وفرقها، وشدة عظائمها، وخروجك من قبرك عرياناًحافياً، شاحباً لونك ، شاخصاً بصرك ، تنظر مرة عن يمينك ، ومرة عن يسارك ، إذالخلائق كلهم في شأن غير شأنك ، ومعك ملائكة موكّلون بك غلاظ شداد، منهم سائقوشهيد، سائق يسوقك إلى محشرك ، وشهيد يشهد عليك ، بعملك ، فحينئذ تنزل الملائكةمن أرجاء السماوات ، جسام عظام ، وأشخاص ضخام شداد، اُمروا أن يأخذوابنواصي المجرمين إلى موقف العرض ، مهول خلقهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «إن لله ملكا ما بين شفري عينيه مسيرةمائة عام» .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «إن لله ملائكة لو أن ملكاً هبط إلى الأرض لمتسعه ، لعظم خلقه ، وكثرة أجنحته ، ومنهم من لو كلفت الجن والأنس أن يصفوه ماقدروا على وصفه ، لبعد ما بين مفاصله ، وحسن تركيب صورته ، وكيف يوصف منما بين منكبه وشحمة اذنه مسيرة سبعمائة عام !؟ ومنهم من يسد الأفق بجناح منأجنحته دون عظم بدنه ومنهم من السماوات إلى حجزته (2)، ومنهم من قدماه على غير قرار في جوالهواء الأسفل ، والأرضون إلى ركبته، ومنهم لو اُلقي في نقرة إبهامه جميع المياه لوسعتها،ومنهم من لو اُلقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين .فتبارك الله أحسنالخالقين » .
روى هذا الحديث مسنداً الشيخ أبو جعفر ابن بابويه الفقيه رحمه الله ، في كتابهكتاب (الخصال)(3) .
____________
1 - كذا في الأصل ، والظاهر أنه تصحيف ، صحته : ورمزات ، والرمز: الإشارة والإيماء بالحاجب .
«الصحاح - رمز- 3 : 880».
2 - في الأصل : حرته ، وما أثبتناه من المصدر.
3 ـ الخصال : 400 | 109 .