طباعة

من أسباب رضا الله تعالى

وروي عن كعب الأحبارأنه قال : أوحى الله تعالى إلى بعض الأنبياء: إنأردت لقائي غداً في حظيرة القدس ، فكن في الدنيا غريباً وحيداً محزوناً مستوحشاً،كالطير الوحداني الذي يطير في الأرض المقفرة، ويأكل من رؤوس الأشجار المثمرة،فإذا كان الليل أوى إلى وكره - ولم يكن مع الطير-استئناساً بربه ، واستيحاشاً منالناس .
وقال صلى الله عليه وآله : «بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ، فطوبىللغرباء، فقيل : يا رسول الله، من الغرباء؟ فقال : النزاع (1) من القبائل ، وأناسصالحون قليل في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم».
وروى وهب بن منبه قال : أوحى الله سبحانه إلى داود: يا داود، من أحبّحبيباً صدّق قوله ، ومن أنس بحبيب رضي فعله ، ومن وثق بحبيب اعتمد عليه ، ومناشتاق إلى حبيب جدّ في السير إليه .
يا داود، ذكري للذاكرين ، وجنتي للمطيعين ، وزيارتي للمشتاقين وأناخاصة للمحبين.
وقال سبحانه : أهل طاعتي في ضيافتي ، وأهل شكري في زيارتي ، وأهلذكري في نعمتي ، وأهل معصيتي لا اُؤيسهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن دعوافأنا مجيبهم ، وإن مرضوا فأنا طبيبهم ، اُداويهم بالمحن والمصائب ، لاُطهّرهم من الذنوبوالمعايب .
وقال النبي صلى الله عليه وآله : «على كل قلب خاتم من الشيطان ، فإذا ذكراسم الله خنس وذاب ، وإذا ترك الذكر التقمه الشيطان فجذبه وأغواه ، فاستزّلهواطغاه».
وقال عيسى عليه السلام : تهاونوا بالدنيا تهن عليكم ، وأهينوها تكرم الآخرةإليكم ، ولا تكرّموا الدنيا فتهون الآخرة عليكم ، فليست الدنيا بأهل كرامة، في كل يومتدعو إلى فتنة وخسار، وما الدنيا إلا كحلم المنام ، والمرء بين أيقاظ ونيام .
وقال الحسن البصري : أهينوا الدنيا، فإنها أهنأ ما تكون لكم أهون ما تهون عليكم.
وقال الكاظم عليه السلام : «أهينوا الدنيا وتهاونوا بها، فإنها ما أهانها قوم إلاهنأهم الله العيش ، وما أعزْها قوم إلا تعبوا وذلّوا» .
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله دخل على شاب - وهويجود بنفسه - فقال: «كيف تجدك؟ فقال : أرجو الله وأخاف ذنوبي، فقال :لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن ، إلا بلغه الله ما يرجوا، وأمنه مما يخاف».
____________
1 - النُزاع : جمع نزيع وهو الغريب «الصحاح - نزع - 3: 1289 » .