قال له : يا بني ، أقم الصلاة، فإنما مثلها في دين الله كمثل عمود الفسطاط ،فإن العمود استقام نفعت الأطناب والأوتاد والظلال ، وإن لم يستقم لم ينفع وتد ولاطنب ولا ظلال .
أي بني ، صاحب العلماء، وجالسهم وزُرهم في بيوتهم ، لعلك أن تشبههمفتكون منهم .
إعلم يا بني ، إني قد ذقت الصبر وأنواع المر، فلم أجد أمرّ من الفقر، فإذاافتقرت يوماً فاجعل فقرك بينك وبين الله، ولا تحدث الناس بفقرك فتهون عليهم ، ثمسل في الناس : هل من أحد وثق بالله فلم ينجه!؟
يا بني ، توكل على الله ، ثم سل في الناس : من ذا الذي توكل على الله فلميكفه !؟
يا بني ، أحسن الظن بالله ، ثم سل في الناس : من ذا الذي أحسن الظن باللهفلم يكن عند حسن ظنه به !؟
يا بني ، من يرد رضوان الله يسخط نفسه كثيراً، ومن لا يسخط نفسه لا يرضيربه ، ومن لا يكظم غيضه يشمت عدوه .
يا بني ، تعلّم الحكمة تشرف بها، فإن الحكمة تدلّ على الدّين ، وتشرّف العبدعلى الحر، وترفع المسكين على الغنيّ ، وتقدم الصغير على الكبير، وتجلس المسكينمجالس الملوك ، وتزيد الشريف (1) شرفاً ، والسيد سؤوداً، والغني مجداً، وكيف يظن ابنآدم أن يتهيّأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة؟ ولن يهيّىء(2) الله عز وجل أمر الدنياوالآخرة إلا بالحكمة، ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بغير نفس ، ومثل الصعيد بغيرماء، ولا صلاح للجسد بغير نفس ، ولا للصعيد بغير ماء، ولا للحكمة بغير طاعة(3).
قال كعب الأحبار: مكتوب في التوراة :
____________
1 ـ في الأصل : الشرف ، وما أثبتناه من البحار.
2 - في الأصل : يهنى، وما أثبتناه من البحار.
3 - رواه الكراجكي في كنز الفوائد: 214، وأخرجه المجلسي في البحار 78: 458 | 27 عن أعلامالدين .
وصية لقمان لولده
- الزيارات: 2057