• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

خطبة للرسول الأعظم صلَى الله عليه وآله

وعن عبد الله بن عباس - رحمة الله عليه - قال : خطب بنا رسول الله صلى اللهعليه وآله خطبة - وهي اخر خطبة خطبها - فوعظنا بمواعظ ذرفت منها العيون،ووجلت منها القلوب ، واقشعرّت منها الجلود، وتقلقلت منها الأحشاء، وأمر بلالاً فنادىبالصلاة جامعة فاجتمع الناس ، وخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله [حتىارتقى](1) المنبر فقال : «يا أيها الناس أدنوا ووسّعوا لمن خلفكم » فدنا الناس وانضمّبعضهم إلى بعض ، فالتفتوا فلم يروا خلفهم أحداً.
ثم قال : «يا أيها الناس ، ادنوا ووسعوا لمن خلفكم » فقال رجل : يا رسول الله ،لمن نوسّع ؟ فقال : «للملائكة» وقال : «إنهم إذا كانوا معكم لم (2) يكونوا من بينأيديكم ولا من خلفكم ، ولكن يكونون على أيمانكم وعن شمائلكم».
فقال رجل : يا رسول الله ، لم لا يكونون من بين أيدينا ولا من خلفنا؟ أمنفضلنا عليهم [أم فضلهم علينا](3)؟ قال : «أنتم أفضل من الملائكة، أجلس » فجلسالرجل ، فخطب رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : «الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونشهد أن لا إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبدهورسوله، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا مضلّ له ،ومن يضلل فلا هادي له .
يا أيها الناس ، إنه كائن في هذه الأمة ثلاثون كذاباً، أوّل من يكون فيهمصاحب صنعاء وصاحب اليمامة .
يا أيها الناس ، إنه من لقى الله عز وجل يشهد أن لا إله إلاّ الله مخلصاً لم يخلطمعها غيرها دخل الجنة».
فقام علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - فقال : «يا رسول الله بأبي أنتوأمي، فكيف يقولها مخلصاً لا يخلط معها غيرها؟ فسّر لنا هذا حتى نعرفه » فقال : «نعمحرصاً على الدنيا وجمعاً(4) من غير حلّها، ورضى بها، وأقوام يقولون أقاويل الأخيارويعملون أعمال الجبابرة، فمن لقى الله وليس فيه شيء من هذه (5) وهو يقول : لا إله إلاّالله ، فله الجنة، فإن أخذ الدنيا وتركُ الآخرة فله النار.
ومن تولى خصومة ظالم أوأعانه عليها، نزل عليه (6) ملك الموت بالبشرى بلعنةالله ونار جهنم خالداً فيها وبئس المصير.
ومن خفّ لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في النار.
ومن دلّ سلطاناً على الجور قرن مع هامان، وكان هو والسلطان من أشدّ أهلالنار عذاباً.
ومن عظّم صاحب دنيا وأحبّه لطمع دنياه ، سخط الله عليه ، وكان فيدرجته مع قارون في الدرك (7)الأسفل من النار.
ومن بنى بنياناً رياءً وسُمعة، حمله يوم القيامة إلى سبع أرضين ، ثمّ يطوّقه ناراًتوقد في عنقه ، ثم يرمى به في النار».
فقلنا: يا رسول الله ، كيف يبني رياءً وسمعة؟
قال : «يبني فضلاً على ما يكفيه ، أويبني مباهاة .
ومن ظلم أجيراً أجره ، أحبط الله عمله ، وحرّم الله عليه ريح الجنة، وريحهايوجد من مسيرة خمسمائة عام .
ومن خان جاره شبراً من الأرض ، طوقه [الله تعالى](8) يوم القيامة إلى سبعأرضين ناراً حتى يدخله جهنم .
ومن تعلّم القرآن ثم نسيه متعمداً، لقي الله عز وجل يوم القيامة مجذوماً مغلولاً،ويسلّط الله عليه بكل آية حية موكّلة به .
ومن تعلم القران ولم يعمل به وآثر عليه غيره - حب الدنيا وزينتها -استوجب سخط الله عز وجل ، وكان في درجة اليهود والنصارى الذين نبذوا كتاب اللهوراء ظهورهم .
ومن نكح امرأة في دبرها حراماً أو رجلاً أوغلاماً، حشره الله عز وجل يومالقيامة أنتن من الجيفة، يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم ، ولا يقبل الله منه صرفاً ولاعدلاً، وأحبط الله عمله ، ويدخل في تابوت مشدود بمسامير من حديد، ويضرب عليه فيالتابوت بصفائح حتى (تشبك حر تلك النار المسامير)(9)، ولو وضع عرق (10) من عروقه علىأربعمائة ألف ألف أمة لماتوا جميعاً، وهو من أشد الناس عذاباً.
ومن زنى بأمرأة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أومسلمة، حرّة أو أمة، أو منكانت من الناس ، فتح الله عز وجل عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من النار، تخرجعليه منها حيّات وعقارب ولهب (11) من نار، وهو يحترق إلى يوم القيامة، يتأذّى الناسمن [نتن](12) فرجه فيعرف به إلى يوم القيامة، [حتى](13) يؤمر به إلى النار، فيتأذى بهأهل الجمع مع ما هم فيه من شدّة العذاب ، لأنّ الله حرّم فعل المحارم ، وما أحد أغير منالله ومن غيرته أنّه حرّم الفواحش وحدّ الحدود.
ومن اطلع في بيت جاره ، فنظر إلى عورة رجل أو شعر امرأته ، أو شيئاً منجسدها، كان حقاً على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يبتغون (14) عورات النساء في الدنيا، ولا يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله ويبدي للناظرين (15) عورته في الآخرة .
ومن سخط رزقه وبث شكواه ولم يصبر فيّ (16)، لم يرفع له إلى الله حسنة ولقي اللهعز وجل وهو عليه غضبان .
ومن لبس ثوباً فاختال فيه ، خُسف به من شفير جهنم ، ويتخلخل (17) فيهاما دامت السماوات والأرض ، لأن قارون لبس حلّة فاختال فيها فخسف به ، فهويتخلخل (18) فيها إلى يوم القيامة.
و من نكح امرأة حلالاً بمال حلال ، غير أنه أراد به فخراً ورياء لم يزده الله- جلّ وعزّ- بذلك إلاّ ذلاً وهواناً، وأقامه الله تعالى بقدر ما استمتع منها على شفيرجهنم، ثم يهوي فيها سبعين خريفاً.
ومن ظلم أمرأة مهرها فهو عند الله زان ، يقول الله له عز وجل يوم القيامة :عبدي زوجتك أمتي على عهدي، فلم تف لي بالعهد، فيتولّى الله عز وجل حقها،فيستوعب حسناته كلها فلا يفي بحقها، فيؤمر به إلى النار.
ومن رجع عن شهادة وكتمها، أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق،ويدخل النار وهو يلوك لسانه .
ومن كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما في القسم من نفسه وماله، جاء يومالقيامة مغلولاً (يداه إلى عنقه)(19) حتى يدخل النار.
ومن كان مؤذياً لجاره من غير حق ، حرّم الله عليه ريح الجنة، ومأواه جهنم ،ألا وإن الله عز وجل ليسأل الرجل عن حقّ جاره ، فمن ضيّع حقّ جاره فليس منا.
ومن أهان فقيراً مسلماً من أجل فقره واستخفّ به ، استخفّ بحق الله ، ولميزل في مقت الله -عزّ وجلّ - وسخطه حتى يُرضيه ، ومن أكرم فقيراً مسلماً لقي اللهيوم القيامة وهو يضحك إليه .
من عرضت له دنيا واخرة، فاختار الدنيا وترك (20) الآخرة، لقي الله-عز وجل - وليست له حسنة يتقي بها النار، ومن أخذ(21) الآخرة وترك الدنيا، لقيالله يوم القيامة وهو عنه راض .
ومن قدر على امرأة أو جارية حراماً وتركها مخافة الله عز وجل ، حرّم الله عليهالنار، وآمنه الله عز وجل من الفزع الأكبر، وأدخله الله الجنة، وإن أصابها حراماً حرّمالله عليه الجنة وأدخله النار.
ومن اكتسب مالاً حراماً، لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقاً ولا حجاً ولااعتماراً، وكتب الله - جلّ وعز- بعدد أجر ذلك أوزاراً، وما بقي منه بعد موته كان زادهإلى النار. ومن قدر عليها فتركها مخافة الله عز وجل ، دخل في محبّة الله عز وجلورحمته ، ويؤمر به إلى الجنة.
ومن صافح امرأة حراماً، جاء يوم القيامة مغلولاً، ثم يؤمر به إلى النار.
ومن فاكه امرأة لا يملكها، حبس بكل كلمة كلّمها في الدنيا ألف عام ،والمرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها(22) حراماً أو قبّلها أو باشرها حراماً، أو فاكهها أوأصاب منها فاحشة، فعليها من الوزر ما على الرجل ، فإن غلبها على نفسها كان علىالرجل وزره ووزرها .
ومن غش مسلماً في بيع أوشراء فليس منّا، ويحشر مع اليهود يوم القيامة، لأنّهمن غشّ الناس فليس بمسلم .
ومن منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه، منعه الله فضله ووكله إلى نفسه ،ومن وكله الله -عزّ وجلّ - إلى نفسه هلك ، ولا يقبل الله له - جلّ وعزّ-عذراً.
ومن كان له امرأة تؤذيه ، لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينهوترضيه، - وإن صامت الدهر وقامت (23)، واعتقت الرقاب ، وأنفقت الأموال فيسبيل الله - وكانت أول من يرد النار.
ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : وعلى الرجل مثل ذلك من الوزر والعذاب ، إذا كان لها مؤذياً(24).
ومن لطم خدَ مسلم لطمة بدّد الله عظامه يوم القيامة، ثم سلّط عليه النار،وحشر مغلولاً حتى يدخل النار.
ومن بات وفي قلبه غشّ لأخيه المسلم ، بات في سخط الله وأصبح كذلكوهو في سخط الله ، حتى يتوب ويراجع ، وإن مات كذلك مات على غير دين الإسلام .
ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ألا ومن غشّنا(25) فليس منا - قالهاثلاث مرات -
ومن يعلق سوطاً بين يدى سلطان جائر، جعله الله عز وجلّ حية طولهاسبعون (26) ألف ذراع، وتسلط عليه في نار جهنم خالداً فيها مخلداً.
ومن اغتاب أخاه المسلم بطل صومه ونقض وضوءه، فإن مات وهو كذلكمات وهو مستحلّ لما حرَّم الله .
ومن مشى في نميمة بين اثنين سلّط الله عليه في قبره ناراً تحرقه إلى يوم القيامة، وإذاخرج من قبره سلّط الله عليه تنيناً أسود ينهش (لحم وجهه)(27) حتى يدخل النار.
ومن كظم غيظه ، وعفا عن أخيه المسلم ، وحلم عن المسلم ، أعطاه الله أجر شهيد .
ومن بغى على فقير وتطاول عليه واستفزه (28) حشره الله يوم القيامة مثل الذرّة- في صورة رجل - حتى يدخل النار.
ومن ردّ عن أخيه غيبة سمعها في مجلس ، ردّ الله عز وجل عنه ألف باب منالشرّ في الدنيا والآخرة، فإن لم يردّ عنه وأعجبه كان عليه كوزر من اغتاب .
ومن رمى محصناً أومحصنة، أحبط الله عمله وجلده يوم القيامة سبعون ألفملك من بين يديه ومن خلفه ، (وسلّط عليه تنيناً ينهش لحمه)(29)، ثم يؤمر به إلى النار .
ومن شرب الخمر، سقاه الله عز وجل من سمّ الأساود(30) ومن سمّ العقارب شربة يتساقط لحم وجهه (31)  ويتأذّى به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار، وشاربهاوعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها سواء فيإثمها وعارها، ألا ومن سقاها يهودياً أو نصرانياً أو صابئياً أو من كان من الناس،فعليه كوزر من شربها، ألا ومن باعها أو اشتراها لغيره ، لم يقبل الله -عزّ وجلّ - له (32)صلاة ولا صياماً ولا حجاً ولا اعتماراً حتى يتوب ، فإن مات قبل أن يتوب كان حقاً علىالله أن يسقيه بكلّ جرعة شرب منها(33) شربة من صديد جهنم ، ألا وإنّ الله عزّ وجلّحرّم الخمرة بعينها، والمسكر من كل شراب ، ألا وكلّ مسكر حرام .
ومن أكل الربا ملأ الله بطنه من نار جهنّم بقدر ما أكل ، وإن اكتسب منه مالاًلم يقبل الله منه شيئاً من عمله ، ولم يزل في لعنة الله والملائكة ما كان عنده منه قيراط .
ومن خان أمانة(34) ولم يردّها على أربابها، مات على غير دين الإسلام ، ولقي الله- عزّ وجل - وهو عليه غضبان، فيؤمر به إلى النار، فيهوي في (35) جهنم أبد الآبدين .
ومن شهد شهادة زور على رجل مسلم أو ذمّيّ أومن كان من الناس، علقبلسانه يوم القيامة، وهو مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
ومن قال لخادمه أو مملوكه أو من كان من الناس : لا لبيك ولا سعديك ، قالالله له يوم القيامة : لا لبّيك ولا سعديك ، اتعس في النار.
ومن أضرّ بامرأة حتى تفتدي منه ، لم يرض الله عنه بعقوبة دون النار، لأنّ اللهيغضب للمرأة كما يغضب لليتيم .
ومن سعى بأخيه عند سلطان ، ولم يبد له منه سوء ولا مكروه ، أحبط له اللهكلَ عمل عمله ، فإن وصل إليه منه سوء أومكروه أو أذى، جعله الله في طبقة هامان فيجهنم .
ومن قرأ القران يريد به رياءً وسمعة والتماس الدنيا، لقي الله تعالى يوم القيامةووجهه عظم ليس عليه لحم ، وزجّ (36) القرآن في قفاه حتى يدخله النار، يهوي فيها مع منيهوي .
ومن قرأ القرآن ولم يعمل به ، حشره الله تعالى يوم القيامة أعمى، فيقول : ياربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً؟ قال : (كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلكاليوم تنسى) (37)، ويؤمر به إلى النار.
ومن اشترى خيانة وهو يعلم أنها خيانة، فهو كمن خانها في عارها وإثمها .
ومن قاود بين امرأة ورجل، حرمت (38)عليه الجنة، ومأواه جهنم وساءتمصيراً، ولم يزل في سخط الله حتى يموت .
ومن غشّ أخاه المسلم ، [نزع](39) الله منه بركة رزقة، وأفسد عليه معيشته ،ووكله إلى نفسه .
ومن اشترى سرقة وهو يعلم أنّها سرقة، فهو كمن سرقها في عارها وإثمها.
ومن أهان (40)مسلماً فليس منا ولسنا منه في الدنيا والآخرة .
ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها ، فهو كمن أتاها ، ومن سمع حراماً (41)فأفشاه ،فكان (42) كمن عمله .
ومن وصف امرأة لرجل وذكر جمالها، فافتتن الرجل بها فأصاب منها فاحشة،لم يخرج من الدنيا حتى يغضب الله عليه ، ومن غضب الله عليه غضبت عليه السماواتالسبع والأرضون السبع ، وكان عليه من الوزر مثل الذى أصابها .
قيل : يا رسول الله ، فإن تابا وأصلحا.
قال : يتوب الله عليهما، ولم يقبل توبة الذي وصفها.
و من ملأ عينيه من امرأة حراماً، حشره (43) الله يوم القيامة ( مسمراً بمسمار) (44)من نار(45) حتى يقضي بين الناس ، ثم يؤمر به إلى النار.
ومن أطعم طعاماً رياء وسمعة، أطعمه الله مثله من صديد جهنم ، وجعل ذلكالطعام ناراً في بطنه حتى يقضي بين الناس .
ومن فجر بامرأة ولها بعل، يفجر من فرجيهما - من صديد - واد مسيرة خمسمائة عام ، يتأذى أهل النار من نتن ريحهما، وكان من أشدّ الناس عذاباً.
واشتد غضب [ الله ](46) على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أوغيرذي محرم منها، وإذا فعلت ذلك أحبط الله كلّ عمل عملته ، فإن أوطأت فراشه غيره،كان حقاً على الله أن يحرقها في النار بعد أن يعذّبها في قبرها.
وأيّما امرأة اختلعت من زوجها، لم تزل في لعنة الله وملائكته ورسله والناسأجمعين ، حتى إذا نزل بها ملك الموت ، قيل لها: أبشري بالنار. فإذا كان يوم القيامة، قيللها: أُدخلي النار مع الداخلين .
ألا وإنّ الله ورسوله بريئان من المختلعات بغير حقّ ، ألا وإنّ الله ورسولهبريئان ممن أضرّ بامرأة حتى تختلع منه.
ومن آمَّ قوماً ولم يقتصد بهم حضوره وقراءته وركوعه وسجوده وقيامهوقعوده ،(لم تقبل)(47) صلاته ولا تجاوز تراقيه (48)، وكانت منزلته عند الله تعالى كمنزلةإمام جائر معتد(49).
فقام أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - فقال : بأبي أنت وأمي ، ما منزلة إمامجائر معتد(50)؟
قال : هو رابع أربعة أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة: إبليس ، وفرعون ، وقاتلالنفس ، ورابعهم سلطان جائر.
ومن احتاج أخوه المسلم إليه في قرض فلم يقرضه، حرّم الله عليه الجنة يوميجزي المحسنين .
ومن صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه (أعطاه الله تعالى بكلّ يوماً وليلة،يصبر عليها)(51) من الثواب مثل ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه، وكان عليها منالوزر في كلّ يوم وليلة مثل رمل عالج (52)، (فإن مات)(53) قبل أن يرضى عنها، حشرتيوم القيامة منكوسة مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
ومن كانت له امرأة لم توافقه ، ولم تصبر على ما رزقه الله تعالى، وشقّت عليهوحملته ما لم يقدر عليه ، لم يقبل الله منها حسنة تتقي بها النار، وغضب الله عليها ما دامتكذلك .
ومن أكرم أخاه فإنما يكرم الله ، فما ظنكم بمن يكرم الله أن يفعل الله به .
ومن تولّى عرافة(54) قوم (55)، حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة، وحشرويده مغلولة إلى عنقه ، فإن كان قام فيهم بأمر الله عز وجل أطلقه الله ، وإن كان ظالماًهوى به في نار جهنم سبعين خريفاً.
(ومن يحكم بما لم يحكم به الله)(56)، كان كمن شهد بشهادة زور، ويقذف بهفي النار، ويعذب بعذاب شاهد الزور.
ومن كان ذا وجهين ولسانين ، كان ذا وجهين ولسانين يوم القيامة.
ومن مشى في صلح بين اثنين ، صلّى الله عليه وملائكته حتى يرجع ، وأعطيأجر ليلة القدر.
ومن مشى في قطيعة بين اثنين (57)، كتبت عليه لعنة الله حتى يدخل جهنمفيضاعف له العذاب .
ومن مشى في عون أخيه ومنفعته، فله ثواب المجاهدين في سبيل الله .
ومن مشى في عيب أخيه وكشف عورته ، كانت أول خطوة خطاها في جهنم ،وكشف عورته على رؤوس الخلائق .
ومن مشى إلى ذي قرابة ورحم بصله، أعطاه الله أجر مائة شهيد، فإن وصلهبماله ونفسه جميعاً، كان له بكل خطوة أربعون ألف ألف حسنة، ورفع له أربعون ألفألف درجة، [و](58) كأنما عبد الله عز وجلّ مائة سنة .
ومن مشى في فساد بينهما وقطيعة، غضب الله تعالى عليه ولعنه في الدنياوالآخرة، وكان عليه من الوزر مثل قاطع الرحم .
ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما، زوجه الله عز وجلّ ألف امرأةمن الحور، كل امرأة في قصر من درّ وياقوت، وكان له بكل خطوة خطاها وكلمةتكلّم بها في ذلك عمل سنة، قيام ليلها، وصيام نهارها.
ومن عمل في فرقة بين امرأة وزوجها، كان عليه غضب الله ولعنة الله فيالدنيا والآخرة، وكان حقاً على الله أن يرضخه (59) بألف صخرة من نار.
ومن مشى في فساد بينهما ولم يفرق ، كان في سخط الله ولعنته فى الدنياوالآخرة، وحرّم الله عليه (60) النظر إلى وجهه .
ومن قاد ضريراً إلى مسجده أوإلى منزله أو إلى حاجة من حوائجه ، كتب اللهله بكلّ قدم رفعها ووضعها عتق رقبة، وصلّت عليه الملائكة حتى يفارقه .
ومن كفى ضريراً حاجة من حوائجه ، فمشى فيها حتى يقضيها، أعطاه اللهبراءتين: براءة من النار، وبراءة من النفاق ، وقضى له سبعين ألف حاجة في عاجلالدنيا، ولم يزل يخوض في رحمة الله حتى يرجع .
ومن قام على مريض يوماً وليلة، بعثه الله مع إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام فجاز على الصراط كالبرق اللامع .
ومن سعى لمريض في حاجة فقضاها، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله ، وإن كان المريض من أهله ؟
فقال صلّى الله عليه وآله : فأعظم ألناس أجراً من سعى في حاجة أهله ، ومنضيّع أهله ، وقطع رحمه ، حرمه [الله](61) حسن الجزاء يوم يجزي المحسنين، وضيعه، ومنضيعه الله فهو يتردد مع الهالكين ، حتى يأتى بالمخرج ولن يأتي به .
ومن أقرض ملهوفاً فأحسن طلبته ، قيل له : استأنف العمل فقد غفر لك،وأعطاه الله بكلّ درهم ألف قنطار(62).
ومن فرّج عن أخيه كربة(63)، فرج الله عنه سبعين كربة من كرب الدنياوالآخرة .
ومن مشى في إصلاح بين امرأه وزوجها، أعطاه الله أجر ألف شهيد قتلوا فيسبيل الله، وكان له بكلّ خطوة يخطوها وكلمة يتكلمها عبادة سنة، قيام ليلها وصيامنهارها .
ومن أقرض أخاه المسلم ، كان له بكلّ درهم وزن جبل اُحد ورضوى وطورسيناء حسنات ، وأجازه (64) على الصراط كالبرق اللامع بغير حساب ولا عذاب .
ومن احتاج إليه أخوه المسلم فلم يقرضه ، حرّم الله عليه الجنة يوم يجزي المحسنين .
ومن شكا إليه أخوه المسلم فلم يقرضه، حرّم الله عليه أجر المحسنين .
ومن منع طالباً حاجته وهو يقدر على قضائها، فعليه مثل خطيئة عَشّار(65).
فقام إليه عوف بن مالك فقال : وما يبلغ خطيئة عشّار، يا رسول الله ؟
قال : على العشّار كل يوم وليلة لعنة الله والملائكة أجمعين ، ومن يلعنه فلن يجد له ولياً ولا نصيراً.
ومن اصطنع إلى أخيه معروفاً فمن به عليه، حبط عمله، وخاب سعيه.
ثم قال : ألا وإنّ الله - جلّ وعزّ- حرّم الجنة على المنّان (66)، والمختال،والقتات(67) ، ومدمن الخمر، والحريص ، والجعظري (68) والعتلّ الزنيم.
ومن تصدّق بصدقة على مسكين، كان له (ما لا يحصى من الأجر (69)، ولو تداولهاأربعون ألف إنسان ثم وصلت إلى المسكين كان لهم أجراً كاملاً، وما عند الله خيروأبقى للذين اتّقوا وأحسنوا لو كانوا يعلمون .
ومن بنى مسجداً في الدنيا، بنى الله بكلّ شبر منه -أوقال : بكلّ ذراع منه -مسيرة أربعين ألف ألف عام مدينة من ذهب وفضّة ودرّ وياقوت وزمرّد وزبرجد،وفي كلّ مدينة أربعون ألف ألف قصر، في كلّ قصر أربعون ألف الف دار، في كل دارأربعون ألف ألف بيت ، وفي كلّ بيت أربعون ألف ألف سرير، على كلّ سرير زوجةمن الحور العين . في كلّ بيت ألف ألف وصيف ، وأربعون ألف ألف وصيفة، في كلبيت أربعون ألف ألف مائدة، على كلّ مائدة أربعون ألف ألف قصعة، في كلّ قصعةأربعون ألف ألف لون من الطعام ، ويعطي الله وليه من القوة ما يأتي على تلك الأزواجوعلى ذلك الطعام والشراب .
ومن تولّى أذان مسجد من مساجد الله ، فأذّن فيه يريد وجه الله ، أعطاه اللهثواب أربعين ألف ألف (70) صديق ، وأربعين ألف ألف شهيد، وأدخل في شفاعتهأربعين ألف ألف اُمة، كلّ اُمة أربعون ألف ألف رجل ، وكان له في كلّ جنّة منالجنان أربعون ألف ألف مدينة، في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر، في كلّ قصر[أربعون] (71) ألف ألف دار، في كلّ دار أربعون ألف ألف بيت ، في كلّ بيت أربعون ألف ألف سرير، على كلّ سرير زوجة من الحور العين ، كلّ بيت منها مثل الدنياأربعون ألف ألف مرة، لكلّ (72) زوجة أربعون ألف ألف وصيف ، وأربعون ألف ألفوصيفة، [وفي] (73) كلّ بيت أربعون ألف ألف مائدة، على كلّ مائدة أربعون ألف ألفقصعة، في كلّ قصعة ألف ألف لون من الطعام ، لو نزل (74)  به الثقلان لأدخلهم في أدنىبيت من بيوتها، لهم فيها ما شاءوا من الطعام والشراب ، والطيب واللباس ، والثماروالألوان ، والتحف والطرائف ، والحليّ والحلل ، كلّ بيت منها(75) يكتفي بما فيه من هذهالأشياء عمّا في البيت الاخر.
فإذا أذن المؤذن فقال : (أشهد ألاّ إله إلاّ الله) اكتنفه أربعون ألف ألف ملك،كلّهم يصلّون عليه ويستغفرون له ، وكان في ظلّ رحمة الله عز وجل حتى يفرغ ، وكتبثوابه (76) ألف ألف ملك ، ثم صعدوا به إلى الله عز وجل .
ومن مشى إلى مسجد من مساجد الله ، فله بكلّ خطوة خطاها حتى يرجع إلىمنزله عشر حسنات ، ومُحي عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات .
ومن حافظ على الجماعة - حيث ما كان - مر على الصراط كالبرق اللامعفي أول زمرة مع السابقين، ووجهه أضوأ من القمر ليلة البدر، وكان له بكلّ يوم وليلةحافظ عليها ثواب شهيد.
ومن حافظ على الصفّ المقدّم وأدرك التكبيرة الاُولى، ولا يؤذي مؤمناً،أعطاه الله من الأجر مثل ما للمؤذن (ومثل ثوابه)(77).
ومن بنى على ظهر الطريق ما لا يؤذي (78) عابر سبيل ، بعثه الله يوم القيامة على نجيب من درّ، ووجهه يضيء لأهل الجمع نوراً، حتى يزاحم خليل الرحمن عليه السلامفي قبته . فيقول أهل الجمع : هذا ملك من الملائكة لم يُر مثله قط، ودخل في شفاعته الجنةأربعون ألف ألف رجل .
ومن يشفع لأخيه بشفاعة (طلب بها الله)(79)، نظر الله - جلّ وعزّ- إليه،وكان حقّاً على الله أن لا يعذّبه أبداً، وان شفع لأخيه من غير أن يطلبها، كان له أجرسبعين شهيد.
ومن صام شهر رمضان في إنصات(80) وسكون ، وكفَّ سمعه وبصره (ولسانهووجهه)(81) وجوارحه من الكذب والحرام والغيبة تقرباً [إلى الله تعالى](82) قَرَّبه الله منهحتى تمس ركبتاه ركبتي إبراهيم عليه السلام .
ومن احتفر بئر الماء حتى استنبط ماءها فبذلها للمسلمين ، كان له كأجر منتوضأ منها وصلّى، وكان له بعدد كلّ (سفر شرب منها من)(83) إنسان أو بهيمة أو سبعأوطائر عتق ألف رقبة، ودخل في شفاعته عدد النجوم ، وحوض القدس .
فقلنا: يا رسول الله ، ما حوض القدس؟ قال: حوضي حوضي حوضي- ثلاث مرات -
ومن حفر لمسلم قبراً محتسباً حرّمه الله عن النار، وبوّأه بيتاً من الجنة، وأوردهحوضاً فيه من الأباريق عدد نجوم السماء، عرضه ما بين أيلة(84) وصنعاء.
ومن غسل ميتاً فأدّى فيه الأمانة، كان له بكلّ شعرة منه عتق رقبة، ورفع لهبه مائة درجة.
فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، وكيف يؤذي فيه الأمانة؟
قال : يستر عورته، ويستر سيآته (85)، وإن لم يستر عورته ويستر سيآته (86)، حبطأجره وكشفت عورته في الدنيا والآخرة .
ومن صلى على ميت ، صلّى عليه جبرئيل وتسعون الف(87) ملك ، وغفر له ماتقدم من ذنبه. وإن أقام عليه حتى يدفن، وحثا عليه من التراب ، انقلب من الجنازة وله بكلّ قدم من حيث شيعها حتى يرجع إلى منزله قيراط من الأجر، والقيراط مثلأُحُد (88) يكون في ميزانه من الأجر.
ومن ذرفت عيناه من خشية الله ، كان له بكلّ قطرة من دموعه مثل جبل أحديكون في ميزانه من الأجر، وكان له بكلّ قطرة عين من الجنة، على حافتيها (وأبرزله)(89) من القصور مما لا عين رأت ، ولا اُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
ومن عاد مريضاً فله بكلّ خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألفألف حسنة، ومحي عنه سبعون ألف ألف سيئة، ويرفع له سبعون ألف ألف درجة،ووكل به سبعون ألف ألف ملك، يعودونه في قبره ، ويستغفرون له إلى يوم القيامة .
ومن شيّع جنازة، فله بكلّ خطوة حتى يرجع إلى منزله مائة ألف حسنة،ويمحى عنه مائة ألف سيئة، ويرفع له مائة ألف درجة، وإن صلّى عليها، شيّعه فيجنازته مائة ألف ملك كلهم يستغفرون له حتى يرجع ، فإن شهد دفنها وُكّل اُولئك المائةألف ملك به كلهم ، يستغفرون له حتى يبعث من قبره .
ومن خرج حاجاً أومعتمراً، فله بكلّ خطوة حتى يرجع ألف ألف حسنة،ويمحى عنه ألف ألف سيئة، ويرفع له ألف ألف درجة، وكان له عند ربّه بكلدرهم (90) ألف ألف درهم ، وبكلّ دينار ألف ألف دينار، وبكل حسنة عملها في وجههذلك ألف ألف حسنة(91) حتى يرجع ، وكان في ضمان الله، فإن توفاه الله أدخله الجنة،يرد يوم القيامة مغفوراً له ، فاغتنموا دعوته فإنها لا تردّ، وإن الله لا يردّ دعاءه ، فإنه يشفعفي مائة ألف رجل يوم القيامة .
ومن يخلف حاجّاً أومعتمراً في أهله بخير بعده ، كان له أجر كامل مثل أجره ،من غير أن ينقص من أجره شيء.
ومن خرج مرابطاً في سبيل الله أومجاهداً، فله بكلّ خطوة سبعمائة ألفحسنة، ويمحى عنه سبعمائة ألف سيئة، ويرفع له سبعمائة ألف درجة، وكان في ضمان الله حتى يتوفاه (بأيّ حتف كان كان)(92) شهيداً، وإن رجع رجع مغفوراً له ،مستجاباً له دعاؤه .
ومن مشى زائراً لأخيه ، فله بكلّ خطوة حتى يرجع إلى منزله عتق مائة ألفرقبة، ويرفع له مائة ألف درجة، ويمحى عنه مائة ألف سيئة، ويكتب له مائة ألفحسنة».
فقيل لأبي هريرة: أليس قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «من أعتق رقبةفهو فداؤه من النار؟»
قال : قلنا لرسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : «بلى، ولكن يرفع له درجاتعند الله في كنوز عرشه .
ومن قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وتفقهاً في الدين، كان له من الأجر والثوابمثل جميع ما يعطى الملائكة والأنبياء والمرسلين .
ومن تعلّم القران يريد به رياءً وسمعة، ليماري به السفهاء، ويباهي بهالعلماء، ويطلب به الدنيا، بدّد الله -عزّ وجلّ - عظامه يوم القيامة، ولم يكن في النارأشذ عذاباً منه ، وليس نوع من أنواع العذاب إلاّ سيعذّب به ، من شدّة غضب الله عليهوسخطه .
ومن تعلّم القرآن ، وتواضع في العلم ، وعلم عباد الله، وهو يريد ما عند الله ، لميكن في الجنة أعظم ثواباً منه ، ولا أعلى منزلة منه ، ولم يكن في الجنة منزل ولا درجةرفيعة ولا نفيسة، إلاّ كان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل .
ألا وإنّ العلم خير من العمل ، وملاك الدين الورع ، ألا وإن العالم من يعملبالعلم وإن كان قليل العمل، ألا ولا يحتقرن أحد شيئاً وإن صغر في أعينكم ، فإنّهلا صغيرة تصغر مع الإصرار، ولا كبيرة تكبر مع الإستغفار.
ألا وإنّ الله -عز وجل - يسائلكم عن أعمالكم حتى عن مس أحدكم ثوبأخيه بأصبعه ، فاعلموا ـ عباد الله - أنّ العبد يبعث يوم القيامة على ما مات ،وقد خلقالله عز وجل الجنة والنار، فمن اختار النار على الجنة (فأبعده الله )(93).
ألا وإنّ ربي أمرني أن اُقاتل الناس حتى يقولوا (لا إله إلاّ الله) فإذا قالوهاعصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها، وحسابهم على الله جلّ وعزّ.
ألا وإنّ الله - جلّ اسمه - لم يدع شيئاً ممّا يحبِّه إلاّ وقد بيّنه لعباده ، ولم يدعشيئاً يكرهه إلاّ وقد بيّنه لعباده ونهاهم عنه، ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيى من حيعن بينة.
ألا وإنّ الله عز وجلّ لا يظلم بظلم ، ولا يجاوزه ظلم ، وهو بالمرصاد (ليجزيالذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى)(94) من أحسن فلنفسه ومن أساءفعليها(95).
يا أيها الناس ، إنه قد كبرت سني ، ودق عظمي ، وانهدم جسمي ، ونعيتإليّ نفسي (96)، ولا أظن إلاّ أنّ هذا آخر العهد مني ومنكم ، فما دمت حياً فقد تروني،فإذا مت فالله خليفتي على كلّ مؤمن ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فابتدر إليه رهط من الأنصار قبل أن ينزل من المنبر، وكلهم قال : يا رسولالله، جعلنا الله فداك ، بأبي أنت وأمي ونفسي لك الفداء يا رسول الله ، من يقوم لهذهالشدائد؟ وكيف بالعيش بعد هذا اليوم ؟
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : وأنتم فداكم أبي واُمي ، إنّي قد نازلتربّي في أمتي ، فقال لي : إن باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في الصور.
ثم أقبل علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : إنه من تاب قبل موته بسنةتاب الله عليه ، ثم قال : وسنة كثيرة، من تاب قبل الموت بشهر تاب الله عليه ، ثم قال :وشهر كثير، من تاب قبل موته بجمعة [تاب الله عليه](97) ثم قال : وجمعة كثير، (ثمقال : من تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه ، ثم قال : ويوم كثير،)(98) من تاب قبل أنيموت بساعة تاب الله عليه ، ثم قال : وإن ساعة كثيرة، ثم قال : من تاب وقد بلغتنفسه هذه - وأومأ بيده إلى حنقه - تاب الله عزّ وجلّ عليه .
قال : ثمّ نزل، وكانت آخر خطبة خطبها رسول الله صلّى الله عليه وآله حتى لحقبالله عز وجلّ (99).
من كلام الحسين عليه السلام قال لرجل : يا هذا لا تجاهد في الرزق جهادالمغالب (100)، ولا تتّكل على القدر اتكال مستسلم ، فإن ابتغاء(101) الرزق من السنة،والإجمال في الطلب من العفّة، وليست العفة بمانعة رزقاً، ولا الحرص مجالب فضلاً،وإنّ الرزق مقسوم ، والأجل محتوم (102)، واستعمال الحرص طالب المأثم » (103) .
____________
1 - أثبتناه من المصدر.
2 ـ في الأصل : لو، وما أثبتناه من المصدر.
3 ـ أثبتناه من المصدر.
4 - في الأصل : جميعاً ، وما أثبتناه من المصدر.
5 - في المصدر زيادة : الخصال .
6 - في المصدر: به .
7 - في المصدر: التابوت .
8 ـ أثبتناه من المصدر.
9 - في المصدر: يتشبّك في تلك المسامير.
10 ـ في الأصل زيادة : به.
11 - في ألمصدر: وشهب .
12 ، 13 ـ أثبتناه من المصدر.
14 ـ في المصدر: يتبعون.
15 ـ في المصدر: للناس .
16 - ليس في المصدر.
17، 18 - في المصدر: يتجلجل .
19 - في المصدر: مائلاً شقّه .
20 ـ في المصدر: على.
21 - في الأصل: أوجد، وما أثبتناه من المصدر.
22 ـ في الأصل: فالزمها، وما أثبتناه من المصدر.
23 - في المصدر زيادة : الليل.
24 ـ في المصدر زيادة: ظالماً .
25 ـ في المصدر: غش مسلماً.
26 - في المصدر: ستون .
27 - في المصدر: لحمه .
28 - في المصدر: واستحقره .
29 ـ في المصدر: وتنهش لحمه حيات وعقارب.
30 ـ في المصدر: الأفاعي .
31 ـ في المصدر زيادة: في الإناء قبل أن يشربها، فإذا شربها تفسخ لحمه وجلده كالجيفة.
32 - في المصدر: منه .
33 ـ في المصدر زيادة: في الدنيا.
34 - في المصدر زيادة: في الدنيا .
35 - في المصدر زيادة : شفير .
36 ـ زج: دفع، اُنظر « القاموس المحيط ـ زجج ـ 1: 191».
37 - طه 20 : 126
38 - في المصدر: حرّم الله .
39 - أثبتناه من المصدر.
40 - في المصدر: خان .
41 ـ في المصدر: خيراً.
42 - في المصدر: فهو.
43 - في المصدر: حشاهما.
44 - في المصدر: بمسامير.
45 - في المصدر: وحشاهما ناراً.
46 - أثبتناه من المصدر.
47 - في المصدر: ردّت.
48 - التراقي : مفردها ترقوة وهي العظم الموصل بين أسفل العنق وأعلى، الكتف . اُنظر«لسان العرب- ترق - 10 : 32» .
49 ، 50 - في المصدر زيادة : لم يصلح لرعيته ، ولم يقم فيهم بأمر الله عزّ وجلّ.
51 - في الأصل : يوماً وليلة أعطاه الله كل نظر إليها، ومأ أثبتناه من المصدر.
52 - رمل عالج: هو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض «النهاية ـ علج ـ 3: 287».
53 ـ في المصدر: فإن ماتت قبل أن تعينه و.
54 ـ العريف: هو القيم بأمور القبيلة والجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الغير منه أحوالهم،وهو دون الرئيس. « مجمع البحرين ـ عرف ـ 5: 98».
55 - في المصدر زيادة : ولم يحسن فيهم.
56 - في المصدر: ومن لم يحكم بما أنزل الله.
57 ـ في المصدر زيادة: كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الأجر.
58 ـ أثبتناه من المصدر.
59 ـ رضخه: رماه بالحجارة فكسره « الصحاح ـ رضخ ـ 1: 422».
60 ـ ليس في المصدر.
61 ـ أثبتناه من المصدر.
62 - في المصدر زيادة : من الجنة .
63 ـ في المصدر زيادة: من كرب الدنيا نظر الله إليه برحمته ، فنال بها الجنة.
64 - في المصدر: فإن رفق به في طلبه بعد أجله جاز
65 - في الحديث : «فعليه كل يوم خطيئة عَشّار»: بالعين المهملة المفتوحة والشين المشددة، مأخوذ من
التعشير وهو أخذ العشر من أموال الناس بأمر الظالم «مجمع البحرين - عشر- 3 : 404 » .
66 ـ المنان: الذي يكدر معروفه، بأن يقول ألم أعطك؟ ألم اُحسن إليك « مجمع البحرين ـ منن ـ 6:318».
67 - القتات : النمام «مجمع البحرين - قتت - 2 : 214».
68 - الجعظري : الأكول السيء الخلق «لسان العرب - جعظر- 4 : 142».
69 - في المصدر: مثل أجره .
70 - في المصدر زيادة : نبي ، وأربعين ألف ألف .
71 - أثبتناه من المصدر.
72 ـ في المصدر: بين يدي كل.
73 - أثبتناه من المصدر.
74 - في الأصل : ترك ، وما أثبتناه من المصدر.
75 - في الأصل زيادة: ما .
76 - في المصدر زيادة: أربعون .
77 - في المصدر: وأعطاه الله عز وجل في الجنة مثل ثواب المؤذن .
78 ـ في المصدر: ما يأوي.
79 ـ في المصدر: طلبها إليه .
80 - في الأصل : إنصاف ، وما أثبتناه من المصدر.
81 - في المصدر: وفرجه .
82 - أثبتناه من المصدر.
83 - في المصدر: شعرة من شعر.
84 - أيلة: مدينة على ساحل البحر الأحمر، هي آخر الحجاز وأوّل الشام «معجم البلدان 1: 292 » .
85، 86 ـ في المصدر: شينه.
87 - في المصدر: سبعون ألف ألف.
88 ـ اُحد: جبل قرب ألمدينة المنورة، كانت فيه وقعة اُحد بين المسلمين والمشركين .
89 - ليس في المصدر، والظاهر زيادتها .
90 - في المصدر زيادة : يحملها في وجهه ذلك .
91 - في الأصل : درهم ، وما أثبتناه من المصدر.
92 ـ في الأصل : يأتي حيث كان وإن كان.
93 - في المصدر: انقلب بالخيبة، ومن اختار الجنة فقد فاز وانقلب بالفوز، لقول الله عز وجل : «فمن زحزح عن النار واُدخل الجنة فقد فاز».‎
94 ـ النجم 31:53 .
95 - في المصدر زيادة: وما ربك بضلام للعبيد.
96 - في المصدر زيادة : واقترب أجلي ، واشتدّ منّي الشوق إلى لقاء ربي.
97 - أثبتناه من المصدر.
98 - ليس في المصدر.
99 ـ عقاب الأعمال : 330 | 1 .
100 - في البحار: الغالب .
101 - في البحار: اتباع .
102 - في البحار: مخترم .
103 - أخرجه المجلسي في بحار الأنوار 103 : 27 | 41 عن أعلام الدين .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page