ومن كتاب (فرج الكرب) عن أبي بصير، قال الصادق عليه السلام : «يابامحمد تفرّق الناس شعباً ورجعتم -أنتم - إلى أهل بيت نبيّكم ، فأردتم ما أراد الله ،وأحببتم من أحبّ الله ، واخترتم من اختاره الله ، فابشروا واستبشروا ، فأنتم وا لله المرحومون ،المتقبل منكم حسناتكم ، المتجاوز عن سيئاتكم فهل سررتك ؟»
فقلت : نعم .
فقال : «يابا محمد، إنّ الذنوب تساقط عن ظهور شيعتنا، كما يسقط الريحالورق من الشجر، وذلك قوله تعالى:(الذين يحملون العرش ومن حوله يُسبّحون بحمدربهم .. . . . ويستغفرون للذين امنوا)(1) والله - يا با محمد - ما أراد الله بهذا غيركم ، فهلسررتك ؟»
قلت : نعم زدني .
فقال : «قد ذكركم الله في كتابه عزّ من قائل :(رجال صدقوا ما عاهدوا اللهعليه)(2)يريد أنكم وفيتم بما أخذ عليكم ميثاقه من ولايتنا، وأنّكم لم تستبدلوا بنا غيرنا.
وقال :(الاخلاّء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ الا المتقين)(3) والله ما عنى بهذا غيركم ، فهل سررتك ، يابا محمد؟»
فقلت : زدني قال : «لقد ذكركم الله في كتابه ، حيث يقول : (إخواناً على سررمتقابلين)(4)والله ما أراد الله بهذا غيركم ، هل سررتك ؟ [فقلت : نعم زدني](5)قال: وقد ذكركم الله تعالى بقوله :(أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيينوالصديقين والشهداء والصالحين)(6)فرسول الله في هذا الموضع النبيّون، ونحن الصديقونوالشهداء، وأنتم الصالحون، وأنتم والله شيعتنا، فهل سررتك؟ » فقلت : نعم زدني .
فقال : « لقد أستثناكم الله تعالى على الشيطان فقال: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)(7) والله ما عنى بهذا غيركم ، فهل سررتك ؟» .
فقلت : نعم زدني .
فقال : «قال الله تعالى: (قل ياعبادى الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمةالله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً)(8) والله ما عنى بهذا غيركم ، هل سررتك ، يابا محمد؟»قلت : زدني .
فقال : «يابا محمد، ما استثنى الله تعالى لأحد من الأنبياء ولا أتباعهم ، ما خلاشيعتنا، فقال عز من قائل : (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاَ . . . إلاّ من رحم الله)(9)وهمشيعتنا، يابا محمد، هل سررتك ؟»
قلت : زدني ، يابن رسول الله .
قال : «لقد ذكركم الله تعالى في كتابه حيث قال :(هل يستوي الذين يعلمونوالذين لا يعلمون إنّما يتذكّر اُولوا الألباب)(10) فنحن الذين نعلم، وأعداؤنا الذينلا يعلمون، وشيعتنا هم اُولو الألباب».
قلت : زدني ، يا ابن رسول الله .
قال : «يابا محمد، ما يحصى تضاعف ثوابكم - يابا محمد- ما من آية تقودإلى الجنة، وتذكر أهلها بخير، إلاّ وهي فينا وفيكم ، وما من آية تسوق إلى النار، إلاّوهي في عدونا ومن خالفنا، والله ما على دين محمد وملة إبراهيم عليه السلام غيرناوغيركم، وإن سائر الناس منكم براء، يا أبا محمد، هل سررتك ؟»
قلت : نعم - يا ابن رسول الله - صلّى الله عليك ، وجعلت فداك ، ثمانصرفت فرحاً(11).
____________
1 - المؤمن 40 : 7.
2 - الأحزاب 33 : 23 .
3 - الزخرف 43 : 67.
4 ـ الحجرات 15 : 47 .
5 - أثبتناه من البحار.
6 - النساء 4 : 69 .
7 - ألإسراء 17 :65.
8 - الزمر 39: 53.
9 - الدخان 44 : 41 ، 42 .
10 - الزمر 39 : 9 .
11 - رواه الكليني في الكافي 8 : 33 | 6، والصدوق في فضائل الشيعة: 21 | 18 ، والمفيد فيألإختصاص : 104 ، باختلاف في ألفاظه ، وأخرجه المجلسي في بحار الأنوار 7 2 : 123 | 11 عن أعلام الدين .
من البشائر لشيعة آل محمد صلى الله عليه وآله
- الزيارات: 3807