• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

موقف الإمام (عليه السلام) مع الطليعة

1ـ عدي بن حاتم:
جاء عدي بن حاتم أحد طليعة الإمام الحسن (عليه السلام) وقال: (يا ابن رسول الله لوددت إني مت قبل ما رأيت أخرجتنا من العدل والجور، فتركنا الحق الذي كنا عليه، ودخلنا في الباطل الذي كنا نهرب منه، وأعطينا الدنية من أنفسنا، وقبلنا الخسيس التي لم تلق بنا.
فرد الإمام (عليه السلام) قائلاً: (يا عدي: إني رأيت هوى معظم الناس في الصلح، وكرهوا الحرب، فلم أحب أن أحملهم على ما يكرهون، فرأيت دفع هذه الحروب إلى يوم ما، فإن الله كلّ يوم هو في شأن).
وقد أراد الإمام (عليه السلام) من ذلك أن يلفت انتباه عدي إلى سبب إقدامه على توقيع اتفاقية الصلح مع معاوية وهي انثيال معظم الناس نحو فكرة الصلح والهروب من الحرب ممّا وضع الإمام (عليه السلام) إزاء الأمر الواقع.
بعدها يخبر الإمام (عليه السلام) عن إرجاء الحرب ضد معاوية إلى يوم آخر، لأن الجماهير لم تكن مستعدة اليوم لأن تخوض مع الإمام (عليه السلام) الحرب ضد معاوية، ولكن الأيام دول والأمة بحاجة إلى إعداد جديد للدخول في الصراع.
وهنا كلمة نقولها وهي عندما يكون هناك بون شاسع بين منهج القيادة وهوى الجماهير، فإنّ الحال آنذاك يصبح أكثر تعقيداً من غيره، لأنه قد يضطر القائد ـ مكرهاً ـ للنزول إلى رغبة الجماهير، فإن القائد آنذاك يتمكن من امتلاك الحزم والقوة في إصدار القرار الصائب والمناسب لأن القوة الفعلية التي يستند عليها هي الجماهير.
ولقد عاش الإمام الحسن (عليه السلام) محنة شديدة، في مجتمع طاعته الهوى، ويخشى حرّ السيف، يرغب في السلم مع الذل، ويكره الحرب مع العز... وأمة هكذا حالها لا يمكن أن تستفيد من قائد يدعوها إلى غير الهوى التي هي عليه... وقائد مثل الإمام الحسن (عليه السلام) لم ير من الناس سوى الدعة واللهث وراء شهوات الدنيا وحب الذات، بعد أن أضاء لهم الطريق لكي يهتدوا إلى مواقع الظلمة... ولكن ماذا يمكن للإمام (عليه السلام) صنعه مع أناس استحبوا الضلالة على الهدى واستهووا الظلام على النور...، ولأن الجماهير ـ والحال هذه ـ كانت تحمل في داخلها ثقافة معاوية وليست ثقافة الإمام الحسن (عليه السلام) ولذلك كانت تفتش عن قائد ينمي فيها غريزة الهوى وحب الدنيا، والانصياع للنظام الحاكم سواء عن طريق نشر الثقافة الجامدة والفكر المنحدر، أو ترويج وسائل الترف الفكري، أو إشاعة الفساد بألوانه وأشكاله، وعن طريق إطلاق الدعوات الماكرة لترويض الجماهير وإبعادها عن ساحة الصراع، فإنّ هذه الأمة صعب منها أن تنبعث لتحمل مسؤولية التغيير الجذري في واقعها الذاتية وقدراتها المتاحة، وتطيع قياداتها وتسندها بكل إمكانياتها فإن مثل هذه الأمة تنتصر وتتغير، لأنها غيّرت ما في داخلها ونبذت كل ضلالات الثقافة الجاهلية والله سبحانه وتعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
وحديث الإمام الحسن (عليه السلام) لعدي بن حاتم لا يخرج عن إطار تلك الأمة المتقاعسة والمخالفة لأمر إمامها وقائدها، فمصداقية القائد هي في طاعة الجماهير له، فإذا انتفت الطاعة، انتفى القائد أيّاً كان هذا القائد.

2ـ مالك بن ضمرة:
جاء مالك فتلفظ بكلمات عنيفة، وألقى باللائمة على الإمام (عليه السلام) فرد عليه الإمام (عليه السلام) بلطف وهدوء وقال له: (إني خشيت أن يجتثّ المسلمون عن وجه الأرض فأردت أن يكون للدين ناع)(1).
حكمة عظيمة، وقيمة بالغة قالها الإمام الحسن (عليه السلام) لمالك، ترتبط بجذور الصراع ويؤكد الإمام (عليه السلام) في جوابه على أن الصراع ليس محرقة للأفراد، ولا الأفراد حطب في فرن الأحداث، لأن بذلك يخرج الهدف عن إطاره السليم والصحيح بل إنما هو في سبيل الإبقاء على الرسالة الإلهية ونشر مبادئ وقيم الإسلام الفاضلة، وهذا يتم عبر وجود فئة رسالية قادرة على أن تحمل راية الدين بصدق وإخلاص.
إذن الهدف من الصراع هو تحكيم شريعة الله في المجتمع بوجود فئة عاملة وقادرة على تحقيق هذا الأمر أما أن يكون الصراع سبيلاً لاقتحام الأفراد في أتون معركة خاسرة تؤدي إلى تصفية المجتمع من العاملين والدعاة وبالتالي تغييب الدين، وإلغاء الشريعة، فإن هذا الصراع.. يكون للمصلحة لا للمبدأ. والإمام (عليه السلام) الذي أخبر أن هناك فئة محدودة في المجتمع هي طليعة الإمام (عليه السلام) التي تقبل خوض الحرب ضد معاوية، فإن الإمام (عليه السلام) لم يكن يفرط في حياة هذه الطليعة، التي ستتولى الحفاظ على الدين وتبليغ رسالته، هذا بالإضافة إلى أن هناك تياراً جماهيرياً ما زال يحمل ولاءً عاطفياً لأهل البيت (عليهم السلام) يمكن الاستفادة منه في المستقبل بعد تنمية هذا الولاء العاطفي إلى ولاء حقيقي فعلي للعمل والتحرك.

3ـ حجر بن عدي:
جاء حجر بعد توقيع اتفاقية الهدنة إلى مجلس معاوية ليبايع وكان الإمام الحسن (عليه السلام) حاضراً في المجلس فالتفت حجر إلى الإمام (عليه السلام) وقال: (أما والله لوددت أنك مت في ذلك اليوم ومتنا معك ولم نر هذا اليوم فإنا رجعنا راغمين بما كرهنا ورجعوا مسرورين بما أحبوا).
ثم خرج الإمام الحسن (عليه السلام) ولقي حجراً فخلى به يخبره عن الهدف من وراء اتفاقية الهدنة.
فقال (عليه السلام): يا حجر قد سمعت كلامك في مجلس معاوية وليس كل إنسان يحب ما تحب، ولا رأيه كرأيك، وإني لم أفعل ما فعلت إلا إبقاءً عليكم والله تعالى كل يوم هو في شأن)(2).
إن للعلاقة الوثيقة التي كانت تربط الإمام الحسن (عليه السلام) بحجر، دورها في أسلوب التعامل، لذلك نجد أن الإمام (عليه السلام) وقد سمع كلام حجر في مجلس معاوية، لم يكن يغفل عن كشف الغموض واللبس عند حجر، فيخلوا الإمام (عليه السلام) بحجر ويقول له بكلمات بسيطة تحمل أهدافاً في غاية الأهمية والتعبير الصادق.
ونحن هنا نتوقف مع هذه الكلمات العظيمة من الإمام (عليه السلام) والتي تخص الطليعة وتبين جانب مهم من تفكير الطليعة وما هي الحدود التي يجب على أفراد هذه الطليعة مراعاتها الالتزام بها؟
نستفيد من موقف الإمام الحسن؟ مع حجر بن عدي، أن الطليعة في تحركها بحاجة إلى البصيرة والوعي بما يجري من أحداث وتغييرات في ساحة المجتمع، دونما الاكتفاء بالحالة الثورية، كونها كحالة متفاعلة في داخل أفراد الطليعة لا يمكن أن نتعامل مع أحداث ووقائع المجتمع وإذا لم تكن هناك بصيرة نافذة ووعي متقدم يستطيع استخدام الحالة الثورية في مكانها المناسب وفي زمانها المناسب.
وقد تصل بالطليعة حالة الثورية اللاواعية لممارسة العمليات الثورية المتطرفة في ساحة المجتمع فتتجاهل الطليعة ظروف المجتمع ودرجة وعيه بالأعمال الثورية. ممّا تسبب في قتل قابليات أبناء هذا المجتمع لعملية التغيير... لماذا؟ لأن الطليعة تعاملت مع المجتمع على أساس ما تحمل من منهجية في التفكير وطريقة في التحرك فتتصرف من واقعها هي، وليس من واقع المجتمع أو الأخذ بنظر الاعتبار الظروف السائدة في الساحة الاجتماعية هذا مع العلم أن عملية التغيير لن تتم بقرار من الطليعة وحدها إذا لم يسندها الجماهير ورغبتها في ذلك.
والإمام الحسن (عليه السلام) يقول لحجر: (وليس كل إنسان يحب ما تحب ولا رأيه كرأيك) ولأن الطليعة إنما سميت بذلك، لأنها تجاوزت الحواجز النفسية والثقافية وغيرها التي تقف أمام حركة المجتمع، ودور الطليعة يكون في تذويب هذه الحواجز حتى يتحول المجتمع بأكمله إلى مجتمع طليعي ولذلك فهو بحاجة إلى الدخول في عملية التغيير.
والإمام (عليه السلام) في حديثه مع حجر يقودنا إلى فهم عملية التغيير، وانها إنما تتم بمشاركة فئات المجتمع وذلك:
أولاً: إن عملية التغيير تتم في داخل المجتمع وليس خارجه بهدف تغيير المجتمع والصعود به إلى مستوى أفضل، وهذا يتطلب مساهمة فاعلة وشاملة من أبناء المجتمع ومن جهة ثانية إن التغيير في المجتمع ليس عميلة دراماتيكية أو دفعية، فالمجتمع إنما يتغير تدريجياً من خلال بناء الكوادر وتنظيم خلايا العمل وتوعية الجماهير ومد الجسور... الخ.
ثانياً: إن التغيير عملية شاقة وطويلة وليست سهلة وقصيرة، فتحتاج إلى طاقات وقدرات هائلة تتجاوز حدود الفئة، لأن عملية التغيير لا تقتصر على إطار الفئة والطليعة، بل هي تتسع لتشمل أفراد المجتمع، وأن يكون العمل التغييري نافذ إلى كل الأصعدة والجوانب في المجتمع وليس صعيداً أو جانباً واحداً. كأن تقف عند حد الإصلاحات الجزئية والمعالجات النصفية، بل أن التغيير عملية شاملة لكل مرافق المجتمع.
وهذا مما يستدعي وجود فئات المجتمع في ساحة للتغيير الشامل.
والإمام (عليه السلام) في حديثه مع حجر بن عدي، يؤكد على أن توقيع اتفاقية الهدنة للحفاظ على حياة الطليعة في ظل غياب الجماهير عن ساحة المواجهة لذلك أن حكمة الإمام (عليه السلام) اقتضت عدم المجازفة بأفراد الطليعة في الحرب ضد معاوية.
4ـ أبو سعيد عقيقا:
ينقل أبو سعيد لبعض أصحابه قصته مع الإمام الحسن (عليه السلام) حول مسألة الصلح مع معاوية ويقول: قلت للحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام): يا ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لمَ داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضال باغ؟
فقال: (يا أبا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره على خلقه وإماماً عليهم بعد أبي (عليه السلام)؟ قلت: بلى، قال: ألست الذي قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لي ولأخي: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا؟ بلى، قال: فأنا إذن إمام لو قمت، وأنا إمام إذا قعدت، يا أبا سعيد علّة مصالحتي لمعاوية علّة مصالحة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لبني ضمرة وبني أشجع، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفّار بالتأويل، يا أبا سعيد إذا كنت إماماً من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبساً ألا ترى الخضر (عليه السلام) لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى (عليه السلام) فعله، لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي، هكذا أنا سخطتم عليّ بجهلكم وجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحداً إلا قُتل)(3).
وهنا يشير الإمام (عليه السلام) إلى ملاحظتين هامتين وهما:
الأولى: إنه (عليه السلام) إمام على المسلمين من قبل الله تعالى ذكره وعلى المسلمين الطاعة لأوامره ونواهيه لأنه يحدث عن الله سبحانه وتعالى.
الثانية:لا يجوز لأحد من المسلمين ـ أي كان ـ أن يرفض أمراً صادراً عن الإمام (عليه السلام) أو يظهر سخطه ونفوره من قرار الإمام (عليه السلام) لأن في ذلك مخالفة لله سبحانه وتعالى وكما يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (الراد علينا كالراد على الله).
فإذا حدث ولم يفقه أحد من المسلمين حكمة الأمر والنهي لا يجوز له أن يحجم عن الانقياد لهذا الحكم أو ذاك كونه لم يتعرف على خلفية ذلك أو لم يحط علماً بوجه الحكمة به، وهذا لا يعني أن يمارس الفرد المسلم الطقوس العبادية من أوامر ونواهي عن غير دراية، بل أن المسألة هي أن لا يتحول الدين إلى مادة استهلاكية عن الفرد المسلم فيقبل ما يناسبه منا ويرفض ما دون ذلك.
فقد نغفل أحياناً وننسب الخطأ إلى الحكم كوننا لم نعقل مفهومه ومضمونه فبدل أن ننسب الجهل لأنفسنا، نلقي ذلك على الدين والعياذ بالله.
والإمام الحسن (عليه السلام) يقول لأبي سعيد: (هكذا أنا سخطتم عليّ بجهلكم وجه الحكمة) فالذين عارضوا الإمام (عليه السلام) كانوا يجهلون وجه الحكمة من إقدام الإمام (عليه السلام) على الصلح ثم إن الإمام (عليه السلام) كشف عن ذلك حينما أجاب الأخير: (ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل).
فكانت معاهدة الصلح حاجزاً أمام معاوية كي لا يقدم على تنفيذ جرائمه في حق أبناء الرسالة، فيتعرضوا للتصفية الجسدية ممّا تؤثر على مسيرة الحركة الرسالية في الأمة والذي بالتالي يهدد كيان الدين الإسلامي برمته للانهيار، إضافة إلى ذلك فالإمام (عليه السلام) قد أوضح في أن معاهدة الصلح التي أقدم عليها ليست هي المعاهدة الأولى التي تمت، بل مارسها الرسول (صلّى الله عليه وآله) مع بني ضمرة وبني شجاع وأهل مكة والتي كانت في وقت لم تتمكن فيه الحركة الرسالية أن تواجه كافة القوى المناوئة للإسلام، فجاء صلح الحديبية ليوقف الزحف لتلك القوى نحو مواقع التحرك الرسالي في الأمة، ممّا قد يسبب في كبح جموح انطلاقة الإسلام في أوساط مجتمع مكة،ومن جهة أخرى لم تكن الحركة الرسالية تمتلك القدرة على المواجهة فهي حديثة العهد والنشأة ولم تقف على رجليها آنذاك بعد.
__________________________
1 - كلمة الإمام الحسن (عليه السلام)، ص100.
2 - بحار الأنوار، المجلسي، ج44.
3 - بحار الأنوار: ج44، ص1-2.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page