الشاعر جمال الدين الخلعي ينظم في مدح الإمام علي ( عليه السلام )
سـارت بأنوار علمـك السـير وحدّثـت عن جلالك السـور
والمادحـون المخبـرون غلوا وبالغـوا في ثنـاك واعتذروا
وعظّمتـك التوراة والصـحف الأولى وأثنـى الإنجيل والزبر
وأحكم الله في إمامتـك الآيات واسـتبشـرت بـك العصـر
والأنبيـاء المكرمـون وفـوا فيـك بما عاهدوا وما غدروا
وذكر المصطفى فأسـمع من ألقى له السـمع وهـو مدكر
وجد في نصـحهم فما قبلـوا ولا اسـتقاموا له كمـا أمروا
أسـماؤك المشرقات في أوجه القرآن في كل سـورة غـرر
سـماك رب العبـاد قسـورة من حيـث فرّوا كأنّهم حمـر
والعين والجنب والوجـه أنت والهادي والليل الضلال معتكر
يا صاحب الأمر في يوم الغدير وقـد بخبخ لما وليتـه عمـر
لو شـئت ما مـد حبتر يـده لها ولا نـال حكمهـا زفـر
لكن تأنيت في الأمـور ولـم تعجل عليهـم وأنت مقتـدر
الشاعر جمال الدين الخلعي ينظم حول يوم الغدير
حبّـذا يـوم الغديـر يـوم عيـد وسـرور
إذ أقـام المصـطفى من بعده خيـر أميـر
قائلاً هـذا وصـيّي في مغيبي وحضوري
وظهيـري ونصيري ووزيـري ونظيـري
وهـو الحاكـم بعدي بالكتـاب المسـتنيـر
والـذي أظهـره الله علـى علـم الدهـور
والذي طاعتـه فرض على أهـل العصـور
فأطيعــوه تنالــوا القصد من خير ذخير
فأجابـوه وقـد أخفوا لـه علـى الصـدور
بقبـول القـول منـه والتهانـي والحبـور
يا أميـر النحل يا من حبّه عقـد ضـميري
والذي ينقذنــي مـن حر نيـران السـعير
والذي مدحته ما عشت أنسـي وســميري
والذي يجعل في الحشر إلى الخلد مصـيري
لك أخلصـت الولا يا صاحب العلم الغزير
الشاعر جمال الدين الخلعي ينظم حول يوم الغدير
يورد ما جاء في الغديـر ومـا حدث فيـه عن خاتـم النـذر
ممّا روتـه الثقات في صـحّة النقل وما أسـندوا إلى عمـر
قد رقى المصـطفى بخـم على الأقتاب لا بالونى ولا الحصر
إذ عاد من حجّـة الوداع إلـى منزلـه وهـي آخـر السـفر
وقـال يا قـوم إنّ ربّـي قـد عاودنـي وحيـه على خطـر
إن لم أبلّغ مـا قـد أمرت بـه وكنت من خلقكـم علـى حذر
وقال إن لم تفعل محوتـك من حكـم النبيين فاخش واعتبـر
إن خفت من كيدهم عصـمتك فاستبشـر فإنّي لخير منتصـر
أقـم عليـاً عليهــم علمـاً فقــد تخيّرتـه مـن البشـر
ثـمّ تـلا آيـة البـلاغ لهـم والسـمع يعنو لها مع البصـر
وقال قـد آن أن أجيـب إلـى داعي المنايا وقد مضى عمري
ألسـت أولى منكـم بأنفسـكم قلنـا بلـى فاقض حاكماً ومر
فقال والنـاس محدقـون بـه ما بين مصـغ وبيـن منتظـر
من كنت مولـى له فحيـدرة مولاه يقفـو بـه علـى أثري
يا رب فانصر من كان ناصره واخذل عـداه كخـذل مقتـدر
فقمت لما عرفـت موضـعه من ربّـه وهو خيـرة الخيـر
فقلت يا خيـرة الأنـام بـخ جاءتـك منقـادة علـى قـدر
أصبحت مولى لنا وكنت أخاً فافخر فقد حزت خير مفتخـر
جمال الدين الخلعي
- الزيارات: 1921