الشاعر أبو الفتح كشاجم ينظم في مدح الإمام علي ( عليه السلام )
له شـغل عن سـؤال الطـلل أقـام الخليـط بـه أم رحـل
فمـا ضـمنته لحـاظ الظبـا تطالعه مـن سـجوف الكـلل
ولا تسـتفز حجـاه الخـدود بمصـفرة واحمـرار الخجـل
كفـاه كفــاه فـلا تعـذلاه كـر الجديديـن كـر العـذل
طوى الغي مشـتعلاً في ذراه فتطفى الصـبابة لمـا اشـتغل
له في البكاء على الطاهريـن مندوحـة عـن بكـاء الغـزل
فكـم فيهـم من هلال هـوى قبيـل التمـام وبــدر أفــل
هـم حجـج الله فـي خلقـه ويـوم المعـاد على مـن خذل
ومـن أنزل الله تفضـيلهـم فـرد علـى الله مـا قـد نزل
فجدّهــم خاتــم الأنبيـاء ويعـرف ذاك جميـع المــلل
ووالدهـم سـيّد الأوصـياء ومعطـي الفقيـر ومردي البطل
ومن علم السمر طعـن الحلي لدى الروع والبيض ضرب القلل
ولو زالت الأرض يوم الهياج من تحت أخمصـه لـم يـزل
ومن صـد عن وجـه دنياهم وقـد لبسـت حليهـا والحـلل
وكـان إذا ما أضـيفوا إليـه فأرفعهـم رتبـة فـي المثـل
سماء أضيف إليها الحضيض وبحـر قرنـت إليـه الوشـل
بجـود تعلّـم منه السـحاب وحلـم تولّــد منـه الجبـل
وكـم شـبهة بهـداه جــلا وكـم خطّـة بحجـاه فصـل
وكم أطـفأ الله نار الضـلال به وهـي ترمي الهدى بالشعل
ومـن رد خالقنـا شـمسـه عليـه وقـد جنحـت للطفـل
ولو لـم تعد كان فـي رأيـه وفي وجهـه من سـناها بـدل
ومن ضرب الناس بالمرهفات على الدين ضرب عراب الإبل
وقد علموا أنّ يـوم الغديـر بغدرهـم جـر يـوم الجمـل
فيا معشـر الظالمين الذيـن أذاقوا النبـي مضيـض الثكل
يخالفكـم فيـه نص الكتاب وما نص في ذاك خير الرسل
نبذتــم وصيتـه بالعـراء وقلتـم عليـه الذي لم يقـل
أبو الفتح كشاجم
- الزيارات: 2756