طباعة

الطائفة الثانية: نقصان الكلمات وحذفها وتبديلها في القرآن

فمن النقيصة ما في صحيح البخاري بسنده عن ابن عباس أنـّه قرأ: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ ـ ولا محدّث ـ إلاّ إذا تمنّى...)(1).
وفي سنن النسائي والمصاحف لابن أبي داود، عن أبي ادريس الخولاني قال:
"كان اُبيّ يقرأ: (اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ـ ولو حميتم كما حموا أنفسهم لفسد المسجد الحرام ـ فانزل الله سكينته  على رسوله)"(2).
وفي الفضائل لابن سلاّم بسنده عن ابن عباس انه قرأ: (فما استمتعتم به منهن ـ إلى أجل ـ فآتوهن اجورهن...)(3).
وأيضاً بسنده عن [الإمام] علي [عليه السلام] انه قرأ: (والعصر ـ ونوائب الدهر لقد خلقنا الإنسان في خسر وانه فيه إلى آخر الدهر...)(4).
وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي يونس مولى عائشة أنـّه قال:
"أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً قالت: وإذا بلغت هذه الآية فآذنّي (حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى و...) فلمّا بلغتها أذنتها فأملت علىّ: "حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وصلاة العصر و..." قالت عائشة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بزيادة صلاة العصر"(5).
ومن التبديل في الألفاظ ما في مسند أحمد وصحيح الترمذي والمستدرك بسندهم عن ابن مسعود قال:
"أقرأني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، اِنّي أنا الرزّاق ذو القوة المتين"(6). والآية (58) من سورة الذاريات هي: (ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين).
ومن الزيادة في الكلمة ما في الإتقان بسنده عن ابن مسعود انه قرأ: "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى والذكر والانثى"(7). والآيات هكذا: (والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلّى * وما خلق الذكر والانثى) سورة الليل (92) الآيات 1 ـ 3.
وفي قراءة ابن عباس: (ليس عليكم جُناح ـ في مواسم الحج(8) ـ أن تبتغوا فضلا من ربّكم...) (سورة البقرة (2): الآية 198).
فمثل هذه الرّوايات كثيرة جداً، فراجع تاريخ المدينة المنورة لابن شبّة(9)وفضائل القرآن لابي عبيد القاسم بن سلاّم باب "الزوائد من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن"(10).
_______________
1 ـ صحيح البخاري مع فتح الباري: ج 7، ص 51 وقال ابن حجر "اسناده صحيح" والدرّ المنثور: ج 6، ص 65 والآية 52 من سورة الحج (22).
2 ـ عن كنز العمال: ج 2، ص 568 و594، الرقم 4745 و4815. وانظر أيضاً: تاريخ المدينة المنورة: ص 709 وتاريخ مدينة دمشق: ج 68، ص 101. وفي تفسير النسائي بسند آخر: ج 2، ص 308 والسنن الكبرى للنسائي: ج 6، ص 461.
3 ـ الفضائل: ص 169 والآية 22 من سورة النساء (4).
4 ـ نفس المصدر: ص 189 والمصاحف لابن أبي داود: ص 55.
5 ـ صحيح مسلم: باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، ج 1، ص 437 ـ 438.
6 ـ مسند أحمد: ج 1، ص 394، صحيح الترمذي: ج 5، ص 191 (قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح) وأيضاً المستدرك: ج 2، ص 234.
7 ـ الاتقان: ج 1، ص 80، تأويل مشكل القرآن: ص 48، ومثله مارووه عن أبي الدرّداء. انظر: صحيح البخاري: ج 2، ص 210 وصحيح الترمذي: ج 5، ص 191 وصحيح مسلم: ج 1، ص 565.
8 ـ صحيح البخاري: ج 3، ص 82.
9 - تاريخ المدينة المنورة: ص 707.
10 ـ فضائل القرآن: ص 189 وما بعدها.