طباعة

دراسة ونقد آراء محمد مال الله

كتاب الشيعة وتحريف القرآن في سطور
دعاوى محمد مال الله في ميزان النقد

كتاب "الشيعة وتحريف القرآن" في سطور
كتاب الشيعة وتحريف القرآن مؤلفه محمد مال الله والتقديم للدكتور محمد أحمد النجفي، طبع إلى 1409 هـ. ثلاث مرات.
قال الدكتور محمد أحمد النجفي في تقديمه على كتاب مال الله ص 165:
"والمؤلف يكشف لنا في هذا الكتاب حقيقة مذهب الشيعة الإمامية ومعتقدهم في كتاب الله عزّ وجلّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بقولهم أنّه محرّف ومنقوص".
وقال مؤلف الكتاب في مقدمته بعد أن أورد آيات من كلام الله ومنها: (يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولا سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) (الأحزاب / 70 ـ 71) قال:
"فهذه رسالة صغيرة في حجمها وإن شاء الله تعالى عظيمة في نفعها تبين عقيدة الشيعة في القرآن الكريم وهي التحريف والنقصان فيه... ومنذ أن منّ الله سبحانه وتعالى علىّ بنعمة البحث لم أتناول قضية من قضايا الفكر الشيعي إلاّ ورجعت إلى المصادر الشيعية وليس كل المصادر بل المصادر الموثوقة والمعتمدة عند الشيعة"
وأنا أرحب بأي نقد أو ردّ على هذه الرسالة المتواضعة وكل ما أرجوه أن يعتمد الناقد في نقده الاسلوب العلمي الخالي من التجريح والقذف فالحقائق لا تعرف بالعصبية وبالحمق ولا بالسب والقذف إنّما بالاسلوب الهادئ العلمي الموضوعي"(1).
وهكذا ألزم محمد مال الله نفسه بالقول السديد اعتماداً على الآية القرآنية وبمراجعة المصادر الموثوقة والمعتمدة لدى الشيعة (وقريباً ما يتبيّن زيف ادّعائه هذا وعدم التزامه به) ويدعو الناقد إلى التمسك بالأسلوب العلمي في نقده والإبتعاد عن التجريح والقذف والسب في حين أنه نفسه لم يلتزم بذلك كأنّه لم يمرّ على سمعه كلام الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (سورة الصف / 2 ـ 3).
وكيف يطالب مال الله بالبحث العلمي النزيه وقد استفتح كتابه والذي هو بقلم الدكتور محمد أحمد النجفي بالبذاء والسب والقذف والطعن، هذا وقد ذكر مال الله نفسه في المقدمة ومن دون استدلال وتمهيد:
"... إنّ الذي غرس بذرة الفكر الشيعي عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء اليهودي".
مع إنّ هناك شكوك في أصل وجود مثل هذا الشخص فلاحظ: "الفتنة الكبرى" للدكتور طه حسين: ج 2، بحث "علىّ وبنوه" و"عبد الله بن سبأ" للسيد مرتضى العسكري فقد أثبت فيه بأدلّة قويّة مقنعة أن هذا الاسم لا حقيقة له. وأيضاً قال مال الله في المقدمة:
"الرافضة أعظم ذوي الأهواء جهلا وظلماً... ويوالون الكفّار والمنافقين وأصناف الملحدين"(2).
واعتمد على قول ابن تيمية في كتابه منهاج السنة حيث نقل قوله:
"كانوا [أي الرافضة] أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعاونة للكافرين وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير"(3).
وابن تيمية إمام أهل السب والطعن حتى قال ابن حجر في حقّه:
"طالعت الكتاب المذكور [أي كتاب منهاج السنة]... وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي [أي العلاّمة الحلّي] أدّته أحياناً إلى تنقيص علىّ رضي الله عنه..."(4).
وعلى أىّ حال فكتاب مال الله ليس هو بالمكان الذي تظاهر به ولا جدير بالإجابة لكن وحتى لا يخفى على المراجع لأمثال هذا الكتاب الأباطيل التي ذكرها نستعرض هنا بصورة موجزة بعض محتويات الكتاب.
____________
1 ـ المقدمة: ص 7 ـ 8.
2 ـ الشيعة وتحريف القرآن: ص 6.
وأعجب منه مما يضحك الثكلى في القضايا السياسية المعاصرة إنّه يعدّ إيران صديقة لإسرائيل استناداً لقول عميل امريكي وهو (ابو الحسن بني صدر) ويتغافل عن الحقيقة الواضحة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أنّ إيران هي أكبر عدوة لإسرائيل حتى قال رئيس الوزراء الصهيوني عشية انتصار الثورة الإسلامية في إيران: لقد بدأ عصر الظلمات، ومتناسياً كلّ مواقف الإمام الخميني الصريحة والفريدة والشجاعة ضد الصهاينة الغزاة.
3 ـ نفس المصدر: ص 7.
4 ـ لسان الميزان: ج 7، ص 530، رقم الترجمة: 9465.