طباعة

المســألة: 22 الطلب من النبي(ص)ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى

قال محمد بن عبد الوهاب: (الشفاعة شفاعتان: منفية ومثبتة ، فالمنفية: ما كانت تطلب من غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله لقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لابيع فيه ولا خلة ولاشفاعة والكافرون هم الظالمون) والمثبتة: هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن كما قال: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) (كشف الإرتياب ص 208، عن رسالة أربع قواعد ص25طبعة المنار بمصر)
وقال السيد محسن الأمين في (كشف الإرتياب عن أتباع محمد بن عبد الوهاب) ص229: وقال ابن تيمية أيضاً في رسالة زيارة القبور(ص153 ـ 155 طبع المنار بمصر ) ما حاصله:
مطلوب العبد إن كان مما لا يقدر عليه إلا الله فسائله من المخلوق مشرك، من جنس عُبَّاد الملائكة والتماثيل ومن اتخذ المسيح وأمه إلاهين ، مثل أن يقول لمخلوق حي أو ميت: إغفر ذنبي أو أنصرني على عدوي أو إشف مريضي أو عافني أو عاف أهلي أو دابتي ، أو يطلب منه وفاء دينه من غير جهة معينة ، أو غير ذلك
وإن كان مما يقدر عليه العبد فيجوز طلبه منه في حال دون حال ، فإن مسألة المخلوق قد تكون جائزة ، وقد تكون منهياً عنها ، قال الله تعالى: (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) ، وأوصى النبي (ص) ابن عباس: إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، وأوصى طائفة من أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئاً ، فكان سوط أحدهم يسقط من كفه فلا يقول لأحد ناولني إياه وقال: فهذه المنهي عنها والجائزة طلب دعاء المؤمن لأخيه الخ) انتهى (ونحوه في فتح القدير:2/450)
الأسئلة
1 ـ إذا كان ميزانكم لجواز التوسل بالميت أنه لايجوز أن نطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، فلماذا جعلتم طلبنا الشفاعة من النبي(ص)شركاً أكبر وكفراً ، مع أنها مقدورة له(ص)بنص القرآن والسنة ؟!
2 ـ لقد طلب نبي الله سليمان من وزرائه أن يأتوه بعرش بلقيس من اليمن: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْل َأَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)(سورة النمل: 38) وهو أمر لايقدر عليه إلا الله تعالى ، فهل تحكمون بشرك نبي الله سليمان وكفره ؟!
3 ـ ما هو السر في جعلكم طلب ما لايقدر عليه إلا الله ، شركاً ؟ فإن قلتم إن الطالب يدَّعي للحي أو للميت شراكةً في قدرة الله تعالى ، فهذا غير صحيح ( بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لايَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (سورة الأنبياء:26ـ27)
وإن قلتم إن التوسيط لله تعالىحرام وشرك ، فلا فرق في التوسيط بين ما يقدر عليه المخلوق وما لايقدر ، ولافرق في توسيط الحي أو الميت
وعليه يجب أن تردوا كل أنواع التوسل والشفاعة ، ولايبقى فيها حلال وحرام ، كما زعمتم !
4ـ إن قلتم إن التوسل والإستشفاع والإستغاثة منها ما أذن به الله تعالى فهذا ليس شركاً ، ومنها ما لم يأذن به فهذا شرك
فجوابه: نعم ، وهذا هو جوهر خلافكم مع المسلمين ، فهم يقولون إن الله تعالى أكرم النبي وآله(ص)وأذن بالتوسل والإستغاثة بهم بل وأمر به ، بمثل قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (سورة المائدة: 35) فصار ذلك عبادةً لله وامتثالاً لأمره سبحانه ، ومحالٌ أن يأمرنا بما هو شركٌ وكفرٌ ، كما تزعمون !
5 - ما معنى قول إمامكم: (مثل أن يقول لمخلوق حي أو ميت: إغفر ذنبي أو أنصرني على عدوي أو يطلب منه وفاء دينه من غير جهة معينة ، أو غير ذلك ) وما هو مثال التوسل الحلال بالميت ليقضي له دينه من جهة معينة؟!