الجوار:فى خطوة تتسم بالعنصریة نفذ فرید فیلبس کاهن کنیسة ویستبورو بابتیست تشیرش بولایة کنساس تهدیده بحرق نسخة من القرآن الکریم والعلم الأمریکى وسط استهجان ورفض من المجتمع الأمریکى لفصول الکراهیة التى تبثها تلک الکنیسة.
وعمد القس فرید فیلبس إلى تنفیذ مخطط حرق القرآن والعلم الأمریکى رغم إلغاء کنیسة دوف وورلد أوتریتش لتهدیداتها بحرق القرآن، حیث قال القائمون على کنیسة ویستبورو إن القس تیرى جون راعى کنیس دوف وورلد أوتریتش کان "جبانا" لذلک هم سینفذون الخطة.
وقالت شیرلى فیلبس أحد رعایا کنیسة ویستبورو، وأحد أفراد عائلة القس فیلبس ردا على سؤال حول ما یشعرون به إزاء قیامهم بحرق القرآن رغم علمهم بوجود تهدیدات لحیاة الجنود الأمریکیین فى الخارج من جراء فعل هذا، إنه "لا یوجد شئ یهدد حیاة المرء أکثر من مخالفة أوامر الله".
وقد أکد فیلبس خلال الفیدیو الذى بثته الکنیسة على موقعها أنهم "یشکرون الله على الجنود المیتین"، وأن "الله یکره الإسلام"، وأن ما یحدث للأمة الأمریکیة یعود إلى کونها "أمة ملعونة"، وقال فیلبس إن الوقت تأخر جدا کى یصلى المرء لطلب الغفران.
ویأتى ذلک فى الوقت الذى یقوم فیه أتباع تلک الکنیسة بمظاهرات أثناء جنازات الجنود الأمریکیین العائدین من العراق أو أفغانستان، معتبرین أن وفاتهم جاءت عقابا على ما یفعله هؤلاء وتکفیرا عن الذنوب التى ترتکبها الولایات المتحدة.
وأبدى عدد من علماء الأزهر ومجمع البحوث الإسلامیة أکبر الهیئات الإسلامیة فى العالم غضبهم الشدید من قیام فرید فیلبس کاهن کنیسة ویستبورو بابتیست تشیرش، بحرق نسخة من القرآن الکریم، وتعمده تنفیذ مخطط حرق القرآن رغم إلغاء کنیسة دوف وورلد أوتریتش لتهدیداتها بحرق القرآن.
قال الدکتور أحمد عمر هاشم ، عضو مجمع البحوث الإسلامیة ، للیوم السابع، أن سبب حرق المصحف هو التطرف الدینى و العنصرى الزائد عن حده و الحقد الأسود و العداوة و البغضاء على الإسلام، قائلا لمن أقدم على ذلک العمل الإجرامى وعلى کل من تسول له نفسه أن یقوم بعمل مماثل أذکرهم بکسرى ملک الفرس لما جاءه کتاب من رسول الله صلى الله علیه وسلم یدعوه إلى الإسلام فمزق الکتاب فکانت نهایته أن مزق الله ملکه ولنا فى ذلک أکبر دلیل على ما ننتظره بالنسبة لمن مزق المصحف سیمزقه الله شر ممزق ومن أحرقه سیحرقه الله أن عاجلا أم آجلا.
وأضاف أن حرق المصحف سیفتح باب شر على البشریة جمعاء والعدوان على الثوابت والشرائع السماویة، مضیفا أن المسلمین لا یمکن أن یقدموا على مثل هذا بأن یقوموا بحرق المصحف أو الإنجیل أو الزبور ولا أى کتاب لأن دیننا وقرآننا یأمرنا أن نحترم الأدیان والشرائع السماویة والکتب الإلهیة.
من جانبه قال الدکتور عبد المعطى بیومى، عضو مجمع البحوث الإسلامیة، للیوم السابع ، إن ما قام به القس الأمریکى وبعض المتطرفین من حرق المصحف من شأنه أن یؤدى إلى توتر العلاقات بین الإدارة الأمریکیة والدول الإسلامیة إذا لم تقم الإدارة الأمریکیة باتخاذ إجراء رادع ضد ذلک القس ، مشیرا أن لجنة حوار الأدیان بالأزهر متجمدة، مرجعا سبب إحراق المصحف هى روح التعصب من بعض المتطرفین فى أوربا و أمریکا.
أما الدکتور محمد الشحات الجندى ، عضو مجمع البحوث الإسلامیة فقال إن ما حدث من بعض المتطرفین لحرق المصحف ما هو إلا تعصب ممقوت و کراهیة للإسلام فالحضارة الغربیة دائما ما اتهمت الإسلام بالإرهاب لکن العکس صحیح فهذا هو الإرهاب بعینه فحرق المصحف یعد إساءة لربع سکان الأرض المسلمین فالقرآن هو الکتاب المقدس للمسلمین ومن المؤکد أن الذى قام بتلک الفعلة الخبیثة لم یقرأ القرآن و لم یعلم أن السلام ذکر فى القرآن 41 مرة و أن الحرب ذکر فى القرآن 3 مرات فقط.
وأضاف أنه لا یجب أن یحسب على الإسلام ما قامت به القاعدة من هجمات الحادى عشر من سبتمبر فهم لا یمثلون الإسلام و لا یعاقب المسلمون من أجل ذلک، مشیرا أن حرق المصحف یعد زورا وظلما وتخلف مطالبا المسلمین بعدم التسرع فى رد الفعل أو القیام بأى عملیات تخریبیة فهم یراهنون على ذلک و یجب أن تکون ردة الفعل باللجوء إلى منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لأننا أصحاب قضیة .
فیما شجب الاتحاد العالمى لعلماء المسلمین فى بیان له، وقال الشیخ یوسف القرضاوى رئیس الاتحاد: "إن من واجبات الأمة الإسلامیة الدفاع عن مقدساتها وحرماتها، فهناک من یستخف بها، لذا ینبغى عدم السکوت على الأذى".
