ردنا على كلام الشيخ
قلت: ما كنت أظن أن التعصب يبلغ بك إلى حد الدفاع عن يزيد العنيد!
وأما قولك: إن الخليفتين نصبا معاوية واليا وهو عين ولده يزيد خليفة على المسلمين فتجب طاعته عليهم! فهو كلام مردود عند العقلاء ولا سيما في هذا العصر عصر الديمقراطية.
ثم إن هذا الكلام لا يبرر موقف معاوية وعمل يزيد، بل هو يؤيد كلامنا ويدل على صحة معتقدنا بأنه يلزم أن يكون الخليفة معصوما ومنصوبا من عند الله سبحانه، حتى لا تبتلى الأمة برجل كيزيد ونظرائه.
وأما قولك: إن الإمام الغزالي أو الدميري وأمثالهما دافعوا عن يزيد وبرأوا ساحته عن فضائح الأعمال الشنيعة والجرائم القبيحة، لا سيما قتل سبط رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام!
فأقول: أولئك أيضا أعمتهم العصبية مثلكم، وقد قيل: إن حب الشيء يعمي ويصم، وإلا فأي إنسان منصف، وأي عاقل عادل يبرئ ذمة يزيد العنيد من دم السبط الشهيد وأصحابه الأماجد؟!
وأي عالم متدين ملتزم بالحق تسوغ نفسه ويسمح له دينه وعلمه أن يدافع عن مثل يزيد العنيد؟!
وأما قولك: إن قتل الحسين ريحانة رسول الله (ص) ما كان بأمره، وأنه اعتذر من أهل البيت وتاب واستغفر عن فعل عامله، فلو كان كذلك فلماذا لم يحاكم ابن زياد ولم يعاقب قتلة الحسين عليه السلام؟!
ولماذا لم يعزل أولئك المجرمين عن مناصبهم وهم شرطته وجلاوزته وأعوان حكومته؟!
ثم من أين تقولون إنه تاب واستغفر؟! وكيف تجزمون وتحتمون بأن الله سبحانه وتعالى قبل توبته وغفر له؟!
صحيح، إن الله عز وجل غفور رحيم، ولكن للتوبة شروط:
أولها: رد حقوق الناس، فهل رد يزيد حقوق أهل البيت والعترة الطاهرة.
ثم إن فضائح يزيد وقبائحه لم تنحصر في قتل السبط الشهيد وسبي نسائه ونهب أمواله وحرق خيامه.. إلى آخره، بل إنكاره ضروريات الدين، ومخالفته القرآن الكريم، وتظاهره بالفسق والمعاصي، كل واحد منها دليل على كفره وإلحاده.
النواب: أرجوك أن تبين لنا دلائلكم على كفر يزيد حتى نعرف الحقيقة ونتبع الحق.