اعلم أنّ أهمّ الاُمور وأوجب[1] الواجبات[2] التوبة من المعاصي، وحقيقتها: الندم[3]، وهو من الاُمور القلبيّة[4]، ولا يكفي مجرَّد قوله: «أستغفراللّه»، بل لا حاجة إليه مع الندم القلبيّ وإن كان أحوط[5]. ويعتبر[6] فيها: العزم[7] على ترك العود إليها. والمرتبة الكاملة منها ما ذكره أميرالمؤنين (أ) عليهالسلام[8].
**************************
[1] وجوبها الشرعي مبنيّ على الاحتياط. تقي القمّي.
[2] عقلاً؛ تحصيلاً للأمن من الضرر الاُخروي. السيستاني.
[3] الّذي مآله الرجوع إليه تعالى. المرعشي.
* الظاهر أنّه لايكفي مطلق الندم في تحقق التوبة؛ حتّى يبلغ إلى مرتبة يتراجع معها العبد عمّا اقترف وتنزجر نفسه عن فعله، وهذا معنى العزم على ترك العود إلى المعصية. أمّا الاستغفار: فهو من مظاهر التذلّل والخضوع الذي يبدو على العبد المذنب في هذا المجال. (زين الدين).
[4] الاختيارية، فإنّه تحصل وتتحقق بعد التدبر في آثار الذنب وعواقبه في الدنيا والآخرة حالة الندامة في النفس المولّدة للعزم على ترك العود إلى الذنب. مفتي الشيعة.
[5] لايُترك. (حسين القمّي، عبداللّه الشيرازي، محمد الشيرازي).
[6] على الأحوط. تقي القمّي.
[7] اعتباره محلّ تأمّل. أحمد الخونساري، حسن القمّي.
* وكذا لايبعد اعتبار إصلاح ما أفسده ـ مع الإمكان ـ في ترتب الأثر عليها، كما هو الحال في العزم المذكور. (السيستاني).
[8] وهو ما يشتمل على ستّة معان:
أوّلها: الندم على ما مضى.
والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً.
الثالث: أن تؤّي إلى المخلوقين حقوقهم حتّى تلقى اللّه أملس وليس عليك تبعة.
الرابع: أن تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيّعتها فتؤّي حقّها.
الخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان، حتى يلصق الجلد بالعظام وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية. الفيروزآبادي.
* وقد نقله عنه سيّدنا الشريف الرضيّ في النهج(ب) وغيره في غيره.(المرعشي).
* وهو مذكور في نهج البلاغة، واستفادوا من كلامه الشريف اعتبار الاُمور العديدة في التوبة، منها: الندم، ومنها: العزم على ترك العود، ومنها: أداء حقوق الناس، ومنها: أداء حقوق اللّه، ومنها: إذابة اللحم، ومنها: إذاقة ألم الطاعة للجسم و إزالة حلاوة المعصية، وجملة من الاُمور المذكورة شرط في تحقّقها، وجملة منها شرط في كمالها كالأخيرين. (مفتي الشيعة).
وجوب التوبة وحقيقتها
- الزيارات: 1967