• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

«ردود الفعل الاسلامية»

ما ان وصلت أنباء الأعمال الشنيعة التي قام بها إبن سعود ضد المسلمين والآثار الإسلامية المقدسة والتمييز الطائفي في الحجاز حتى هب المسلمون في مختلف أنحاء العالم في تضامن قل أن يحصل مستنكرين هذه الأعمال ومطالبين بالتحقيق في المسؤول عنها وضرورة معاقبتهم، وإعادة الأوضاع على ما كانت عليه.
ومما يثلج الصدور ان ردود الفعل الغاضبة هذه لم تقتصر على فئة أو طائفة معينة بل شملت الشيعة والسنة على حد سواء ... حيث شارك سنة الهند وشيعتها في الإحتجاج، وبينما تحرك المسلمون في مصر إعلامياً وسياسياً (بل حاولوا عسكرياً أيضاً) أن يضعوا حداً لما حصل في الحجاز، وعطل مجلس الشورى الوطني الإيراني أعماله حداداً على الوضع في الحجاز وقام بإرسال لجنة لتقصي الحقائق لم يتجاوب معها إبن سعود.
ردود الفعل:
ويمكن إيجاز أنماط ردود الفعل الإسلامية على جرائم إبن سعود في البقيع وما سواها من الآثار الإسلامية العزيزة بعدة أمور: -
أولاً: سيل رسائل الإحتجاج الّتي إنهالت على إبن سعود من مختلف أنحاء العالم الإسلامي وبالخصوص من الهند وإيران ومصر والعراق وفلسطين، وبينما كانت بعض الرسائل من أفراد عاديين كان البعض الآخر منها يرسل من قبل جمعيات ومنظمات إسلامية معروفة وتحظى بثقة وإحترام المسلمين في أنحاء العالم .. وسنعرض لبعضها في الصفحات التالية.
ثانياً: قامت بعض الشخصيات الإسلامية في الهند (وغيرها) بإرسال برقيات إحتجاج إلى الحكومة البريطانية في لندن وحكومة الهند البريطانية بإعتبار ان بريطانيا هي المسيطرة على الوضع في بعض نقاط العالم الإسلامي، ولها اليد الطولى في نجاحات إبن سعود في الحجاز، ولكن بريطانيا رفضت ذلك وإعتبرت نفسها غير معينة بالتدخل في الشؤون الدينية الداخلية.
وتوضح وثائق الخارجية البريطانية جانباً من رسائل المؤتمر الشيعي لعموم الهند الذي عقد في لكنو بالهند عام 1926 بعد هدم قبور البقيع.
وتقول الوثيقة رقم (e3838-38-91) بتاريخ 16 تموز (يوليو) 1930 وهي نص رسالة أرسلها السيد مصطفى رضي السكرتير العام الفخري للمؤتمر الشيعي لعموم الهند إلى السكرتير الخاص لنائب ملك بريطانيا في الأول من نيسان (أبريل)1930م:
إلى: السكرتير الخاص لسعادة نائب الملك.
سيدي العزيز..
إسمحوا لي بأن أقدم لكم عريضة إحتجاج نيابة عن الهيئة التي شكلت برئاستنا للعناية بالأماكن الإسلامية المقدسة في الحجاز.
ولقد استثنيت هذا الموضوع من الخطاب الحالي، عملاً بنصيحة السكرتير الخاص لسعادة حاكمة الباكستان العليا (......)، فإذا تفضل سعادة نائب الملك بإظهار بعض الإهتمام به من أجلنا، وحصل لنا على إذن بإعادة بناء أضرحتنا هناك، فاننا سنكون قادرين على المساهمة بمثات الآلاف من الروبيات، كما يمكن إقامة الأبنية تحت إشراف هيئة (مجلس أدارة) من المهندسين الإنجليز. كما سنقيم تمثالاً كبيراً لسعادة اللورد ايروين في مكة!![1]  إعترافنا بجميله الذي سيبقى خالداً أبد الدهر.
أرجوكم ان تعرضوا هذا الأمر على سعادته.


مع فائق الإحترام
سيد مصطفى رضي
السكرتير العام الفخري (للمؤتمر الشيعي لعموم الهند)


وتوضح الوثيقة كذلك الرسالة التي أرسلها السيد مصطفى رضي إلى أدوارد فريدريك لندلي وود، البارون إيروين، بارون كيربي في أندرديل، مقاطعة يورك-
نائب الملك والحاكم العام على الهند..
تقول تتمة الوثيقة:
نحن أعضاء أنجمن ....
تابع للمؤتمر الشيعي لعموم الهند في لكهنو...
نستميح إذن سعادتكم في تقديم هذا الإحتجاج عن المظالم الطويلة التي عانينا ونعاني منها فيما يتعلق بمسألة الحجاز.
ان سعادتكم تعلمون انه منذ أقيمت حكومة إبن سعود في الحجاز، بدعم عدد مجموعة من الناس يدعون انهم تلك الفئة المتطهرة من المسلمين والمعروفين بإسم الوهابيين، أو أهل الحديث، فقد داس هؤلاء على مشاعر المسلمين من المذاهب الأخرى عن عمد، وواصلوا فرض عقائد الوهابية على الذين لم يرضخوا لهم وذلك عن طريق المذابح الجماعية التي إرتكبوها دون رادع من ضمير، وصادروا أملاك أصحابها، وأغلقوا أماكن عبادتهم وحسينياتهم ومساجدهم ودنسوا قبور أوليائهم، كما دنسوا وخربوا عدة أماكن مقدسة أخرى يتوجه إليها الحجاج، ومنعوهم من إظهار الإحترام والتعظيم للأماكن المقدسة الخاصة بعقيدتهم، وبإنزال العقاب بمن يقوم منهم بالشعائر الدينية الخاصة بزيارة هذه الأماكن.
1- هذه الأعمال البربرية وغير الإنسانية قد أثارت بالطبع شعوراً عاماً بالغضب والإستياء والهلع في جميع انحاء العلم الاسلامي، إلاّ ان مشاعر المسلمين في الهند، خاصه الشيعة منهم في جميع أرجاء الهند، كانت الأشد هياجاً تجاه هذه المسألة ... فالأغنياء والفقراء والعلماء وغير العلماء، والفلاحين وأصحاب الأراضي والمحافظون والمعتدلون، كلهم وبدون إستثناء رفعوا أصوات الإستنكار والإحتجاج، وعبروا عن شعورهم بالرعب لنحر حرياتهم الدينية في الحجاز ولهدم القبور المقدسة هناك.
2- وانهم دعوا إلى عقد مؤتمر عموم الهند في لكهنو عام 1926، الذي حضره ممثلون عن مختلف فئات المسلمين وعلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، وعقد إجتماعات حضرتها جماهير غفيرة من جميع أنحاء الهند، وشرعوا في وضع خطة وتشكيل لجنة للعمل على رفع المظالم التي وقعت عليهم في الحجاز، ونظموا فرقاً من المتطوعين المختارين المعروفين بإسم (رضى كار – أي- لجنة البقيع)، و (خدام الحرمين)، لوقف أي خرق أو إعتداء على حرياتهم الدينية، ولتصحيح أخطاء الماضي، وإصطحبوا معهم الأعلام ومواكب الحداد الأخرى في ذكرى الأحداث الأليمة التي وقعت في الحجاز _خاصة في (جنة البقيع)، وأخيراً تبنوا برنامجاً تطوعياً من أجل جمع الأموال لإعادة القبور المقدسة إلى حالتها الطبيعية ولمنع وقوع مثل هذه المظالم والإساءات في المستقبل.
3- واننا نستأذن، مع بالغ التواضع والإحترام، بان نعلم سعادتكم بأن الدعوة الأولى للإنظمام إلى «رضى كار لجنة البقيع» قد لقيت من التجاوب الواسع من قبل الشيعة في جميع أرجاء الهند _ بما في ذلك بالوشستان البريطانية والمقاطعات الشمالية الغربية _ إلى درجة أن آلافاً من المتطوعين قد إلتحقوا بها للدفاع عن حرياتهم الدينية، ولو لا حرص وعناية الجمعية عندنا في وضع برنامج منظم ودستوري للعمل على رفع الأذى والإهانة عن الدين لزادت المشاعر الدينية عن حدود التحركات العقلانية والسليمة. ولكن ربما إننا كنا دائماً نحمل ثقة ضمنية في إستقامة وعدل الحكومة البريطانية!! وحبها للإستقامة والتسامح تجاه العقائد
الدينية!![2]،فاننا نتطلع إلى الحكومة البريطانية كحام ومنقذ لنا، ونهيب بها التدخل، وبناءاً على المقررات التي اعتمدت في الجلسات السنوية المفتوحة للمؤتمرات الشيعية لعموم الهند التي عقدت في آمروهه وبالنا وكالكتا وسكر، واننا بروح من الثقة المتبادلة نتقدم من سعادتكم بهذه الطلبات اليوم.
4- واننا لا نستطيع ان نعرض بالتفصيل لكل المظالم التي لحقت بنا من النشاطات العدائية التي تقوم بها حكومة إبن سعود في هذا الإحتجاج، ولكن يمكن للفائدة نضيفها تحت العناوين التالية:
1- تدنيس وتدمير الآثار المقدسة، مثل مكان مولد النبي، جنة المعلا (قبور بني هاشم في مكة)، وجنة البقيع (المقبرة المقدسة التي تضم قبور بنت النّبي الوحيدة (حضرة فاطمة)، وحضرة الحسن حفيد الرسول وثاني أئمة الشيعة، وحضرة زين العابدين الإمام الرابع، وحضرة الإمام محمد الباقر الإمام الخامس، وعثمان الخليفة الثالث، وآل وآصحاب النبي الحقيقيين الآخرين، وإستخدام ما كان فيها من مواد وما كان عليها من كتابات ونقوش في الأماكن القذرة وغير الطاهرة[3].
2- منع الزيارات، إلى هذه الأماكن المقدسة المدمرة ومنع قراءة الفاتحة، ومنع الزيارات وكذلك منع معانقة وتقبيل القبور والأضرحة المقدسة.
3- هدم أماكن العبادة كالمساجد مثل مسجد الحمراء ومسجد أبو الرشيد، وأضرحة ومقامات الأئمة الآخرين، وإحتلال هذه الأماكن ومواقعها من قبل السعوديين.
4- التدخل في أداء الشعائر المعتادة في موسم أداء فريضة الحج.
5- إجبار غير الوهابيين على إتباع شعائر وأحكام وممارسات المذهب الوهابي، وإجبارهم على إتباع الأئمة الوهابيين.
6- إساءة المعاملة والإضطهاد والمذابح والنفي الّذي لحق بالسادات الأشراف من آل الرسول في الطائف والمدينة والأحساء والقطيف.
7- نظراً لوقوع الحوادث المنكرة في (جنة البقيع)، فان الكثير من القلق والإضطراب والحزن العميق يسيطر على قلوب الشيعة ويدفعهم إلى المطالبة بالحفاظ على قبر النبي والأئمة الآخرين، وحمايتها من الإساءات المستقبلية.
8- وبناءاً على ذلك فاننا نرجو من سعادتكم بالتأكيد على الحكومة الإمبراطورية على ضرورة الإسراع بإنصاف مظالمنا، وذلك بتدخلها عن طريق نفوذها الدبلوماسي، وان تتفضلوا بان تنقلوا إلى الحكومة البريطانية بكاء ونياح عشرين مليوناً من شيعة الهند الذين يطالبون بإعادة بناء هذه الأماكن المقدسة لعبادة والحج،وإعادة حريتهم الدينية وحرية العبادة إلى حالتها القديمة حتى ولو إضطروا إلى دفع نفقات إصلاحها من جيوبهم، ولو كان ثمن حريتهم الدينية هي حياتهم نفسها.
وتقبلوا فائق التقدير والإحترام.
سيد مصطفى رضى
المحامي
السكرتير العام الفخري لمؤتمر عموم الهند الشيعي لكهنو
وقد ردت الحكومة البريطانية على هاتين الرسالتين بانها لا تتدخل في قضايا الأماكن الإسلامية المقدسة..
نص الرسالة من الوثيقة:
(نسخة من الرسالة رقم 5204- bm، والمؤرخة في الثامن من شهر مايو – أيار عام 1930، من السكرتير الخاص لسعادة نائب الملك، إلىٰ السكرتير العالم الفخري، لمؤتمر عموم الهند الشيعي في لكنهو:
رغب إلي سعادة نائب الملك ان أشير إلى الرسالة (المذكرة) التي أرسلتموها بتاريخ الأول من أبريل _ نيسان عام 1930، نيابة عن مؤتمر عموم الهند الشيعي في لكنهو، والمتعلقة بموضوع الحجاز.
لقد درس سعادته مذكرة الإحتجاج التي قدمتموها بكل عناية وإهتمام، ولكن _ وببالغ الأسف _ لن يكون بامكانه إتخاذ أي إجراء بالطريقة التي تقترحونها، وذلك إنسجاماً مع السياسة الثابتة التي تتبناها حكومة صاحب الجلالة (البريطانية)، وهي سياسة الحياد (وعدم التدخل) في المسائل الدينية، وعدم التدخل في قضايا الأماكن الدينية الإسلامية المقدسة).
وهذا الرد لا ينسجم مع الحقيقة إطلاقاً فقد إشترطت بريطانيا على إبن سعود من قبل الابقاء على طرق الحج مفتوحة وآمنة، كما انها كانت تقوم بالترتيب مع الشريف حسين لترتيب قيام إبن سعود بالحج عدة مرات أثناء حكم الشريف .. وهي أمور دينية بطبيعة الحال، لكن بريطانيا نراها ترفض بعد ذلك تلبية طلبات المسلمين في العالم بحجة عدم تدخلها في المسائل الدينية!!.v رغم وجود أكثر من «106 مليون مسلم آنذاك تحت السيطرة البريطانية ووجود 39 مليون مسلم تحت السيطرة الهولندية و32 مليون تحت السيطرة الفرنسية»[4].
وتضيف مجلة (the moslem world) التي كانت تصدر آنذاك وترصد النشاطات الإسلامية في العالم بالقول: «والهم الرئيس الآن لبريطانيا هو في الهند حيث الحملة القوية التي حصلت هناك ضد الحماة الجدد للأماكن المقدسة .. والشيعة بالطبع هم ضد الوهابية ولكنهم يستطيعون ان يسلوا أنفسهم بزيارة مقامات أخرى غير تلك التي في مكة أو المدينة، ولكن العداء قد إستحكم ضد إبن سعود والنجديين بين الهنود السنة .» وحتى عند ما أنكر إبن سعود أفعاله ضد الأماكن المقدسة في الحجاز فان الحملة إستمرت ولا زالت مستمرة»[5]. لذلك فان هذا الرد لم يكن ليقنع أحداً حيث ان بريطانيا نفسها قد تدخلت لدى إبن سعود في قضايا دينية عديدة عندما لا تكون لها مردودات سلبية عليها أو عندما لا يتعلق الأمر بالإسلام، فقد تدخلت مثلاً لدى إبن سعود في آب (أغسطس 1930) من أجل الإعتناء ببناء المقبرة المسيحية في جدة، وأخذت المفوضية البريطانية على عاتقها مهمة المحافظة عليها وصيانتها لمدة عام كامل كما ورد في الفقرة (36) الصفحة 10 من الوثيقة رقم [e5386- 92191] حيث جاء ما يلي:
«أثار وزير جلالة الملك (البريطاني) المفوض مسألة الإعتناء بالمقبرة المسيحية في جدة، ومعظمها خرب ... أخذت المفوضية (البريطانية) على عاتقها الآن مهمة الحفاظ عليها وصيانتها لمدة عام كامل ... يجرى البحث في الملفات عن الماضي، أما التحسينات المستقبلية على المقبرة والعناية بها فستجري دراستها في فصل الشتاء حين تعود الجاليات الأوروبية للالتقاء والتجمع مرة أخرى».
وفي الوثيقة رقم [e4173-4173-25] بتاريخ 12 آب (أغسطس) 1931، وهي عبارة عن رسالة أرسلها مساعد قاضي متقاعد هندي من سوريا يدعى (إسحار حسين) إلى القنصل البريطاني في جدة وذلك بتاريخ 6/6/1931 نذكر جانباً منها:
دمشق
رقم 61 – قاق
القولي
ساروجة
6/6/1931
إلى: قنصل صاحب الجلالة في جدة.
من: السيد إسحار حسين، قاضي متقاعد _ بيهار _ الهند.
سيدي:
لي الشرف بأن أوجه إنتباهكم إلى الإساءات التي تعاني منها الطائفة الشيعية في الحجاز، مع خالص الرجاء بأن ترفع هذه المظالم ويحق العدل قدر ما كان ذلك من حكومة مثل حكومة الحجاز:
1- ان الحكومة (الحجازية) تتقاضى مبلغ سبع روبيات إضافية من كل حاج شيعي بالمقارنة مع الحجاج السنة، ويقال ان هذه المبالغ تجمع منا لأننا نتحاج إلى حماية أكبر من الطائفة الأخرى، إذا كانت مثل هذه الحماية ضرورية نتيجة سلوكنا وتصرفاتنا، فانه من الممكن تبريرها. أما إذا كانت الحاجة إليها تنبع من تعصب وتحامل من الطائفة الأخرى، فان تلك الطائفة وليس الشيعة هي التي يجب ان تفرض عليها الغرامات. وان كانت حكومة نجد تعتبر كون الواحد منا شيعياً خطيئة وتفرض علينا الغرامات لذلك، فان من واجبها ان تعطينا حرية الدين والصلاة التي حرمنا منها.
2- لا يسمح الدين للشيعي ان يضع جبينه على شيء إصطناعي، مثل القماش أو السجاد أو ما شابه، بينما هو ساجد للصلاة. ولكن في المدينة، وخلافاً لما هو عليه الحال في جامع مكة، فان أرض المسجد مغطاة بالسجاد، ويتوقع من كل شخص أن يضع جبينه عليه. في هذه الأحوال يضع الشيعة قطعة من الخشب أو الحصير على السجاد يضعون عليها رؤوسهم (جباههم) أثناء الصلاة (السجود) إلا انه لا يسمح لنا أن نفعل ذلك في المدينة.
حين زرنا المدينة كنا نضع جباهنا على الحصير الممدود تحت السجاجيد الغالية الثمن، وفي مواقع كانت تبرز منها أجزاء من الحصير من تحت السجاجيد بسبب صغرحجم تلك السجاجيد، أو لبروز بعض أجزاء الحصير من تحت السجاد بعد مدّة. ولكن إذا ما رآنا شرطي (ظابط بوليس) نختار بقعة مثل هذه ونضع جباهنا على الحصير تقضيلاً لها على السجاد، كان يأتي ويضع قدمه على الجزء المكشوف من الحصير. ومن حسن الحظ أن حشداٌ كبيراٌ من الناس كان دائماٌ متواجداٌ في مسجد المدينة، ولم يكن بإمكان ضباط الشرطة (البوليس) أن يلاحظوا دائماٌ ما كنا نفعله، ولذك فقد كانت مثل حوادث العرقلة هذه نادراٌ ما تحث، إذ لم أشاهد أنا سوی حادثتين من هذا النوع.
3- لا يسمح لنا بزيارة كل الأماكن المقدسة والأضرحة (المقامات) المقدسة في (جنة البقيع)، كما اننا نجبر علی السلام علی أولئك الذين لا نحبهم. فنحن لا يسمح لنا، مثلاٌ بأن نقترب من المكان حيث كان يقوم «بيت الأحزان» للبيبي فاطمة الزهراء في (جنة البقيع)، كما لا يسمح لنا بالإقتراب من أضرحة وقبور عمة الرسول وزوجته الأولی في مكة.
4- أقام جلالة الملك إبن سعود حفلة لعددٍ مختار من الحجاج والمطوفين السنة، في حين تم تجاهل المطوفين الشيعة تماماٌ في هذه المناسبة. حين سمعنا بهذه الدعوة، إستفسرت أنا من مطوفی عن سبب عدم تقديمه لأسمائنا لهذه الدعوة، فقال انه لم يطلب منه أن يفعل ذلك، وأنه بإمكاني ذكر هذا الأمر لمن أشاء. أسمح لنفسي بأن أطلب من جلالة الملك (إبن سعود) ألا يمارس مثل هذا التمييز الطائفي، والذي من شأنه أني يزيد في حدة التحامل الطائفي سواء بين رعاياه أم في الخارج.
وقد ردت المقوضية البريطانية في جدة علی الرسالة برسالة رقمها [1836/1881/3] بتاريخ 14 تموز (يوليو) 1931 جاء فيها:
سيدي:
أمرني وزير صاحب الجلالة (المفوض) أن أشكركم علی رسالتكم المؤرخة في السادس من حزيران (يونيو)، والتي درست بعناية كبيرة. ان السيرآ. رايان يبذل جهوداٌ دائمة لخدمة مصالح جميع الحجاج الذي يحملون الجنسية البريطانية، وسيضع مضمون رسالتكم في إعتباره. في نفس الوقت يجد من واجبه ان يوضح لكم بأن عدداٌ كبيراٌ من القضايا الي طرحتموها في رسالتكم تتعلق بمسائل ذات طبيعة دينية لن يكون من الممكن بالنسبة له ان يتدخل فيها دون (الوقوع) في (خطر) الخروج عن السياسة الثابتة التي تتبناها حكومة صاحب الجلالة (البريطانية) والقائمة علی الحياد في المسائل الدينية وعدم التدخل في (قضايا) الأماكن الإسلامية المقدسة.
وأنا يا سيدي خادمكم المطيع س. ج. هوب چل
ومن ردود الفعل الإسلامية علی هدم مقبرة البقيع والآثار الإسلامية الاخری الرسالة الي أرسلها سكرتير (جمعية عائلة نظامات) إلی رئيس الوزراء في حكومة الهند – سيملا وردت الوثيقة البريطانية- المؤرخة 31 آب (أغسطس) 1931 مرسلة من وزارة شئون الهند إلىٰ وزارة الخارجية، وورد في الوثيقة:
[تنفيذاٌ لقرار أتخذ في إجتماع خاص للجنة التنفيذية لجمعية عائلة نظامات، في مرشد آباد، عقد في الحادي والعشرين من حزيران (يونيو) عام 1931، لي الشرف بأن أقدم لكم هذا الإحتجاج علی أن إبن سعود ملك نجد والحجاز، ما أن وضع يده علی أقدس الأماكن في مكة والمدينة في الجزيرة العربية، حتى هدمت ودنست وانتهكت قدسية قبور وأضرحة بنت نبينا وبعض آله وذوية (سلام الله عليهم أجمعين) الموجودة في (جنة البقيع)، وقد دنست وأنتهكت حرمتها بناءاً على أوامره، جارحاً بذلك المشاعر الدينية للمسلمين عامة وللشيعة بوجه خاص، ومعظمهم من أخلص وأكثر رعايا صاحب الجلالة المعظم تلك وامبراطور الهند طاعة للقوانين والنظام.
ان هذا العمل التدنيسي الذي إرتكبه إبن سعود قد بعث القشعريرة وموجة من الرعب والغضب الجامع في جميع أنحاء العالم الإسلامي .. وان المسلمين قاطبة وبكل وسيلة شرعية متاحة لهم، قد فعلوا كل ما بإستطاعتهم لوضع القضية أمام أنظار حكومة إبن سعود وتوجيه إنتباهه إليها، ولكن دون أي طائل.
وإنني، آخذاً في إعتباري القرار الّذي أتخذ في الاجتماع الخاص المذكور لجمعيتنا، لأسمح لنفسي أن أرجوكم بموجبه، وأرجوا حكومة الهند أن تستخدم نفوذها على حكومة إبن سعود ليصلح ما سببه من خسائر للعالم الإسلامي بعمله التدنيسي هذا، وان يعيد الأضرحة (القبور) المقدسة إلى حالتها الأصلية، هذا الإصلاح الّذي لن تسكن مشاعر المسلمين ولن يرتاح ضميرهم إلاّ إذا تحقق.

أرفق طياً نسخة من القرار الذي أتخذ في الإجتماع الذي عقدته اللجة التنفيذية المذكورة لجمعيتنا والمتعلق بهذا الموضوع].
وهذا مقتطف من القرار الذي إتخذته الجمعية المذكورة في مرشد آباد يوم الأحد الحادي والعشرين من حزيران (يونيو) عام 1931م:
[... (ب) ... قد تقرر بالإجتماع تقديم إحتجاج إلى حكومة الهند لتستخدم نفوذها على حكومة إبن سعود ليصلح ما سببه من خسائر للقبور (الأضرحة) المقدسة في (جنة البقيع)، والتي هدمت ودنست وانتهكت قدسيتها بناءاً على أوامر إبن سعود، ملك نجد والخجاز، جارحاً بذلك مشاعر المسلمين عامة، ومشاعر الشيعة بوجه خاص].
وقد قام مساعد سكرتير حكومة الهند في دائرة العلاقات الخارجية والسياسية إرسال رسالة رد إلى رئيس وزراء حكومة البنغال (الدائرة السياسية) في تاريخ 4 آب (أغسطس) 1931 .. وقد ورد ذلك في الوثيقة رقم [.d][(d2912-e-31)1931-5377] حيث جاء:
بالإشارة إلى رسالتكم رقم p./11729 المؤرخة في السادس عشر من تموز (يوليو) 1931 أمرت بأن أرد عليها بأن سياسة حكومة صاحب الجلالة (البريطانية) القائمة على عدم التدخل مطلقاً في المسائل الدينية تمنع حكومة الهند من تقديم أي إحتجاج إلى حكومة الحجاز حول ما زعم من تدنيس وإنتهاك قدسيته وتدمير بعض القبور المقدسة في الأماكن الإسلمية المقدسة.
وطلب مني أن أطلب إذا كان سعادة الحاكم لا يرى مانعاً من ذلك، أن يعلم بذلك وينقل الرد إلى سكرتير جمعية عائلة نظامات في مرشد آباد .. لي الشرف يا سيدي أن أكون.
خادمكم المطيع
ف. ق.ويلي
نائب سكرتير حكومة الهند
وقد إستمر سيل هذه الرسائل على الحكومة البريطانية من مختلف مناطق تواجد المسلمين في العالم إلى درجة أقلقتها وشكلت جانباً كبيراً من فحوى الوثائق البريطانية في الفترة التي تلت هدم الأماكن المقدسة في الحجاز ...
وفي تقرير أرسله السير أندرو ريان (مثلاً) من جدة إلى وزراة خارجيته في لندن جاء فيه[6]:
«ان تدنيس الأضرحة والمقامات وإنتهاك قدسيتها منذ الغزو الوهابي هي مصدر شعور عام بالغضب عند المسلمين الأجانب الذين يجلّون هذه الأماكن منذ القدم، وكذلك أبناء البلاد الذين لم يكونوا معتادين على إجلالها وتقديسها فحسب، بل أنها وفي بعض الحالات كانت مصدر كسب مادي لهم أيضاً». وفي تقرير آخر جاء[7]:

«ان (إبن سعود) يثير غضب كثير من المسلمين بفرضه الطقوس والممارسات الوهابية على الحجاج، وبإحتقاره للأضرحة والقبور».
ثالثاً: قام المسلمون في أنحاء العالم بإرسال رسائل وبرقيات إلى الشخصيات المؤثرة في العالم الإسلامي تناشدهم فيها التدخل لدى إبن سعود أو الضغط عليه أو الدخول في حرب معه من أجل إعادة إعمار العتبات المقدسة التي هدمها في الحجاز ومن الشخصيات التي وصلتهم رسائل العائلة الهاشمية في الأردن وشاه إيران السابق رضا شاه بهلوي ..
فالوثيقة رقم [E4534-3838-91] من وثائق الخارجية البريطانية تذكر الرسالة التي أرسلها السكرتير العام الفخري لمؤتمر عموم الهند الشيعي في لكهنو في الرابع والعشرين من مايو- أيار 1930 إلى السكرتير الخاص لنائب ملك بريطانيا حيث طلبوا منه إرسالها بدوره إلى شاه إيران الأسبق رضا شاه بهلوي ..
وواضح من فحوى الرسالة مدى ما كان يؤمله شيعة الهند من الشاه حيث لابد أنهم لم يكونوا على علم بجرائمه الّتي كان يرتكبها بحق أبناء الشعب المسلم في إيران من سجن وتعذيب ونفي، ومنع النساء من لبس الحجاب الشرعي .. ولكننا نورد نصها هنا كاملاً:
[من بعد إذن جلالتكم،
إسمحوا لي بأن أبعث طيه نسخة من الإحتجاجات التي قدمتها إلى سعادة اللورد إيروين، نائب مليكنا المحبوب في الهند، والّذي يكن إحتراماً خاصاً للمسلمين عامة وللشيعة بوجه خاص.
وأنا واثق أن جلالتكم تكنون من الحب لأماكننا المقدسة قدر ما نكن لها، وربما أكثر. فالإسلام مدين لجلالتكم لكن ما فعلتموه وتفعلونه للمحمديين بوجه عام، ولبلادكم خاصة وان اسم جلالتكم سيسجل في سجلات التاريخ كأعظم ملك أنقذ الإسلام من إنهياره ودماره[8].

ونكون شاكرين ممتنين لو تفضلتم جلالتكم فأضفتم مكرمة أخرى إلى مكارمكم العديدة، وذلك بأن تطلبوا من وزارة خارجيتكم التعاون مع وزارة الخارجية البريطانية لتأمين الحصول على وعد من حكومة الملك إبن سعود الحجازية بالسماح بإعادة بناء أضرحتنا الدينية المقدسة المشار إليها في المذكرة المرفقة، وبدفع حيف المظالم الأخرى..
اننا نتطلع إلى جلالتكم بعظيم الحب والإجلال، وإنني واثق من أن جلالتكم لن تخيبوا آمالنا، واننا ندعو الله مخلصين صادقين ان يحفظ جلالتكم سالمين سعداء لأيام طويلة قادمة.
مع فائق التقدير والإحترام.

السيد مصطفى رضي / المحامي
السكرتير العام الفخري لمؤتمر عموم الهند الشيعي
لكهنو

ملاحظة: إذا كنتم جلالتكم قد حصلتم بالفعل على موافقة حكومة الحجاز فاننا نرجو ببالغ الإحترام ان يسمح لنا أيضاً بالمساهمة في نفقات إعادة بناء مقاماتنا المقدسة.
توقيع/ سيد مصطفى رضي].
وهنا كذلك رسالة مماثلة أرسلت بتاريخ الحادي والثلاثين من أيار (مايو) 1930[9]:
[من بعد إذن جلالتكم،
أرسل لكم طيه نسخة من إحتجاج رفعته إلى سعادة اللورد أيروين، نائب مليكنا المحبوب!! نحن ناني من المظالم والإساءات التي إرتكبها بحقنا الملك إبن سعود، والتي عرضناها في مذكرة الإحتجاج.
ان الشيعة وبعد قرون عديدة من الإضطهاد، وهي قضية في ذمة التاريخ، قد وجدوا ملجأ لهم في الهند. ولقد أقامت الحكومة البريطانية حكومة قوية هنا أعطت الأمان والإزدهار لكل الشعب!! وفوق كل شيء أعطتنا الحرية الدينية، حيث نستطيع ممارسة شعائرنا الدينية وتعلم شؤون ديننا كما نشاء.
لم يحدث أبداً من قبل وعلى مدى التاريخ الإسلامي كله أن سمح للشيعة بمثل هذه الحرية الدينية في ظل سلطة غير شيعية. فنحن لا نخاف أن نذبح لمجرد أننا من سلالة حضرة عليّ، عليه السلام. وان سعادة اللورد أيروين يكن عظيم الحب والإحترام لنا، ونحن نكن عظيم الحب له والثقة به. لم يكن ليفعل من أجلنا أكثر مما فعل ولو كان شيعياً.!!. وهو يتحمل مشقة الكتابة إلى جلالتكم، ويحرك وزراة الخارجية البريطانية من أجلنا.
وإنني واثق من أن جلالتكم، كشيعي!!، تكون من الحب قدر ما نكن نحن وربما أكثر!! لحضرة فاطمة، وحضرة الإمام الحسن، وحضرة الإمام زين العابدين، والآخرين الّذين نريد أن نبني مقاماتهم وأضرحتهم. كما إنني واثق من أن جلالتكم قلقون مهتمون، قدر إهتمامنا، بان تزال مظالمنا في الحجاز!! وان شيعة الهند سيكونون بالغي الشكر والإمتنان لجلالتكم بان تتعاون مع حكومة سعادة اللورد أيروين والحكومة البريطانية من أجل تحقيق مطالبنا وإزالة مظالمنا في الحجاز.
وقد علمت بان جلالتكم على إتصال فعلاً بحكومة الحجاز، وان جلالتكم حين إلتقيتم بالملك إبن سعود، قد جرت مناقشة هذه القضية، وتم التوصل إلى تفاهم ما حولها. فإذا كان هذا صحيحاً، فاسمحوا لي بأن أبين لكم بان لشيعة الهند من الحق قدر ما لأي شخص آخر في إنجاز بناء ضريح ومقام حضرة فاطمة _ جدتهم _ وسيسر جلالتكم ان تسمحوا لنا أيضاً بالمشاركة في بركاتها، وذلك بان يسمح لنا بأن ننضم إلى بناء مقامها والمقامات الأخرى. وأنا على يقين من أنه سيسر جلالتكم أن تعلموا بأن شيعة الهند سعداء ومزدهرون إقتصادياً، وان الحكومة البريطانية قد أعطتهم السلام والأمن!! وسيسر جلالتكم، لو سمحتم، أن تشكروا اللورد أيروين شخصياً على عطفه علينا.
وتقبلوا قائق الإحترام، واننا ندعو لجلالتكم بطول العمر والنجاح.
مع فائق الإحترام
توقيع
السيد مصطفى رضي/ المحامي
السكرتير العام الفخري لمؤتمر عموم الهند الشيعي.
لكهنو (الهند)]
ولكن الحكومة البريطانية لم تقم بإرسال هاتين الرسالتين إلى شاه إيران لنفس الحجة التي طرحتها في التجاوب مع الرسائل السابقة للمؤتمر المذكور وهي عدم التدخل في الشؤون الدينية!! وقد بعث السكرتير الخاص لنائب الملك الإعتذار عن إرسالهما إلى شاه إيران في الثلاثين من يونيو حزيران تحت رقم D.O no 7548-G.M. وهذا نصحها:
[سيدي العزيز،
رغب إليّ سعادة اللورد أيروين _ نائب الملك _ أن أشعركم بإستلامنا رسالتيكم المؤرختين في الرابع والعشرين والحادي والثلاثين من شهر مايو_ أيار 1930، الموجهتين إلى جلالة الملك رضا شاه ملك فارس، ولكن (أمرني) أن أقول إنه، للأسباب التي أوردتها في رسالتي ذات الرقم /5204/ والمؤرخة في الثامن من مايو _أيار، فانه يؤسف عظيم الأسف ألا يكون قادراً على إرسال الرسالتين المرسلتين إليه.
المخلص
ج‌ـ كننغهام
السكرتير الخاص لنائب الملك
وقد تحرك بعض المسلمين الآخرين فقد أرسل الأمير الهندي لمحمود آباد رسائل إلى الملك[10] وإلى عدد من الحكام المسلمين يحثهم فيها على التدخل لإيقاف أعمال الوهابين . رابعاً: عقد مؤتمرات وإجتماعات جماهيرية حاشدة في أنحاء العالم الإسلامي وأرسلت وفود لتقصي الحقائق إلى الحجاز وقد تميزت بعض هذه النشاطات بأنها رسمية بينما كان الطابع السائد لأكثرها شعبية نابعة من ردود فعل عفوية على الحدث... فقد عقد الإجتماع السنوي لمؤتمر عموم شيعة الهند عام 1926 في مدينة لكهنو الهندية «وشرعوا في وضع خطة وتشكيل لجنة للعمل على رفع المظالم التي وقعت عليهم في الحجاز ونظموا فرقاً من المتطوعين المختارين المعروفين بإسم (رضى كار _ أي _ جنة البقيع)، و (خدام الحرمين)، لوقف أي خرق أو إعتداء على حرياتهم الدينية، ولتصحيح أخطاء الماضي، وإصطحبوا معهم الأعلام ومراكب الحداد الأخرى في ذكرى الأحداث الأليمة التي وقعت في الحجاز_ خاصة في (جنة البقيع)، وأخيراً تبنوا برنامجاً تطوعياً من أجل جمع الأموال لإعادة القبور المقدسة إلى حالتها الطبيعية ولمنع وقوع مثل هذه المظالم والإساءات فيالمستقبل»[11] كما ناقش المؤتمر القضية في إجتماعاته في السنوات التالية كذلك في كل من آمروهه وبانه وكالكتا[12].
وفي عام 1930 عقدت (أنجمن إمامية) إجتماعاتها في كل من السند وحيدر أباد بعدها عقد أبناء الطائفة الشيعية في تلهار إجتماعاً لهم وافقوا فيه على المقررات المذكورة .. وجاء في رسالة لهم إلى نائب ا لملك في الهند[13].
«ان هذا الإجتماع ليطلب من سيادة نائب الملك ان يتفضل بإستخدام مساعيه الحميدة لإتخاذ الإجراءات اللازمة لحث إبن سعود وملك الحجاز على إعادة بناء الأضرحة والمقامات (مقامات جنة البقيع) التي هدمها». كما عقد أبناء الشيعة في سكر (الهندية) إجتماعاً حاشداً لهم في الرابع عشر من يوليو برئاسة الآغا حسن علي (أحد المحامين الهنود) وجاء في رسالة من الإجتماع إلى نائب الملك[14]:
# «ان هذا الإجتماع ليطلب من سعادة نائب الملك ان يتفضل بإستخدام مساعيه الحميدة لدى الحكومة البريطانية بهدف إتخاذ الإجراءات الضرورية لحث إبن سعود، ملك الحجاز، على إعادة بناء الأضرحة والمقامات المقدسة (في جنة البقيع) والتي هدمها».
___________________
[1] . علامتا التعجب من وضع المؤلف.
[2] . علامات التعجب للمؤلف.
[3] . بئس ما علمه هؤلاء في مقدسات المسلمين بحجة الشرك الذي لا ينطبق على آثار إبن سعود في الرياض والتي يحافظ عليها آل سعود ويصرفون الملايين لإبقائها – المؤلف.
[4] .the moslem world – vol xvii-1927-p.299.
[5] . ibid-p.299.
[6] . الوثيقة رقم e2367/1600/25 بتاريخ 28 مايو 1931. وسجلت بتاريخ 23 يونيو 1931م.
[7] . الوثيقة رقم e2429/680/25 الصادرة في 18 مايو 1932م. والملفت للنظر هنا هو أنه ورغم مرور أكثر من ست سنوات عل هدم الأماكن المقدسة في المدينة المنورة إلاّ أن حالة الغضب الشيعي الإسلامي كانت لا تزال مستمرة ..
[8] . لابد أن السكرتير العام الفخري لمؤتمر عموم الهند الشيعي قد إكتشفت فيما بعد بأن رض شاه كان له دور في تأخير إنطلاق الإسلام في العالم _ المؤلف.
[9] . علامات التعجب داخل الرسالة من وضع المؤلف.
[10] . ملك بريطانيا.
[11] . انظر الوثيقة رقم e3838/3838/91 بتاريخ 16 يوليو 1930م.
[12] . المصدر السابق.
[13]  . الوثيقة رقم E5191/3838/91 بتاريخ 25 سبتمبر 1930.
[14] . المصدر السابق.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page