ـ أخرج الشيخان من طريق ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغرو أبي سلمة ابن عبد الرحمان عن أبي هريرة مرفوعاً قال: ينزل ربنا كل ليلة الى سماء الدنيا حين تبقى الثلث الاخير يقول: من يدعوني فأستجيب له الحديث (1).
تعالى الله عن النزول والصعود والمجئ والذهاب والحركة والانتقال وسائر العوارض والحوادث، وقد كان هذا الحديث والثلاثة التي قبله مصدراً للتجسيم في الاسلام، كما ظهر في عصر التعقيد الفكري. وكان من الحنابلة بسببها انواع من البدع والاضاليل، ولا سيما ابن تيمية الذي قام على منبر الجامع الاموي في دمشق يوم الجمعة خطيباً، فقال اثناء اضاليله: ان الله ينزل الى سماء الدنيا كنز ولي هذا ونزل درجة من درج المنبر يريهم نزول الله تعالى نزولا حقيقاً بكل ما للنزول من لوازم كالحركة والانتقال من العالي الى السافل، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وانكر عليه ما قال؛ فقامت العامة الى هذا الفقيه وضربوه بالايدي والنعال ضرباً كثيراً فسقطت عمامته واحتملوه الى قاضي الحنابلة يومئذ في دمشق واسمه عز الدين ابن مسلم فأمر بسجنه، وعزره بعد ذلك، الى آخر ما كان في هذه الواقعة (2).
____________
(1) أخرجه البخاري في باب الدعاء نصف الليل: 4/68 من صحيحه في كتاب الدعوات، واخرجه أيضاً في آخر: 1/136 من صحيحه في باب الدعاء والصلاة من آخر الليل في كتاب الكسوف، وأخرجه مسلم في: 1/283 من صحيحه في باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل وأخرجه احمد بن حنبل من حديث ابي هريرة في: 2/258 من مسنده.
(2) التي حضرها الرحالة ابن بطوطة بنفسه ورآها بعينه وسجلها في: 1/57 من رحلته عند ذكره قضاة دمشق فراجع.
كيفية حديثه - 4 ـ نزول ربه كل ليلة إلى سماء الدنيا تعالى الله
- الزيارات: 1389