• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الغلو في فضايل عثمان : 42 - مواقف الخليفة مع عمار

1 - أخرج البلاذري في الأنساب 5: 48 بالإسناد من طريق أبي مخنف قال: كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر، فأخذ منه عثمان ما حلي به بعض أهله فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه فخطب فقال: لنأخذن حاجتنا من هذا الفئ وإن رغمت أنوف أقوام: فقال له علي: إذا تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه. وقال عمار بن ياسر: أشهد الله إن أنفي أول راغم من ذلك. فقال عثمان: أعلي يا ابن المتكاء (1) تجترئ؟ خذوه، فأخذ ودخل عثمان ودعا به فضربه حتى غشي عليه ثم أخرج فحمل حتى أتي به منزل أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل الظهر والعصر والمغرب فلما أفاق توضأ وصلى وقال: الحمد لله ليس هذا أول يوم أوذينا فيه في الله، وقام هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي وكان عمار حليفا لبني مخزوم فقال: يا عثمان أما علي فاتقيته وبني أبيه، وأما نحن فاجترأت علينا وضربت أخانا حتى أشفيت به على التلف، أما والله لئن مات لأقتلن به رجلا من بني أمية عظيم السرة، فقال عثمان: وإنك لهاهنا يا ابن القسرية؟ قال: فإنهما قسريتان وكانت أمه وجدته قسريتين من بجيلة، فشتمه عثمان وأمر به فأخرج، فأتى أم سلمة فإذا هي قد غضبت لعمار، وبلغ عائشة ما صنع بعمار فغضبت وأخرجت شعرا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوبا من ثيابه ونعلا من نعاله ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد. فغضب عثمان غضبا شديدا حتى ما درى ما يقول فالتج المسجد وقال الناس: سبحان الله، سبحان الله. وكان عمرو بن العاص واجدا على عثمان لعزله إياه عن مصر وتوليته إياها عبد الله بن سعد بن أبي سرح فجعل يكثر التعجب والتسبيح.
وبلغ عثمان مصير هشام بن الوليد ومن مشى معه من بني مخزوم إلى أم سلمة وغضبها لعمار فأرسل إليها: ما هذا الجمع؟ فأرسلت إليه دع ذا عنك يا عثمان! ولا تحمل الناس في أمرك على ما يكرهون. واستقبح الناس فعله بعمار وشاع فيهم فاشتد إنكارهم له.
وفي لفظ الزهري كما في أنساب البلاذري ص 88: كان في الخزائن سفط فيه حلي وأخذ منه عثمان فحلى به بعض أهله فأظهروا عند ذلك الطعن عليه وبلغه ذلك فخطب فقال: هذا مال الله أعطيه من شئت وأمنعه من شئت فأرغم الله أنف من رغم فقال عمار:
أنا والله أول من رغم أنفه من ذلك. فقال عثمان: لقد اجترأت علي يا ابن سمية؟! و ضربه حتى غشي عليه فقال عمار: ما هذا بأول ما أوذيت في الله. وأطلعت عائشة شعرا من رسول صلى الله عليه وسلم ونعله وثيابا من ثيابه - فيما يحسب وهب - ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم. وقال عمرو بن العاص: هذا منبر نبيكم وهذه ثيابه وهذا شعره لم يبل فيكم وقد بدلتم وغيرتم. فغضب عثمان حتى لم يدر ما يقول.
2 - قال البلاذري في الأنساب 5: 49 إن المقداد بن عمرو وعمار بن ياسر وطلحة والزبير في عدة من أصحاب رسول الله صلى ا لله عليه وسلم كتبوا كتابا عددوا فيه أحداث عثمان و خوفوه ربه وأعلموه أنهم مواثبوه إن لم يقلع فأخذ عمار الكتاب وأتاه به فقرأ صدرا منه فقال له عثمان: أعلي تقدم من بينهم؟ فقال عمار: لأني أنصحهم لك. فقال: كذبت يا ابن سمية! فقال: أنا والله ابن سمية وابن ياسر. فأمر غلمانه فمدوا بيديه ورجليه ثم ضربه عثمان برجليه وهي في الخفين على مذاكيره فأصابه الفتق، وكان ضعيفا كبيرا فغشي عليه.
وذكره ابن أبي الحديد في الشرح 1: 239 نقلا عن الشريف المرتضى من دون غمز فيه.
وقال أبو عمر في الاستيعاب 2: 422: وللحلف والولاء الذين بين بني مخزوم وبين عمار وأبيه ياسر كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب حتى انفتق له فتق في بطنه ورغموا وكسروا ضلعا من أضلاعه، فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا: والله لئن مات لقتلنا به أحدا غير عثمان.

صورة مفصلة
قال ابن قتيبة: ذكروا إنه اجتمع ناس من أصحاب رسول الله عليه السلام كتبوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله وسنة صاحبيه.
2 - وما كان من هبته خمس أفريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله، ومنهم ذوو القربى واليتامى والمساكين.
3 - وما كان من تطاوله في البنيان حتى عدوا سبع دور بناها بالمدينة دارا لنائلة ودارا لعائشة وغيرهما من أهله وبناته.
4 - وبنيان مروان القصور بذي خشب وعمارة الأموال بها من الخمس الواجب لله ولرسوله.
5 - وما كان من إفشائه العمل والولايات في أهله وبني عمه من بني أمية من أحداث وغلمة لا صحبة لهم من الرسول ولا تجربة لهم بالأمور.
6 - وما كان من الوليد بن عقبة بالكوفة إذ صلى بهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربعة ركعات ثم قال لهم: إن شئتم أن أزيدكم ركعة زدتكم.
7 - وتعطيله إقامة الحد عليه وتأخيره ذلك عنه.
8 - وتركه المهاجرين والأنصار لا يستعملهم على شئ ولا يستشيرهم واستغنى برأيه عن رأيهم.
9 - وما كان من الحمى الذي حمى حول المدينة.
10 - وما كان من إدراره القطائع والأرزاق والأعطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة من النبي عليه السلام ثم لا يغزون ولا يذبون.
11 - وما كان من مجاوزته الخيزران إلى السوط، وإنه أول من ضرب بالسياط ظهور الناس، وإنما كان ضرب الخليفتين قبله بالدرة والخيزران.
ثم تعاهد القوم ليدفعن الكتاب في يد عثمان وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وكانوا عشرة، فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوه إلى عثمان والكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده فمضى حتى جاء دار عثمان فاستأذن عليه فأذن له في يوم شات فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني أمية فدفع إليه الكتاب فقرأه فقال له: أنت كتبت هذا الكتاب؟ قال: نعم. قال: ومن كان معك؟ قال: معي نفر تفرقوا فرقا منك. قال: ومن هم؟ قال: أخبرك بهم. قال: فلم اجترأت علي من بينهم؟ فقال مروان: يا أمير المؤمنين! إن هذا العبد الأسود (يعني عمارا) قد جرأ عليك الناس وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه. قال عثمان:
إضربوه. فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه فغشي عليه فجروه حتى طرحوه على باب الدار، فأمرت به أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل منزلها وغضب فيه بنو المغيرة وكان حليفهم، فلما خرج عثمان لصلاة الظهر عرض له هشام بن الوليد بن المغيرة فقال: أما والله لئن مات عمار من ضربه هذا لأقتلن به رجلا عظيما من بني أمية فقال عثمان: لست هناك. قال: ثم خرج عثمان إلى المسجد فإذا هو بعلي وهو شاك معصوب الرأس فقال عثمان: والله يا أبا الحسن! ما أدري أشتهي موتك أم أشتهي حياتك؟ فوالله لئن مت ما أحب أن أبقى بعدك لغيرك، لأني لا أجد منك خلفا ولئن بقيت لا أعدم طاغيا يتخذك سلما وعضدا ويعدك كهفا وملجأ، لا يمنعني منه إلا مكانه منك ومكانك منه، فأنا منك كالابن العاق من أبيه إن مات فجعه وإن عاش عقه، فإما سلم فنسالم وإما حرب فنحارب، فلا تجعلني بين السماء والأرض. فإنك والله إن قتلتني لا تجد مني خلفا، ولئن قتلتك لا أجد منك خلفا، ولن يلي أمر هذه الأمة بادئ فتنة. فقال علي: إن فيما تكلمت به لجوابا ولكني عن جوابك مشغول بوجعي فأنا أقول كما قال العبد الصالح: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. قال مروان:
إنا والله إذا لنكسرن رماحنا ولنقطعن سيوفنا ولا يكون في هذا الأمر خير لمن بعدنا، فقال له عثمان: اسكت، ما أنت وهذا؟. الإمامة والسياسة 1 ص 29.
وذكره مختصرا ابن عبد ربه في العقد الفريد 2: 272 نقلا عن أبي بكر بن أبي شيبة من طريق الأعمش قال: كتب أصحاب عثمان عيبه وما ينقم الناس عليه في صحيفة فقالوا: من يذهب بها إليه؟ قال عمار: أنا. فذهب بها إليه فلما قرأها قال: أرغم الله أنفك قال: وبأنف أبي بكر وعمر قال: فقام إليه فوطئه حتى غشي عليه ثم ندم عثمان وبعث إليه طلحة والزبير يقولان له: إختر إحدى ثلاث: إما أن تعفو، وإما أن تأخذ الأرش، وإما أن تقتص، فقال: والله لا قبلت واحدة منها حتى ألقى الله.
3 - قال البلاذري في الأنساب 5: 54: وقد روي أيضا: إنه لما بلغ عثمان موت أبي ذر بالربذة قال: رحمه الله. فقال عمار بن ياسر: نعم فرحمه الله من كل أنفسنا. فقال عثمان: يا عاض أير أبيه أتراني ندمت على تسييره؟ وأمر فدفع في قفاه وقال: ألحق بمكانه فلما تهيأ للخروج جاءت بنو مخزوم إلى علي فسألوه أن يكلم عثمان فيه فقال له علي:
يا عثمان! إتق الله فإنك سيرت رجلا (2) صالحا من المسلمين فهلك في تسييرك، ثم أنت الآن تريد أن تنفي نظيره، وجرى بينهما كلام حتى قال عثمان: أنت أحق بالنفي منه فقال علي: رم ذلك إن شئت. واجتمع المهاجرون فقالوا: إن كنت كلما كلمك رجل سيرته ونفيته فإن هذا شئ لا يسوغ. فكف عن عمار.
وفي لفظ اليعقوبي: لما بلغ عثمان وفاة أبي ذر قال: رحم الله أبا ذر. قال عمار: نعم رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا. فغلظ ذلك على عثمان وبلغ عثمان عن عمار كلام فأراد أن يسيره أيضا، فاجتمعت بنو مخزوم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وسألوه إعانتهم فقال علي:
لا ندع عثمان ورأيه. فجلس عمار في بيته، وبلغ عثمان ما تكلمت بنو مخزوم فأمسك عنه. تاريخ اليعقوبي 2: 150.
4 - قال البلاذري في الأنساب 5: 49: إن عثمان مر بقبر جديد فسأل عنه فقيل:
قبر عبد الله بن مسعود فغضب على عمار لكتمانه إياه موته إذ كان المتولي للصلاة عليه والقيام بشأنه فعندها وطئ عمارا حتى أصابه الفتق.
وذكره ابن أبي الحديد في شرحه 1: 239 نقلا عن الشريف المرتضى من دون غمز فيه.
وفي لفظ اليعقوبي: توفي " ابن مسعود " وصلى عليه عمار بن ياسر وكان عثمان غائبا فستر أمره فلما انصرف رأى عثمان القبر فقال: قبر من هذا؟ فقيل: قبر عبد الله ابن مسعود، قال: فكيف دفن قبل أن أعلم؟ فقالوا: ولي أمره عمار بن ياسر وذكر أنه أوصى أن لا يخبر به ولم يلبث إلا يسيرا حتى مات المقداد (3) فصلى عليه عمار وكان أوصى إليه ولم يؤذن عثمان به فاشتد غضب عثمان على عمار وقال: ويلي على ابن السوداء أما لقد كنت به عليما. تاريخ اليعقوبي 2: 147.
وفي طبقات ابن سعد 3: 185 ط ليدن: إن عقبة بن عامر هو الذي قتل عمارا وهو الذي كان ضربه حين أمره عثمان ابن عفان.
قال الأميني: هذه أفاعيل الخليفة في رجل نزل فيه القرآن شهيدا على طمأنينته بالإيمان والرضا بقنوته آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة، في رجل هو أول مسلم إتخذ مسجدا في بيته يتعبد فيه (4) في رجل تضافر الثناء عليه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشفوعا بالنهي المؤكد عن بغضه ومعاداته وسبه وتحقيره وانتقاصه بألفاظ ستقف عليها إنشاء الله تعالى. وقد أكبرته الصحابة الأولون ونقمت على من آذاه وأغضبه وأبغضه، وفعل به كل تلكم المناهي ولم يؤثر عن عمار إلا الرضا بما يرضي الله ورسوله والغضب لهما والهتاف بالحق والتجهم أمام الباطل رضي الناس أم غضبوا، ولم يزل على ذلك كله منذ بدء أمره الذي أوذي فيه هو وأبواه، فكان مرضيا عند الله إيمانهم وخضوعهم وبعين الله ما قاسوه من المحن فعاد ذكرهم وردا لنبي الاسلام فلم يزل يلهج بهم ويدعو لهم ويقول:
اصبروا آل ياسر! موعدكم الجنة. من طريق عثمان بن عفان (5).
ويقول: أبشروا آل ياسر! موعدكم الجنة. من طريق جابر (6).
ويقول: أللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت. رواه عثمان أيضا (7).
وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار وبأبيه وأمه - وكانوا أهل بيت إسلام - إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: صبرا آل ياسر! موعدكم الجنة. صبرا آل ياسر! فإن مصيركم إلى الجنة.(8)
نعم: كان عمارا هكذا عند مفتتح حياته الدينية إلى منصرم عمره الذي قتلته فيه الفئة الباغية. وقد أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:
ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية.
وفي لفظ: تقتل عمار الفئة الباغية، وقاتله في النار.
وفي لفظ: ويح عمارا وويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية.
وفي لفظ معاوية: تقتل عمارا الفئة الباغية.
وفي لفظ عثمان: تقتلك الفئة الباغية، قاتل عمار في النار.
وفي لفظ: تقتل عمارا الفئة الباغية عن الطريق، وإن آخر رزقه من الدنيا ضياح من لبن.
وفي لفظ عمار: أخبرني حبيبي صلى الله عليه وسلم إنه تقتلني الفئة الباغية، وأن آخر زادي مذقة من لبن.
وفي لفظ حذيفة: إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق، يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن.
وفي لفظ: ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار.
وفي لفظ أنس: ابن سمية تقتله الفئة الباغية قاتله وسالبه في النار.
وفي لفظ عائشة: أللهم بارك في عمار، ويحك ابن سميه تقتلك الفئة الباغية، و آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن.
وفي لفظ: ويح ابن سمية ليسوا بالذين يقتلونك إنما تقتلك الفئة الباغية.
جاء هذا الحديث من طرق كثيرة تربو حد التواتر منها طريق عثمان بن عفان. عمرو بن العاص. معاوية بن أبي سفيان. حذيفة بن اليمان. عبد الله بن عمر. خزيمة بن ثابت. كعب بن مالك. جابر بن عبد الله. ابن عباس. أنس بن مالك. أبي هريرة الدوسي عبد الله بن مسعود. أبي سعد. أبي أمامة. أبي رافع. أبي قتادة. زيد بن أبي أوفى. عمار بن ياسر. عبد الله بن أبي هذيل. أبي اليسر. زياد بن الفرد. جابر بن سمرة. عبد الله ابن عمرو بن العاص. أم سلمة. عائشة.
راجع طبقات ابن سعد 3: 180، سيرة ابن هشام 2: 114، مستدرك الحاكم 3: 386، 387، 391، الاستيعاب 2: 436 وقال: تواترت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: تقتل عمارا الفئة الباغية. وهذا من إخباره بالغيب وأعلام نبوته وهو من أصح الأحاديث. طرح التثريب 1: 88 وصححه، تيسير الوصول 3: 278، شرح ابن أبي الحديد 2: 274، تاريخ ابن كثير 7: 267، 270 مجمع الزوائد 9: 296 وصححه من عدة طرق، تهذيب التهذيب 7: 409 وذكر تواتره، الإصابة 2: 512 وقال: تواترت الأحاديث، كنز العمال 6: 184، ج 7، 73، 74، ونص على تواتره السيوطي في الخصايص كما مر في الجزء الثالث 250 ط 2.
وأخرجه البخاري، ومسلم، وأحمد، والبزار، وعبد الرازق، والطبراني، و الدارقطني، وأبو يعلى، وأبو عوانة، والإسماعيلي، والضياء المقدسي، وأبو نعيم، وتمام، وابن قانع، وابن مندة، والبارودي، والبرقاني، وابن عساكر، والخطيب.

* (عمار في الذكر الحكيم) *
هذا عمار بين البدء والختام المحمودين وهو بينهما كما أثنى عليه الذكر الحكيم بقوله تعالى: أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة (الزمر 9) أخرج ابن سعد في الطبقات 3: 178 ط ليدن وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس: إنها نزلت في عمار بن ياسر.
وذكر الزمخشري في تفسيره 3: 22: إنها نزلت في عمار وأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي.
وذكر القرطبي في تفسير 15: 239 عن مقاتل: إن من هو قانت: عمار بن ياسر وذكر الخازن في تفسيره 3: 53: إنها نزلت في ابن مسعود وعمار وسلمان. وذكره الخطيب الشربيني في تفسيره 3: 410. وذكر الشوكاني في تفسيره 4: 442 حديث ابن سعد وابن مردويه وابن عساكر. وزاد الآلوسي عليه في تفسيره 23: 247 قوله: و أخرج جويبر عن ابن عباس إنها نزلت في عمار وابن مسعود وسالم مولي أبي حذيفة.
وعن عكرمة: الاقتصار على عمار. وعن مقاتل: المراد بمن هو قانت: عمار وصهيب و ابن مسعود وأبو ذر. وجل ما ذكره الآلوسي مأخوذ من الدر المنثور 5: 323.

* (آية ثانية) *
أخرج ابن ماجة في قوله تعالى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ. الآية (الأنعام 52) إنها نزلت في عمار وصهيب وبلال وخباب.
راجع تفسير الطبري 7: 127، 128، تفسير القرطبي 16: 432، تفسير البيضاوي 1: 380، تفسير الزمخشري 1: 453، تفسير الرازي 4: 50، تفسير ابن كثير 2: 134، تفسير ابن جزي 2: 10، الدر المنثور 3: 14، تفسير الخازن 2: 18، تفسير الشربيني 1: 404، تفسير الشوكاني 2: 115.

* (آية ثالثة) *
أخرج جمع من الحفاظ نزول قوله تعالى: إلا من أكره وقلبه مطمأن بالإيمان (سورة النحل: 106) في عمار. وقال أبو عمر في الاستيعاب. هذا مما اجتمع أهل التفسير عليه. وقال القرطبي: نزلت في عمار في قول أهل التفسير. وقال ابن حجر في الإصابة: اتفقوا على أنه نزل في عمار.
قال ابن عباس (في لفظ الواحدي) نزلت في عمار بن ياسر وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسرا وأمه سمية وصهيبا وبلالا وخبابا وسالما، فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ووجئ قبلها بحربة، وقيل لها: إنك أسلمت من أجل الرجال. فقتلت، وقتل زوجها ياسر، وهما أول قتيلين قتلا في الاسلام، وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن عمارا كفر. فقال: كلا إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه، وأخلط الإيمان بلحمه ودمه، فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله عليه السلام يمسح عينيه وقال: إن عادوا لك فعد لهم بما قلت. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخرج حديث نزولها في عمار، ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والطبري عن ابن عباس. وعبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر من طريق أبي عبيدة بن محمد عمار عن أبيه. وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن أبي مالك.
راجع طبقات ابن سعد 3، 178، تفسير الطبري 14: 122، أسباب النزول للواحدي ص 212، مستدرك الحاكم 2: 357، الاستيعاب 2: 435، تفسير القرطبي 10: 180، تفسير الزمخشري 2: 176، تفسير البيضاوي 1: 683، تفسير الرازي 5: 365، تفسير ابن جزي 2: 162، تفسير النيسابوري هامش الطبري 14: 122، بهجة المحافل 1: 94، تفسير ابن كثير 2: 587، الدر المنثور 4: 132، تفسير الخازن 3: 143، الإصابة 2: 512، تفسير الشوكاني 3: 191، تفسير الآلوسي 14: 237.
(آية رابعة) ذكر الواحدي من طريق السدي أن قوله تعالى: أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين (القصص: 61) نزل في عمار والوليد بن المغيرة.
راجع أسباب النزول للواحدي ص 255، تفسير القرطبي 13: 303، تفسير الزمخشري 2: 386، تفسير الخازن 3: 43، تفسير الشربيني 3: 105.
(آية خامسة) أخرج أبو عمر من طريق ابن عباس في قوله تعالى: أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس (الأنعام: 122) إنه عمار بن ياسر.
وأخرج نزولها في عمار ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ راجع الاستيعاب 2: 435، تفسير ابن جزي 2: 20، تفسير ابن كثير 2: 172 تفسير البيضاوي 1: 400، تفسير السيوطي 3: 43، تفسير الشربيني 1: 429، تفسير الخازن 2: 32، تفسير الشوكاني 2: 152.
____________
(1) المتكاء: البظراء. المفضاة. التي لا تمسك البول. العظيمة البطن.
(2) يعني سيدنا أبا ذر الغفاري.
(3) اتفقوا على أنه مات سنة ثلاث وثلاثين، وتوفي ابن مسعود قبله بسنة أو أقل أو أكثر.
(4) طبقات ابن سعد 3: 178 ط ليدن، وذكره ابن كثير في تاريخه 7: 311.
(5) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد 9: 293 فقال: رجاله ثقات، وأخرجه الطبراني عن عمار، والبغوي وابن مندة والخطيب وأحمد وابن عساكر عن عثمان كما في كنز العمال 6: 185.
(6) مجمع الزوائد نقلا عن الطبراني 9: 293 فقال: رجاله رجال الصحيح غير إبراهيم وهو ثقة.
(7) مسند أحمد 1: 62، مجمع الزوائد 9: 293 فقال: رجاله رجال الصحيح. وأخرجه البيهقي والبغوي والعقيلي والحاكم في الكنى وابن الجوزي وابن عساكر كما في كنز العمال 7: 72.
(8) سيرة ابن هشام 1: 342، حلية الأولياء 1: 140، طرح التثريب 1: 87، وأخرجه الحارث والضياء والحاكم والطيالسي والبغوي وابن مندة وابن عساكر كما في كنز العمال 7: 72.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page