عدالة الصحابة عند المستبصر محمّد گوزل الحسن الآمدي(1)
شجاعة الخليفة الثاني!:
كان المشهور بين أهل السُنّة والجماعة أنّ الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان مشهوراً بالشجاعة والشهامة، وأنّه صار مورداً لقبول دعاء النبيّ (ص) من الله: أن يعزّ الاسلام بأحد العمرين.
ولكن شواهد على العكس القضيّة ويُخبر على جُبُنه وخوره:
الف) لا تجد في كتب التاريخ أنّه بارز أحداً من المشركين، ولا قتل واحداً مِن شجعانهم، إلاّ أنّنا رأينا أنّه عندما كان يؤتي بأحد مكتوف اليدين الى النبيّ (ص) يقول الخليفة:
فاذن لي يا رسول الله أضرب عُنقه!
ب) روي أصحاب السيرة والتواريخ: أن النبيّ (ص) دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكّة فيبلغ عنه إشراف قريش ما جاء له، فقال: يا رسول الله، إنّي أخاف قريشاً على نفسي. وليس بمكّة مِن بني عدي بن كعب أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إيّاها وغلظتي عليها، ولكن أدلك على رجل أعزّ بها منّي: عثمان بن عفان!
وفي لفظ البيهقي: فقال: يا رسول الله إنّي لا آمنهم، وليس بمكّة أحد مِن بني كعب يغضب لي إن أوذيت.(2)
فكيف يتثاقل الخليفة ويتهاون عن امتثال أمر مَن لا ينطق عن الهوى، معلّلا بالخوف على النفس، والآمر لم يكن رجلا عادياً، بل كان رسولا نبيّاً، والمأمور به لم يكن عملا انتحارياً ولم يكن مهمّة عسكرية كالقتل والقتال، بل كان أمراً سليماً وابلاغ رسالة الى مَن كانوا يرون أنفسهم مِن أهل الشهامة ويرون قتل السفراء عاراً وشناراً.(3)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1) مكان وسنة الولادة: تركيا، مدينة «ميافاقين»، 1968م. اتّجه لطلب العلم منذ صغره، ثمّ عمل في التوجيه الإسلامي والإرشاد في تركيا، استبصر عام 1988م. مؤلفاته: 1) الهجرة إلى الثقلين، 2) المسح في وضوء الرسول (ص).
2) كنز العمال: 10/ 481 ـ السيرة الحلبيّة: 3/ 16 ـ الكامل في التاريخ: 1/ 585 و...
3) الهجرةُ الى الثقلين، محمّد گوزل الآمدي: 111 ـ 112 ـ 113.
عدالة الصحابة عند المستبصر محمّد گوزل الحسن الآمدي
- الزيارات: 3359