عدالة الصحابة عند المستبصر السيّد محمّد الكثيري(1)
هل الصحابة معصومون؟
فأهل السُنّة والسلفية مجمعون على أنّ الصحابة ليسوا معصومين وعليه فوقوعهم في الخطأ والزلل أمر ممكن، بل حدث فعلا وهو مستمسك الشيعة. ومَن يراجع كتب التاريخ والسير، سيجدها تتحدّث عن أخطاء مجموعة مِن الصحابة، فخالد بن الوليد الصحابي، قتل مالك بن النويرة الصحابي ظلماً وعدواناً وزنا بزوجته، وأراد عمر بن الخطاب أن يقيم عليه الحَدّ لكن أبابكر رفض!
ولعمر بن الخطاب إجتهادات خاطئة خالف فيها النصوص القرآنية والنّبوية. كإلغائه سهم المؤلّفة قلوبهم، وإجازته الطلاق ثلاث بلفظ واحد!
وحرّم عمر مُتعتي الحجّ والنساء، وقد عمل بهما الصحابة على عهد الرسول (ص) وخلافة أبي بكر وشطراً من خلافة عمر، مع أنّ القرآن صريحٌ في حلّيتها.
فإذا رفض الشيعة إجتهاد عمر بن الخطاب وتمسّكوا بالنصوص، قيل لهم أنتم تسبّون الصحابة وقد خالف الخليفة الثالث عثمان بن عفان الكثير من أحكام الاسلام ممّا أدّى الى مقتله، وقد كانت أمّ المؤمنين عائشة تنادي وتقول «اقتلوا نعثلا فقد كفر».(2)
يقول الدكتور امام عبدالفتاح: «كان عثمان لا يريد أن يلزم نفسه بسياسة خاصة يطمئنّ إليها المسلمون، وغيرهم مِن أهالي الدول الاسلامية في عهده. وكان هذا أوّل خروج عن المثال! وفي خلافته عيّن عثمان أقرباءه منهم عمّه الحكم بن العاص ـ وهو الذي طرده الرسول (ص) من المدينة ـ ومنهم الوليد بن عقبة أخو عثمان لأمّه الذي عيّنه والياً على الكوفة، وكان يشرب حتّى الفجر، فيصلّي بالناس أربعاً! وهو ممّن أخبر النبيّ (ص) أنّه مِن أهل النار! وعبدالله بن أبي سرح على مصر، ومعاوية على الشام، وعبدالله بن عامر على البصرة... فكان هو الخروج الثاني عن المثال.(3)
والدكتور ليس شيعياً، لكنّه استقى ذلك من مصادر التاريخ المعتمدة.
فهذا المغيرة بن شعبة صحابي، لكنّه ودفاعاً عن مصالحه الخاصة فتح على أمة الاسلام باب من الشرّ لم يغلق بعد. فهو الذي شجّع معاوية بن أبي سفيان على أخذ البيعة لإبنه يزيد الفاسق.
وعمر بن العاص صحابي لكنّه باع دينه لمعاوية بن أبي سفيان وأخذ الثمن ولاية مصر وفعلا حاربا الإمام الشرعي وانتهى بهما المطاف الى تحقيق أهدافهما.
ومعاوية بن أبي سفيان أليس صحابياً؟!
لكنّه قتل عمار بن ياسر وحجر بن عدي والحسن بن علي (ع) وهؤلاء صحابة. وأزهق المئات من أرواح المسلمين ظلماً وعدواناً. ماذا يقول فيها دعاة السلف؟!
سيقولون لم يقتل أحداً!! وإذن تكذبهم جميع التواريخ ومصادر الحديث السنية والسلفية.(4)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1) مكان الولادة: المغرب. المستوى الدراسي: مختص في علم الاجتماع الديني. مؤلّفاته: السلفيّة بين أهل السُنّة والإماميّة.
2) السلفيّة بين أهل السُنّة والإمامية، السيّد محمّد الكثيري: 697 ـ 698.
3) الطاغية، دكتر امام عبدالفتّاح، سلسلة عالم المعرفة الكويتيّة، عدد رقم 183، مارس/ أذار 1994، ص 195.
4) السلفيّة بين أهل السُنّة والاماميّة، السيّد محمّد الكثيري: 699.
عدالة الصحابة عند المستبصر السيّد محمّد الكثيري
- الزيارات: 3974