• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

علي (عليه السلام) مع الحق والحق مع علي (عليه السلام)

والأمر الأهم من ذلك، أن علياً (عليه السلام) لم يكن طرفاً في قبالة أهل الشورى كما زعمتِ، لان علياً (عليه السلام) ركن الحق والحقيقة والحق يدور معه حيثما دار.
قلت: ولماذا؟.. الحق يدور مع علي حيثما دار، هذا الكلام في غاية التهافت، ولا يمكن أن يقبله جاهل فضلاً عن عالم، كيف يدور الحق مدار إنسان، فإذا قُبل هذا الكلام يمكن أن يقبل للرسل الذين عصمهم الله، أما في غيرهم فمخالف للشرع، كما قال رسول الله (كل أبن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابين) وهذا من المسلمات العقلية قبل الشرعية، فأن العقلاء يجوزون الخطأ حتى على الرجال الذين بلغوا مستوى من الكمال البشري.
خالي: أولاً: يا عزيزتي أن هذا الكلام ليس متهافت كما تفضلت، لان العقل لا يمانع أن يكون الحق يدور مدار إنسان، بل حتى الإمكان العلمي والعملي لا يخالف ذلك، أما على المستوى العقلي، فأن العقل لا يحكم باستحالة شيء إلا إذا رجع لمبدأ التناقض وهذه منتفية بالضرورة، وأما على المستوى العلمي فالعلم يقول أن في الإنسان قوة عقلية تدله للصواب وغرائز وشهوات تجره للخطأ، فإذا غلّب الإنسان قوته العقلية لا يمكن أن يرتكب الخطأ، وأما من الناحية العملية يكفيك الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين، فليس في الأمر تهافت.
وثانياً: أن هذا الكلام لا يخالف الشرع كما تفضلتِ، قال تعالى:{ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}فأن الله يحاسب الإنسان على مثقال ذرة (وهي أصغر ما يمكن أن يعبر بها) من الشر، فإذا كان الإنسان ليس قادراً على أن لا يرتكب مثقال ذرة فلماذا يحاسبه الله، قال تعالى {لا يكلف الله نفساً ألا وسعها} فمعنى ذلك أن عدم ارتكاب الذرة من الخطأ هي من سعة الإنسان واستطاعته، وهذا دليل على أن كل إنسان يمكن أن يكون معصوماً، وإذا سلمت بذلك كما هو واضح، فهل يا ترى لم يتحقق ذلك أبداً في طول التاريخ الإسلامي؟ وهو بالتأكيد تحقق لأن الله لم يضع هذا الأمر عبثاً، وإنما واقعاً، لان هذه الآية ليست مثالية وإنما لها نماذج واقعية تكون حجة على البشر، فهل يا ترى هنالك نموذجاً يكون مصداقاً لهذه الآية غير علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي أتفق على فضله جميع المسلمين.
وثالثاً: قال تعالى {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} جاء في تفسير الرازي لهذه الآية، أن الله أوجب طاعة أولي الأمر على سبيل الجزم وكل من يأمر الله بطاعته على سبيل الجزم لابد أن يكون معصوماً، وألا يجتمع الأمر والنهي في موضع واحد وهذا محال؛ وبتقرير آخر، أن الله أمر بالطاعة المطلقة لأولي الأمر من غير تخصيص، فإذا كان يتصور منهم الخطأ، فأننا بطريقة غير مباشرة نرتكب الخطأ، فنكون أمرنا بارتكاب الخطأ، وقد نهانا الله عنه، فيكون بذلك أجتمع الأمر والنهي في موضع واحد وهذا محال، فإذاً لابد أن يكون أولو الأمر معصومين، فيا ترى من هم المعصومون الذين أمرنا الله بطاعتهم؟
قلت لكي أقطع عليه الطريق:... الرسول طبعاً.
خالي (مبتسماً): مهلاً يا بنت أختي لا تتعجلي..
قلت: نعم، نعم أنا أسفة.. واصل كلامك.
خالي: والإجابة على ذلك هو قوله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}أن في هذه الآية تأكيد من الله عز وجل على تطهير أهل البيت من الرجس، وهو كل ذنب صغيراً كان أم كبيراً، وهذه هي العصمة بعينها، فيكون معنى الآية (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأهل البيت)، وقد ذكرت لك ذلك من قبل ولكن لتأكيد الفائدة وتعميمها.
رابعاً: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): (علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض)(1)، وقال (صلى الله عليه واله وسلم) مشيراً إلى علي (عليه السلام): الحق مع ذا، الحق مع ذا.. وقد روى الترمذي في فضائل علي (عليه السلام) والحاكم أيضاَ في فضائله من المستدرك ونُقل هذا الحديث أيضاً في الصواعق في الفصل الخامس في الباب الأول، وعن الذهبي أنه صحح طرقاً كثيرة لدعاء النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لعلي في غدير خم المشتمل على قوله: (وأدر الحق معه حيث دار) وحكى أبن أبي الحديد قوله: لو نازع علي عقيب وفاة الرسول وسل سيفه لحكمنا بهلاك كل من خالفه وتقدم عليه، كما حكمنا بهلاك من نازعه حين أظهر نفسه …إلى أن قال: وحكمه حكم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لأنه قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنه قال (صلى الله عليه واله وسلم): علي مع الحق والحق مع علي يدور حيثما دار)(2)، وجاء في كنز العمال: الحق مع ذا، الحق مع ذا)(3)، وروى أيضاً يا عمار أن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي ودع الناس فأنه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من هدي.
____________
1 - أخرج الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج7ص235، وروى أبو يعلي ورجاله ثقاة، كما في كنوز الحقائق ص70،وأرجح المطالب ص598، وكتاب مناقب علي بن أبي طالب للفقيه الحافظ أبي الحسن الواسطي الشافعي ص244.
2 - شرح النهج ج1 ص 212.
3 - كنز العمال ج 6ص 157 ج 6 ص155.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page