ربما يقال: إذا كان المنقذ الوحيد للإنسان يوم القيامة هو عمله الصالح كما صُرّح به في الآيات فلماذا جعلت الشفاعة وسيلة للمغفرة وسبباً لرفع العذاب، أوَ ليس الله بقائل: {وأمّا من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى} (الكهف/88)، {فأمّا من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين} (القصص/67)، {ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً} (القصص/80) وعلى ذلك فلماذا أُدْخِلت الشفاعة في سلسلة العلل لجلب المغفرة؟
الإجابة على هذا السؤال واضحة فالفوز بالسعادة وإن كان يعتمد على العمل أشدّ الإعتماد، غير أن صريح الآيات الأُخر هو أنّ العمل بنفسه ما لم تنضم إليه رحمته الواسعة لا يُنقِذ الإنسان من تبعات تقصيره، قال سبحانه: {ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابّة ولكن يؤخّرهم إلى أجل مسمّى} (النحل/61)، {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابّة} (فاطر/45).
مبرّرات الشفاعة : أ ـ ابتلاء الناس بالذنب والتقصير
- الزيارات: 3969