• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حياة الزهراء الزوجية

عاشت الزهراء في كنف النبي صلى اللَّه عليه و آله و تحت رعايته، يختصها هي و زوجها و ولدها بمحبته، و يصطفيهم بمودته، و كان من عادته صلى اللَّه عليه و آله أن يبيت عندهم حيناً بعد حين، و يتولي

خدمه الأطفال بنفسه، و أبواهم قاعدان، و في إحدي هذا الليالي سمع الحسن يستسقي، فقال صلى اللَّه عليه و آله إلى قربه فجعل يعصرها في القدح ثم جعل يعبعبه، فتناول الحسين فمنعه وبدأ بالحسن، فقالت فاطمة كأنه أحب إليك، قال إنما استسقى أولاً، و كان أحياناً يلفهم جميعاً في برد واحد، و يقول لهم «أنا و أنتم يوم القيامة في مكان واحد»، و كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله إذا سافر كان آخر الناس عهداً به فاطمة، و إذا قدم من سفر كان أول الناس عهداً به فاطمة، رضي اللَّه تعالى عنها،روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي ثعلبة الخشبي قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله، إذا رجع من سفر أو غزاة أتى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنّى بفاطمة، ثم يأتي أزواجه».

و في ظل الرسول صلى اللَّه عليه و آله انتظمت حياة الإمام و الزهراء عيشه كفاف، و خدمة

يتعاون عليها رب البيت و ربته فقد كان رزق الإمام من وظيفة الجندي و عطائه من في ء الجهاد، لكنه، رغم ذلك، لم يكن بقادر على أن يستأجر للزهراء خادماً تعينها أو تقوم عنها بالعمل الشاق، فكان الإمام هو الذي يعينها، روى أن النبي صلى اللَّه عليه و آله دخل عليها البيت كعادته فوجد علياً و فاطمة يطحنان، فقال أيكما أعيا (تعب) فقال علي: فاطمة يا رسول اللَّه، فقال لها: قومي يا بنية، فقامت، و جلس يطحن مع على، و هكذا كانا يعيشان عيشة الكفاف، و كثيراً ما كان يجن الليل فيرقدان على فراشهما الخشن، و يحاولان النوم فلا يجدأن إليه سبيلاً، لفرط ما يشعرأن به من البرد، و يقبل عليهما النبي صلى اللَّه عليه و آله و قد انكمشا في غطائهما مقرورين، إذا غطيا رأسيهما بدت أقدامهما، و إذا غطيا أقدامهما انكشفت رأساهما، روى المتقي الهندي في كنز العمال عن جابر، أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله رأى على فاطمة سلام اللَّه عليها كساء من أوبار الابل، و هي تطحن، فبكى و قال: يا فاطمة اصبري على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا، و نزلت «و لسوف يعطيك ربك فترضي. (قال: أخرجه ابن لال و ابن مردويه و ابن النجار و الديلمي، و ذكره السيوطي في الدر المنثور، و قال: أخرجه العسكري في المواعظ) و كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله ينصحهما بقوله «كلمات علمنيهن جبريل، تسبحان اللَّه في دبر كل صلاة عشراً، و تحمدان عشراً، و تكبرأن عشراً، و إذا آويتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثاً و ثلاثين و تحمدان ثلاثا و ثلاثين، و تكبران ثلاثاً و ثلاثين»، و يقول الإمام على «و اللَّه ما تركتهن منذ علمنيهن».

و روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن الحكم، سمعت ابن أبي ليلى قال: حدثنا علي أن فاطمة عليهاالسلام شكت ما تلقى من أثر الرحا، فأتى النبي صلى اللَّه عليه و آله سبى، فانطلقت فلم تجده، فوجدت عائشة فاخبرتها، فلما جاء النبي صلى اللَّه عليه و آله أخبرته عائشة بمجى ء فاطمة، فجاء النبي صلى اللَّه عليه و آله الينا، و قد أخذنا مضاجعنا، فذهبت لاقوم، فقال: على مكانكما، فقعد بيننا، حتى وجدت برد قدميه على صدري، و قال: ألا أعلمكما خيراً مما سألتماني، إذا أخذتما مضاجعكما، تكبرا أربعاً و ثلاثين، و تسبحا ثلاثاً و ثلاثين، و تحمدا ثلاثاً و ثلاثين فهو خير لكما من خادم».

و روى أبوداود بسنده عن أبي الورد بن ثمامة، قال على عليه السلام لابن

أعبد: ألا أحدثك عني و عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله، و كانت أحب أهله إليه، و كانت عندي، فجّرت بالرحى حتى أثرت بيدها، و استقت بالقربه حتى أثرت في نحرها، و قمت البيت حتى أغبرت ثيابها، و أوقدت القدر حتى دكنت ثيابها، و أصابها من ذلك ضر، فسمعنا أن رقيقاً أتي بهم النبي صلى اللَّه عليه و آله فقلت: لو أتيت أباك فسالتيه خادما يكفيك فاتته فوجدت حداثاً فاستحيت فرجعت، فغدا علينا و نحن في لفاعنا (الملحفة أو الكساء) فجلس عند رأسها، فادخلت رأسها في اللفاع حياء من أبيها، فقال: ما كان حاجتك أمس إلى آل محمد،فسكتت مرتين، فقلت: أنا و اللَّه أحدثك يا رسول اللَّه، أن هذه جرت عندي بالرحى حتى أثرت في يدها، و استقت بالقربة حتى أثرت في نحرها، و كسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، و بلغنها أنه اتاك رقيق أو خدم فقلت لها: سيله خادماً، قال أبوداود: فذكر معنى حديث حكم، و يعني بحديث حكم ما تقدم آنفاً عن البخاري و مسلم من قوله صلى اللَّه عليه و آله: الا اعلمكما خيراً مما سألتماني- إلى آخره (و رواه أيضاً أبونعيم في حلية الأولياء).

على أن البيت سرعان ما سعد بالذرية الصالحة، فلقد رزق الأبوان نصيباً طيباً طاهراً من البنين و البنات، الحسن و الحسين و محمد و زينب و أم كلثوم، و قد دعا النبي لكل منهما عند مولده «اللهم إني أعيذه بك و ذريته من الشيطان الرجيم»، و عق عن كل منهما بكبش، و أمر بحلق شعره و التصدق بوزنه فضة، ثم ختنهما لسبعه أيام من المولد»، و قد عاشوا جميعاً، من عدا محسن فقد مات صغيراً.

و بدهي أن حياه هذه الاسره الطاهرة المطهرة لم تخل من ساعات خلاف، و ما خلت حياة آدمي قط من ساعات خلاف، و ساعات شكاية، و كان الأب الأكبر يتولى صلحهما، و ريما ترك صلى اللَّه عليه و آله مجلسه بين أصحابه ليدخل إلى الزوجين المتخاصمين فيرفع ما بينهما من جفاء، و الصحابة الذين يتتبعون في وجه النبي كل خلجة من خوالج نفسه، و يتيحون لأنفسهم أن يسألوه، لأنه لا يملك من ضميره من يضن به على المتعلم و المتبصر، يجرون معه على عاداتهم كلما دخل البيت مهموماً، و خرج منه منطلق الأسارير، فيسألونه فيجيب، و لم لا،و قد أصلحت بين أحب الناس إليّ»، يروى أنه صلى اللَّه عليه و آله رؤي ذات مساء و هو يسعى إلى دار فاطمة بادي الهم و القلق،

فأمضى وقتاً هناك، ثم خرج و وجهه الكريم يفيض بشراً، فقال قائل من الصحابة: يا رسول اللَّه دخلت و أنت على حال، و خرجت و نحن نرى البشر في وجهك، فأجاب صلى اللَّه عليه و آله «و لم لا، و قد أصلحت بين أحب الناس إليّ»، و أخرج ابن سعد في الطبقات عن حبيب بن أبي ثابت قال: كان بين علي و فاطمة كلام، فدخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله، فألقى إليه مثالاً فاضطجع عليه، فجاءت فاطمة فاضطجعت من جانب، وجاء على فاضطجع من جانب، فأخذ رسول اللَّه بيد عليّ فوضعها على سرته، و أخذ بيد فاطمة فوضعها على سرته، و لم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال، فقيل له: «دخلت و أنت على حال، و خرجت و نحن نرى البشر في وجهك، فقال: و ما يمنعني، و قد أصلحت بين أحب اثنين إليّ»، و أخرج ابن سعد في الطبقات عن عمرو ابن سعيد، قال: كان في عليّ شده على فاطمة، فقالت: واللَّه لا شكونك إلى رسول اللَّه، فانطلقت و انطلق علي بأثرها، فقال حيث يسمع كلامها، فشكت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله غلظ عليّ وشدته عليها، فقال: يا بنيه اسمعي و استمعي و اعقلي، إنه لا إمرة بامرأة لا تأتي هوى زوجها، و هو ساكت، فقال على: فكففت عما كنت أصنع و قلت و اللَّه لا آتي شيئاً تكرهينه ابداً».

على أن هناك ساعات خلاف كانت جد شديدة، و شكايات، لا شك أنها إنما كانت أكثر من شكاية بالنسبة للمرأة حتى و إن كانت بنت المصطفى صلى اللَّه عليه و آله، و من ثم فقد بلغ العتاب بين الزوجين ما يبلغه من خصومة بين زوجين و ذلك حين نما إلى الزهراء أن الإمام يهم بخطبة «جويرية بنت عمرو هشام بن المغيرة، المعروف بأبي جهل، و في حسبان الإمام علي أنه يجري على مألوف عادة قومه في الجمع بين زوجتين و أكثر، و يفعل ما أباحه له الإسلام من تعدد الزوجات، بدون أن يخطر بباله أن هذا ما تنكره بنت نبيّ الإسلام، و ربما كانت هذه الخطبة غضبة من غضبات الإمام، على أنفه من أنفات الزهراء، أو لعلها نازعة من نوازع النفس البشرية لم يكن في الدين ما يأباها، و إن أباها العرف في حالة المودة و الصفاء، و من ناحية أخرى، فإن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله يعلم حق عليّ في الزواج، ولكن الرسول في أبّوته الرحيمه يوذيه أن ترّوع أحب بناته بضرة، و يشفق عليها من تجربة قاسية

كهذه يعلم أنها لا قبل لها باحتمالها ثم إن علياً أراد أن يتزوج بنت أبي جهل، فهل يرضي اللَّه أن يجمع بيت الإمام على بين بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و بين بنت عدو اللَّه و رسوله، و كتب السيرة مليئة بمواقفه المخزية ضد الإسلام و رسول الإسلام، و لعل هذا هو السبب الذي من أجله ثار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله لأنه من غير المعقول أن تكون ابنه هذا الرجل بالذات، ضرة للزهراء بنت نبي اللَّه و رسوله، و لم يكن من المعقول، بل من المستحيل على وجه اليقين، أن يستبدل برسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله أباجهل بن هشام صهراً، و ليس على بالذات هو الذي يوذي نبيّه و أباه و ابن عمه في أحب بناته إليه.

هذا و يروى عتن يحيى بن سعيد القطان قال: ذاكرت عبداللَّه بن داود الحريثي قول النبي صلى اللَّه عليه و آله «لا آذن إلا أن تحب على بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، قال ابن داود: حرم اللَّه على عليّ أن ينكح على فاطمة في حياتها لقوله تعالى: (و ما آتاكم الرسول فخذوه، و ما نهاكم عنه فانتهوا)، فلما قال النبي: لا آذن، لم يكن يحل لعلي أن ينكح على فاطمة، إلا أن يأذن رسول اللَّه، قال و سمعت عمر بن داود يقول: لما قال الرسول فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها، و يؤذيني ما آذاها، حرم اللَّه على عليّ أن ينكح على فاطمة، إذ أنه بنكاحه عليها يؤذي الرسول، و اللَّه تعالى يقول: (لما كان لكم أن تؤذوا رسول اللَّه)»، و أضاف الشيخ دحلان في السيرة و ألحق بعضهم أخواتها بها، و إن رأى احتمال اختصاص الزهراء بذلك، و هذا ما نرجحه و نميل الى الأخذ به، و اللَّه أعلم.

و أما قصة تلك الخطبة، فقد روى ابن إسحاق في السيره، أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل من عمها الحارث، و استأمر النبي صلى اللَّه عليه و آله فقال له: «عن أي شأنها تسالنى، عن حسبها، قال: لا، و لكن تأمرني بها، فقال صلى اللَّه عليه و آله فاطمة بضعة مني، و لا أحب أن تجزع، فقال على: لا آتي شيئاً تكرهه»، و أخرج الإمام أحمد عن الشعبي قال: «خطب علي، عليه السلام، بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام، فاستشار النبي صلى اللَّه عليه و آله فيها، فقال: أعن حسبها تسألني، قال علي: قد أعلم ما حسبها، ولكن أتامرني بها، فقال: لا، فاطمة مضغة مني، و لا

أحب أن تحزن أو تجزع، فقال علي، عليه السلام، لا آتي شيئاً تكرهه»، و روى البخاري في صحيحه عن المسور بن مخرمة قال: إن علياً خطب بنت أبي جهل، فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، و هذا علي ناكح علي بنت أبي جهل، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله فسمعته حين تشهد يقول «أما بعد، أنكحت أباالعاص بن الربيع فحدثني و صدقني، و أن فاطمة بضعة مني، و إني أكره أن يسوءها واللَّه لا تجتمع بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و بنت عدو اللَّه عند رجل واحد، فترك عليّ الخطبه» و في رواية للشيخين عن المسور أيضاً: فان ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها، و يوذيني ما اذاها»، و في رواية جاءت في منهاج السنة لابن تيميه، و المنتقى من منهاج الأعتدال للذهبي: أنه صلى اللَّه عليه و آله قال: أن،بنى هشام بن المغيرة استاذونى أن ينكحوا ابنتهم على بن أبي طالب، و أني لا آذن ثم لا آذن، ثم لا آذن، انما فاطمة بضعه منى يريبنى ما رابها، ويوذينى ما آذاها، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي، و ينكح ابنتهم»، و في روايه «أني اخاف أن تفتن في دينها... و أني لست أحل حراماً، و لا أحرم حلالاً، ولكن و اللَّه لا تجتمع بنت رسول اللَّه و بنت عدو اللَّه عند رجل واحد أبداً».

و روى مسلم في صحيحه بسنده عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين حدثه: أنهم حين قدموا المدينه من عند يزيد بن معاويه مقتل الحسين بن على رضي اللَّه عنهما، لقيه المسور بن مخرمه فقال له هل لك الى من حاجه تأمرني بها، قال فقلت له لا، قال له هل أنت معطي سيف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله، فإني اخاف أن يغلبك القوم عليه، و ايم اللَّه لئن اعطيتنيه لا يخلص اليه ابدا حتى تبلغ نفسى، أن على بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة، فسمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و هو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا، و انا يومئذ محتلم، فقال: إن فاطمة منى و أني أتخوف أن تفتن في دينها، قال ثم ذكر صهراً له ابن بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فاحسن قال حدثني فصدقني، و وعدني فأوفي لي، و أني لست أحرم حلالاً، و لا أحل حراماً، ولكن واللَّه لا تجتمع بنت رسول اللَّه، و بنت عدو اللَّه، مكانا وأحداً ابدا» و قال النووي

في شرح صحيح مسلم، قال العلماء: في هذا الحديث تحريم إيذاء النبي صلى اللَّه عليه و آله بكل حال، و على كل وجه، و إن تولد الإيذاء مما كان أصله مباحاً، و هو حي، و هذا بخلاف غيره، قالوا: و قد أعلم صلى اللَّه عليه و آله بإباحه نكاح بنت أبي جهل لعلي، بقوله صلى اللَّه عليه و آله: لست أحرم حلالاً، ولكن نهي عن الجمع بينهما لعلتين منصوصتين إحداهما أن ذلك يودى إلى أذى فاطمة، فيتأذى حينئذ النبي صلى اللَّه عليه و آله فيهلك من أذاه، فنهى عن ذلك لكمال شفقته على علي، و على فاطمة، و الثانية خوف الفتنه عليها بسبب الغيرة، و قيل ليس المراد به النهي عن جمعهما، بل معناه أعلم من فضل اللَّه أنهما لا تجتمعان، كما قال أنس: واللَّه لا تكسر ثنية الربيع، و يحتمل أن المراد تحريم جمعهما، و يكون معنى: لا أحرم حلالاً، أي لا أقول شيئاً يخالف حكم اللَّه، فإذا أحل شيئاً لم أحرمه و إذا حرمه لم أحلله و لم أسكت عن تحريمه، لأن سكوتي تحليل له، و يكون من جملة محرمات النكاح، الجمع بين بنت نبي اللَّه و بنت عدو اللَّه.

على أن هناك وجهاً آخر للنظر، ينكر قصة الخطبة من أساس، و يرى أنها رواية لم يعرفها المؤرخون، و أن الإمام علي بالذات لايمكن أن يقف من النبي صلى اللَّه عليه و آله و من بضعتة الزهراء، و هذا الموقف، و يروى الأستاذ أبوعلم، نقلاً عن الأستاذ محمد صادق الصدر، أن ما نقله المسور عن الرسول صلى اللَّه عليه و آله لايمكن تصوره، و الزهراء على قيد الحياة، ثم إن سيرة المسور، كما في الاستيعاب و الإصابة، تشير إلى أنه لم يكن من أصحاب الإمام، و أن الخوارج كانت تغشاه، و أنه كان من أنصار الزبير.

غير أن قصة الخطبة إنما جاءت في أكثر من كتاب من كتب الحديث، و أخرجها أكثر من واحد، كما أنها رويت من غير المسور بن محرمة، كما في رواية للإمام أحمد عن عبداللَّه بن الزبير، و على أية حال، فلقد حدثت، في أغلب الظن، في مستهل حياة الإمام و الزهراء الزوجية، حيث لم تكن الزهراء قد ألفت بعد شده الإمام و صرامته، و لم يروض هو نفسه باحتمال ما كانت تجد من حزن لفقد أمها، و شجو لفراق بيتها الأول، و من ثم فربما كانت الحادثه في العام الثانى من الهجرة، و قيل أن يأتيهما العام الثالث بأولى الثمرات المباركة للزوج، و أعنى

بعد، الإمام الحسن، رضي اللَّه عنه.
و على أية حال، فلقد انقشعت السحابة التي ظلت أفق الزهراء حيناً من الدهر، لا نستطيع تحديده على وجه أبيقين، و عاد البيت أصفي جواً مما كان قبل أن يمتحن بتلك التجربة القاسية، و مضت الحياة تسير بالزوجين الكريمين على ما يرجوان من تعاون ومودة.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page