طباعة

آية التطهير في مصادر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) : ما فعله الرسول بعد نزول الآية

1 ـ عن أبي سعيد الخدري(1):
قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأتي باب علي أربعين صباحاً حيث بنى بفاطمة فيقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أنا حربٌ لمن حاربتم وسلمٌ لمن سالمتم".
2 ـ عن أبي الحمراء(2):
قال: خدمت رسول الله (صلى الله عليه وآله) تسعة أشهر أو عشرة أشهر، فأمّا التسعة فلست أشكّ فيها، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج من طلوع الفجر فيأتي باب فاطمة وعليّ والحسن والحسين (عليهم السلام)فيأخذ بعضادتي الباب فيقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله"، قال: فيقولون: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا رسول الله"، فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وورد عن أبي الحمراء(3) بألفاظ أُخرى، وفي بعضها: أخذ بعضادتي الباب.
3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
عن الحارث، عن عليّ (عليه السلام)(4) قال: "كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)يأتينا كل غداة فيقول: الصلاة رحمكم الله الصلاة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)".
4 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام)(5):
عن أبيه (عليه السلام) ـ أي السجّاد (عليه السلام) ـ في قوله عزّ وجلّ: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) (طه/132)، قال: "نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)يأتي باب فاطمة كل سحرة فيقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)".
لفظ آخر للخبر
في تفسير الآية (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)قال فرات القمي(6):
فانّ الله أمره أن يخصّ أهله دون الناس، ليعلم الناس أنّ لأهل محمّد (صلى الله عليه وآله) عند الله منزلة خاصّة ليست للناس، إذ أمرهم مع الناس عامة ثمّ أمرهم خاصّة، فلمّا أنزل الله تعالى هذه الآية كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجيء كلّ يوم عند صلاة الفجر حتى يأتي باب عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)فيقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام): "وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته"، ثمّ يأخذ بعُضادتي الباب ويقول: "الصلاة الصلاة يرحمكم الله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)" فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا، وقال أبو الحمراء خادم النبي (صلى الله عليه وآله): أنا شهدته يفعل ذلك(7).
5 ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام):
عن الصادق جعفر بن محمد(8)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)قال: "كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقف عند طلوع كل فجر على باب علي وفاطمة (عليهم السلام)فيقول: الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل، الذي بنعمته تتمّ الصالحات، سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه عندنا، نعوذ بالله من النار، نعوذ بالله من صباح النار، نعوذ بالله من مساء النار، الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(9).
وروى ـ أيضاً ـ أبو سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأتي باب فاطمة وعلي تسعة أشهر وقت كلّ صلاة فيقول: "الصلاة يرحمكم الله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
قال: وقال أبو جعفر (عليه السلام): "أمره الله تعالى أن يخصّ أهله دون الناس ليعلم الناس أنّ لأهله عند الله منزلة ليست للناس، فأمرهم مع الناس عامة وأمرهم خاصّة"(10).
قال المجلسي(11): ورواه ابن عقدة باسناده من طرق كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) وغيرهم، مثل أبي برزة وأبي رافع.
وورد بلفظ آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام)(12):
وكذلك ورد نظير ما سبق في تفسير الرازي وغيره بتفسير الآية الكريمة (وَأْمُرْ أَهْلَكَ...).
____________
1- تفسير فرات: 122; والبحار 35: 208.
2- تفسير فرات: 123 و 124; والبحار 35: 214.
3- أمالي الشيخ 1: 257; والبحار 35: 209; وكشف الحق للعلامة الحلي 1: 88; والعمدة لابن بطريق: 16-23.
4- مجالس المفيد: 188; وأمالي الشيخ: 55; والبحار 35: 208.
5- كنز الفوائد: 161 و 162 و 178; والبحار 25: 220.
6- في تفسيره: 530 و 531.
7- البحار 35: 207.
8- البحار 37: 36.
9- في مادة سمع من نهاية اللغة لابن الأثير 2: 181-182 في الحديث "سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا" أي ليسمع السامع وليشهد الشاهد حمدنا لله تعالى على ما أحسن الينا وأولانا من نعمه، وحسن البلاء النعمة والاختبار بالخير ليتبيّن الشكر وبالشرّ ليظهر الصبر.
10- البحار 25: 212; ومجمع البيان للطبرسي 7: 37.
11- البحار 25: 212.
12- تفسير فرات: 126.