وقعت شخصيات سنية وشيعية بارزة في المدينة المنورة مساء الجمعة وثيقة مصالحة قضت بـ"التعايش كأسرة واحدة" وذلك بعد أسبوع على المصادمات التي جرت بين الطرفين في يوم عاشوراء، حسبما ذكرت شبكة راصد الاخبارية السبت.
وكان المئات من المتشددين من حي العصبة هاجموا بالعصي والحجارة المواطنين السعوديين من اتباع آل البيت (عليهم السلام) الذين أحيوا ذكرى عاشوراء في حي قباء الخميس قبل الماضي وأوقعوا اصابات وأضرارا في الممتلكات، أعقبها اعتقال أكثر من 50 من الطرفين.
وقضت الوثيقة الموقعة بحسن الجوار والمعاشرة بين الشيعة والسنة ومساواة الجميع والتعاون لخير الوطن والمواطنين ورفض التعدي على الآخرين أو التحريض على الكراهية إلى جانب تشجيع الحوارات التي تؤدي إلى السلم والأمن الاجتماعي.
والتزم جميع الوجهاء والشخصيات بالبنود الواردة في الوثيقة سعيا نحو "الوئام والتعايش كأسرة واحدة".
وجرت مراسم توقيع الوثيقة، الأولى من نوعها، بحضور نحو 200 شخصية من الشيعة والسنة وعدد من المسؤولين في قاعة الدانة بالمدينة المنورة وسط حراسة أمنية مشددة.
ووقع الوثيقة أربعة وجهاء من كل طرف، فيما صادق عليها إثنان من الوجهاء وهم من طرف الشيعة الشيخ طاهر عبدالمنعم الهاجوج والشيخ صالح الجدعان ومن طرف قبائل حي العصبة الشيخ فيصل أبو ربعة والشيخ سليمان بن غميض الصاعدي.
كما تم تعيين شخصيتين من كل طرف للاشراف على الصلح في حال بروز أي اشكالات مستقبلية.
وجرى التوقيع على هامش حفل حاشد أفتتح بتلاوة آي من الذكر الحكيم والقى الشيخ الصاعدي كلمة الأهالي السنة في حي العصبة وأكد خلالها على جاء في الوثيقة ومضامينها واعتبرها الطريق السليم لإغلاق الصفحات السابقة.
وعن الجانب الشيعي القى الشيخ الجدعان كلمة هنأ فيها الجميع "على الانتصار على القطيعة والبغضاء والفرقة بين الأخوة في الدين والوطن والشركاء في المستقبل والمصير".
وتابع الجدعان "نهنئكم على هذا الانتصار و هذه الإرادة الحرة الواعية التي تدرك تمام الإدراك ما يحاك لهذا الوطن من دسائس وزرع الفتنة والفرقة بين أبنائه".
وبعد قصائد شعرية القاها من طرف الشيعة الشاعر عبدالمطلوب الهاجوج ومن طرف السنة الشاعر صالح سعدي، أختتم الحفل بقراءة نص الوثيقة على عموم الحضور القاها عريف الحفل خالد السهلي قبل أن يتوجه الجميع إلى مائدة العشاء.