• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في بدء خلقها

في بدء خلقها

ان الله تعالى اختص الزهراء (سلام الله عليها) من سائر النساء بان خلقها من الطينه الطيبه العاليه، والانوار الزاهره الالهيه، لتكون نسله طاهره ميمونه يتولد منها ائمه الهدى، وانوار التقى، الذين هم خلفاء الحق و شهداء لحق، وقد وردت بذلك من طرق اصحابنا و غيرهم نصوص مستفيضه نذكر عده منها:

الاول، روى في البحار

[ رواه في باب ولادتها من المجلد العاشر عن امالى الصدوق و عيونه عن احمد بن زياد الهمدانى عن على بن ابراهيم عن ابيه عن ابى الصلت الهروى عن الرضا (عليه السلام) و هذا السند حسن.] عن الامام الرضا (عليه السلام) قال: قال النبى (صلى الله عليه و آله): لما عرج بى الى السماء اخذ بيدى جبرئيل فادخلنى الجنه، فناولنى من رطبها فاكلته، فتحول ذلك نطفه في صلبى، انسيه، فكلما اشتقت الى رائحه الجنه شممت رائحه ابنتى فاطمه.

الثانى: في البحار

[ في الباب المذكور عن تفسير على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن ابى عبيده الحذاء عنه (عليه السلام) و هذا السند احسن من الاول.] ايضا عن الامام الصادق (عليه السلام) قال:

كان رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) يكثر تقبيل فاطمه، فأنكرت ذلك عائشه، فقال: يا عائشه انى لما اُسرى بى الى السماء دخلت الجنه، فادنانى جبرئيل من شجره طوبى و ناولنى من ثمارها، فحول الله ذلك ماءا في ظهرى، فلما هبطت الى الارض واقعت خديجه، فحملت بفاطمه، فما قبلتها الا وحدت رائحه شجره طوبى.

الثالث: روى الصدوق عليه الرحمه في معانى الاخبار

[ رواه في آخره باب النوادر عن محمد بن موسى بن المتوكل عن الحميرى عن يعقوب بن يزيد عن ابن فضال عن عبدالرحمن بن الحجاج عن سدير الصير في ورواه عن في البحار في الباب المذكور، و هذا السند ايضا حسن، غير انه ورد في شان سدير الصير في ما يشعر بذمه، لكنه معارض بما ورد فيه من المدح و هو اقوى واصح، كما ذكره البهبهانى في تعليقته على منهج المقال.] باسناده عن الامام الصادق (عليه السلام) عن ابيه عن حده، قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): خلق نور فاطمه قبل ان يخلق الارض والسماء فقال بعض الناس: يا نبى الله فليست هى انسيه، فقال: فاطمه حوراء انسيه، فقالوا: يا نبى الله كيف هى حوراء انسيه، فقال: خلقها الله (عز و جل) من نوره قبل ان يخلق آدم اذ كانت الارواح، فلما خلق الله آدم عرضت عليه، قيل: يا نبى الله و اين كانت فاطمه؟ قال كانت في حقه تحت ساق العرش، قيل: يا نبى الله فما كان طعامها، قال: التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد، فلما خلق الله (عز و جل) آدم وأخرجنى من صلبه و احب الله (عز و جل) ان يخرجها من صلبى جعلها تفاحه في الجنه و اتانى بها جبرئيل، فقال لى: السلام عليك و رحمه الله و بركاته يا محمد، قلت: و عليك السلام و رحمه الله و بركاته حبيبى يا جبرئيل فقال: يا محمد ان ربك يقروك السلام، قلت: منه السلام و اليه يعود السلام، قال: يا محمد هذه تفاحه اهداها الله

اليك من الجنه، فاخذتها و ضممتها الى صدرى، قال: يا محمد يقول الله (عز و جل): كلها، ففلقتها قرايت نورا ساطعا و فزعت منه، فقال: يا محمد مالك لا تاكل؟ كلها ولا تخف، فان ذلك للمنصوره في السماء و هى في الارض فاطمه.

أقول: يستفاد من هذا الخبر المعتبر أن بدو خلق الزهراء (سلام الله عليها) كان من نور الله (عز و جل) و كان المراد به النور الذى خلقه الله لعظمته لما ورد في سائر الاخبار عن النبى والائمه الاطهار ان خلقهم (عليهم السلام) كان من نور عظمه الله، كما ياتى في هذا الباب والباب التالى و باب اسماء الزهراء، فاضافه النور اليه سبحانه في هذا الخبر لاجل ان الله تعالى اصطفاه على سائر الانوار، كاضافه الروح اليه في قوله «و نفخت فيه من روحى» حيث ورد عن الامام الباقر والصادق (عليهم السلام)

[ رواه في الكافي باب الروح من كتاب التوحيد باسناد قوى عن الامام الصادق (عليه السلام) و في التوحيد الصدوق (عليه الرحمه) باب معنى و نفخت فيه من روحى عن الامام الباقر (عليه السلام) و بمعناه فيهما اخبار أخر.] في تفسيره انه انما اضاف هذا الروح الى نفسه، لانه اصطفاه على ساير الارواح، كما اصطفي بيتا من البيوت، فقال: بيتى، و قال لرسول من الرسل: خليلى. الخبر.

كما يستفاد من الخبر ايضا ان خلق الزهراء كذلك كان قبل خلق الارض والسماء و قبل خلق آدم، وانه كان حينما كانت الارواح، وقد ورد كما ياتى في الباب التالى ان خلق الرواح كان قبل خلق آدم بالفي عام، وانه بعد ما خلق بدوها جعلها في حقه تحت ساق العرش مشغوله بالتسبيح والتحميد والتقديس لله (عز و جل) كما هو شان الملائكه المقرّبين، وليس المراد بالخبر ان ذلك كان لخلق روحها (عليهاالسلام) لان النبى (صلى الله

عليه و آله) قال: فلما اراد الله (عز و جل) ان يخرجها من صلبى جعلها تفاحه، و من المعلوم ان الذى يوكل و يدخل في الصلب هو مبدء خلق الجسم، و مقتضاه ان يكون النور الذى خلق منه روح الزهراء (سلام الله عليها) اعلى من النور الذى خلق منه جسمها لما ياتى في الاخبار التاليه في خلق ارواح الائمه الطاهرين (عليهم السلام) من انها فوق ما خلقت من اجسامهم، والله العالم باسرار حججه و اوليائه.

ثم ان الاخبار الوارده في هذا الباب من طرق الاماميه اكثر من ذلك، كما في البحار و غيره، و لكن نكتفي بما ذكر روما للاختصار و كفايتها في الاثبات، و اما من طرق اهل السنه، فحسبنا ما رواه الحاكم في مستدركه

[ ج 3 ص 156 طبعه حيدرآباد والحاكم هو ابو عبدالله محمد بن عبدالله النيسابورى المتوفي سنه خمس واربعمائه، كان من حفاظ العامه، و محدثيهم الكبار، وقد اورد في هذا الكتاب و صحح على شرط البخارى و مسلم كثيرا من الاحاديث التى وردت في فضل اميرالمؤمنين (عليه السلام) و خلافته، كحديث الغدير، والطير المشوى، و لاجله نسبه بعضهم الى الرفض والتشيع، لكنه خلاف ما هو الظاهر المعلوم من كتاب المذكور، و كتابه في معرفه علوم الحديث. و سعد بن مالك في هذا الخبر اما سعد بن ابى وقاص، او ابو سعيد الخدرى فانه يروى سعيد بن المسيب الموجود في سنده عن كل منهما، كما في الاصابه، و اسد الغابه، وقد روى ابن شهر آشوب في مناقبه نحو ذلك عن ابن المسيب عن سعد بن ابى وقاص، والله العالم.] باسناده عن سعد بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): اتانى جبرئيل بسفر جله من الجنه، فاكلتها ليله اسرى بى، فعلقت خديجه بفاطمه، فكنت اذا اشتقت الى رائحه الجنه شممت رقبه فاطمه و رواه الحافظ ابن المغازلى الشافعى في مناقبه.

و روى في مجمع الزوائد الجزء 9 ص 202 عن الطبرانى باسناده عن

عائشه، قالت: كنت أرى رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقبل فاطمه، فقلت: يا رسول الله انى كنت اراك تفعل شسيئا ما كنت اراك تفعله من قبل قال لى: يا حميراء انه لما كان ليله اسرى بى الى السماء ادخلت الجنه، فوققت على شجره من شجر الجنه، لم ار في الجنه شجره احسن منها و لا ابيض منها ورقه و لا ايب منها ثمره، فتناولت ثمره من ثمرها فاكلتها، فصارت ماءا في صلبى، فلما هبطت الى الارض واقعت خديجه، فحملت بفاطمه، فاذا انا اشتقت الى راجه الجنه شممت ريح فاطمه، يا حميراء ان فاطمه ليست كنساء الآدميين، ولا تعتل كما يعتللن.

و رواه الخوارزمى ايضا في مقتله في فصله الخامس وقد ذكر في مقدمه المقتل انى توخيت ان اودع هذا الكتاب مالا يمجه سمع السماع، و قصدت ان احليه بما لا يردّه جمع الاجماع، و اردت ان يرتفع مستطير الشعاع مكشوف القناع، ولم المظه

[ لمظه لماظه بالتشديد اى ذوقه شيئا قليلا كما يستفاد من «لسان العرب» و فيه ايضا حبرت الشعر والكلام بالتشديد اى حسنته.] ما يرويه الغلاه، و لم احبره بما يستلذه الغواه.

و روى محب الدين الطبرى في ذخائر العقبى عن عائشه قالت قلت: يا رسول الله مالك اذا قبلت فاطمه جعلت لسانك في فيها كانك تريد ان تعلقها عسلا؟ فقال: انه لما اسرى بى ادخلنى جبرئيل الجنه، فناولمى تفاحه فاكلتها، فصارت نطفه في ظهرى، فلما نزلت من السماء واقعت خديجه، ففاطمه من تلك النطفه، فكلما اشتقت الى تلك التفاحه قبلتها.

و روى ايضا عن ابن عباس انه قال: كان النبى (صلى الله عليه و آله) يكثر تقبيل فاطمه، فقال عائشه انك تكثر تقبيل فاطمه فقال: ان جبرئيل

ليله اسرى بى ادخلنى الجنه، فاطعمنى من جميع ثمارها فصار ماءا في صلبى، فحملت خديجه بفاطمه فاذا اشتقت لتلك الثمار قبلت فاطمه فاصبت من رائحتها جميع تلك الثمار التى اكلتها و رواه ابن المغازلى.

فظهر بحمدالله ثبوت الحديث، واستفاضته من طرق الشيعه والسنّه، فلا مجال لارتياب فيه الا ان المعروف بين اهل السنه ان ولاده الزهراء (سلام الله عليها) قبل بعث النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) والاسراء انما كان بعده، فلذا انكر بعضهم هذا الحديث، و رماه الذهبى في تلخيص المستدرك

[ في تذييل الحديث المتقدم، و ذكر نحوه في ميزان الاعتدال في ترجمه عبدالله بن واقد و يظهر من كلامه فيهما ان دعواه ناشئه عن المبنى دون التحقيق.] بالكذب الجلى، لكن يرده ان الصحيح كما عليه الاماميّه وسياتى الكلام في انشاء الله في هذه الرساله ان ولادتها بعد البعثه، المنصوص الصحيحه الآتيه.

على ان في النصوص المذكوره هنا كفايه لذلك، فانها أقوى واصح مما رووه في خلافه. ولا يقال ان هذه النصوص بينها تناف يدفع بعضها بعضا، حيث ذكر في بعضها ان الثمره التى تناولها النبى (صلى الله عليه و آله) كانت تفاحه، و في آخر انها كانت رطبا، و في ثالث كانت سفر جله، فان هذا ايضا مردود.

اولا: بانه اختلاف في نواحى الحديث، ولا يقدح في صحه اصله، كما عليه بناء الناس في مثله، فلو حكى جماعه ان سلطانا قدم بلده لكن ذكر بعضهم انه عند قدومه فعل كذا و ذكر آخر انه فعل غيره، لا يقدح هذا عند العقلاء في اثبات اصل قدومه.

و ثانيا: انه يمكن الجمع بينها بانه (صلى الله عليه و آله) تناول من جميع

تلك الثمار، و ان جميعها تحولت نطفه، لكن لما لم يكن التفصيل لخصوصيات القضيه في مثل هذا الحديث لازما اقتصر في الاخبار المذكوره على ذكر بعضها، و يدل على ذلك ما تقدم آنفا في حديث ابن عباس على ان كيفيه ثمار الجنه غير معلومه لنا، فلعل ثمره منها تتشكل باشكال مختلفه في طعوم متعدده، كما روى في بعض اخبار الاماميه عن الامام الرضا (عليه السلام) ان الشجره التى اكل منها آدم في الجنه كانت تحمل انواعا من الثمار و ليست كشجره الدنيا

[ رواه الصدوق (عليه الرحمه) في كتاب «العيون» ج 1، ص 306، طبعه قمر.]

ثم انه روى المجلسى (عليه الرحمه) في البحار

[ الجزء 16 من الطبعه الجديده باب تزوجه (صلى الله عليه و آله و سلم) بخديجه.] خبرا آخر طويلا عن كتاب الدر النظيم و حاصله: ان الله تعالى امر النبى (صلى الله عليه و آله) بان يعتزل خديجه في مكان آخر، فاعتزلها واشتغل بالعباده من الصلاه و الصيام، فلمّا كمل اربعون يوما هبط جبرئيل و امره بالتاهب لتحفه الله، ثم هبط ميكائيل بطبق فيه عنب و رطب و امره بالافطار منه، ثم يخرج الى بيت خديجه قبل ان ياتى بنوافل ليلته، ففى تلك الليله حملت خديجه منه بفاطمه و احست بهذا الحمل.

و روى نحوه في مقتل الخوارزمى باسناده عن عمر بن الخطاب و ذكر فيه ان ذلك كان في شهر رمضان ليله الجمعه لاربع و عشرين منه. و ظاهرهما ان القضيه انما كانت في الارض لا في الاسراء، لكنهما من حيث السند ضعيف، لارسال الاول، و جهاله الثانى. و على تقدير الصحه يمكن تنزيلهما على ليله الاسراء، فلعله بعد ما افطر النبى (صلى الله عليه و آله) في تلك الليله من رطب الجنه في الارض اسرى به الى السماء، فتناول

فيها ايضا من ثمار الجنه، ثم امر بالخروج الى بيت خديجه، او كان الاسراء في الليله السابقه على تلك الليله، و كان خروجه الى بيت خديجه بعد ليله الاسراء والله العالم.

تذييل: قد ورد من طرق الاماميه اخبار كثيره في ان خلق الانبياء والائمه الطاهرين من آل النبى (صلى الله عليهم اجمعين) كان ايضا من الاشياء العاليه النوريه، والمواد القدسيه الغيبيه. فروى شيخدا «الصدوق» عليه الرحمه في كتاب الفقيه باب النوادر من آخره باسناده عن جابر عن عبدالله الانصارى عن النبى (صلى الله عليه و آله) حديث كيفيه ولاده الانسان واحواله في الرحم، ثم قال جابر فقلت: يا رسول الله هذه حالنا فكيف حالك و حال الاوصياء بعدك في الولاده، فسكت رسول الله (صلى الله عليه و آله) مليا، ثم قال: يا جابر لقد سألت عن امر جسيم لايحتلمه الا ذو حظ عظيم ان الانبياء والاوصياء مخلوقون من نور عظمه الله جل ثناوه يودع الله أنوارهم اصلابا طيبه وأرحاما طاهره، يحفظها بملائكته، و يربيها بحكمته و يغذوها بعلمه، فامرهم يجل عن ان يوصف و احوالهم تدق عن ان تعلم لانهم نجوم الله في ارضه و اعلامه في بريته و خلفائه على عباده و انواره في بلاده، و حججه على خلقه هذا من مكنون العلم و مخزونه فاكتمه الا من اهله.

و روى في كتاب العلل

[ الباب 96، عله الطبائع والشهوات، و في الكافي باب خلق ابدان الائمه (عليهم السلام) من كتاب الحجه و في البصائر في هذا الباب من اوائله.] باسناده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: ان الله (عز و جل) خلقنا من عليين و خلق ارواحنا من فوق ذلك، و خلق ارواح شيعتنا من عليين و خلق اجسادهم من دون ذلك فمن ذلك،

كانت القرابه بيننا و بينهم، و من ثم نحن قلوبهم الينا. و رواه الكلينى نحوه في الكافي و الصفار في بصائر الدرجات.

و رووا فيها باسنادهم

[ في الابواب المشار اليها و في المحاسن الباب 2 من كتاب الصفوه و في تفسير القمى عند قوله تعالى: «كلا ان كتاب الابرار الفي عليين».] عن ابى حمزه الثمالى، قال: سمعت ابا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: ان الله (عز و جل) خلقنا من اعلى عليين، و خلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه و خلق ابدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوى الينا، لانها خلقت مما خلقنا منه، ثم تلى هذه الايه: «كلا ان كتاب الابرار لفي عليين...» و نحوه في محاسن البرقى و تفسير القمى.

وورد ايضا في عده اخبار في الكافي

[ رواها في الكافي في باب مواليد الائمه (عليهم السلام) من كتاب الحجه و في البصائر في باب فصل الحاديث من الجزء التاسع و رواه القمى في تفسيره عند قوله تعالى: «و تمت كلمه ربك صدقا و عدلا».] والبصائر و غيرهما باسانيد عن الامام الصادق (عليه السلام) ان الله تعالى اذا اراد ان يلخق الامام امر ملكا فاخذ شربه من ماء تحت العرش فيسقيها اباه، فمن ذلك يخلق الامام. و في بعضها انزل قطره من تحت عرشه على بقله من بقل الارض، او ثمره فالكها الامام الذى يكون منه الامام، فكانت نطفته من تلك القطره الى غير ذلك من النصوص الوارده في هذا المقام و هى كثيره جدا، وقد رواها المجلسى (عليه الرحمه) في البحار عن الكتب المذكوره و غيرها من اصول الشيعه، فاوردها في باب الطينه و الميثاق من المجلد الثالث من الطبعه القديمه، و باب بدو ارواح الائمه و انوارهم وطينتهم و باب احوال ولادتهم و انعقاد نطفهم (عليهم السلام) من المجلد السابع، و هو مجلد الامامه، و باب طينه المومن من المجلد الخامس عشر و غير ذلك، و اختلاف التعبيرات اللفظيه في

هذه الاخبار مثل نور عظمه الله و عليين و طينه الجنه و ماء تحت العرش و نحو ذلك ليس اختلافا في المعنى، فانها اشاره الى امر غيبى لايدركه افهام البشر المانوسه بالامور الدنيويه.

و المراد بعليين الاشياء العاليه فوق العاليه، فانها جمع على بكسر العين و اللام و تشديد اللام والياء مشتق من العلو بمعنى الرفعه

[ وقد راقهنى ان بعض اساتيدنا ترجمها في الآيه بالفارسيه ببالا بالاها.] و هى من صيغ المبالغه، كالصديق والزهيد اى: كثير الصدق والزهد، كما في آخر المصباح المنير للفيومى. والظاهر ان هذا هو المراد بها في الايه المذكوره ايضا، يعنى ان صحائف اعمال الابرار موضوعه في امكنه عاليه، او في مراتب عاليه بحيث يشهدها و ينظر فيها المقربون من ملائكه الله اعجابا منها و تحسينا لها. و ما قيل في تفسيرها بالسماء السابعه او نحوها على تقدير صحته، فهو من قبيل تعيين المراد لا مفهوم الكلمه. و ذكر الامام (عليه السلام) للآيه في الخبر المتقدم لاجل التقريب ظاهرا لا ان المراد بما ذكره عين ما هو المراد بما في الآيه و بهذا المعنى يظهر ايضا ان لعليين درجات و مراتب، كما ذكره الفيض الكاشانى (عليه الرحمه) في الوافي في بيان بعض هذه الاخبار، و يدل عليه ما في الخبر المتقدم هنا من قوله (عليه السلام) اعلى عليين، فبذلك يجمع بين ما ورد في بعض تلك الاخبار من ان قلوبهم و ارواحهم خلقت من عليين، و بين ما دل منها على انها خلقت من فوقها، و ذلك لان ما فوقها ايضا يكون من الاشياء العاليه فوق العاليه.

و لا يخفي ان اعلى من جميعها ما كان لخلق خاتم الانبياء (صلى الله عليه و آله) لافضليته و اشرفيته على جميع خلق الله، وقد روى على بن ابراهيم

القمى في تفسيره

[ عند قوله تعالى: «واذ اخذ ربك من بنى آدم» آه و حكاه في البحار عنه في باب الطينه والميثاق.] باسناده الصحيح عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: اول من سبق من الرسل الى «بلى» رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و ذلك انه كان اقرب الخلق الى الله، و كان بالمكان الذى قال له جبرئيل وقد اسرى به الى السماء: تقدم يا محمد فقد وطات موطئا لم يطاه احد ملك و لا نبى مرسل، و لولا ان روحه و نفسه كان من ذلك المكان لما قدر ان يبلغه، و فكان من الله كما قال (عز و جل): «قاب قوسين او ادنى» اى: بل ادنى.

ثم انه لا ينافي ذلك ما هو المعلوم من عادتهم من ان ولادتهم (عليهم السلام) كانت مثل سائر البشر بالتناسل والاختلاط البشرى، فانه كما تقدم في حديث خلق الزهراء و حديث خلق الائمه (عليهم السلام) جعل الله تعالى تلك الاشياء العاليه بما لها من القدس والكمال في الاشياء الماديه الارضيه، او بصورتها فصيرها في الاصلاب الشامخه والارحام المطهره، ثم اخرجهم منها بالولاده البشريه على نحو غيرهم، لكن مع الاحتفاظ على كرامتهم و قدسيتهم باظهار الآيات والمعجزات لهم حينما كانوا في الاصلاب، و حينما كانوا في الارحام و حين ولادتهم، كما ورد في الاخبار الكثيره لا سيما في شان خاتم الانبياء (صلى الله عليه و آله) فانه كان يعرف نوره من وجه ابيه حينما كان في صلبه، فشاقت نسوه كثيره المتزوج به ابتغاء ذلك النور، بل كان يعرف نوره في وجوه آبائه الى آدم (عليهم السلام) حينما كان اصلابهم، و غير ذلك من معجزاته كما في باب ولادته من البحار و هكذا ما ورد في سائر الائمه (عليهم السلام) كولاده اميرالمؤمنين في البيت الحرام بصوره خارقه، و ياتى هنا بعض ما كان من ذلك الزهراء (عليهاالسلام).

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page