• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الباب السابع والعشرون فيما نذكره من زيادات ودعوات في الليلة الثالثة والعشرين منه ويومها

وفيها عدة روايات اعلم أن هذه الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان ، من شهر رمضان ، وردت أخبار صريحة بأنها ليلة القدر على الكشف والبيان .
فمن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى سفيان بن السمط ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام أفرد لي ليلة القدر ، قال : ليلة ثلاث وعشرين ( عنه البحار 98 : 159 ) .
ومن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى زرارة ، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن ليلة القدر ، فقال : أخبرك والله ثم لا أعمي عليك ، هي أول ليلة من السبع الاخر ( عنه البحار 98 : 159، المستدرك 7 : 472 ) .
أقول : لعله قد أخبر عن شهر كان تسعا وعشرين يوما ، لأنني ما عرفت أن ليلة أربع وعشرين وهي غيره مفردة ، مما يحتمل أن تكون ليلة القدر .
ووجدت بعد هذه التأويل في الجزء الثالث من جامع محمد بن الحسن القمي لما روي منه هذا الحديث فقال ما هذا لفظه : عن زرارة قال : كان ذلك الشهر تسعة وعشرين يوما . ( عنه البحار 98 : 159 )
ومن ذلك باسنادنا إلى ضمرة الأنصاري ، عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول : ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرون . ( عنه البحار 98 : 160 ، المستدرك 7 : 473 )
ومن ذلك ما رويناه باسنادنا أيضا إلى حماد بن عيسى ، عن محمد بن يوسف ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن الجهني أتى إلى رسول صلى الله عليه وآله فقال له : يا رسول الله إن لي إبلا وغنما وغلمة ، فاحب أن تأمرني ليلة أدخل فيها فأشهد الصلاة و ذلك في شهر رمضان ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فساره ( ساره : كلمه بسر ، كلمه في اذنه ) في اذنه . قال : فكان الجهني إذا كانت ليلة ثلاث وعشرين دخل بإبله وغنمه وأهله وولده وغلمته ، فكان تلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين بالمدينة ، فإذا أصبح خرج بأهله وغنمه وإبله إلى مكانه ( عنه البحار 83 : 128 ، 98 : 159 ، رواه الشيخ في التهذيب 4 : 330 ) . واسم الجهني عبد الرحمن بن أنيس الأنصاري .
وروى أبو نعيم في كتاب الصيام والقيام باسناده ، أن النبي صلى الله عليه وآله كان يرش ( رش الماء : نفضه وفرقه ) على أهله الماء ليلة ثلاث وعشرين ، يعني من شهر رمضان ( عنه البحار 98 : 160 ، المستدرك 7 : 473 ) .
ومن الزيادات في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان : فمنها الغسل ، روينا ذلك بعدة طرق : منها باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى رحمه الله باسناده إلى بريد بن معاوية ، عن أبي عبد الله قال : رأيته اغتسل في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان مرة في أول الليل ، ومرة في آخره ( عنه الوسائل 3 : 311 ، رواه الشيخ في التهذيب 4 : 331 )ز
ومنها : المأة ركعة وادعيتها على إحدى الروايتين ، أو المائة وثلاثون على الرواية الاخرى بأدعيتها . وقد تقدم وصف هذه المائة : عشرون منها في أول ليلة من شهر رمضان بدعواتها ، وثمانون ركعة في ليلة عشر بضراعاتها ، فتؤخذ من هناك على ما قدمناه من صفاتها .
ومنها : نشر المصحف الشريف ودعاؤه ، وقد ذكرناه في ليلة تسع عشرة . ومنها : الدعوات المتكررة في كل ليلة في أول الليل وآخره ، وقد تقدم وصفها في أول ليلة منه .
ومنها : دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة ، وهو ليلة ثلاث وعشرين :
اللهم إن كان الشك في أن ليلة القدر فيها أو فيما تقدمها واقع ، فانه فيك وفي وحدانيتك وتزكيتك الأعمال زائل ، وفي أي الليالي تقرب منك العبد لم تبعده وقبلته ، وأخلص في سؤالك لم ترده وأجبته ، وعمل الصالحات شكرته ، ورفع إليك ما يرضيك ذخرته . اللهم فامدني فيها بالعون على ما يزلف لديك ، وخذ بناصيتي إلى ما فيه القربى إليك ، وأسبغ من العمل في الدارين سعيي ، ورق لي من جودك بخيراتها عطيتي ، وابتر عيلتي من ذنوبي بالتوبة ، ومن خطاياي بسعة الرحمة . واغفر لي في هذه الليلة ولوالدي ولجميع الؤمنين والمؤمنات غفران متنزه عن عقوبة الضعفاء ، رحيم بذوي الفاقة والفقراء ، جاد على عبيده ، شفيق بخضوعهم وذلتهم ، رفيق لا تنقصه الصدقة عليهم ، ولا يفقره ما يغنيهم من صنيعه [ إليهم ]. اللهم اقض ديني ودين كل مديون ، وفرج عني وعن كل مكروب ، وأصلحني وأهلني وولدي ، وأصلح كل فاسد ، انفع مني ، واجعل في الحلال الطيب الهنئ الكثير السائغ من رزقك عيشي ، ومنه لباسي ، وفيه منقلبي ، واقبض عن المحارم يدي من غير قطع ولا شل ، ولساني من غير خرس ، واذني من غير صمم ، وعيني من غير عمى ، ورجلي من غير زمانة ، وفرجي من غير إحبال ، وبطني من غير وجع ، وسائر أعضائي من غير خلل وأوردني عليك يوم وقوفي بين يديك خالصا من الذنوب ، نقيا من العيوب ، لا أستحيي منك بكفران نعمة ، ولا إقرار بشريك لك في القدرة ، ولا بإرهاج في فتنة ، ولا تورط في دماء محرمة ، ولا بيعة اطوقها عنقي لأحد ممن فضلته بفضيلة ، ولا وقوف تحت راية غدرة ، ولا اسوداد الوجه بالأيمان الفاجرة ، والعهود الخائنة ، وأنلني من توفيقك وهداك ما نسلك به سبل طاعتك ورضاك ، يا أرحم الراحمين ( عنه البحار 98 : 160 ).
ومنها : دعوات مختصة بهذه الليلة من جملة الفصول الثلاثين ، وهو مروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو دعاء ليلة ثلاث وعشرين :
سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، سبوح قدوس رب الروح والعرش ، سبوح قدوس رب السماوات والأرضين ، سبوح قدوس رب البحار والجبال ، سبوح قدوس يسبح له الحيتان والهوام والسباع في الاكام ، سبوح قدوس سبحت له الملائكة المقربون . سبوح قدوس علا فقهر ، وخلق فقدر ، سبوح سبوح ، سبوح سبوح ، سبوح سبوح ، سبوح سبوح ، قدوس قدوس ، قدوس قدوس ، قدوس قدوس ، قدوس ، [ أن تصلي على محمد وآله وأن تغفر لي وترحمني ، فانك أنت الأحد الصمد ] ( عنه البحار 98 : 161 )
منها : أدعية مختصة بها من أدعية العشر الأواخر ، فمن ذلك :
يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من ألف شهر ، ورب الليل والنهار ، والجبال والبحار ، والظلم والأنوار ، والأرض والسماء ، يا بارئ يا مصور ، يا حنان يا منان ، يا الله يا رحمان ، يا حي يا قيوم ، يا بدئ يا بديع السماوات والأرض يا الله يا الله ، يا الله يا الله ، يا الله يا الله ، يا الله ، لك الأسماء الحسنى ، والأمثال العليا ، والكبرياء والالاء والنعماء ، أسألك باسمك بسم الله الرحمان الرحيم ، إن كنت قضيت في هذه الليلة تنزل الملائكة والروح من كل أمر حكيم . فصل على محمد وآله ، واجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء ، وروحي مع الشهداء ، وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة ، وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وإيمانا يذهب الشك عني ، وترضيني بما قسمت لي ، وآتني في الدنيا حسنة ، وفي الاخرة حسنة وقني عذاب النار . وارزقني يا رب فيها ذكرك و شكرك ، والرغبة والإنابة اليك ، والتوبة والتوفيق لما وفقت له شيعة آل محمد يا أرحم الراحمين ، ولا تفتني بطلب ما زويت عني بحولك وقوتك ، وأغنني يا رب برزق منك واسع بحلالك عن حرامك . وارزقني العفة في بطني وفرجي ، وفرج عني كل هم وغم ، ولا تشمت بي عدوي ، ووفق لي ليلة القدر على أفضل ما رآها أحد ، ووفقني لما وفقت له محمدا وآل محمد عليه وعليهم السلام افعل بي كذا وكذا ، الليلة الليلة الساعة الساعة - حتى ينقطع النفس ( رواه الشيخ في مصباحه 2 : 629 مع اختصار ، ايضا الصدوق في الفقيه 2 : 162 ، والكليني في الكافي 4 : 161 ).
ومن دعاء ليلة ثلاث وعشرين :
اللهم امدد لي في عمري ، وأوسع لي في رزقي ، وأصح جسمي ، وبلغني أملي ، وإن كنت من الأشقياء فامحني من الأشقياء واكتبني من السعداء ، فانك قلت في كتابك المنزل ، على نبيك المرسل صلواتك عليه وآله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ) ( عنه البحار 98 : 162 ).
ومن الدعاء في هذه الليلة :
اللهم إياك تعمدت الليلة بحاجتي ، وبك أنزلت فقري ومسألتي ، تسعني الليلة رحمتك وعفوك ، فأنا لرحمتك مني لعملي
، ورحمتك ومغفرتك أوسع من ذنوبي ، واقض لي كل حاجة هي لي ، بقدرتك على ذلك ، وتيسيره عليك . فاني لم
اصب خيرا إلا منك ، ولم يصرف عني أحد سوءا قط غيرك ، وليس لي رجاء لديني دنياي ، ولا لاخرتي ، ولا ليوم فقري ، يوم ادلى في حفرتي ، ويفردني الناس بعملي غيرك ، يا رب العالمين ( عنه البحار 98 )
ومن دعاء ليلة ثلاث وعشرين :
اللهم اجعلني من أوفر عبادك نصيبا من كل خير أنزلته في هذه الليلة ، أو أنت منزله ، من نور تهدي به ، أو رحمة تنشرها ، أو رزق تقسمه ، أو بلاء تدفعه ، أو ضر تكشفه ، واكتب لي ما كتبت لأوليائك الصالحين ، الذين استوجبوا منك الثواب ، وأمنوا برضاك عنهم منك العقاب ، يا كريم يا كريم ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي ذلك ، برحمتك يا أرحم الراحمين . ( عنه البحار 98 )
ومن الدعاء في هذه الليلة :
أسألك مسألة المسكين المستكين ، وأبتهل إليك ابتهال المذنب البائس الذليل مسألة من خضعت لك ناصيته ، واعترف بخطيئته ، ففاضت لك عبرته ، وهملت لك دموعه ، وضلت حيلته ، وانقطعت حجته ، أن تعطيني في ليلتي هذه مغفرة ما مضى من ذنوبي ، واعصمني فيما بقي من عمري ، وارزقني الحج والعمرة في عامي هذا ، واجعلها حجة مبرورة خالصة لوجهك ، وارزقنيه أبدا ما أبقيتني ، ولا تخلني زيارتك وزيارة قبر نبيك محمدا صلواتك عليه وآله . إلهي وأسألك أن تكفيني مؤونة خلقك من الجن والانس ، والعرب والعجم ، ومن كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إنك على صراط مستقيم . اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم ومما تفرق من الأمر الحكيم في هذه الليلة ، في القضاء الذي لا يرد ولا يبدل ، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام ، في عامي هذا ، المبرور حجهم ، المشكور سعيهم ، المغفور ذنوبهم ، المكفر عنهم سيئاتهم ، وأن تطيل عمري ، وتوسع لي في رزقي ، وارزقني ولدا بارا ، إنك على كل شئ قدير ، وبكل شئ محيط ( عنه البحار 98 : 163)
ومن دعاء ليلة ثلاث وعشرين :
اللهم إني أسألك سؤال المسكين المستكين ، وأبتغي إليك ابتغاء البائس الفقير ، وأتضرع إليك تضرع الضعيف الضرير ، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل . وأسألك مسألة من خضعت لك نفسه ، ورغم لك أنفه ، وعفر لك وجهه ، وخضعت لك ناصيته ، واعترف بخطيئته ، وفاضت لك عبرته ، وانهملت لك دموعه ، وضلت عنه حيلته ، وانقطعت عنه حجته ، بحق محمد وآل محمد عليك ، وبحقك العظيم عليهم ، أن تصلي عليهم كما أنت أهله ، وأن تصلي على نبيك وآل نبيك ، وأن تعطيني أفضل ما أعطيت السائلين من عبادك الماضين من المؤمنين ، وأفضل ما تعطي الباقين من المؤمنين ، وأفضل ما تعطي من تخلقه من أوليائك إلى يوم الدين ، ممن جعلت له خير الدنيا وخير الاخرة ، يا كريم يا كريم يا كريم . وأعطني في مجلسي هذا مغفرة ما مضى من ذنوبي ، واعصمني فيما بقي من عمري ، وارزقني الحج والعمرة في عامي هذا ، متقبلا مبرورا خالصا لوجهك يا كريم ، وارزقنيه أبدا ما أبقيتني ، يا كريم يا كريم يا كريم ، واكفني مؤونة نفسي ، واكفني مؤنة عيالي ، واكفني مؤنة خلقك ، واكفني شر فسقة العرب والعجم ، واكفني شر فسقة الجن والانس ، واكفني شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم ( عنه البحار 98 : 164 ).
ومن دعاء ليلة ثلاث وعشرين - وقد تقدم نحوه في ليلة تسع عشرة عن مولانا الكاظم عليه السلام - وهذا رويناه باسنادنا إلى عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يقول :
اللهم اجعل فيما تقضي وفيما تقدر من الأمر المحتوم ، وفيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر ، من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل ، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام ، في عامي هذا ، المبرور حجهم ، المشكور سعيهم ، المغفور ذنوبهم ، المكفر عنهم سيئاتهم ، واجعل فيما تقضي وفيما تقدر أن تطيل عمري ، وتوسع لي في رزقي . ( عنه البحار 98 : 164 )
أقول : وهذا الدعاء ذكره محمد بن أبي قرة في دعاء ليلة ثلاث وعشرين ، وأورد حديثا عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام أن هذا الدعاء من أدعية ليلة القدر .
ومن زيادات ليلة ثلاث وعشرين القراءة فيها لسورة العنكبوت ، وسورة الروم .
نروي ذلك بعدة طرق عن الصادق عليه السلام أنه قال : من قرأ سورة العنكبوت والروم في ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا ابا محمد من أهل الجنة لا أستثني فيه أبدا ، ولا أخاف أن يكتب الله تعالى علي في يميني إثما ، وإن لهاتين السورتين من الله تعالى مكانا . ( رواه الشيخ في مصباح المتهجد 2 : 630 ، التهذيب 3 : 100 ، والمفيد في المقنعة : 50 ، والصدوق في ثواب الأعمال : 136 اخرجه عن المصادر البحار 98 : 165 ، الوسائل 10 : 361 . )
ومن القرائة فيها سورة : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ألف مرة ، وقد تقدمت رواية لذلك في الليلة الاولى عموما في الشهر كله .
وروينا تخصيص قراءتها في هذه الليلة بعدة طرق إلى مولانا أبي عبد الله عليه السلام قال : لو قرأ رجل ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ألف مرة ، لأصبح وهو شديد اليقين بالاعتراف بما يختص فينا ، وما ذاك إلا لشئ عاينه في نومه . ( رواه في مصباح المتهجد 2 : 630 ، عنه البحار 98 : 165 ، اخرجه الشيخ في التهذيب 3 : 100 ، والمفيد في المقنعة : 50 ، عنهما الوسائل 10 : 362 . )
دعاء الحسن بن علي عليهما السلام ( في البحار : علي بن الحسين عليهما السلام ) في ليلة القدر :
يا باطنا في ظهوره ، ويا ظاهرا في بطونه ، يا باطنا ليس خفي ، ويا ( ويا باطنا ، ويا ظاهرا ( خ ل ) ) ظاهرا ليس يرى ، يا موصوفا لا يبلغ بكينونته موصوف ، ولا حد محدود ، يا غائبا غير مفقود ، ويا شاهدا غير مشهود ، يطلب فيصاب ، ولم يخل منه السماوات والأرض وما بينهما طرفة عين ، لا يدرك بكيف ، ولا يؤين بأين ولا بحيث . أنت نور النور ، ورب الأرباب ، أحطت بجميع الامور ، سبحان من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره - ثم تدعوه بما تريد ( عنه البحار 98 : 165 ) .
رويناها من كتاب عمل شهر رمضان لعلي بن عبد الواحد النهدي باسناده إلى أبي المفضل ، قال : وكتبته من أصل كتابه ،
قال : حدثنا الحسن بن خليل بن فرحان بأحمدآباد ، قال : حدثنا عبد الله بن نهيك ، قال : حدثني العباس بن عامر ، عن إسحاق
بن زريق ، عن زيد بن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في هذه الآية : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) ( الدخان : 4 ) ، قال : هي ليلة القدر ، يقضي فيه أمر السنة من حج وعمرة أو رزق أو أجل أو أمر أو سفر أو نكاح أو ولد ، إلى سائر ما يلاقي ابن آدم مما يكتب له أو عليه في بقية ذلك الحول من تلك الليلة إلى مثلها من عام قابل ، وهي في العشر الأواخر من شهر رمضان ، فمن أدركها - أو قال : شهدها - عند قبر الحسين عليه السلام يصلي عنده ركعتين أو ما تيسر له ، وسأل الله تعالى الجنة ، واستعاذ به من النار ، آتاه الله تعالى ما سأل ، وأعاذه مما استعاذ منه ، وكذلك إن سأل الله تعالى أن يؤتيه من خير ما فرق وقضى في تلك الليلة ، وأن يقيه من شر ما كتب فيها ، أو دعا الله وسأله تبارك وتعالى في أمر لا إثم فيه رجوت أن يؤتى سؤله ، ويوقى محاذيره ويشفع في عشرة من أهل بيته ، كلهم قد استوجبوا العذاب ، والله إلى سائله وعبده بالخير أسرع ( عنه البحار 101 : 99 ، 98 : 166 ) .
وروينا باسنادنا أيضا إلى أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، قال : حدثنا علي بن نصر السبندنجي ( في البحار : البرسجي ) ، قال : حدثنا عبيدالله ( عبد الله ( خ ل ) ، ما أثبتناه هو الصحيح ، وهو الروياني ، راجع معجم الرجال 10 : 46 ) بن موسى ، عن عبد العظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني في حديث قال : من زار الحسين عليه السلام ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، وهي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم ، صافحه روح أربعة وعشرين ألف ملك ونبي ، كلهم يستأذن الله في زيارة الحسين عليه السلام في تلك الليلة ( عنه البحار 101 : 100 ، 98 : 166 ).
قال : وأخبرنا أحمد بن علي بن شاذان وإسحاق بن الحسن ، قالا : أخبرنا محمد ابن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن مندل ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا كان ليلة القدر يفرق الله عزوجل كل أمر حكيم ، نادى مناد من السماء السابعة من بطنان العرش : أن الله عزوجل قد غفر لمن أتى قبر الحسين عليه السلام ( عنه البحار 101 : 100 ، 98 : 166 ) .
فصل : ولا يمتنع الانسان في هذه الليلة من دعوات بظهر الغيب لأهل الحق
وقد قدمنا في عمل اليوم والليلة فضائل الدعاء للاخوان ، ورأينا في القرآن عن إبراهيم عليه السلام : ( واغفر لأبي إنه كان من الضالين ) ( الشعراء : 86 ) ، وروينا دعاء النبي صلى الله عليه وآله لأعدائه ( اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون ) .
أقول : وكنت في ليلة جليلة من شهر رمضان بعد تصنيف هذا الكتاب بزمان ، وانا أدعو في السحر لمن يجب أو يحسن تقديم الدعاء له ، ولي ولمن يليق بالتوفيق أن أدعو له ، فورد على خاطري أن الجاحدين لله جل جلاله ولنعمه والمستخفين بحرمته ، والمبدلين لحكمه في عباده وخليقته ، ينبغي أن يبدأ بالدعاء لهم بالهداية من ضلالتهم ، فان جنايتهم على الربوبية ، والحكمة الإلهية ، والجلالة النبوية أشد من جناية العارفين بالله وبالرسول صلوات الله عليه وآله . فيقتضي تعظيم الله وتعظيم جلاله وتعظيم رسوله صلى الله عليه وآله وحقوق هدايته بمقاله وفعاله ، أن يقدم الدعاء بهداية من هو أعظم ضررا وأشد خطرا ، حيث لم يقدر ( تعذر ( خ ل ) ) أن يزال ذلك بالجهاد ، ومنعهم من الإلحاد والفساد .
أقول : فدعوت لكل ضال عن الله بالهداية إليه ، ولكل ضال عن الرسول بالرجوع إليه ، ولكل ضال عن الحق بالاعتراف به والاعتماد عليه . ثم دعوت لأهل التوفيق والتحقيق بالثبوت على توفيقهم ، والزيادة في تحقيقهم ، ودعوت لنفسي ومن يعنيني أمره بحسب ما رجوته من الترتيب الذي يكون أقرب إلى من أتضرع إليه ، وإلى مراد رسوله صلى الله عليه وآله ، وقد قدمت مهمات الحاجات بحسب ما رجوت أن يكون أقرب إلى الاجابات .
فصل : أفلا ترى ما تضمنه مقدس القرآن من شفاعة إبراهيم عليه السلام في أهل الكفران ، فقال الله جل جلاله : ( يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب ) ( هود : 75 ) ، فمدحه جل جلاله على حلمه وشفاعته ومجادلته في قوم لوط ، الذين قد بلغ كفرهم إلى تعجيل نقمته .
فصل : أما رأيت ما تضمنته أخبار صاحب الرسالة ، وهو قدوة أهل الجلالة ، كيف كان كلما آذاه قومه الكفار ، وبالغوا فيما يفعلون ، قال صلوات الله عليه وآله : ( اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ) .
فصل : أما رأيت الحديث عن عيسى عليه السلام : كن كالشمس تطلع على البر والفاجر ، وقول نبينا صلوات الله عليه وآله : اصنع الخير إلى أهله وإلى غير أهله ، فان لم يكن أهله فكن أنت أهله ، وقد تضمن ترجيح مقام المحسنين إلى المسيئين ، قوله جل جلاله : ( لا ينهيكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) ( الممتحنة : 8 ) ، ويكفي أن محمدا صلى الله عليه وآله بعث رحمة للعالمين .
فصل : ومما نذكره من فضل إحياء ليلة القدر : ما ذكره الشيخ الفاضل جعفر ابن محمد بن أحمد بن العباس بن محمد الدوريستي رحمه الله في كتاب الحسني ، قال : حدثني أبي ، عن محمد بن علي ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن العباس بن الجريش الرازي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام ، عن آبائه ، عن الباقر محمد بن علي عليهم السلام قال : من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء ، ومثاقيل الجبال ومكائيل البحار ( عنه البحار 98 : 168 ، الوسائل 8 : 21 ، رواه الصدوق في فضائل الأشهر الثلاثة : 118 ، عنه الوسائل 10 : 358 ) .
ومن الكتاب الحسني المذكور ، حدثني أبي ، عن محمد بن علي السكوني ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا الحسن بن علي السكوني ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام ، قال : من أحيا ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وصلى فيها مائة ركعة وسع الله عليه معيشته في الدنيا وكفاه أمر من يعاديه ، وأعاذه من الغرق والهدم والسرق ومن شر السباع ، ودفع عنه هول منكر ونكير ، وخرج من قبره نور يتلألأ لأهل الجمع ، ويعطى كتابه بيمينه ، ويكتب له براءة من النار ، وجواز على الصراط ، وأمان من العذاب ويدخل الجنة بغير حساب ، ويجعل فيها من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفقا ( عنه البحار 98 : 165 ، الوسائل 8 : 19 ، رواه الفتال في روضة الواعظين : 349 ، أخرجه الصدوق في فضائل الأشهر الثلاثة : 138 ، عنه الوسائل 10 : 359 ، البحار 98 : 168 ) .
ومن الزيادات ليلة ثلاث وعشرين قراءة سورة الدخان فيها ، وفي كل ليلة ، وقد قدمنا الرواية بذلك في أول ليلة ، وأن تحصي بالعبادة كما قدمناه . ومما رويناه في تعظيم فضلها وإحيائها أيضا ما رواه ابن أبي عمير ، عن جميل وهشام وحفص قالوا : مرض أبو عبد الله عليه السلام مرضا شديدا ، فلما كان ليلة ثلاث وعشرين أمر مواليه فحملوه إلى المسجد ، فكان فيه ليلته ( عنه البحار 98 : 169 ) .
فصل ( 1 ) فيما يختص باليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان من دعاء اليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان :
سبحان الذي ينشئ السحاب الثقال ، ويسبح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته ، ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ويرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ، وينزل الماء من السماء بكلماته ، وينبت النبات بقدرته ، ويسقط الورق بعلمه . سبحان الله بارئ النسم ، سبحان الله المصور ، سبحان الله خالق الأزواج كلها ، سبحان الله جاعل الظلمات والنور ، سبحان الله فالق الحب والنوى ، سبحان الله خالق كل شئ ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى ، سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله رب العالمين - ثلاثا .
دعاء آخر في هذا اليوم :
اللهم اغسلني فيه من الذنوب ، وطهرني فيه من العيوب ، وامتحن فيه قلبي بتقوى القلوب ، يا مقيل عثرات المذنبين ( عنه البحار 98 : 169 ).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page