بعض صيغ الحديث
1. لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن فقال: كأني قد دُعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله تعالى وعترتي، قال: إن الله عزّ وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي(عليه السلام) فقال من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وآلِ من والاه وعادِ من عاداه) / هامش1 .
2. في وصية الأمام علي(عليه السلام) لكميل(رحمه الله): (ياكميل، نحن الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر، وقد أسمعهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقد جمعهم ونادى فيهم الصلاة جامعة يوم كذا وكذا وأياماً سبعة وقت كذا وكذا فلم يتخلف أحد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس، إني مؤد عن ربي عزّ وجل ولا مخبر عن نفسي فمن صدقني فالله صدق ومن صدق الله أثابه الجنان، ومن كذبني كذّب الله عزّ وجل ومن كذّب الله أعقبه النيران. ثم ناداني فصعدت، فأقامني دونه ورأسي إلى صدره والحسن والحسين عن يمينه وشماله، ثم قال: معاشر الناس، أمرني جبرئيل(عليه السلام) عن الله تعالى أنه ربي وربكم أن أعلمكم أن القرآن الثقل الأكبر، وأن وصيّ هذا وابنايّ ومنْ خلفهم من أصلابهم حاملاً وصاياهم الثقل الأصغر، يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر و يشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر، كل واحد منهما ملازم لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله فيحكم بينهما وبين العباد) / (بشارة المصطفى ص29.).
البـحث العـددي
من ملاحظة أن عترة أهل البيت(عليهم السلام) هم عدل الكتاب وهم الثقل الأصغر كما جاء في الأحاديث الشريفة حاولتُ أن أجد علاقة رياضية تعبر عن هذه المساواة فلم أفلح ولم أزل أحاول حتى هداني الله لمعرفة ذلك وهي من منن الله تعالى على أمة الإسلام أن يُعَرِّفها بطرق الهداية في كل عصر ويثبت أبداً وبصورة رياضية أن الثقل الأصغر هم إثنا عشر إماماً بعد النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله).
ولمعرفة ذلك نجد أولاً النسبة بين الأصغر والأكبر، ولكن كيف يتأتى لنا ذلك؟
قد عرفتَ من موضوع العمليات الإحصائية في أساليب البحث العددي الذي مر عليك أن أسلوب إحصاء المفردات هو أسلوب صحيح تم إثباته بالاستقراء الرياضي وأن مجموع ورود أي كلمة فيه سر يخص المسألة التي تسميها هذه الكلمة وعليه فقد أحصيتُ كلمتي (أصغر) و (أكبر) في كتاب الله، فأما كلمة (أصغر) وهي اسم تفضيل يشير إلى عترة الرسول محمد(صلى الله عليه وآله) كما في حديث الثقلين فوجدتُ أنها تتكرر مرتين فقط وفي الآيتين التاليتين:
1. قوله تعالى: ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتب مبين) / (سورة يونس(عليه السلام)، الآية 61.).
2. قوله تعالى: (...قل بلى وربي لتأتينكم علم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموت ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتب مبين) / (سورة سبأ، الآية 3.).
و أما كلمة (أكبر) وهي اسم تفضيل يشير إلى كتاب الله كما في حديث الثقلين فوجدتُ أنها تتكرر (19) مرة (انظر ارقام الآيات في كتاب الذرية الخاتمة)
ولما لهذا العدد من مزايا وكونه ثابتاً قرآنياً / (أنظر البحوث المنشورة على موقع الأرقام الشامل.) مهماً فقد استبشرتُ خيراً و وجدت بعض الإشارات العددية الإضافية التي مهدت لي طريق البحث والمضي قدماً فيه فمن الآيات التي وردت فيها كلمة (أكبر) هي الآية (19) من سورة الأنعام وهي قوله تعالى: (قل أي شيء أكبر شهدة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله ءالهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله وحد وإنني بريء مما تشركون)، وسنذكر هنا بعض ميزاتها وما تحويه من لطائف ونكات عددية تتعلق بحديث الثقلين:
1. ذكر المفسرون / (أنظر التبيان ومجمع البيان وبيان السعادة في تفسيرهم للآية.) أن أكبر شيءٍ شهادةً هو الله سبحانه وتعالى وهو يشهد على نبوة محمد(صلى الله عليه وآله)، وفيها أيضاً أن هذا القرآن أوحي له(صلى الله عليه وآله) لينذر به ومن بلغ أن يكون إماماً من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به الرسول(صلى الله عليه وآله)، كقوله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) / (سورة يوسف(عليه السلام)، الآية 108.)، أو قوله تعالى: (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتب) / (سورة الرعد، الآية 43.)، حيث ذكر أهل التفسير أن من عنده علم الكتاب هم الأئمة الإثني عشر الذين يمثلون الثقل الأصغر وأولهم الأمام علي(عليه السلام)، وهم يشهدون مع الله لمحمد(صلى الله عليه وآله) بصدق الرسالة الممثلة بكتاب الله الذي يمثل جهة الثقل الأكبر، وهنا نلمس شهادة الثقل الأصغر للأكبر.
2. رقم الآية هو (19) وفيه إشارة على أن أكبر شهادة وهي شهادة الله تعالى لرسوله اقترنت بهذا العدد حيث وردت كلمة (أكبر) في كتاب الله (19) مرة.
3. عدد حروف الآية المباركة = 133 حرفاً وهو من مضاعفات العدد (19) حيث أن:
7 × 19 = 133.
4. ورود أحرف كلمة (أكبر) في الآية الشريفة = 38، وهو من مضاعفات العدد 19 حيث إن:
2 × 19 =38.
5. ورود أحرف كلمة (الله) وهو أكبر شيء شهادة، في الآية الشريفة =66 وهذا الرقم نفسه هو حساب الجُمَّل لكلمة (الله).
وهكذا يتبين لك أنّ في هذه الآية الشريفة إشارات إلى جهة الثقل الأكبر.
والآن: تهيأ للمفاجأة وصلِّ على محمد وآله وسبِّح بحمد ربك العظيم:
التعبير الرياضي عن كتاب الله يكون كما يلي:
كتاب الله = 114 سورة.
نفرض أن عدد الأئمة = س
وبطريقة النسبة والتناسب نحصل على حقيقة قرآنية تفسر معنى حديث الثقلين وتثبت بصورة قطعية أن عترة أهل البيت(عليهم السلام) هم اثنا عشر إماماً وهم الثقل الأصغر وكما يلي:
إحصاء كلمة (أصغر) في كتاب الله .... إحصاء كلمة (أكبر) في كتاب الله
2 ................................................................... 19
عدد الأئمة(ع) ويمثل الثقل الأصغر .... عدد سور كتاب الله ويمثل الثقل الأكبر
س .............................................................. 114
س = 2 × 114/19
= 12
وبهذا يتبين و بصورة رياضية ومن خلال كتاب الله أن حديث الثقلين يستبطن عدد الأئمة(عليهم السلام) و بأنهم لن يفترقوا عن كتاب الله حتى ورود الحوض.
نتيجة البحث:
1. حديث الثقلين حديث صحيح ومذكور في القران.
2. الحديث يشير الى عترة الرسول الإثني عشر (ع) وبهذا يتبين أن العترة هم الذكور فقط.
3. الحديث يؤكد أن كتاب الله هو الثقل الأكبر وأن العترة هي الثقل الأصغر.
4. تطابق النتيجة مع الحديث الصحيح روائياً يعطي دفعاً وتقدما للإعجاز العددي ويبرهن على وجوده في القران الكريم.
5. صحة هذا الحديث واستبطانه عدد العترة يؤيد صحة روايات مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) التي أشارت الى الإثني عشر بأن أولهم علي ثم الحسن والحسين وتسعة من صلب الحسين آخرهم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين.
6. بعد أن أثبت الحديث إن عدد الثقل الأصغر هو إثني عشر إماماً وأنهم لن يفترقوا عن كتاب الله تعالى ، يعطي اثباتاً قوياً وبما لايقبل الشك أن المهدي (عليه السلام) هو الثاني عشر منهم وقد ولد وأنه حي يرزق.
ملاحظة : يمكنكم الرجوع الى أصل البحث في كتابي الذرية الخاتمة.
...........................
هامش 1 : المستدرك على الصحيحين:3/118/4576، خصائص الأمام أمير المؤمنين للنسائي:150/79 ونحوه وراجع كمال الدين234/250، الغدير 1/30و34و302 وغيرها كثير. وروي أيضاً في صحيح مسلم ج7ص122 وسنن الترمذي ج2ص307 وسنن الدار مي ج2ص432 ومسند أحمد ج3ص14، 17، 26، 59.
المهندس هادي الذهبي
