طباعة

علاقة مودّة

أيّها القائد المنتظر
"هل إليك ـ يا ابن أحمد ـ سبيل فتلقى؟
هل يتّصل يومنا منك بعدة فنحظى؟
متى نرد مناهلك الروّية فنروى؟
متى ننتقع من عذب مائك فقد طال الصدى؟
متى نغاديك ونراوحك فنقرّ عيناً؟
متى ترانا ونراك؟
وقد نشرت لواء النصر..
هذه المناجاة المملوءة بالحب والمودّة، والحنان.
هذه المناجاة التي هي أشبه بالشعر، وليست بشعر.
هذه المناجاة التي تسكب في النفس أعمق معاني الودّ والإخلاص.
هل تفاعلت معها، لتشعركم تحدث فيك انقلاباً؟
إنّ علاقتك بقائدك المغيّب ليست فقط علاقة هدف، ومبدأ وقيادة.
وإنّما لا بد أن تعيش في نفسك الحب العميق لهذه القيادة.
حتى تحن إليها كما تحن إلى أغلى شيء في حياتك.
إنّها قيادتك التي تنتظر يومها السعيد.
إنّها معقد آمالك.
إنّها تكمن لك الحب والاحترام والتقدير.
إنّها تعيش همّك ومأساتك.
إنها تحمل إليك معنى الأبوّة.
لكنّها مضطرة إلى الاحتجاب عنك.
وهي تشكو من لوعة هذا الاحتجاب.
تنتظر ساعة لقائها مع قواعدها وأنصارها ومحبّيها تحت لواء النصر.
المناجاة هذه المرّة تعطيك شحنة عاطفة وحب.
ترضي خاطرك وتهدّئ عليك من اللوعة.
ما أحلى هذه المناجاة!!
ثانياً: العمل على صعيد الخارج
لقد كان ما مضى حديثاً عن العمل على صعيد ذواتنا، واستطعنا أن نعطي بعض الأضواء حول طبيعة هذا العمل.
السؤال الآن:
ما هو عملنا على صعيد المجتمع والأمّة.
ما هو الدور الذي يجب أن ننفّذه في عملية التمهيد للدولة الإسلامية الكبرى، تلك الدولة التي نقترب يوماً بعد يوم من بزوغ فجرها الأصيل.
أي موقف نتّخذه في داخل جبهتنا، وبعضنا مع البعض الآخر؟
ثم أيّ موقف نتّخذه مع الآخرين من غير جبهتنا؟
إنني ما زلت أشعر بصعوبة الوغول في هذا البحث، وأجد أن ليس بالإمكان إلاّ إعطاء بعض الخطوط العريضة.
ثم إنّي أحاول أن استلهم هذه الخطوط من توجيهات قادتنا أنفسهم، الأئمّة من أهل البيت، ومن مدرسة القرآن، ومحمّد صلى الله عليه وآله.
وفي هذا الضوء فإنّ بالإمكان أن نؤكّد على ثلاث من مهامّنا: