• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الكافلون لأيتام آل محمد (ع)

الكافلون لأيتام آل محمد (ع)

 

   الآن أنتم أيها الفضلاء على قسمين: بعضكم معذور من السفر للتبليغ وهؤلاء لهم أجر نيتهم ، ما داموا نووا أن يذهبوا لو استطاعوا .

   أما الذين لاعذر لهم فيجب أن يذهبوا ، لكن عليهم أن يعرفوا قيمة هذا السفر ، وأنه تجارة مربحة يَسَّرَهَا لهم ربُّهم .

    يوجد حديث شريف يبين لنا أهمية هذا الأمر: جاءت امرأة الى الصديقة الطاهرة الزهراء÷فقالت لها: ( إن لي والدة ضعيفة ، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شئ ، وقد بعثتني إليك أسألك . فأجابتها فاطمة عن ذلك ، ثم ثنَّتْ ، فأجابتْ ، ثم ثلَّثتْ فأجابتْ، إلى أن عشَّرتْ فأجابتْ ، ثم خجلت من الكثرة ، فقالت: لا أشقُّ عليك يا بنت رسول الله . قالت فاطمة÷: هاتي وسلي عما بدا لك ، أرأيت من اكتُرِيَ يوماً أن يصعد إلى سطح بحمل ثقيل ، وكراؤه مائة ألف دينار أيثقل عليه؟ فقالت: لا . فقالت: اكتُرِيتُ أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً ، فأحرى أن لا يَثقل عليَّ ! ) (1)

   نعم، هذا أجر هداية الناس الى أحكام دين الله تعالى!

  ومسائل هذا الموضوع ليست تعبدية ، لكنها تحتاج الى عقل ناضج لإدراكها فعندمايكون الحكم حكم الله تعالى والقانون قانون الله تعالى،فإن هذه الإضافة توجب تغيير كل الأمور المتعلقة به . فكل شئ موجود في هذه الإضافة !

   عندما يكون الحكم حكم الله تعالى يصير الذي يبلغه نبياً ، ويصير حجة لله  ويصير موضوع التقييم نبي الله وحجة الله ! ويصير أجره أكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً ! ومعنى تعبير الصديقة الزهراء÷أن هذا حد إدراكنا نحن ، وإلا فالأجر أعظم من هذا ، ولم تعين÷بأي مقدار هو أعظم وأكثر.. ولا عَجَبَ ، فإن طرف الإضافة هو الله تعالى !

    المهم لكم أن تستفيدوا من الفرصة . صحيح أنكم لو عملتم في مجال آخر لوصلتم الى درجات مختلفة ، حسب استعداد كل منكم. مثلاً أكثركم لو اتجه الى دراسة فرع من الفروع غير علوم الدين لكان الأمر عليه أسهل، وما تكلف بذل هذا الجهد ولا تحمل هذه المصاعب، فغيركم يدرس اثنتي عشرة سنة أو أكثر أو أقل ، فيصير مهندساً أو طبيباً ، ثم يعمل ويدير أمور معيشته.

   أما أنتم فتدرسون سنيناً أطول ، وتبذلون جهداً أكبر ، ثم يرى الطالب نفسه أنه لايحصل من راتب الحوزة علىكفاف معيشته!

   لكن المهم أن لايعطي أذنه لوسوسة الشيطان، وأن يقدر النعمة التي أنعم الله عليه بها ، حتى لاينطبق عليه لاسمح الله: ( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) .

   إن ما يمنَُ الله به على طالب العلم من توفيقات ونعم عظيمة ، إنما هو بسبب حليب الأم الطاهر، أو نية الأب الصافية، أو نية أحد أجداده الصالحين، فإن عمل الله تعالى أمرٌ محسوب بدقة ، فلا تتخيلوا أن منصب خادم الإمام المهدي(ع)، الذي لاتقاس به مناصب كل حكومات العالم مجتمعة.. أمرٌ بسيط؟!

   إن مجرد تسجيل اسم أحدكم في سجل صاحب الزمان صلوات الله عليه ، مقامٌ وشرفٌ لا تعدله ثروةٌ ولا سلطةٌ ، بل لاتعدل حتى غبارَه !

   فعلى الواحد منكم أن يعرف ماذا عليه أن يفعل . وقد أطلنا اليوم في هذا الموضوع، لأن التذكير به ضروري .

   يُعرف الإمام(ع)بأمرين: العلم ، وإجابة الدعوة . فدعوة حجة الله في أرضه مستجابة لا ترد ولا تبدل ، وقد قال الإمام علي بن موسى الرضا(ع): (رحم الله عبداً أحيا أمرنا) . رحم الله . . بصيغة الماضي ، ولم يقل يرحم الله من أحيا أمرنا! فالنسبة قسمان: نسبة تقديرية هي مدلول هيئة المضارع، ونسبة تحقيقية وهي مدلول هيئة الماضي ، وقد أكدها الإمام بأن جاء بها بصورة الإخبار ، ثم بصيغة الدعاء ، ودعاء المعصوم لايرد !

   يقول أبو الصلت&:فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

   قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
( العيون:2/275 )

   هذا هو إحياء أمرهم(ع)فأمرهم أمر الله تعالىوالمتعلم علوم أهل البيت (ع)ومعلمها للناس محيٍ لأمر الله . فهل يتصور أحدنا أن يحصل على مقام أعلى من هذا المقام ، مقروناً بذلك الدعاء من حجة الله(ع)؟!

   كما ينبغي أن تعرفوا أن التبليغ المؤثر في الناس لعلوم أهل البيت(ع)في شهر رمضان وغيره ، إنما هو أمران: القرآن والحديث .

   والسر في ذلك أن نص القرآن ذو روح ، ونص الحديث نص له روح ، وحتى ترجمة القرآن والحديث ليس فيها تلك الروح !

  جربوا واقرؤوا على الناس أصل القرآن وأصل الحديث، واقرؤوا ترجمتهما، لتلمسوا ذلك، وأن الذي يؤثر في الناس أصل القرآن ، وأن الروح التي فيه تدرك ولا توصف! وأن في كلام النبي والأئمة(ع)نوراً خاصاً ، لايرى بهذه العين، بل بعين أقوى!

   فاقرؤوا على الناس نصوص تلك الآيات الكريمة والكلمات المنيرة ، فإن قراءتها تحيي الأرواح ، وتنعش القلوب.

    هذا هو طريق التبليغ ، وأمامكم ذلك الأجر الذي وصفته الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء÷، ومعكم دعاء الإمام الرضا المستجاب(ع).

    وأهم من هذا .. أن الإمام الرضا(ع)قال: (أفضل ما يقدمه العالم من محبينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذله ومسكنته، أن يغيث في الدنيا مسكيناً من محبينا، من يد ناصبٍ عدو لله ولرسوله(ع).

  يقوم من قبره والملائكة صفوف من شفير قبره إلى موضع محله من جنان الله، فيحملونه على أجنحتهم يقولون له: مرحباً طوباك طوباك، يا دافع الكلاب عن الأبرار، ويا أيها المتعصب للأئمة الأخيار). ( الإحتجاج:1/12)

   ماذا يعني ذلك؟! يعني أن الذي يدفع شبهات النواصب والمخالفين عن إمامة الأئمة المعصومين من أهل بيت النبوة الأطهار(ع)، أو الذي يرد شبهات المشككين ووسوساتهم في عقيدتنا بمقامات الصديقة الكبرى والأئمة المعصومين، أولئك الشكاكون الذين يستكثرون عليهم أن تكون لهم مقامات من الله تعالى فوق تصور البشر !

   إن الذي يقف أمام هؤلاء ويدفع شبهاتهم يعطى إسم: دافع الكلاب عن الأبرار . ويعطى وساماً آخر أيضاً وهو: المتعصب للأئمة الأخيار !

   إن التعصب لأحدٍ أو لقبيلة أو وطن، محرمٌ في الإسلام ومبغوض، لكن هذا التعصب مستثنى لأنه دفاع عن خير الخلق محمد وعترته الأئمة الأخيار الأطهار المظلومين، صلوات الله عليه وعليه !

    وأختم كلامي بأن سفركم للتبليغ يجب أن يكون منصباً على كلمتيتن:

دفع الكلاب عن الأبرار ، والتعصب للأئمة الأخيار.

 

 التعليقات

    (1) الحديث في تفسير الإمام العسكري(ع)ص340والبحار:2/3، وتكملته: (سمعت أبي رسول الله(ع)يقول: إن علماء شيعتنا يحشرون، فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عباد الله، حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور . ثم ينادي منادي ربنا عز وجل: أيها الكافلون لأيتام آل محمد الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم ، هؤلاءتلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم، فاخلعوا عليهم كما خلعتموهم خلع العلوم في الدنيا. فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم ، حتى أن فيهم لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة. وكذلك يخلع هولاء الأيتام على من تعلم منهم .

   ثم إن الله تعالى يقول: أعيدوا عليَّ هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتى تتموا لهم خلعهم وتضعفوها، فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ، ويضاعف لهم ، وكذلك من بمرتبتهم ممن يخلع عليه على مرتبتهم .

   وقالت فاطمة÷:يا أمة الله إن سلكاً من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ، وما له فضل ، فإنه مشوب بالتنغيص والكدر ) . انتهى.

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page