الجهةُ الثالثة : أقسامُ الشَعائِر الحُسينيّة
تنقسم الشعائر الحسينيّة إلى : الخطابة ـ الشعر (حول واقعة كربلاء) ، الكتاب (كتب التأريخ) ـ والعزاء بأقسامه : البكاء ، اللطم ، الضرب بالسلاسل ، التطبير ، المواكب ، المشاعل ، التشبيه ، وغيرها من أقسام الشعائر الحسينيّة ، ونحاول أن نذكر النقض والإبرام في أكثر تلك الأقسام ، وكذلك نتعرّض لأجوبة بعض التساؤلات التي تُثار حول الشعائر الحسينيّة.
ولابدّ بادئ ذي بدء في هذه الجهة أن نتعرّض إلى الرواية في الشعائر الحسينيّة ، أي رواية الخطيب عن أحداث النهضة الحسينيّة ، أو رواية الشاعر في شعره ، أو رواية الكاتب في نثره ؛ لأنّ هناك لغطاً كثيراً وخَبطاً كبيراً في الضابطة والمِلاك في هذا البحث ، هل هو الميزان التأليفي أم الميزان الفقهي ، أم أنّه ميزان الرواية القصصيّة ، ما هي الضابطة؟!
ولا بدّ من أن نعقد لذلك بحثاً مفصّلاً في البداية إن شاء الله.
وعند استعراض الأدلّة الخاصّة أو العامّة الواردة في الشعائر الحسينيّة ومصادرها ومظانّها بحسب تحليل الشعائر الحسينيّة ، فقد مرّ بنا تكثّر العناوين الواردة فيها ؛ ولأنّ كلّ شعيرة هي علامة ومعلَم لمعنى من الأحكام الدينيّة ، ومن
ثُمَّ تتبّع تلك الشعيرة دليل ذلك المعنى والحكم الديني ، فنستنتج أنّ الشعائر الحسينيّة لا تنحصر بعدد محدود.
فمن تقسيمات الشعائر الحسينيّة:
الخطابة ، الشِعر ، الكتابة ، الرثاء ، التمثيل (التشبيه ، المسرح ، الفيلم) ، العزاء بأقسامه من : اللطم ، وضرب السلاسل ، والتطبير ، والمواكب المختلفة ، فأشكال وصور العزاء الحسيني كثيرة جدّاً ، وكلّ منها يختصّ بأبحاث ربّما تختلف عن العناوين الأخرى ، فلا بدّ من إيقاع بحث لكلٍّ منها على حِدة ، وعلى الرغم من أنّ هناك أبحاثاً مشتركة بينها.
وهذه التقسيمات في هذه الجهة لا تقتصر على ما ذكرنا ، بل تشمل كذلك صور ونواحي الإعلام في الشعائر الحسينيّة مثل : لبس السواد ـ وهو الزي الخاص المعبِّر عن الحِداد والحزن ـ واستخدام الرايات والأعلام في الحسينيّات والمواكب والشوارع العامّة.
إذاً ، أقسام الشعائر تتّسع إلى كلّ ما هو مرسوم أو متّخذ ، وما يُستحدَث وما يُستجدّ من صور وأشكال لإبراز الحُزن والتفجّع ، وإظهار التأسّف والتأسّي والمواساة لأهل البيت (عليهم السلام) ، فالتقسيم غير محصور طبقاً لعموم قاعدة الشعائر الدينيّة الشاملة للمصاديق المستجدّة ، لا سيّما في دلالة نفس الأدلّة الخاصّة ، فلا تنحصر بمصاديق معيّنة كي يطالب الباحث بدليل خاص حول هذا النوع الخاصّ من الشعيرة ، أو تلك الشعيرة التي لم تكن في زمن الأئمّة (عليهم السلام) ، وهذا ما ذكرناه سابقاً في البحث عن الجهات العامّة في قاعدة الشعائر الدينيّة ، ومع ذلك سنبحث
عن بعض الأدلّة الواردة في الشعائر الحسينيّة ، وإنّها لا تنحصر في المصاديق المعهودة في زمنهم (عليهم السلام) ، بل تكون شاملة للمصاديق المستجدّة والمستحدَثة كذلك.
فالتقسيمات غير منحصرة ، بل متّسعة بمقتضى ما حُرِّر في الجهات العامّة في قاعدة الشعائر الدينيّة ، وبمقتضى ما سيتبيّن بالخصوص لبعض الأدلّة الخاصّة المتعرّضة للشعائر الحسينيّة.
المقام الثاني / الشعائر الحسينيّة- الجهةُ الثالثة : أقسامُ الشَعائِر الحُسينيّة
- الزيارات: 3467